الساحر الطيب..ويليام شيكسيصطلح النقاد ودارسو الأدب على أن ويليام شيكسبير (1564 – 1616) هو أعظم شاعر وكاتب مسرحى فى التاريخ. وبصرف النظر عن مدى دقة و جدوى الأحكام المطلقة, خاصة فى مجال الأدب الذى يختلف تماما عن العلوم والرياضيات, فإن شيكسبير حقا شاعر مسرحى فذ وساحر بلا جدال, وككل عظماء الشعراء لا تعرف قيمته إلا إذا قرأته بلغته.
ولد شيكسبير فى قرية إنجليزية صغيرة, وندهته نداهة الفن فى مرحلة مبكرة فالتحق بفرقة مسرحية متجولة فعمل بها ممثلا, وسرعان ما استقرت فرقته فى لندن, واكتشف ويليام الشاب موهبته الشعرية- فى زمن كان يُكتب فيه المسرح شعرا- فصار يكتب لفرقته مسرحياتها, إضافة للتمثيل الذى ظل يمارسه طوال حياته,
واشتهر بقدرته الخارقة على كتابة الحوار المسرحى شعرا بسلاسة وسهولة عجيبة كأنه يتكلم أو يتنفس. كتب الكوميديات والتراجيديات والمسرحيات التاريخية وقصص الحب,
وكان العقد الأول من القرن السابع عشر فترة توهجه, فكتب فيه تراجيدياته الأربع الخالدة: هاملت وماكبث وعطيل والملك لير, إضافة إلى أفضل كوميدياته, ثم ختم بعمله العظيم "العاصفة" الذى ربما كان العمل الدرامى الوحيد الذى تحدث فيه شيكسبير عن نفسه كشاعر وبدا وجهه قليلا خلف قناع الساحر الطيب بروسبيرو.
لم يكن شيكسبير يكتب فى زمن يحتفى بالجانب الشخصى لمبدعيه, ولذلك فنحن نعرف القليل عن حياته, ولم تُطبع أعماله إلا بعد زمن طويل من تمثيلها, بل ولم يحظ كاتبها بالتقدير العظيم الذى يتمتع به الآن إلا مع القرن التاسع عشر. وفى مثل هذا اليوم,السادس والعشرين من شهر إبريل, الذى وُلد فيه هذا الجمال الفنى النادر: ويليام شيكسبير, يحلو لنا أن نُفرد له هذه الصفحة، والصفحة التى تليها.