الأساس الاقتصادي و البناء الفوقي للمجتمع: الأساس الاقتصادي و البناء الفوقي للمجتمع:
يعتبر الأساس الاقتصادي حجر الزاوية في الفهم الماركسي للمجتمع ، و هذا الأساس شرط لابد منه لظهور ما يسمى بالبناء العلوي، أي البناء السياسي و التشريعي و الفلسفي و الأخلاقي والجمالي والديني للمجتمع، و ما يترتب على ذلك من علاقات و مؤسسات و منظمات ، و البناء العلوي هنا يعتمد على الأساس (الاقتصادي) فيظهر بتنوع هذا الأساس، و لو أخذنا المجتمع البدائي على سبيل المثال لوجدنا أن انعدام الملكية الخاصة و الطبقات فيه، كان هو السبب في أنه لم يكن في هذا المجتمع دولة أو مؤسسات سياسية أو تشريعية، و مع ظهور الملكية الخاصة إلى الوجود و ظهور الطبقات (سادة و عبيد) ظهر بناء علوي من نوع مخالف ، فظهرت أفكار تبرر حكم صاحب العبيد للعبيد و ظهرت مؤسسات (مثل الدولة) لتحمي هذا الحكم ، ويرى ماركس بأن أفكار و مؤسسات الطبقة المسيطرة هي التي تسود ، فالطبقة التي تمثل القوة المادية الحاكمة في المجتمع هي الطبقة الفكرية الحاكمة ، و في ظل الرأسمالية يكون للبورجوازية السيطرة الاقتصادية و بهذا فإن لأفكارها و مؤسساتها السيادة في المجتمع ، و تستخدم هذه الأفكار لمحاربة الطبقات الكادحة (البروليتاريا) و هذه الطبقة تكون أفكارها و مؤسساتها التي تتصارع مع البورجوازية (مثل النقابات العمالية و الأحزاب السياسية). (أحمد ،1977م، 165ــ 166)