جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
|
جواهر ستار التعليمية :: الركن الأسلامي العام :: القسم الاسلامي العام |
الأحد 28 يونيو - 1:48:21 | المشاركة رقم: | |||||||
عضو نشيط
| موضوع: قطوف من سيرته صلى الله عليه وسلم قطوف من سيرته صلى الله عليه وسلم قطوف من سيرته صلى الله عليه وسلم (1) تمهيد: إنه من الأهمية قبل أن نختِم هذه الرحلة، مع هذه الرسالة ومع صاحبها بأن نشير إلىسيرتهالعَطِرة. ولو مجرَّد إشارات لوقفاتٍ عابرة على أهم ملامح ومحطات هذه السيرة العطرة. ولكن وقبل أن نخوض في ذلك سنُقدِّم بينيديها أقوالاً لبعض مَن حاولوا الإنصاف ممن لم يتبِعوه ولم يَرتَدُوا عباءةالإسلام، ولكنهم قالوا شهادة حق سطَّروها في كتبهم أو من خلال أحاديث لهم. ولذلك نعقِد هذا الباب وهو خاتمة المطاف وعلى فصلين: أحدهما بمثابة المقدمة: شهادة بين يدي القطوف. والآخر: مع القطوف. شهادة بين يدي القطوف: إنه لمن المسلَّم به أن النبي - صلىاللهعليهوسلم-ليس بحاجة لشهادة أحد من البشر أيًّا ما كان، فيكفيه شهادةاللهله؛ حيث قال تعالى: ﴿ لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا ﴾ [النساء: 166]. إلا أنه من باب قول القائل: "الحق ما شهِدت به الأعداء"نسوق بين يديك جملةً من أقوال بعض المستشرقين الذين أُعجِبوا بشخصيَّةالرسول العظيم - صلىاللهعليهوسلم-ومع كونهم لم يَرتَدُوا عباءةالإسلام، فإنهم قالوا كلمة حقٍّ سطَّرها التاريخ على ألسنتهم وفي كتبهموتُراثهم، وهذا جزء من بعض ما قالوا في عظيم شخصه وصفاته الجليلة - صلىاللهعليهوسلم. 1-فهذا غاندي يقول في حديث لجريدة (يونج إنديا): "أردت أن أعرف صفات الرجل الذي يملِك بدون نزاع قلوب ملايين البشر، لقدأصبحت مُقتنِعًا كل الاقتناع أن السيف لم يكن الوسيلة التي من خلالهااكتسَب الإسلام مكانتَه، بل كان ذلك من خلال بساطة الرسول مع دقَّتهوصِدْقه في الوعود، وتَفانيه وإخلاصه لأصدقائه وأتباعه، وشجاعته مع ثقتهالمُطلَقة في ربه وفي رسالته. 2-المفكِّر الفرنسي لا مارتين في كتابة (تاريخ تركيا)[1]يقول: لو أن عِظَم الغاية وصِغَر الوسائل وقلة الموارد والنتائج المدهِشةهي ثلاثة معايير لعبقرية الإنسان، فمن يجرؤ على مقارنة أي رجل عظيم فيالتاريخ الحديث بمحمد[2]. إن أشهر الرجال صنعوا الأسلحة وشرعواالقوانين ووضعوا النظريات وأسسوا الإمبراطوريات فقط، فهم لم يؤسِّسوا - لواعتبرنا أنهم أسَّسوا شيئًا يُذكَر - أكثر من قوى مادية أو سلطات ماديةكثيرًا ما انهارت وزالت أمام أعينهم. أما هذا الرجل محمد فإنه لم يُحرِّكويؤثِّر في الجيوش والتشريعات والإمبراطوريات والشعوب والأسر الحاكمة فقط،ولكنه حرَّك وأثَّر في ملايين الرجال، بل الأكثر من ذلك أنه أزاح الأنصاب[3]، والمذابح والآلهة الزائفة، وأثَّر في الأديان، وغيَّر الأفكار والاعتقادات والأنفس. ويقول: إذا كانت الضوابط التي نَقيس بهاعبقرية الإنسان هي سموَّ الغاية والنتائج المُذهِلة لذلك رُغم قلة الوسيلة،فمَن ذا الذي يجرؤ أن يُقارِن أيًّا من عظماء التاريخ الحديث بالنبي محمدفي عبقريته، انتهى. فهؤلاء المشاهير قد صنعوا الأسلحةوسَنُّوا القوانين وأقاموا الإمبراطوريات، فلم يجنوا إلا أمجادًا بالية لمتلبَث أن تَحطَّمت بين ظهرانَيهم، لكن هذا الرجل (محمدًا)لم يَقُدِ الجيوش ويَسُن التشريعات ويُقم الإمبراطوريات ويحكم الشعوبويروِّض الحكام فقط، وإنما قاد الملايين من الناس فيما كان يُعَد ثلثالعالم حينئذ، ليس هذا فقط، بل إنه قضى على الأنصاب والأزلام والأديانوالأفكار والمعتقَدات الباطِلة. لقد صبر النبي وتجلَّد حتى نال النصرَ منالله، وكان طموح النبي - صلىاللهعليهوسلم-مُوجَّهًا بالكلية إلى هدفواحد، فلم يطمح إلى تكوين إمبراطورية أو ما إلى ذلك، حتى صلاة النبيالدائمة ومناجاته لربه ووفاته - صلىاللهعليهوسلم-وانتصاره حتى بعدموته، كل ذلك لا يَدُل على الغش والخداع، بل يدل على اليقين الصادق الذيأعطى النبيَّ الطاقة والقوة لإرساء عقيدة ذات شِقَّين: الإيمان بوحدانيةالله، والإيمان بمخالَفته تعالى للحوادث. فالشق الأول يُبيِّن صفةالله(ألا وهي الوحدانية)، بينما الآخر يوضِّح ما لا يتَّصِف بهاللهتعالى (وهو المادية والمماثَلة للحوادث)،لتحقيق الأول كان لا بد من القضاء على الآلهة المُدَّعاة من دوناللهبالسيف، أما الثاني فقد تطلَّب ترسيخ العقيدة بالكلمة، بالحكمة الحسنة. ويستطرد لا مارتين فيقول: "هذا هو محمد - صلىاللهعليهوسلم-الفيلسوف، الخطيب، النبي، المُشرِّع، المحارب، قاهر الأهواء، مؤسِّسالمذاهب الفكرية التي تدعو إلى عبادة حقَّة، بلا أنصابٍ ولا أزلام، هوالمؤسس لعشرين إمبراطورية في الأرض، وإمبراطورية رُوحانية واحدة[4]، هذا هو محمد - صلىاللهعليهوسلم-بالنظر لكل مقاييس العظمة البشريَّة، أودُّ أن أتساءل: هل هناك من هو أعظم من النبي محمد - صلىاللهعليهوسلم؟! 3-بينما نظر إليه المستشرق السويسري إدوار مونتيه (1810 - 1882م) مدير جامعة جنيف ومدرس اللغة الشرقية - في مؤلَّفه (المدنيَّة الشرقية)،نظرته إلى الأنبياء التوراتيين القدماء بقوله: كان محمد نبيًّا بالمعنىالذي كان يعرفه العبرانيون القدماء، ولقد كان يدافع عن عقيدة خالصةٍ لاصِلة لها بالوثنية، وأخذ يسعى لانتشال قومه من ديانة جافَّة لا اعتبار لهابالمرة، وليُخرِجهم من حالة الأخلاق المنحطَّة كل الانحطاط، ولا يمكن أنيُشكَّ في إخلاصه، ولا في الحَمِيَّة الدينية التي كان قلبه مُفعَمًا بها. ويقول مونتيه نفسه في مقدمة ترجمتهالفرنسية للقرآن: "كان محمد نبيًّا صادقًا، كما كان أنبياء بني إسرائيل فيالقديم، كان مثلهم يؤتى رؤيا ويوحى إليه، وكانت العقيدة الدينية وفكرة وجودالألوهية متمكِّنتين به كما كانتا متمكِّنتين في أولئك الأنبياء أسلافه،فتُحدِثان فيه كما كانتا تُحدِثان فيهم ذلك الإلهام النفسي، وهذا التضاعففي الشخصية، اللذين يُحدِثان في العقل البشري المرائي والتجليات والوحيوالأحوال الروحية. وقال: عُرِف محمد بخلوص النية والملاطفةوإنصافه في الحكم، ونزاهة التعبير عن الفِكر والتحقق، وبالجملة كان محمدأزكى وأدين وأرحم عرب عصره[5]، وأشدهم حفاظًا على الزمام، فقد وجَّههم إلى حياة لم يَحلُموا بها من قبل، وأسَّس لهم دولة زمنية ودينية لا تزال إلى اليوم. 4-برناردشو[6] في كتابه (محمد): "إن العالم أحوجُ ما يكون إلى رجل في تفكير محمد، هذا النبي الذي وضَعدينه دائمًا موضِع الاحترام والإجلال؛ فإنه أقوى دين على هضْم جميعالمدنيَّات، خالد خلود الأبد، وإني أرى كثيرًا من بني قومي قد دخلوا هذاالدين على بيِّنة، وسيجد هذا الدين مجاله الفسيح في هذه القارة (يعني أوروبا)،إن رجال الدين في القرون الوسطى، ونتيجة للجهل أو التعصب، قد رسموا لدينمحمد صورةً قاتمة، لقد كانوا يعتبرونه عدوًّا للمسيحية، لكنني اطَّلعت علىأمر هذا الرجل، فوجدته أعجوبة خارقة، وتوصَّلت إلى أنه لم يكن عدوًّاللمسيحية، بل يجب أن يُسمَّى مُنقِذ البشرية! وفي رأيي أنه لو تولَّى أمرَالعالم اليوم، لوُفِّق في حل مشكلاتنا بما يؤمِّن السلام والسعادة التييرنو البشر إليها. 5-مايكل هارت في كتابه (الخالدون مائة)يقول: "إن اختياري محمدًا، ليكون الأول في أهم وأعظم رجال التاريخ، قديُدهِش القراء، ولكنه الرجل الوحيد في التاريخ كله الذي نجح أعلى نجاح علىالمستويين: الديني والدنيوي، فهناك رسُل وأنبياء وحكماء بدؤوا رسالاتٍعظيمة، ولكنهم ماتوا دون إتمامها، كالمسيح في المسيحية، أو شارَكهم فيهاغيرهم، أو سبَقهم إليها سواهم، كموسى في اليهودية، ولكن محمدًا هو الوحيدالذي أتمَّ رسالته الدينية، وتحدَّدت أحكامها، وآمنتْ بها شعوب بأسْرها فيحياته. ولأنه أقام جانِبَ الدِّينِ دولةً جديدة،فإنه في هذا المجال الدنيوي أيضًا وحَّد القبائل في شعب، والشعوب في أمة،ووضع لها كل أسسِ حياتها، ورسَم أمور دنياها، ووضعها في موضِع الانطلاق إلىالعالم، أيضًا في حياته فهو الذي بدأ الرسالة الدينية والدنيوية وأتمها"[7]. 6-ول ديورانت في كتابه "قصة الحضارة"يقول: "يبدو أن أحدًا لم يُعنَ بتعليم محمد القراءة والكتابة، ولم يُعرَفعنه أنه كتب شيئًا بنفسه، ولكن هذا لم يَحُلْ بينه وبين قدرته على تعريفشؤون الناس تعريفًا قلَّما يصل إليه أرقى الناس تعليمًا". وقال: "كان النبي من مَهَرة القواد، ولكنه كان إلى هذا سياسيًّا مُحنَّكًا، يعرف كيف يواصِل الحربَ بطريق السِّلم". وقال: "إذا ما حكمنا على العظمة بما كانللعظيم من أثرٍ في الناس قلنا: "إن محمدًا كان من أعظم عظماء التاريخ، فلقدأخذ على نفسه أن يرفع المستوى الرُّوحي والأخلاقي لشعب ألقت به في دياجيرالهمجيَّة حرارة الجو وجَدْب الصحراء". وقد نجح في تحقيق هذا الغرض نجاحًا لميُدانِه فيه أي مُصلِح آخر في التاريخ كله، وقَلَّ أن تجد إنسانًا غيرهحقَّق ما كان يحلُم به، ولم يكن ذلك؛ لأنه هو نفسه كان شديد التمسك بالدينوكفى، بل لأنه لم يكن ثَمَّة قوة غير قوة الدين تدفع العرب في أيامه إلىسلوك ذلك الطريق الذي سلَكوه، وكانت بلاد العرب لما بدأ الدعوة صحراءجدباء، تَسكُنها قبائل من عبدة الأوثان قليلٌ عددُها، متفرِّقة كلمتُها،وكانت عند وفاته أمةً موحَّدة متماسِكة، وقد كبح جماحَ التعصب والخرافات،وأقام فوق اليهوديَّة والمسيحية ودين بلاده القديم دينًا سهلاً واضحًاقويًّا، وصرْحًا خُلُقيًّا قِوامه البسالة والعزة القومية، واستطاع في جيلواحد أن ينتصِر في مائة معركة، وفي قرن واحد أن يُنشئ دولة عظيمة، وأن يبقىإلى يومنا هذا قوة ذات خطرٍ عظيم في نصف العالم. وقال: لسنا نجد في التاريخ كله مُصلِحًا فرض على الأغنياء من الضرائب[8]، ما فرضه عليهم محمد لإعانة الفقراء. وقال: تدل الأحاديث النبوية على أن النبي كان يَحُث على طلب العلم ويعجَب به، فهو من هذه الناحية يختلف عن معظم المُصلحين الدينيين[9]. 8-هنري دي كاستري يقول: "إن أشد ما نتطلَّع إليه بالنظر إلى الديانةالإسلامية ما اختُصَّ منها بشخص النبي؛ ولذلك قصَدت أن يكون بحثي أولاً فيتحقيق شخصيته وتقرير حقيقته الأدبيَّة؛ علَّني أجد في هذا البحث دليلاًجديدًا على صدقه وأمانته المُتفَق - تقريبًا - عليها بين جميع مؤرخيالديانات وأكبر المتشيِّعين للدين المسيحي، وقال: ثبت إذًا أن محمدًا لميقرأ كتابًا مقدَّسًا، ولم يَسترشِد في دينه بمذهب متقدِّم عليه". وقال: "ولقد نعلم أن محمدًا مرَّ بمتاعبكثيرة، وقاسى آلامًا نفسيَّة كبرى قبل أن يُخبر برسالته، فقد خلَقهاللهذانفسٍ تمحَّضت للدين؛ ومن أجل ذلك احتاج إلى العُزْلة عن الناس؛ لكي يهربمن عبادة الأوثان ومذهب تَعدُّد الآلهة الذي ابتدَعه المسيحيون، وكانبُغضهما متمكِّنًا من قلبه، وكان وجود هذين المذهبين أشبه بإبرة في جسمه،وليت شعري فيمَ كان يفكِّر ذلك الرجل الذي بلغ الأربعين وهو في ريعانالذكاء؟! ومن أولئك الشرقيين الذين امتازوا في العقل بحِدَّة التخيُّل وقوةالإدراك؟ إلا أن يقول مِرارًا ويُعيد تَكرارًا هذه الكلمات: "الله أحد،اللهأحد"، كلمات ردَّدها المسلمون أجمعون من بعده، وغاب عنا معشر المسيحيين مغزاها؛ لبُعدنا عن فكرة التوحيد". وقال: لو رجعنا إلى ما وضَّحه الحكماء عنالنبوة ولم يقبله المتكلِّمون من المسيحيين، لأمكننا الوقوف على حالةمشيِّد دعائم الإسلام، وجزمنا بأنه لم يكن من المُبتدِعين، ومن الصعب أنتقف على حقيقة سماعه لصوت جبريل، إلا أن معرفة هذه الحقيقة لا تُغيِّرموضوع المسألة؛ لأن الصدقَ حاصلٌ في كل حال". وقال: "لا يمكن أن نُنكِر على محمد فيالدور الأول من حياته كمالَ إيمانه وإخلاص صدْقه، فأما الإيمان فلن يتزعزعمثقالَ ذرة من قلبه، وفي الدَّور الثاني - الدَّور المَدَني - وما أُوتيهمن نصرٍ كان من شأنه أن يُقوِّيه على الإيمان، لولا أن الاعتقاد كله قد بلغمنه مبلغًا لا مَحَل للزيادة فيه، وما كان يميل إلى الزخارف، ولم يكنشحيحًا، وكان قنوعًا خرج من الدنيا ولم يشبع من خبز الشعير مرة في حياته،تجرَّد من الطمع وتمكَّن من نوال المَقام الأعلى في بلاد العرب، ولكنه لميَجنَح إلى الاستبداد فيها، فلم يكن له حاشية، ولم يتَّخِذ وزيرًا ولاحشمًا، وقد احتقرَ المال[10]. 9-سبريتوآرنولد يقولان: "لعله من المتوقَّع بطبيعة الحال أن تكون حياة مؤسِّسالإسلام ومُنشئ الدعوة الإسلاميَّة، هي الصورة الحقة لنشاط الدعوة إلى هذاالدين، وإذا كانت حياة النبي هي مقياس سلوك عامة المؤمنين، فإنها كذلكبالنسبة إلى سائر دُعاة الإسلام؛ لذلك نرجو من دراسة هذا المَثَل أن نعرفشيئًا عن الرُّوح التي دفعت الذين عمِلوا على الاقتداء به، وعن الوسائلالتي ينتظر أن يتَّخذوها، وذلك أن رُوح الدعوة إلى الإسلام لم تجئ في تاريخالدعوة متأخرة بعد أناة وتفكُّر، وإنما هي قديمة قِدَم العقيدة ذاتها". وفي هذا الوصف الموجَز سنبيِّن كيف حدث ذلك، وكيف كان النبي محمد يُعَدُّ نموذجًا للداعي إلى الإسلام. وقال: "وقبيل وفاة محمد نرى جميع أنحاءالجزيرة العربية تقريبًا تَدين له بالطاعة، وإذا ببلاد العرب التي لم تخضعإطلاقًا لأمير من قبل، تظهر في وَحدة سياسيَّة وتَخضع لإدارة حاكم مُطلَق،ومن تلك القبائل المتنوِّعة، صغيرها وكبيرها، ذات العناصر المختلفة التي قدتبلُغ المائة والتي لم تنقطِع عن التنازع والتناحر خَلَقت رسالة محمد أمةواحدة، وقد جمعتْ فكرةُ الدين المشترك تحت زعامةٍ واحدة شتى القبائل فينظامٍ سياسيٍّ واحد، ذلك النظام الذي سَرَتْ مزاياه في سرعة تَبعثُ علىالدَّهشة والإعجاب، وإن فكرة واحدة كبرى هي التي حقَّقت هذه النتيجة، تلكهي مبدأ الحياة القومية في جزيرة العرب الوثنيَّة، وهكذا كان النظامالقَبَلي لأول مرة، وإن لم يُقضعليهنِهائيًّا؛ إذ كان ذلك مستحيلاًبالنسبة للشعور بالوَحدة الدينية". وتكلَّلت المهمة الضخمة بالنجاح، فعندماانتقل محمد إلى جوارِ ربه كانت السكينة تُرفرِف على أكبر مساحة من شبهالجزيرة العربية، بصورة لم تكن القبائل العربيَّة تعرفها من قبل، مع شدةتعلُّقها بالتدمير وأخذ الثأر، وكان الدين الإسلامي هو الذي مهَّد السبيلإلى هذا الائتلاف. وقال: "من الخطأ أن نفترِض أن محمدًا فيالمدينة قد طرَح مهمَّة الداعي إلى الإسلام والمُبلِّغ لتعاليمه، أو أنهعندما سيطر على جيش كبير يأتَمِر بأمره، انقطع عن دعوة المشركين إلى اعتناقالدين". وقال: "إن المعاملة الحسنة التي تعوَّدتهاوفود العشائر المختلفة من النبي واهتمامه بالنظر في شِكاياتهم، والحكمةالتي كان يُصلِح بها ذاتَ بينهم، والسياسة التي أوحت إليه بتخصيص قِطعٍ منالأرض مكافأة لكل مَن بادر إلى الوقوف في جانب الإسلام وإظهار العطف علىالمسلمين، كل ذلك جعل اسمه مألوفًا لديهم، كما جعل صيتَه ذائعًا في كافةأنحاء شبه الجزيرة سيدًا عظيمًا ورجلاً كريمًا، وكثيرًا ما كان يَفِد أحدأفراد القبيلة على النبي بالمدينة، ثم يعود إلى قومه داعيًا إلى الإسلامجادًّا في تحويل إخوانه إليه" [11]. 9-يقول أستاذ اللغات الشرقية ورئيس مجمع البحوث والآداب في باريس المستشرقالفرنسي كليمان هوار (1854 - 1927 م) في الجزء الأول من كتابه (تاريخ العرب): "اتفقت الأخبار على أن محمدًا كان في الدرجة العُليا من شرف النفْس، وكانيلقَّب بالأمين؛ أي بالرجل الثقة المُعتَمدعليهإلى أقصى درجة، إذ كانالمَثَل الأعلى في الاستقامة". 10-ويتحدَّث الباحث الأرجنتيني دون بايرون (1839 - 1900 م) في مؤلَّفه: (أتِح لنفسكَ فرصةً)،فيقول: "اتَّفق المؤرخون على أن محمد بن عبدالله كان ممتازًا بين قومهبأخلاق حميدة، من صدْق الحديث والأمانة والكرم وحُسْن الشمائل والتواضع،حتى سماه أهل بلده (الأمين)، وكان منشدة ثقتهم به وبأمانته يُودِعون عنده ودائعَهم وأمانتَهم، وكان لا يشربالأشربة المُسكِرة، ولا يحضر للأوثان عيدًا ولا احتفالاً، وكان يعيش ممايُدرهعليهعملُه من خير". 11-ويقول المستشرق والمؤرخ الفرنسي رينيه غروسيه صاحب كتابَي (الحروب الصليبية) و(مدنيَّات من الشرق)في مؤلَّفه الأخير: "كان محمد لما قام بهذه الدعوة شابًّا كريمًا نجدًا،ملآن حماسة لكل قضيَّة شريفة، وكان أرفع جدًّا من الوسط الذي يعيش فيه، وقدكان العرب يوم دعاهم إلىاللهمنغمسين في الوثنيَّة وعبادة الحجارة، فعزمعلى نقْلهم من تلك الوثنيَّة إلى التوحيد الخالص البحت، وكانوا يهتِفونبالفوضى وقتال بعضهم بعضًا، فأراد أن تؤسَّس لهم حكومة ديموقراطية موحَّدة،وكانت لهم عادات وحشية همجية صِرفة، فأراد أن يلطِّف أخلاقهم ويُهذِّب منخشونتهم". 12-ويقول المستشرق الإيطالي ميخائيل إيماري في كتابه (تاريخ المسلمين): "وحسْب محمد ثناءًعليهأنه لم يُساوِم، ولم يقبل المساومةَ لحظة واحدة فيموضوع رسالته على كَثْرة فنون المساومات واشتداد المِحَن، وهو القائل: ((لو وضعوا الشمس في يمينِي والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركتُه))،عقيدة راسخة، وثبات لا يُقاس بنظير، وهمَّة تركت العرب مدِينين لمحمد بنعبدالله؛ إذ ترَكهم أمة لها شأنها تحت الشمس في تاريخ البشر". 13-وعقد المستشرق ميشون مقارنةً بين تسامُح الإسلام وتعصُّب الصليبيين، في كتابه (تاريخ الحروب الصليبية)قائلاً: "إن الإسلام الذي أمر بالجهاد متسامِح نحو أتباع الأديان الأخرى،وهو الذي أعفى البطاركة والرهبان وخدَمَهم من الضرائب، وحرَّم قتْل الرهبان -على الخصوص - لعكوفهم على العبادات، ولم يَمَس عمر بن الخطاب النصارىبسوء حين فتح القدسَ، وقد ذبح الصليبيون المسلمين وحرَّقوا اليهود عندمادخلوها". ويَزيد الباحث نفسه في كتابه (سياحة دينيَّة في الشرق)متحدِّثًا عن تاريخ العلاقات الإسلامية المسيحية، وكيف أن المسيحيينتعلَّموا الكثير من المسلمين في التسامح وحُسْن المعاملة، فيقول: "وإنه لمنالمُحزِن أن يتلقَّى المسيحيون عن المسلمين رُوح التعامل وفضائل حُسْنالمعاملة، وهما أقدس قواعد الرحمة والإحسان عند الشعوب والأمم، كل ذلك بفضلتعاليم نبيِّهم محمد". 14-يقول إدوارد جيبسون أوكلي في كتاب (تاريخ إمبراطورية الشرق - لندن 1870، ص 54): "لا إله إلااللهمحمد رسول الله"هي عقيدة الإسلام البسيطة والثابتة، إن التصور الفكري للإله في الإسلام لميَنحدِر أبدًا إلى وثنٍ مرئي أو منظور، ولم يتجاوز توقير المسلمين للرسولأبدًا حدَّ اعتباره بشرًا، وقيدت أفكاره النابضة بالحياة شعور الصحابةبالامتنان والعرفان تُجاهه، داخل حدود العقل والدين". 15-يقول ديوان شند شرمة في كتابه "أنبياء الشرق": "لقد كان محمد رُوح الرأفة والرحمة، وكان الذين حوله يلمسون تأثيره ولم يَغِب عنهم أبدًا". 16-يقول جون وليان دريبر الحاصل على دكتوراه في الطب والحقوق في كتابه "تاريخ التطور الفكري الأوروبي": "وُلِد في مكة بجزيرة العرب عام (569 م)، بعد أربع سنوات من موت (جوستنيان الأول) [12]الرجل الذي كان له - من دون جميع الرجال - أعظم تأثير على الجنس البشري وهو محمد". 17-يقول ر. ف. س. بودلي في كتاب "الرسول": "إنني أشك أن أي إنسان لا يتغيَّر لكيلا يلائم ويُوافِق التغيرات الكثيرة جدًّا في ظروفه الخارجية، كما لم يتغيَّر محمد". 18-يقول هـ. أ. ر. جب في كتاب "المحمدية": "إنه من المسلَّم به عالميًّا بصفة عامة أن إصلاحاته رفعت من قدْرِ المرأة ومنزلتها ووضعها الاجتماعي والشرعي"[13]. لقد كان محمد غير مُتباهٍ وغير مُتفاخِرإلى أبعد الحدود، وكان مُنكِرًا لذاته إلى أقصى درجة، وما الألقاب التياتَّخذها لنفسه؟ إنهما لقبان فقط: عبداللهورسوله، عبده أولاً، ثم رسوله،رسول نبي مِثل كثير من الأنبياء في كل مكان من هذا العالم بعضهم معروف لناوكثير منهم لا نعرفهم. وبعد، فلا يسعنا إلا أن نقول بعدما عرضنابعض أقوال الغرب عن رسولنا الكريم - صلىاللهعليهوسلم-:يكفي شريعةالإسلام فخرًا وفضلاً أن شهِد الخصوم لرسولالله-صلىاللهعليهوسلم-وكما يقال: الحق ما شهِدت به الأعداء الموضوعالأصلي : قطوف من سيرته صلى الله عليه وسلم // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: السلطان 12
| |||||||
الإشارات المرجعية |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17) | |
|
| |
أعلانات نصية | |
قوانين المنتدى | |
إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان |