مدى تأثير أفعال الأنسان الضارة على البحار والمحيطاتمدى تأثير أفعال الأنسان الضارة على البحار والمحيطات
ما نوجهه من سموم إلى السواحل البحرية ينتقل منها إلى أعالي البحار في أواسط المحيطات ، كما تنتقل تلك السموم إلى قطبي الكرة الأرضية ؛ الشمالي الجنوبي ، حيث يكاد ينعدم التواجد السكاني ، كما تنتقل السموم أيضاً من الأسطح إلى الأعماق . التيارات المائية تقلب المياه من أسفل إلى أعلى ، ومن أعلى إلى أسفل ، كما أن هناك تيارات موسمية تحرك المياه في اتجاهات مختلفة فتنتقل معها الملوثات التي يبعثها الإنسان إلى مختلف الاتجاهات .
لا تقتصر مهمة توزيع الملوثات في مياه البحار والمحيطات على التيارات المائية ، بل إن أحياء البحار تقوم بالتوزيع بكفاءة أفضل وبسرعة أكبر ، فالطحالب وأحياء الماء الأخرى تأخذ الملوثات مباشرة مع ما تتناوله من ماء البحر ، وكثيراً ما تحتفظ بالملوث وتتخلص من الزيادة المائية فيزداد تركيز الملوث بها عن تركيزه في الوسط المائي الذي تعيش فيه . فإذا تغذيت كائنات حيوانية بحرية عشبية التغذية على الطحالب الملوثة ازدادت نسبة الملوث بأجسامها عن نسبته في الطحالب . وإذا تغذت كائنات حيوانية بحرية حيوانية التغذية على حيوانات بحرية ملوثة انتقل الملوث إليها وازدادت تركيزه بها ، فإذا تغذت طيور بحرية على الأحياء البحرية انتقلت إليها المواد الملوثة وازدادت تركيزاتها بها . وبتحركات الطيور والحيوانات البحرية وخاصة الأنواع المهاجرة منها تنتقل الملوثات في طول البحار وعرضها ومن أسطحها إلى أعماقها .
تلويث البحار والمحيطات ليس قاصراً على المناطق الساحلية ، بل يمتد أيضاً إلى أعالي البحار ، حيث الحركة الكثيفة للسفن المدنية والحربية ، الصغيرة والكبيرة والعملاقة ، خاصة حاملات البترول وما ينتج عن تحركاتها من عوادم وقود تشغيلها ومن زيوت محركاتها التي تلقي في تلك المياه ، إضافة إلى مخلفات بحاراتها وركابها من فضلات طعام وفضلات إخراج . في السنين الأخيرة ازدادت حركة البواخر مع ازدياد التجارة العالمية ، وستزداد أكثر بعد تحرير التجارة العالمية .
من أخطر الملوثات البحرية ، المنتجات البترولية ، وخاصة في المناطق التي تصب فيها مياه التوازن السابق الحديث عنها ، وما يصل إلى المياه عن طريق حوادث البواخر الحاملة للبترول ، حيث تلقي أطنان من حمولتها في الماء تاركة بقع زيتية كبيرة تضر بأحياء الماء ضرراً بليغاً وتلوث الشواطئ التي كانت أماكن استجمام فأصبحت من كثرة ما برمالها من قطران مصدر إزعاج للمترددين عليها ، فعليهم بعد استحمامهم في الماء أن ينظفوا أنفسهم مما علق بأجسامهم من قطران ، وغالباً ما يستخدمون ملوثاً بترولياً آخر لإذابة القطران وإزالته ، وقد يكون الكيروسين أو البنزين مع ما لهما من أضرار صحية.