نفوق حوت البالين وأسماك و«الحريقة»:كارثة بيئية تحل ببحارنـا



تلوث بحر سليمان وراء موت الأسماك

تعالت الأصوات المحذرة من استهلاك الأسماك خلال هذه الفترة على خلفية وقوع كارثة في مياهنا الاقليمية بعد نفوق كميات كبيرة من الكائنات البحرية أول أمس من ذلك حوت البالين بسيدي بوسعيد وأسماك البوري بجهة سليمان وقناديل البحر برأس الجبل... بل ذهب البعض الى التشكيك في وجود فضلات نووية في مياهنا.
«الشروق» تحدثت الى سامي مهني رئيس «جمعية حوتيات» ومهندس أول في علوم البحار عن هذه المخاوف وعن مخاطر وجود تلوث بيئي تسبب في كل هذه الكوارث البحرية التي حصلت في يوم واحد. في البداية وضح رئيس الجمعية أن هذه الظواهر الثلاث لها تفسيرات مختلفة لكن هذه التفسيرات لن تتأكد الا بعد ظهور نتائج التحاليل التي أجراها معهد علوم وتكنولوجيا البحار.
حوت «البالين»
يقول مصدرنا منذ سنوات نتابع تحرك هذه الحيتان وقد لاحظنا أنها خلال بداية الربيع وفي موفى الشتاء تقوم بهجرة غذائية للبحث عن جراد البحر الذي يقتات منه وينتقل بين سواحل فرنسا وايطاليا باتجاه المضيق بين تونس ولمبادوزا وقد شاهدنا هذه الحيتان في سنوات ماضية بشاطئ قرقنة والمهدية وبنزرت... وقد تم العثور منذ أسبوع على دلفين وسيتم العثور خلال الفترة القادمة على حيتان في بحارنا بسبب هذه الهجرة لكن وفاة هذا الحوت قد تعود الى عدة أسباب ستتوضح اثرها ظهور نتائج التحاليل. ومن الأسباب التي قد تكون وراء موت الحوت اصابته بفيروس ومرضه أو ابتلاعه لأكياس البلاستيك. كما أن البحارة عندما حاولوا اسعاف الحوت الذي يبدو أنه كان مريضا فاقترب من الشاطئ وقاموا بصفة عفوية بوضعه على ظهره مما نتج عنه انسداد الثقب الذي يتنفس من خلاله والموجود في ظهره مما أدى الى وفاته.
الأسماك... تلوث
وفي خصوص الأسماك التي تم العثور عليها في سليمان ميتة هناك تساؤل كبير حولها ذلك أن هذه الظاهرة شاهدناها من قبل في قصيبة المديوني بسبب ارتفاع درجات حرارة البحر. وفق تحاليل معهد علوم تكنولوجيا البحار ذلك أن ارتفاع درجات حرارة البحر جعلت طحالب البحر تتكاثر بكميات كبيرة مما يقلّص من الأكسيجين في البحر فتموت الأسماك لكن هذه الأسباب لا تنطبق على الأسماك التي تم العثور عليها في سليمان ذلك أن «النو» جعل البحر في حالة حراك ولا وجود لركود وتكاثر طحالب مما يجعل السبب الأكثر عقلانية هو وجود تلوث في البحر يجب معرفة مصدره (ألقته بواخر أو مصانع...) وستكشف تحاليل المعهد الذي أخذ عينات أمس وأول أمس عن نوع التلوث وأسبابه.
مخبر حكومي
ولاحظ مصدرنا أنه كممثل عن جمعية بيئية يطالب بألا يكون معهد علوم وتكنولوجيا البحار الحكومي هو الجهة الوحيدة التي تقوم بالتحاليل ودعا الى اجراء التحاليل بالتوازي لدى مخابر خاصة حتى يتم نشر النتائج الحقيقية للتحاليل والابتعاد عن المغالطات التي قد تحدث بسبب اخفاء الحقيقة حتى لا يتم التأثير على تصدير الأسماك الى الخارج.
قناديل البحر
عن الكميات الكبيرة لقناديل البحر التي تم العثور عليها بشاطئ بنزرت ذكر الخبير أن هذه الكائنات البحرية التي تعرف بـ«الحديقة» تعوّدنا على وجودها في آخر الصيف (سبتمبر) لكن الملفت أن هذه الكائنات أصبحت تتكاثر بسرعة في السنوات الأخيرة وتهدّد التوازن البيئي لأنها تأكل بيض الأسماك ويعود سبب تكاثرها الى ارتفاع حرارة البحر. وحلّ هذا الاشكال يكون بالاتفاق بين كل دول العالم فالمشكل كبير ويهدد التوازن البيئي وفي ظل ما ستتمخض عنه نتائج التحاليل يبقى التونسي متردّدا بين استهلاك الأسماك والامساك عن استهلاكها في ظل مخاوف من وجود تلوث كبير في بحارنا وربّما مخاطر أخرى بسبب التسيب الذي تعيشه البلاد برّا وبحرا.