[size=30]تواضعه[/size]

[size=30]رغم مكانة عليٍّ ، وقربه من رسول الله ، وبلائه في الإسلام، فإنه لم يكن يرى لنفسه فضلا على أحد، ولم يتغير بعد خلافته، فلم يتكبر، ولم يَمِل لزخرف الدنيا، وزينتها، ولو كانت مباحة، لأنه أخذ نفسه بالشدة، وألفت نفسه التواضع، ونبذت الكبر، وصفات الطغاة، فقد روى البخاري عن محمد ابن الحنفية (ابن علي بن أبي طالب) قال: قلت لأبي: أي الناس خير بعد رسول الله ؟[/size]

[size=30]قال: أبو بكر.[/size]

[size=30]قلت: ثم من؟[/size]

[size=30]قال: ثم عمر.[/size]

[size=30]وخشيت أن يقول: عثمان، قلت: ثم أنت؟[/size]

[size=30]قال: ما أنا إلا رجل من المسلمين.[/size]

[size=30]وروى البخاري في (الأدب المفرد) عن صالح بياع الأكسية، عن جدته، قالت: رأيت عليًا اشترى تمرًا بدرهم، فحمله في ملحفته، فقلت له، أو قال له رجل: أحمل عنك يا أمير المؤمنين؟[/size]

[size=30]قال: لا، أبو العيال أحق أن يحمل.[/size]

[size=30]وكان متواضعًا في لباسه، لم يعرف الفاخر منه يومًا، بل كان يعتبره سببًا في خشوع القلب، كما أنه قدوة للمؤمنين، فقد روى عمرو بن قيس أن عليًا  رُئي عليه إزار مرقع، فعوتب في لبوسه، فقال: يقتدي به المؤمن، ويخشع له القلب.[/size]

[size=30]وعن أبي النوار قال: رأيت عليًا  اشترى ثوبين غليظين، خير قنبرًا أحدهما.[/size]

[size=30]وعن فضيل بن مسلم عن أبيه، أن عليًا اشترى قميصًا، ثمّ قال: اقطعه لي من ههنا من أطراف الأصابع.[/size]

[size=30]وفي رواية أخرى أنه لبسه فإذا هو يفضل عن أطراف أصابعه، فأمر به فقطع ما فضل عن أطراف الأصابع، وذلك لكي يتفادى الإسبال في الأكمام.[/size]

[size=30]وكان تواضعه  يجعله يقبل النصح، ولا تأخذه العزة بالإثم، فقد روى محمد بن كعب القرظي قال:[/size]

[size=30]سأل رجل عليًا  عن مسألة، فقال فيها، فقال الرجل: ليس كذلك يا أمير المؤمنين، ولكن كذا وكذا، فقال عليٌّ: َصَبْتَ وأخطأتُ، وفوق كل ذي علمٍ عليم.[/size]