نقضى رمضان ولكن تذكرة حتى لا ترتكس النفس وتتنكب الطريق مرة اخري



قُمْ نَاجِ رَبَّكَ وَاسْلُكْ مِثْلَ مِنْ بَادُوا ** مَضتْ بِهِمْ سِيَرٌ رُوْحٌ وَأَجْسَادُ
هَذِه القُبُورُ بُيُوتٌ لَا عِمَادَ لهَا ** قَفْرُ البِنَاءِ خَليُّ مِنْهَا أَجْنَادُ
فَلا المُلُوكُ مُلُوكٌ في أَكِنَّتِهَا ** وَلَا الثَّرَاءُ مُعِيْنٌ فِيْهِا لَا زَادٌ
كَمْ لِلفَقِيْرِ غِنًى فِي يَومِ مَدْخَلِهِ ** ولِلغَنِيِّ غَدَا فِي القَبْرِ إِرْصَادُ
مَصَارِعٌ رَغِمَتْ أَنْفُ الكَرِيْمِ بِهَا ** جَثَا بِتُرْبَتِهَا عَبْدٌ وَزُهَّادُ
لَولَا القُبُورُ لَمَا طَابَتْ مَعِيْشَتُنَا ** وَلَا عَلَيْهِ سَمَتْ ذَا الذَّنْبِ أَعْوَادُ
بَنِي التـُّرَابِ فَلَا تَنْسَونَ أُمَّكُمُ ** عُوْدُوا لِمَحْضَنِهَا فَالأَصْلُ قَدْ عَادُوا
أَيْنَ الَّذِيْنَ هُمُ طَافُوا بِسَاحَتِكُمْ ** وَالأَمْسُ كَانَ لَهُمْ فِي القَوْمِ إرْعَادُ
مَنْ كَانَ يَعْجِبُهُ فِي الحِرِّ مظْهَرُهُمْ ** فَالْيَوْمَ مِنْ كَفَنٍ للسِّتْرِ اعْتَادُوا
لَقَدْ مَرَرْتُ بِهِ المَهْجُوْرِ أَسْأَلُهُ ** أَفِالدِّيَارِ أَوِ الْعُمْرَانِ أَوْلَادُ
لَكِنَّهُ أَسَفِيْ مِنْ بَعْدِ سِيْرَتِهِ** بَاتَتْ تُعَمِّرُهُ شَبْحٌ وَأَضْدَادُ
قَالَ الْقَرِينُ وَقَدْ أَوْفَى حَقِيْقَتَهُ ** المَوْتُ حَقٌّ لَهُ الإِنْسَانُ يَنْقَادُ
فَالدُّنْيَا لَوْ تَدَرِيْ دَارُ الغُرُوْرِ لَمِنْ ** دَسَّ الإِلَهَ مَضَى لِلشَّرِّ يَرْتَادُ
والنَّاسُ تَعْبُرُهَا أَيَّامَ فِي عَدَدٍ ** وَفِي القَرِيْبِ لَهُمْ بِاللهِ مِيْعَادُ
فَإِنْ سَمَوْتَ فَعَفْوٌ ثُمَّ مَغْفِرَةٌ ** وَإِنْ سَعَيْتَ فَأَنْتَ الظَّالِمُ الصَّادُ
يَا رَبُّ مُنْقَلبَا حُسْنٌ مَدَاخِلُهُ ** والنَّاسُ تَغْبِطُ