تُخبرنا أفضل نظرياتنا التي تدرس الكون خلال مراحله المبكرة، عن أول الذرات التي ظهرت إلى حيّز الوجود بعد خمس دقائق من الانفجار العظيم. تُطابق الكميات الموجودة من الهيدروجين والهليوم النظرية بشكلٍ مثالي في الواقع، يدّعي علماء الكون ان هذا الأمر يُعتبر أفضل الأدلة التي نملكها عن الانفجار العظيم. على أية حال، الوضع ليس جيد جداً بخصوص العنصر الثالث "الليثيوم".

عندما نقوم بإحصاء ذرات الليثيوم الموجودة في النجوم، نجد هناك ثلث الكمية التي يجب أن تتوافر من نظير الليثيوم-7. يتوافر نظير آخر، هو الليثيوم-6، بشكلٍ هائل: ربما يُوجد كمية أكبر بحوالي 1000 ضعف.
إذاً، هناك شيء بخصوص الانفجار العظيم لم نأخذه بعين الاعتبار.

هل هي سلسلة من المشاكل؟

نعم، لكنها ليست مشاكل قاتلة، يُجيب Gary Steigman من جامعة اوهايو في كولومبوس.

يُضيف Steigman، ‘‘هناك الكثير من النجاحات في علم كون الانفجار العظيم تتعرض لمشاكل الليثيوم هذه‘‘،

يختلف آخرون معه بالرأي. يقول Jonathan Feng من جامعة كاليفورنيا في ارفاين، ‘‘مشكلة الليثيوم هي واحدة من بين بضعة تلميحات تُشير إلى وجود مشكلة في نظرية الانفجار العظيم‘‘.

الشيء الوحيد الذي يتّفق الجميع بخصوصه هو أن الأمور تُصبح أسوء. يقول Joseph Silk من جامعة اكسفورد،

‘‘ مشكلة الليثيوم-7 أكثر خطورة من أي وقتٍ مضى‘‘.

تقترح المراقبات المطوّرة للنجوم أنها تحتوي على نسبة من الليثيوم أقل مما اعتقدناه في السابق.

يقول Steigman،

‘‘الفجوة الموجودة بين التنبؤات والرصد تزداد اتساعاً‘‘.

إذاً، ما الذي يجري؟

ربما تكون مشكلة الليثيوم-6 عبارة عن مسألة إحصائية، من الصعب فهم هذه الوفرة في الليثيوم-6 من خلال النظر إلى الضوء القادم من النجوم. ربما يكون النقص الحاصل في الليثيوم-7 ناتج عن عمليات مدمرة تحصل داخل النجوم، لكن لا وجود لأي إجماع حول طبيعة هذه العمليات.

يقترح آخرون أن هذا التعارض الموجود بخصوص الليثيوم-7 يرتبط بشكلٍ ما بالمادة المظلمة.

يقول Feng،

‘‘من المهم جداً رؤية ما تعلمناه حول ذلك الأمر عندما تتم إعادة تشغيل المصادم الهادروني الكبير‘‘.