بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله على آلائه، والصلاة والسلام على خاتم أنبيائه، وعلى آله وصحبه وأوليائه. وبعد، فهذه مختطفات نيّرات لآيات قرآنية مقتبسات لأشهر جهابذة علمائنا السادات

سمّيتها :

قبسات من نور القرآن

أنوار القرآن أنوارساطعة كاشفة تجلّت فابهرت كل العقول وأزاحت كل الظلمات ،كان العرب في جزيرتهم أشبه بأنعام في زريبة

لايذكر لهم حال إلا حال الجهل والفقر والمرض،حروبهم قائمة متناحرة وصراعاتهم دائمة متواصلة في زخم هذا الشتات والتفرق والجهل المطبق ظهر الإسلام في أبهى صورة وجسّده الرسول صلى الله عليه وسلم فعلا وقولا وسيرة مضيئة في دياجير الظلم والظلمات فكانت دولة الإسلام في قرونها الثلاثة من أعظم ما عرفته البشرية قاطبة وكان قطب رحاها القرآن العظيم ،حوّلها من أمة أميّة جاهلة إلى أمة راقية ذات سيادة عالية

سأشرع بإذن الله الكريم من بداية هذا الشهر الميمون في سلسلة ذات حلقات متتابعة مقتبسا من كلام علمائنا الأفاضل ما صحّ نقله عنهم دون تغييرأو تبديل إلاّما دعت إليه الضرورة الملحة من أجل التوضيح لا الإستدراك والله الموفق للصواب

قال تعالى

﴿ قُلْ يا أيُّها الكافِرون (1) لا أعبُدُ ما تَعبُدون (2) ولا أنتم عابِدونَ ما أعبُد (3) ولا أنا عابِدٌ ما عَبَدْتُم (4) ولا أنتم عابدونَ ما أعبُد (5) لَكُم دينُكُم وليَ دِين (6)

السّورة مكِّيّة.
آياتها ستّ بالإِجماع.
وكلماتها ثمانٍ وعشرون.
وحروفها أَربع وتسعون.
فواصل آياتها على النّون.
سميّت المقشقشة.
قال أَبو عبيدة: سورتان من القرآن يقال لهما المقشقِشتان: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أحد} و{قُلْ يا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} تقشقشان الذنوب كمايقشقش الهناءُ الجَرَب

وقيل : لأنهما تقشقشان من الشرك أي تُبرئان منه يقال: قشقش: إذا أزال المرض

والخلاصة أن هذه السورة تُسَمَّى سُورَةَ الْمُنَابِذَةِ وَسُورَةَ الْإِخْلَاصِ وَالْمُقَشْقِشَةَ.

روى أبو داود وأحمد وغيرهما عن فروةَ بن نوفل عن أبيه قال: يا رسول الله علمني شيئا أقوله إذا أويتُ إلى فراشي فقال: “اقرأ يا أيها الكافرون فإنها براءة من الشرك.

جاء في السنة النبوية الشريفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ هذه السورة في عدّة مواطن

1) عند النوم

2) صلاة سنة الفجر

3) صلاة سنة المغرب

4) صلاة الشفع

5) ركعتي الطواف

· كل هذه المواطن كان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يقرأ بهذه السورة الكريمة

· فما هو السر في ذلك ؟

· توضيح وبيان / إن المتتبع لواقع المسلمين اليوم يرى عجبا فأغلب المسلمين شعوبا وحكاما حاشا لأفراد قلّة لا يؤبه لهم

· انبهروا بالغرب الكافر وأصبح هذا الكافر البغيض هو الذي يخطط لهم ويملي عليهم سياسته المغايرة للدين وهم له تبع فصار الدين قشورا لا علاقة له بحياة المسلم ،الدين في واد والمسلمون في واد الكفارفلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وأصبح كل من ينادي بتطبيق الشريعة اراهبي يجب محاربته ،لذا نجد هذه السورة الكريمة بمدلولاتها تحارب هذا الفكر الإنهازامي في نفوس المسلمين في بداية الدعوة فلا لقاء بين أفكار الكفار الذين احتلوا الديار واملوا علينا سياستهم القائمة على محاربة الدين ،فالمسلم الذي يقتدي بالرسول الكريم عليه الصلاة والسلام و يقرأ هذه السورة العظيمة على الأقل أربع مرات في بداية نومه وعند صلاة الفجر وبداية الليل في سنة المغرب وعند ختام يومه في صلاة الشفع ...محطات تذكره بالمفاصلة بينه وبين الكافر النجس البغيض حينئذ تكون العزة بالدين والتشبث بتعاليم شريعتنا الغراء لا دخل للكافر من قريب أومن بعيد ،لكم دينكم ولنا ديننا

قال ابن عباس رضي الله عنهما : ليس في القرآن سورة أشد لغيظ إبليس من هذه السورة لأنها توحيد وبراءة من الشرك.



عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلّم لمعاذ: «اقرأ قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ عِنْدَ مَنَامِكَ فَإِنَّهَا بَرَاءَةٌ مِنَ الشِّرْكِ» . وَأَخْرَجَ أَبُو يَعْلَى وَالطَّبَرَانِيُّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى كَلِمَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنَ الإشراك بالله؟ تقرؤون قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ عِنْدَ مَنَامِكُمْ» . وَأَخْرَجَ الْبَزَّارُ وَالطَّبَرَانِيُّ وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْ خَبَّابٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا أَخَذْتَ مَضْجَعَكَ فَاقْرَأْ قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ وَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَأْتِ فِرَاشَهُ قَطُّ إِلَّا قَرَأَ: قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ حَتَّى يَخْتِمَ» . وَأَخْرَجَ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ لَقِيَ اللَّهَ بسورتين فلا حساب عليه قُلْ يَا أَيُّهَا الْكافِرُونَ وقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» . وَأَخْرَجَ أَبُو عُبَيْدٍ فِي فَضَائِلِهِ، وَابْنُ الضُّرَيْسِ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ:

مَنْ قرأ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكافِرُونَ وقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فِي لَيْلَةٍ فَقَدْ أَكْثَرَ وَأَطَابَ.