يعلم الجميع أن التدخين من أكثر السلوكيات ضرراً بالمجتمع، لما له من آثار صحية ونفسية على الفرد وعلى المحيطين به والمجتمع من حوله، واليوم نتحدث بشيء من التفصيل عن التدخين في سن المراهقة، وهو العمر الحساس الذي ينجرف فيه المراهق وراء مشاعر مختلطة سلبية وايجابية، وتعتبر بيئة العديد من المراهقين مهيأة بشكل كبير لانتشار التدخين بينهم، فكيف تعرف أن ابنك المراهق يدخن؟؟ وما هي الأسباب التي تودي به إلى التدخين؟؟ وما هو اثر التدخين على تحصيله الدراسي؟؟ وكيف تجعل ابنك يقلع عن التدخين؟!



في البداية لا بد من تحديد الأسباب التي تدعو المراهق إلى التدخين، وفي الواقع هي أسباب كثيرة، ولعل أبرزها كما يبين موقع موضوع، هو تقليد الآباء المدخنين؛ حيث أن قيام احد الأبوين أو كلاهما بالتدخين يشجع المراهق بشكل كبير على إثارة فضوله للتجربة، إضافة إلى ذلك الأصدقاء، حيث تشير العديد من الدراسات الاجتماعية أن تأثير الأصدقاء على المراهق يكون في كثير من الأحيان أكثر من تأثير الأهل، كما يعتبر عدم وجود رادع لمنع الاتجار بالدخان وبيعه لمن هم دون السن القانونية من الأسباب التي تشجع المراهق على التدخين، ومن الأسباب التي تستحق الذكر نظرة المدخن إلى التدخين، فالعديد من المراهقين ترسخ لديهم فكرة أن الرجولة والنضج مرتبطان بالتدخين، فلا يدخن إلا الشخص القوي أو الرجل، كما ترى الإناث المراهقات في التدخين نوع من التحضر.



ولكي تعرف أن ابنك أو ابنتك المراهق يدخن فغالباً ما يظهر على المراهق المدخن، بحسب موقع أطفال، احد الأعراض الآتية:



• يعمل على إخفاء آثار التدخين ورائحته من خلال شراء الكثير من النعناع أو العلكة، وما شابه.

• وجود علب ثقاب أو ولاعات، ويكشف ذلك عمليات التفتيش العشوائية في حقائب وجيوب الابن.

• طلب المال بشكل متكرر، وإنفاق الكثير من المال.

• احمرار العيون يشير إلى تعاطي الكحول، كذلك صغر وضيق العيون مقارنة بالمعتاد، ووجود قطرات للعيون، حيث يلجأ المراهقون إلى القطرة لإخفاء احمرار العين.

• فقدان الوزن غير المبرر.

• رغبة المراهق في البقاء وحيداً وتجنب الاختلاط بأفراد العائلة.

• الإقبال على الطعام وزيادة الشهية بشكل غير معتاد، ويحدث ذلك نتيجة تعاطي الكحول أو المخدرات.



والجدير بالذكر أن التدخين ينعكس على المراهق بشكل سلبي؛ حيث يؤثر على تفكيره فيبقى خائفاً من انكشاف أمره، كما انه من الممكن أن ينجرف وراء ما هو ابعد من التدخين كالمخدرات ويصبح من المتعاطين، فضلاً عن رضوخه إلى الابتزاز من قبل الغير نظير تامين الدخان له أو عدم الايشاء به عند الأهل، إضافة إلى ما سبق فهو يؤثر على التحصيل الدراسي؛ حيث أكدت دراسة أمريكية أن تدخين المراهقين للمخدرات يقلل تحصيلهم الدراسي بنسبة60%، وذلك كما جاء في جي بي سي نيوز، كما تشير الدراسة أيضا إلى أن مستخدمي القنب من المراهقين بشكل يومي، عرضة بمعدل 7 مرات أكثر للإقدام على الانتحار.



لكن هذا لا يعني الاستسلام لأخطار التدخين فإذا ما اكتشفت أن احد أبنائك من المدخنين فاتبع الإرشادات الآتية، وذلك بحسب ما جاء في مجلة حياتك، لتخلصه من هذه الآفة:



رسخ لدى المراهق فكرة رفض التدخين، وانك لا تقبل بوجود مدخن في البيت، ولا تنسى أن الأمر يبدأ من الأهل فكن له قدوة ولا تقم بالتدخين، ولا تترك له أيضا الفرصة في اخذ المال من المحفظة للشراء أو إذا كنت مدخناً لا تترك علبة السجائر أمامه فيأخذ منها دون علمك.



كون لديه فكرة واضحة عن التدخين، من خلال الآثار الصحية السلبية التي تعود عليه عله يكون رادعاً له، وبين له أن الإدمان على التدخين يشكل خطراً اكبر بحيث يصبح من الصعب تركه، فالأفضل أن لا يغامر بالتجربة أساساً.



الحرص على توعية المراهق من رفاق السوء، وتقديم بدائل صحية لشغل وقته كالتسجيل في نادٍ رياضي؛ حيث أكدت دراسة حديثة، ذكرتها المدينة نيوز، أن المشي لمدة 20 دقيقة يومياً، خلال فترة المراهقة ،يسهم في الإقلاع عن التدخين، أو مراكز تقوية في الدروس أو تنمية موهبة معينة كالرسم والموسيقى أو تحفيظ القرآن.



وأخيراً، تجنب التهديدات والإنذارات، وبدلاً مِن ذلك، يمكن مساعدة المراهق على التخلص من الإدمان على التدخين من خلال اصطحابه اصحب المراهق إلى حملات التوعية من التدخين، ومراكز مكافحة التدخين ومواجهته بالمصير المحتوم للمدخن من سرطان، وأمراض قلب، وشرايين.