فلسفة هل يؤدي وجود الدولة الي زوال العنف ? فلسفة هل يؤدي وجود الدولة الي زوال العنف ?
يتربع مفهوم الدولة عرش الفلسفة السياسية،لما يحمله من أهمية قصوى سواء اعتبرناه كيانا بشريا ذو خصائص تاريخية،جغرافية،لغوية،أو ثقافية مشتركة؛أو مجموعة من الأجهزة المكلفة بتدبير الشأن العام للمجتمع.فان دل الاعتبار الثاني على شيء فإنما يدل على كون الدولة سيف على رقاب المواطنين وعلى هؤلاء الآخرين الامتثال والانصياع.وهذا السؤال الذي بين أيدينا يندرج ضمن مفهوم الدولة ، ويتأطر ضمن المجال الإشكالي لمجزوءة السياسة. ما الغاية من وجود الدولة ؟ و من أين تستمد الدولة مشروعيتها؟أتستمدها من الحق أم من القوة؟ ثم كيف يكون وجود دولة ما مشروعا ؟
بعد قراءتنا المتفحصة لشكل السؤال وبنيته، يظهر أنه يقود ضمنيا إلى أطروحة مفادها الغاية من الدولة أو بعبارة أخرى ، الهداف من وجود الدولة ، وقبل البداية في تحليل الأطروحة التي يتبناها السؤال يتوجب علينا أولا و لفهم أوسع لمضمون السؤال، الوقوف عند أهم الفاظه والمفاهيم الواردة فيه لشرحها و تفسيرها. السؤال الذي بين أيدنا يبدأ بأداة إستفهام لما ، وتعني لماذا ، وتحتمل عدة إجابات يمكن التطرق إليها في التحليل. لقد إحتوى السؤال مفهوما مركزيا تنبني عليه أطروحته ، وهو مفهموم الدولة ، أهم مؤسسة تسهر على تسيير المجتمع و تدبير شؤونه ؛وهي بذلك أشمل تنظيم يعكس مجموعة أفراد المجتمع.ويتجلى هذا التنظيم في عدد من المؤسسات الإدارية و القانونية والسياسية و الإقتصادية التي تتطابق مع متطلبات المجتمع. إن وجود الدولة نابع من قصور المجتمع عن تسيير شؤونه في غياب هذه المؤسسة التي تحفظ وجوده و تضمن استمراريته. و كجواب أول على السؤال يأتي موقف هوبص، حيث اعتبر أن الطبيعة جعلت الناس أحرارا و متساويين ؛ غير أن هذا التساوي لا يتحقق مع حالة الطبيعة التي تقوم على اساس الحرب الدائمة والفوضى و الخوف ،وهذا ما يؤدي إلى فناء الجنس البشري .ولذلك كان من الضروري ان يبحث الإنسان عما يساعده على تحقيق الأمن والإستقرار والسلام .لقد اعتبر هوبز حالة الطبيعة حالة حروب و نزاعات بين الأفراد وهي ما سماها بحرب الكل ضد الكل ، لذلك كان لزاما وقف استشراء العنف والإنتقال بالتجمع البشري الى مجتمع الدولة المنظمة . والوسيلة الوحيدة لتحقيق هذا الإنتقال هو التعاقد الإجتماعي الذي يضمن السلم والأمن بوجود حاكم يكون خارج هذا العقد حيث يتنازل الأفراد برضاهم عن بعض حقوقهم الطبيعية لفائدة الحاكم قصد تحقيق المنفعة العامة . وهذا التوافق بين الشعب و الحاكم ادى الى نشوء الدولة .