لأمير في سطورلأمير في سطور
هو الشيخ الأمير عبد القادر بن الأمير محيي الدين بن مصطفى بن محمد بن المختار ولد في مايو/آيار 1807م، بقرية "القيطنة" بوادي الحمام في ولاية معسكر (أقاصي الغرب الجزائري)، اشتهر والده "محيي الدين" بوطنيته، واصطحب نجله عبد القادر منذ صباه عام 1241هـ/ 1825م، إلى رحلة طويلة جاب خلالها تونس ثم مصر والحجاز وبلاد الشام والعراق وأخيرا مدينتي برقة وطرابلس، ودرس الأمير الفلسفة من أرسطو طاليس وفيثاغورس إلى رسائل إخوان الصفا، كما انكب على مدارسة علوم الفقه والحديث، وأجاد أسرار ألفية النحو، والمنطق وعلوم القرآن، كما برع في فنون القتال والفروسية، وكتب الشعر منذ شبابه الأول.
وهبّ الأمير عبد القادر منذ احتلال فرنسا للجزائر في يوليو/تموز 1830م، ليذود عن وطنه، وتمّت مبايعته أميرا وأطلق عليه لقب "ناصر الدين" في 20 نوفمبر/تشرين الثاني 1832، فاضطرت فرنسا إلى عقد اتفاقية هدنة مع الأمير أطلق عليها "اتفاقية دي ميشيل" سنة 1834م، كما أرغمت أيضا على الاعتراف بدولة الأمير عبد القادر، وبعد أقل من عام نقض الجانب الفرنسي الهدنة، فأعلن الأمير الجهاد وألحق بالجيوش الفرنسية هزائم عديدة في مواقع مختلفة، ما جعل فرنسا تعود ثانية للمطالبة بهدنة سنة 1837م، وبقيت الحرب سجالا إلى غاية العام 1847م، حيث تسبب نفاذ المؤونة والعتاد وتدهور الوضع المعيشي للسكان المحليين في حمل الأمير على التفاوض مع الفرنسيين، وكان إبرام معاهدة استسلام في 23 ديسمبر/كانون الأول 1847م، بيد أنّ فرنسا نقضت ما تعهدت به وزجت الأمير في أحد سجونها، بعدما وعدته في وقت أول بالسماح له بالهجرة إلى الإسكندرية أو عكا رفقة أتباعه.
وبعدما أفرج عنه بأمر من "نابليون الثالث"، غادر الأمير إلى بلاد الشامعام 1860م، واستطاع هناك أن يطفئ شرارة الفتنة بين المسلمين والمسيحيين،وحال دون الفتك بأكثر من 15 ألف مسيحي استجاروا به، قبل أن يتوفى في بيتهالعتيق بدمشق منتصف ليلة 24 مايو/آيار 1883 عن عمر يناهز 76 عامًا، حيثدُفن بجوار الشيخ ابن عربي بمنطقة الصالحية، ليُنقل جثمانه إلى مسقط رأسهبالجزائر بعد استقلال الأخيرة أوائل سيتينيات القرن الماضي.