أشارَت دِراسةٌ حديثةٌ إلى أنَّه من المُمكِن عِلاجُ الأرق insomnia بجلسة علاج بسيطة، حيث تفحَّصَ الباحِثون إمكانيَّةَ استخدام العِلاج السلوكيّ المعرِفيّ cognitive behavioural therapy ضمن جلسة تستمرُّ لساعة فقط، لمُحاربة الأرق الشَّديد.

يُعدُّ العِلاجُ السلوكيّ المعرِفيّ من أنواع العِلاج بالكلام، تُستخدم فيه طريقةٌ تستند إلى حلِّ المشاكل للتعامُل مع نماذج التفكير والسلوك غير المُفيدة. على سبيل المثال، يشعر العديدُ من الأشخاص الذين يُعانون من الأرق بالقلق والشدَّة نتيجة عدم تمكُّنهم من النَّوم، وهو ما يزيد من سوء حالاتهم، ويجعل الأمرَ أشبهَ بحلقةٍ مُفرَغة.

من المعروف أنَّ العِلاجَ السلوكيّ المعرِفيّ يُستخدَم منذ فترة في عِلاج الأرق، ولكن هدفت هذه الدِّراسةُ إلى معرفة ما إذا كانت جلسةٌ واحدة من هذا العلاج ولمدَّة ساعة واحِدة ستُظهِر فعَّاليتَها.

اشتملت الدِّراسةُ على 40 بالغاً يُعانون من الأرق على المدى القصير (أقلّ من 3 أشهر)، ووضعهم الباحِثون ضمن مجموعتين: اشتملت الأولى على جلسة واحِدة من العِلاج السلوكيّ المعرِفيّ، بينما لم تُقدَّم أيةُ مُعالجة للمجموعة الثانية (مجمُوعة المُقارنة). وجدَ الباحِثون، بعدَ مُرور 4 أسابيع، أنَّ نسبة 60 في المائة من أفراد المجموعة الأولى أصبحت لديهم هدأة للأرق (تُعرَّف هذه الهدأة على أنَّها الانخِفاض دُون المُستوى المُحدَّد سلفاً لشدَّة الأرَق وفقاً لمُؤشِّر خاص بالنَّوم)، بالمُقارنة مع نسبة 15 في المائة من أفراد مجمُوعة المُقارنة.

ربَّما تكون نتائجُ الدِّراسة واعِدة، ولكن يجب التذكيرُ بأنَّ حجمَ العيَّنات كان صغيراً، وبذلك قد لا تُمثِّلُ جميعَ شرائح الأشخاص الذين يُعانُون من الأرَق. إضافةً إلى هذا، كانت فترةُ المُتابعة قصيرة، ممَّا يجعل من غير الواضِح ما إذا كانت تلك التأثيراتُ ستستمرّ إلى فترة تزيد على شهرٍ واحِدٍ بعدَ الجلسة.

تبقى النقطةُ الأكثر أهميَّة، والتي يجب التركيز عليها، هي أنَّ الدِّراسةَ قارنت فقط بين شكل مُختصر من أشكال العِلاج السلوكيّ المعرِفيّ، وعدم تلقِّي أيَّة مُعالجة، وليس مع شكل أطول من هذا العِلاج أو طُرق مُعالجةٍ أخرى؛ وهو ما نحتاج إليه لمعرفة كيف تُقارَن التدخُّلاتُ المُختَصرة مع البدائل.