منعت مصالح الأمن معارضين لقيادة حزب جبهة التحرير الوطني من تنظيم احتجاج أمام مقر الحزب، ما اضطر المحتجين للاكتفاء بالوقوف بعيدا عن المقر.
وقام أعوان الشرطة بنصب متاريس في مدخل شارع باق محمد المؤدي إلى مقر “الجهاز” والأزقة المجاورة له، كما تم استدعاء وحدات لمكافحة الشغب في أماكن قريبة، للتدخل إذا تطلب الأمر، ووجد المارة صعوبة في دخول “المنطقة المحمية”، بمن في ذلك أعضاء في المكتب السياسي وموظفو إدارة مولودية الجزائر المجاور مقرهم لمقر الحزب. ولم يجد المعارضون سبيلا أمام إغلاق المنافذ أمامهم سوى تنظيم وقفتهم في شارع أحمد علي محمد، غير بعيد عن مركز بريد حيدرة، وقد رددوا الشعارات التقليدية المطالبة برحيل أمين عام الأفالان، عمار سعداني. كما حملوا لافتات: “الأفالان في أريس ليس في باريس”، “المؤتمر غير شرعي” و”لا لبيع الأفالان” وأيضا “من أجل إرجاع الحزب لمناضليه”.
وقدر المنظمون عدد الحضور بحوالي 150، فيما سجلت مصالح الأمن مشاركة 120 شخص “بمن فيهم الصحفيون”. وقال عبد الكريم عبادة، عضو المكتب السياسي الأسبق، إن الحضور المكثف للمناضلين “يبين إرادة المناضلين الشرفاء لمنع عقد المؤتمر وإحداث التغيير الذي سيتم لا محالة” حسبه. ولفت عبادة إلى احتجاز مشاركين ومنع آخرين من الوصول. وقال عضو آخر من لجنة الوفاء لعبد العزيز بلخادم، إن الأمطار منعت ممثلي كثير من الولايات من المشاركة.
وأمام استحالة التقدم بعد وضع الشرطة شاحنة ضخمة في الطريق، اضطر المشاركون للانسحاب، بعد قراءة بيان تم فيه التنديد بـ”الممارسات غير الشرعية الصادرة من طرف جماعة بالقوة ضاربة عرض الحائط بكل القوانين والأعراف”، وتجديد رفض المعارضة الداخلية في الحزب ما أسمته “مؤتمر المهزلة والمسرحية المفضوحة بممثلين غرباء عن الحزب وعن النضال”، وناشدوا “الشرفاء والغيورين على الحزب وعلى الجزائر أن يقفوا رافضين إعدام الجبهة على مقصلة الخيانة”. واستنكر البيان “ما فعلته الطغمة بتقسيم الحزب وتشتيت صفوفه تحت شعارات كاذبة وواهمة”. وتضمن البيان نداء آخر إلى الرئيس بوتفليقة رغم تجاهله للنداءات السابقة، ودعوه للتدخل “لوقف المهزلة وإبطال مؤتمر الخزي”، حسب وصفهم. ووضعت الإجراءات الأمنية المكثفة قيادة الأفالان في حالة مريحة، حيث لم يسجل حضور أمني خاص، عدا أمام مكتب الأمين العام للحزب، حيث تم الاستنجاد بطلبة “مفتولي العضلات” تولوا تنظيم دخول أعضاء اللجنة المركزية إلى جناح سعداني. وشهد مقر المجلس الشعبي الوطني احتجاجات أخرى لنواب معارضين بمناسبة تنظيم اجتماع للكتلة، حضره رئيس المجلس، العربي ولد خليفة، وشارك فيه ما يقرب من مائة برلماني. وتم بالمناسبة الكشف عن قائمة تضم 86 برلمانيا يعلنون فيها معارضتهم للقيادة الحالية للحزب.