جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
|
جواهر ستار التعليمية :: قسم البحوث :: منتدى الطلبات والبحوث الدراسية |
الأحد 17 مايو - 0:47:09 | المشاركة رقم: | |||||||
مشرف
| موضوع: بحث – فن الرواية - مادة – فنون النثر الأدبي الحديث والمعاصر (خولة محمد سليم الوهداني, الدكتور محمد أحمد القضاة) بحث – فن الرواية - مادة – فنون النثر الأدبي الحديث والمعاصر (خولة محمد سليم الوهداني, الدكتور محمد أحمد القضاة) بحث – فن الرواية - مادة – فنون النثر الأدبي الحديث والمعاصر (خولة محمد سليم الوهداني, الدكتور محمد أحمد القضاة) بسم الله الرحمن الرحيم الجامعة الأردنية – كلية الآداب قسم اللغة العربية – ماجستير بحث – فن الرواية مادة – فنون النثر الأدبي الحديث والمعاصر خولة محمد سليم الوهداني الدكتور محمد أحمد القضاة بسم الله الرحمن الرحيم المقدمة :- الرواية - هذا العالم الجميل المشاكل والمشاكس للواقع ، هذا العالم الباحث عن فضائل في الواقع يوازيه ولايتمثله بالضرورة ، يوهم به ، ويكسر حواجز الوهم ، يقتنع المتلقي أن ما حدث ، ويحدث في الواقع ، ولكن بطرائق مختلفة وأحيانا جدّ ملتوية ، لأن الراوي لا يكشف كل اوراقه ، بل يعتمد إلى إخفاء بعضها وإبراز بعضها الآخر ، والإيماءة إلى أوراق أخرى في لعبة سردية ، بات المتلقي ينقاد إليها طواعية ليدخلها مشاركا سراد اللعبة ، وحكاية انتاج دلالات النصوص الأدبية والتمتع بآثارها الجمالية التي تصب في مصاب سحر البيان (1) . والرواية من الفنون النثرية الحديثة والمعاصرة، التي ازدهرت في أدبنا العربي بسبب ازدهار الوسائط الجديدة كالطباعة والصحافة والترجمة والتعليم. ولقد تناولت في بحثي الرواية العربية _ مفهومها ونشأتها وأصولها وأنماطها، كما وقفت على بعض التجارب الروائية. أجمع الكثير من النقاد على أن الرواية هي نتاج تواصل تاريخي متمازج من حركة الترجمة والمحاكاة والخلق والإبداع. وتعتبر الرواية الفن الأحدث بين انواع القصة والأكثر تطوراً وتغيراً في الشكل والمضمون بحكم حداثته . تطورت الرواية العربية خلال القرن العشرين تطوراً ملحوظا واستقطبت اهتمام القراء والنقاد على اختلاف مشاربهم واتجاهاتهم . كما تنوعت أساليب كتابتها واختلفت أشكالها وتعددت أنواعها وتياراتها وصيغ تقديمها . ما كان للرواية لتحتل هذه المكانة من الاهتمام داخل حقل الإبداع والفني والثقافة العربية المعاصرة بوجه عام لولا الانجازات الهامة التي حققتها على مستويات عدة تشمل القصة والخطاب والنص معا ، وترتبط ارتباطا وثيقا بنبض الإيقاع الداخلي للحياة العربية في ابسط صورها وأعقد تجلياتها فحملت بذلك أحاسيس الانسان العربي وانفعالاته وانشغالاته بقضاياه . اليومية والمصيرية في مجالات السياسة والاجتماع وبكل ذلك حققت الرواية ارتباطا عميقا بمعاناة الإنسان ومكابداته وتطلعاته . لقد عرفت الرواية العربية في تاريخنا القصير مقارنة مع الشعر ذي التاريخ الطويل ومع نظيرتها الغربية التي سبقتها الى الظهور ، تطوراً كبيراً سواء على مستوى الموضوعات التي عالجتها أو التقنيات والأساليب التي وظفتها في التعبير . هيأ لها هذا التطور المتحقق في مسيرتها القصيرة موئلا مكنها من ملاحقة تحولات المجتمع العربي الحديث ومن مواكبة صيرورته ، وجعلها بذلك تقدم بما لم تضطلع به أشكال تعبيرية أخرى ، همس الشارع وفوضاه وقلقه العارم ومختلف أحاسيسه وطموحاته لذلك لم يكن من الممكن أن تنفرد الرواية العربية بهذه السمات بالمقارنة مع غيرها من الأشكال التعبيرية ولاسيما في النصف الثاني من القرن العشرين لولا جماليتها التعبيرية وأساليبها الفنية التي ظلت تتطور مع الصيرورة والتقنيات التي استخدمتها في تجديد عوالمها وهي تسعى الى مواكبة تطور المجتمع العربي وتحولاته (2) . مفهوم الرواية . 1. الرواية- انطباع شخصي مباشر عن الحياة أو هي قصة خيالية نثرية طويلة (1) . 2. مفهوم آخر- في معجم روبار (( هي نتاج تخيل يكون نثراً ذا طول كاف يصور شخصيات معينة تصويراً حركيا ويقدمها على أنها واقعية ويعرفنا بنفسياتها ومصائرها ومغامراتها . 3. في معجم لاروس- نتاج تخيل يكون نثراً ذا طول ما ، يسعى فيه كاتبه إلى شد الاهتمام بمغامرات ذات حظ من الخوارق وبدراسة اخلاق الشخصيات وطباعها وأحاسيسها وأهوائها ، وتكون هذه الشخصيات متخيلة وكأنها من الواقع (3) . 4. الرواية أثر نثري عادي يحتوي على أحداث متخيلة تمثل مغامرات نادرة في الحياة وفيها تحليل لمشاعر إنسانية (4) . 5. الرواية- قصة خيالية لمغامرات متنوعة (5) . سمات الرواية الحديثة . أ. لها شكل أدبي سردي يحكيه راو -تختلف عن المسرحية التي تحكي قصتها من خلال أفعال وأقوال شخصياتها . ب. أطول من القصة القصيرة وتغطي زمنا أطول وفيها عدد أكثر من الشخصيات . ج. لغتها نثرية . د. قوامها الخيال فختلف عن السيرة (6) . عناصر الرواية: 1. الحكاية- 2. الأشخاص -3. البيئة والزمان والمكان -4. الحوار الحكاية : أ. الموضوع (الفكرة ) – ب. الأحداث . أ. الموضوع : الرواية وليدة تجربة ، تلف مجموعة من الأحداث مرتبة ترتيبا متسلسلا ينتهي إلى نتيجة طبيعية ، وهذه الأحداث المرتبة ترتيبا تدور في موضوع عام هو التجربة الإنسانية ، وهذه التجربة الإنسانية هي موضوع الرواية ، ويمكن أن نقسم موضوع الرواية إلى نوعين :- الأول - يتناول دراسة الإنسان في الرواية بوصفه (موضوعا) نموذجيا لطبقة من الطبقات ، ففي كل مجتمع أنواع من الناس ، وفي كل نوع أناس متشابهون فيما بينهم ، يتفقون في مصالحهم ، وأذواقهم ، وعاداتهم كما يتفقون في بواطنهم . الثاني - يتناول الكشف عمّا يتميز به كل قلب في كل فرد ، وهو واجب القاص اليوم لأن الفرد أكثر تعقيداً في دوافعه وحيويه في اتجاهاته ، حتى ليستعصى تفسير جوانبه ببساطة ويسر . ب. الأحداث: يأتي اختيار الموضوع والشروع ببناء هيكل الرواية حيث يُشيَّد هذا البناء من مجموعة من الأحداث غاية في الرقة ، والترتيب والنسق والحركة والتغير ، وهي من أهم عناصره ، فهي التي توقظ التأثر والانفعال لدي القارئ والمشاهد والسامع ، وتزرع في مشاعرهم حب المتابعة لكي يفهموا نهاية الرواية ، وينبغي أن تكون الأحداث موحده بحيث (7) . تحتوي على وحدات ثلاث هي أ. وحدة الحوادث أو الأحداث ، وتتمحور حولها جزيئات الحوادث الصغيرة لتكون حدثا أكبر فأكبر لتشكل الفصول ثم هيكل الرواية لترتبط كلها في النهاية بحدث واحد كبير تتفرع منه الأحداث الجزئية ، وهذا الحدث الكبير هو هيكل الرواية يحركه شخص ويحرك فروعه أشخاص يكونون بؤرة السرد الروائي . ب. وحدة الحياة - وتظهر من خلال حركة الأحداث ولها خيوط تتجمع في نسيج منتظم بحيث يرتبط كل حدث فيه بما يقابله . وما بعده ويتأثر ويؤثر فيه. ج. وحدة العمل الروائي وهي وحدة التأثير في القارئ أو السامع أو المشاهد بصورة منتظمة في كل دقائق الرواية وأجزائها بحيث تثير الرواية وحدة متكاملة التأثير والقوة والبناء . الحبكة في الرواية :هي تيار الحوادث المتسلسل المترابط برباط يشد الشخصيات التي تعمل على تقويته ، والالتزام به إلى نهاية الرواية وتنقسم الحبكة في الرواية من حيث النسيج في تدرجها نحو الشدة أو الحل لمعرفة النهاية إلى أقسام هي :- 1_ العرض _ وهو بداية الرواية وربما يسرد فيها الراوي المعلومات التي يحتاجها ، واختيار الشخصيات ورسمها ، والتناسق بينها وقد يسرد الراوي بعض الخطوط العامة لبناء روايته من زمان ومكان وظروف اجتماعية وثقافية . 2_ الحدث الصاعد : وهو الانتقال من الرواية إلى عوامل الحركة الخلاف والصراع أو حتى بلوغ الأزمة ، ويقوم الراوي بتطوير الحدث حتى العقدة بتركيز وتأن _3_ الأزمة ( العقدة ) وهي اللحظة التي تصل فيها الحبكة أي نسيج الأحداث ( أي إلى الحدث الرئيسي ) إلى أقصى درجات التكثيف والانفعال ، وهي نقطة التحول في الرواية ، وتعد بداية لتمهيد الحل حيث تصل الأمور إلى ذروة العقدة ، وهي الجزء الذي تصير فيه الأحداث في العقدة الى نقطة الانفجار حيث يظهر المقصود الذي ألفت من أجله الرواية الشخوص في الرواية: الشخوص في الرواية مدار المعاني الإنسانية ومحور الأفكار والآراء العامة ، معظمهم يكونون من الواقع ولكنهم يختلفون عمن تألفهم ، والكاتب يخلق أشخاصه في خلقهم الواقع مستعينا بالتجارب التي عاناها هو أو أحد أقاربه أو أفراد أسرته أو لحظها . وهو يعرف كل شيء عنهم ، ولكنه لا يفضي بكل شيء عنهم ، والشخصية هي العنصر الأساسي في الرواية ، وهي المحور التي تجري حوله الأحداث ، ولا بُدّ لهذه الشخصية أن تمتلك القوة والجاذبية والقدرة على تسخير كل ما يدور حولها من المواد والعناصر . والشخصيات في الرواية نوعان : أ. الشخصيات ذات المستوى الواحد - ب. الشخصيات النامية . والشخصيات ذات المستوى الواحد هي الشخصيات البسيطة في صراعها غير المعقد , وتمثل صفة أو فكرة واحدة وتظل سائدة من بدء الرواية حتى نهايتها . أما الشخصيات النامية فهي التي تتطور قليلا قليلا بصراعها مع الأحداث أو المجتمع ، وتنكشف للقارئ كلما تقدم في قراءة الرواية وتفاجئه بما تحمله من عواطف إنسانية معقدة . البيئة والمكان والزمان: بيئة الرواية هي الوعاء أو الواقع الذي تعصر فيه أو في أعماقه أحداث الناس (الشخصيات ) وتنسبح في منواله طبيعة الأحداث وفاعليها ، وقد تكون بيئة الرواية تاريخية ، أو حديثه سواء أكانت اجتماعية أو اقتصادية أو ثقافية . أو من نوع خاص كالبيئة البحرية أو حياة المدن الصناعية أو الأوساط الفنية ....... . وقد تكون بيئة عامة مثل البيئة العربية أو الاسلامية أو العالمية أو البيئة التاريخية ، وقد تكون بيئة محلية مثل عودة الروح لتوفيق الحكيم التي يصور فيها وعي الشعب العربي المصري وثورة الشعب المصري في زقاق المدق لنجيب محفوظ . صور فيها اثر الحرب العالمية على الشعب المصري (9) . الزمان والمكان- هما حبكة للنتاج الروائي ورباط ترتبط به الحوادث والشخصيات وفي معظم الأعمال يكون الحدث مرتبطا بزمانه ارتباطا وثيقا لا يمكن فصله عنه ، فروايات نجيب محفوظ في المرحلة الأولى تصور صراعا اجتماعيا ونفسيا في مرحلة محدودة من تاريخ مصر ، فإذا جردناها من عنصري الزمان والمكان فإن حبكاته تفقد أسباب وجودها (10) . الحوار- الحوار هو تقنية الفعل اللساني أو بمعنى آخر لسان النص الذي يعتمد على الفضاء المعرفي لدي الشخصية ، وهو وسيلة لقراءة وجهات النظر والكشف عن العمق الفكري لذهنية الشخصية ومستواها . والحوار هو وسيلة لإظهار المضمون بصورة غير مباشرة من خلال دلالات شعورية تصحبه وتفهم منه . وفي المشهد الحواري في الرواية نلاحظ انسحاب الراوي وإعطاء المشهد الفرصة في التعبير عن أدق أمور الحياة وتفاصيلها وأحداثها وصعوبتها ، ويمتد المشهد الحواري ليعطي الحلول لهذه المشكلة من الطرف الآخر ، فيأتي الحل لهذه الأزمة بالحوار (11) . الرواية- النشأة- الأصول- التطور لقد كان السرد منذ بداية التاريخ الشفوي والمكتوب فن الشعب الذي تختلط فيه الحقيقة بالخيال والواقع بالأسطورة ، والمعرفة بأحلام اليقظة ولقد حفظت لنا الكتب المروية عن العصر الجاهلي كنزاً لا ينضب من الحكايات والقصص والخرافات والأساطير ، مثل كتاب التيجان لوهب بن منبه ، وكتاب أخبار عبيد بن شرية الجرهمي . فأعمال الجاحظ المبثوثة في كتبه المختلفة ، ومقامات بديع الزمان الهمذاني ، والحريري ، والوهراني ، وكتاب ابن المقغع (( كليلة ودمنة )) وألف ليلة وليلة ، وقصص المعراج والسير الشعبية وقصص العذريين والفرسان والصعاليك وعشرات الحكايات والخرافات والأساطير والأخبار والنوادر والطرائف وقصة حي بن يقظان كلها تدل على وجود الرواية في أدبنا العربي . (12) وللحكاية تاريخ في كل امة ، والعرب من هذه الأمم التي كانت لها حكاياتها في الجزيرة وخارج الجزيرة وأعطت وأخذت وعرفت التوراة والإنجيل ثم جاء القرآن الكريم وفيه (( أحسن القصص )) وألفت حكايات جديدة في المغازي والتفسير والمواعظ .(13) ولقد صقل الأدب العربي بقوالب متعددة للتعبير عن القص مثل قال الراوي: ويَحْكى أنَّ وكان ياماكان وما إلى ذلك من المقدمات التي كان يبدأ بها القاص حديثه القصصي بل العرب كأمة اول مَنْ قالت يحكى أن وزعموا ومن النقاد مَنْ يرى أن العرب قد عرفوا هذا الفن وإن اختلف مفهوم القصة الغربية عنه لاختلاف خصائص حياة الغرب عن خصائص العرب وتباين الطبيعة الغربية عن الحياة العربية، لأن الفن إذا مانبع في أمة ظهرت معه مكونات أدبها وتطورها الحضاري، والمقومات الحضارية والجذور الثقافية ومن أشكال القصة عند العرب. القصة والرواية والنبأ والخبر والأسطورة والمقامة . من تاريخ القصة عند العرب القدماء 1. قصص عنترة من قصص الحرب والبطولة. 2. قصة حي بن يقظان- لابن طفيل- تأثر بها ( ديفو ) مؤلف روبنسون كروزو. 3. كتاب الإنسان والحيوان- لاخوان الصفا وخلان الوفا. 4. كتاب الصدح والباغم- وهو منظومة على أسلوب كليلة ودمنة لابن الهبارنة (504) ه- تأثر به لافونتين. 5. كتاب كليلة ودمنة لابن المقفع......تأثر به كثيرون. 6. كتاب (فاكهة الخلفاء) لابن عربي ت 901 ه ونحى منحى كليلة ودمنة. رسالة الغفران للمعري -8-المقامات التي ابتدعها: بديع الزمان الهمذاني ت 398 ه وتبعه الحريري ت 516 ه، ثم الزمخشري ت 538، 114 ارَّخ بعضهم لظهور الفن الروائي على أبعد تقدير عن العرب في الربع الثالث من القرن الماضي مع رفاعة الطهطاوي في ترجمته لرواية فينيلون مغامرات تليمال (1867) ثم تطورت الرواية العربية اذ حمل الرواد اللبنانيون مشاعل الرواية العربية وبذروا بذورها في لبنان ثم حملوها معهم إلى تربة مصر ومضوابها إلى ما وراء البحار في المهجر البعيد. زرع البذور الأولى في تربة لبنان الكاتب الرائد سليم البستاني سنة 1870م ونُعَدُّ روايته الهيام في جنان الشام أول رواية عربية قلبا وقالبا ومضى يحملها إلى مصر تلميذه سعيد البستاني الذي جعل (ذات الخدر) محوراً لمعماره الفني المتأثر بسليم البستاني سنة 1884م، كما شكل معماره سمير الأمير سنة 1896 على الشاكلة ذاتها، ثم أقبل جرجي زيدان، يوسع في أبعاد الرواية التاريخية التي اختلط لها مجراها.. سليم البستاني والتي مضى فيها في أول الطريق على النهج ذات جميل نخلة، الذي أدار روايته التاريخية (حضارة الاسلام في دار السلام) حول التنقل في البلاد العربية أيام هارون الرشيد، وقد اتجه جرجي زيدان إلى منابع التاريخ الاسلامي حيث مضى إلى قضايا هذا التاريخ أيام الدولة الأموية والعباسية والأيوبية. ثم انطلق إلى مصر الحديثة حتى بلغ ماكتبه من روايات التاريخ القديم احدى وعشرين رواية ابتداء من سنة 1891 حتى سنة وفاته. (15) ثم ظهر الكاتب الواعي بثقافته الواسعة ذات الأبعاد الفلسفية ثم ظهر الكاتب الواعي بثقافته الاجتماعية المتيقظة وهو فرح انطوان، حيث كان مدرسة قائمة بذاتها ولاسيما بمجلته الجامعة التي صدرت سنة 1899 واستمرت حتى سنة 1909م، وكان صاحب اتجاه ومنهج اجتماعي ترجم رواية الكوخ الهندي ورواية بول فرجيني للفرنسي برنارد بن سان بيير ولقد كان من المعجبين بفرح انطون.. زوج أخته الروائي نقولا حداد ويشكل نقولا حداد وسليم البستاني وجرجي زيدان ثالوثا طويل النفس في الانتاج الروائي لا ينافسهم فيه أحد في هذه المرحلة التي سبقت قيام الحرب العالمية الأولى من حيث غزارة الانتاج. وقد طلع على الناس في أوائل القرن العشرين برواية (اللص الشريف) وكان من أشهر كتاب المسلسلات القصصية التي كانت تعتمد عليها صحيفة مساواة الشعب. (16) ولعلَّ جهود الدكتور يعقوب صروف في مجال الرواية أن تكون ذات ذلالة كبيرة لأنه تجاوز إطار المرحلة من حيث المستوى الفني، اعتمد في كتاباته على الروايات التاريخية والاجتماعية ومن روايته فتاة مصر سنة 1905م ووايته فتاة اليوم سنة 1908. وليس من شك في أن إنتاج جبران خليل جبران ابن بلدة بشري حين ظهر في أول مجموعة قصصية له (عرائس المروح) في نيويورك سنة (1906) ثم الأرواح المتمردة وبعدها جاءت مجموعته الثالثة العواصف سنة 1910 ثم جاءت روايته (الأجنحة المنكسرة) سنة 1916م. وبذلك تكون هذه الرواية على قمة تجارب في المجاميع القصصية لفتت لجبران كثيراً من الأعين المتطلعة. ومن بين الروائيين الذين ساهموا في تطور الرواية العربية أمين الريحاني في روايته خارج الحريم التي صدرت في نيويورك سنة 1915. (17) ومن الذين مضوا إلى مجتمعات غربية عن الوطن العربي، وصدرت عنهم جهود روائية، الدكتور محمد حسين هيكل حين نشر روايته الأولى سنة 1914 وهي زينب. (18) موضوع زينب يطرح الواقع من خلال قصة حب بطلها حامد، هو ابن لأحد المزارعين الاقطاعيين، وبطلتها (زينب) العاملة في المزرعة. وتشاء الأقدار أن تحب زينب ابراهيم العامل معها في المزرعة، وأن يتردد حامد في حبه بين ابنة عمه عزيزة وبين العاملة زينب، وتشاء الأقدار أن تتزوج زينب من غير حبيبها حسن، وتتزوج عزيزة ابنة عم حامد من أحد رجال المدينة، ويبقى حامد في حيرته ، وتبقى زينب تحن إلى مَنْ تحب حتى تصاب بمرض السل وتهلك بعد الحرب العالمية الأولى سنة 1914، انتقل مشعل القصة إلى أيدي الكتاب المصريين، ورأينا اللهب يتوهج ويلفت الأنظار إليه تجمعت جمهرة من الأدباء والمفكريين كانوا يقدرون الفن القصصي فكانوا يدعون إلى التجديد في مختلف مناحي الثقافية فمنهم احمد ضيف- وحسين هيكل وطه حسين ومنصور فهمي وغيرهم. ظهر طه حسين ككاتب قادر على استيعاب العوامل السياسية والاجتماعية في ثقافة ذات جذور عميقة بالإضافة إلى حسّٓـه الاجتماعي وادراكه للعوامل العالمية والقوميات والتيارات الإنسانية المتشابكة، ومن نتاجه الأيام- أديب- دعاء الكروان سنة 1941 وشجرة البؤس والقصر المسحور وأحلام شهرزاد، وكان من ثمار هذه المرحلة وزخمها توفيق الحكيم الذي وقف عند الخيوط الدقيقة التي تحيط به (فكتب يوميات نائب في الأرياف) و (عصفور من الشرق) و (عودة الروح) 1933 وتبقى هذه المرحلة قادرة على العطاء، فينظر فيها محمود تيمور في روايته نداء الجهول سنة 1933 وقد اهتم محمود تيمور بالتركيب الاجتماعي والنزاعات الانسانية، ومضى يرسم الشخوص ويصور العواطف ويصغي إلى اعترافات الضعف الانساني حتى كتب روايته (سلوى في مهب الريح). وتتضح أمام كتاب هذه المرحلة مناهج التحليل النفسي فيحمل لواء هذا الاتجاه ابراهيم المازني فكتب (ابراهيم الكاتب) سنة 1931 وعالها شي سنة 1944 ثم صدرت رواية ثريا سنة 1966 لكاتبها عيسى عبيد، ثم رواية أخرى لطاهر لاشين وهي حواء بلا آدم سنة 1934. اتبع اميل حبشي الأشقر خطوات كرم ملحم كرم فأنشأ صحيفة سنة 1969م أسماها مجلة الليالي. ثم نتج عن هذه المدرسة في لبنان (رواية النداء البعيد سنة 1939 لكاتبها أحمد المكي الذي يجعل محورها اختلاف الأديان وعلى قمة الانتاج الروائي لهذه المدرسة تقف رواية الرغيف لكاتبها توفيق يوسف عواد وقد صدرت سنة 1939م (20). نطل على المجتمع السوري وهو لا يزال يتلمس دروبه الأولى ويخطو خطواته المتهيبه في الجهود الروائية فيبرز لنا معروف الأرناؤوط في روايته التاريخية سيد قريش 1929 ورواية عمر بن الخطاب التي صدرت سنة 1936 وفي حدود سنة 1920- 1920. كان الرائد القصصي في العراق محمود أحمد السيد 1903- 1907 في حوالي العشرين من عمره يحاول أن يكتب الرواية الحديثة فأصدر روايته الأولى (في سبيل الزواج) (مصير الضعفاء) والنكبات وجلال خالد. ولا تذكر نشأة هذا الفن إلا اذا ذكر معها اسم كامل كيلاني الذي شرع يقدم قصصا مقتبسة أو مخرجة اخراجا جديداً بينها مصادر عربية ألف ليلة وليلة وقصص جحا. (21) مرحلة تأصيل الفن الروائي أو مرحلة نجيب محفوظ- لقد انفتحت الآفاق أمام كُتَّاب هذي المرحلة، وتيسرت لهم الأسباب التي أعانت على التجديد ومسايرة الأفكار العصرية، واستشرفوا الانتاج الروائي، فخصص الزيات صحيفة خاصة لذلك وهي (الرواية) وقد أعدَّ نجيب محفوظ نفسه لهذه المرحلة منذ منطلقها، واتخذ الأسباب المؤاتية ليعيد صياغة الحياة في أدوارها وتطورها وتغيراتها من موقع معاصر يمكنه من وضوح الرؤية ولم يترك نجيب محفوظ حركة من حركات هذا المجتمع إلا رصدها وأدرك أبعادها. وقد استطاع نجيب محفوظ وفريقه، أن يقفوا في وجه شامخ أمام مرحلة طه حسين وتيمور والعقاد وتوفيق الحكيم وأحمد شوقي، واستطاعوا أن يقدموا صورة صادقة لحركة المجتمع المصري في العقود الأخيرة من القرن العشرين يضيفوا بعداً جديداً، وامتداداً فسيحا في مسيرة الجهود الروائية. لقد قيل بشأن نجيب محفوظ الكثير من ذلك ما جاء في العدد الخاص من الهلال الذي خُصصَّ لنجيب محفوظ سنة 1970م. ونجيب محفوظ كاتب قومي كبير فهو مثل ديكنز الانكليز، وتولستوي للروسي وبلزاك للفرنسي، إنه يمثل هذا الكاتب القومي بالنسبة لنا نحن العرب على أن نجيب محفوظ لم يهمل فنه ولم يعتمد فيه على الموهبة فحسب بل أخذ نفسه بالشدة والجهد، وتابع كل التطورات العالمية التي حدثت في ميدان الرواية والقصة واستفاد منها، وبذلك:- استطاع أن يكون كاتبا جديداً بالنسبة لثلاثة أجيال أدبية، ظهرت في حياتنا الثقافية منذ عام 1934. (22) فمرحلة نجيب محفوظ ذات دلالة واضحة وواسعة وعميقة على الجهود الروائية العربية الحديثة. فبعد أن قام المعمار الفني الروائي في الحياة الأدبية العربية مضت المسيرة في مختلف الاتجاهات، وفي مختلف البلاد العربية، وبدأنا نلتقي بنماذج ناجحة في هذه الجهود في الجزائر محمد ديب وفي السودان الطيب صالح. وفي فلسطين المحتلة أبو سلام وفي فلسطين المنفية سميرة عزام ،، وغسان كفاني، وفي سوريا جنا منيا، وقد تعددت المدارس الروائية وظهرت معالم التطور ومضى النهر الروائي يتدفق في الحياة العربية اصيلا معبراً عن هموم المجتمع العربي المتغير المتطور النامي الماضي إلى أمام، ولم تعد فنون الأدب العربي التقليدية بقادرة على أن تدحر هذا الفن او أن تضطره إلى الانحسار، وهكذا كان الفضل للرواد ومَنْ تبعهم ومَنْ تبع التابعين منهم فيما انتهت إليه الرواية العربية حيث بلغت أرقى صورها، وأصبحت ضرورة فنية من ضرورات العصر الحديث بل أصبحت دلالة على المعاصرة والتقدم. (23) الرواية في الأردن: لمحة عن مسيرة الرواية الأردنية لم تستطع الرواية الأردنية في أواخر العشرينات والثلاثينات والأربعينات أن تتعامل مع التشكيل الروائي بصورة فنية، ولم تتحول فيها العلاقات بين الشخوص والأمكنة والأحداث والأزمنة واللغة إلى علاقات جدية لا يمكن فصل أحدها عن الآخر، ولقد كان الزمان فيها بعداً تاريخيا ولم يكن فلسفيا أو قضية تتلاحم مع سائر الأبعاد، وكان فيها المجتمع في علاقاته ساكنة أو مطلقة في وصف غير فني، وكانت السيرة فيها فيها سرداً أدبيا. كان الكتاب يظهرون قدراتهم البلاغية في الانشاء الأدبي دون اهتمام بالتشكيل الفني الروائي كانوا يضعون هذه القدرات في اطار تقليدي. يزعمون أنه قص الروائي، حتى اذا أشرقت المسيرة على الرواية على أواخر الأربعينات والخمسينات والستينات تقدمت الرواية قليلا في مستوى الاطار الروائي، ولكن أبعادها الزمانية والمكانية والإنسانية واللغوية ظلت قابلة الانفصال، وظلَّ زمان كتابتها أسير الزمان الاجتماعي الساكن أو الزمن التاريخي بتتابع أحداثه وانفعالاته، وظلَّ إنسان الرواية أو كائنها يدور في مدار محدود لا يتجاوز فيه حدوث الحدث الروائي وظلَّ مكانها طرفا جغرافيا لا تقيم العلاقات الجدية بين الأبعاد الثلاثة (الإنسان والزمان واللغه). ظهرت محاولات روائية مثل (فتاة من فلسطين) لعبد الحليم عباس ومارس يحرق معداته لعيسى الناعوري وفتاة النكبة لمريم مشعل والقبلة المحرمة لصبحي المصري. الموضوعالأصلي : بحث – فن الرواية - مادة – فنون النثر الأدبي الحديث والمعاصر (خولة محمد سليم الوهداني, الدكتور محمد أحمد القضاة) // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: farida
| |||||||
الأحد 17 مايو - 0:48:16 | المشاركة رقم: | |||||||
مشرف
| موضوع: رد: بحث – فن الرواية - مادة – فنون النثر الأدبي الحديث والمعاصر (خولة محمد سليم الوهداني, الدكتور محمد أحمد القضاة) بحث – فن الرواية - مادة – فنون النثر الأدبي الحديث والمعاصر (خولة محمد سليم الوهداني, الدكتور محمد أحمد القضاة) جميع هذه الروايات كانت تحاول أن تقيم تشكيلا روائيا مشوقا وبنية روائية وصفية عاطفية انفعالية دون أن تبلغ العلاقات بين أبعاد الرواية حدود العلاقات الجدية بحيث يكون الإنسان قضية الزمان والإنسان واللغة. حتى اذا زلزلت الارض زلزالها بالعدوان الإسرائيلي شغلت الرواية نفسها بالزلزال، فكان الحدث الأكبر قد ابتلع في بطنه أبعاد الأعمال الروائية وكان التكسير في الشخوص وفي الزمان والمكان وأساليب القص، الروائي هو الطاغي، شُغِلت الرواية بالزلزال، وأصبح الروائي يكلم نفسه فظهرت الرواية (أنت منذ اليوم) لتيسير السبول، ثم (الكابوس) لأمين شنار, (24) عمد الروائيون في الأردن إلى تثقيف أنفسهم وتعلقوا بالقيمة الكبرى التي يتمتع بها كاتب الرواية المثقف، وأخذوا يتجاوزون ذاتهم في المراحل التي مضت وأصبحت لهم رؤية ممتدة، وحرصوا على أن يقيموا واقعا فنيا موازيا للواقع الحياتي. وأصبح الروائي في عقد التسعينات لا يقبل على إبداع روايته إلا بعد أن يمتلئ ثقة برؤيته الفنية التي لا تتشكل تكراراً لما سبق مثل (امرأة الفصول الخمسة) لليلى الأطرش، وجمعة القفاري والذاكرة المستباحة لمؤنس الرزاز وشجرة الفهود لسميحة خريس، ومخلفات الزوابع الأخيرة لجمال الناجي سنة 1988م. (25) ونستطيع أن نقول: ان الانتاج الأردني بدأ بمحاولة تيسير ظبيان (أين حماة الفضيلة). وكذلك دور شكري شعشاعة في روايته ذكريات والبدايات الروائية هذه لا تشكل اللينة التي بنى عليها روائيون أردنيون في فترات لاحقة، والروائيون منفتحون على النتاج الروائي العربي والعالمي معا، وتأتي المحاولات التي تتمثل في فتاة من فلسطين وقصة دير ياسين لعبد الحليم عباس، وفي روايات حسني فريز(مغامرات تايئة) وحُبَّ من الفيحاء وزهرة الزيزفون وجنة الحب كمحاولات أولى. تعد رواية فتاة من فلسطين لعبد الحليم عباس من الأعمال المبكرة التي تحتفظ بخصائص اصطلاحية عامة تميز فن الرواية، وقد تأثرت الرواية الأردنية بالرومانسية، ويظهر في روايات عيسى الناعوري التي ذكرتها سابقا. اتجهت الرواية في الأردن نحو الواقعية منذ بدية السبعينات وقد تعددت ملامح هذه الرؤية وتراوح تشكيلها بين التسجيلية و الصورة النقدية والاجتماعية اذ ظهرت على أيدي مجموعة من الروائيين الشباب في السبعينات مثل رشاد أبو شاور ويحى يخلف، وفؤاد القسوس وطاهر العدوان وزياد قاسم ومن أعمال رشاد أبو شاور أيام الحب والموت وهي تصور الحياة الفلسطينية من خلال قرية (ذكرين) وماجاورها من النكبة، وتمثل رواية المتميز لحمد عبد نقطة التقاء بين عدد من العناصر منها فكرة لقاء الشرق بالغرب والافادة من أسلوب السيرة الذاتية.(26) أنماط الرواية العربية 1. الرواية التقليدية: وصفت الرواية التقليدية بأنها تصميم بعيد انتاج الوعي السائد، فمفهوم التقليدية يأتي وصفا لوقائع فنية محدودة ذات مواصفات معينة في بنائها وأسلوبها وهدفها، فالروايات التقليدية تتمثل بالتعليم والوعظ والارشاد وممثلوا الروايات التقليدية في الوطن العربي كثيرون، وأن الرواية التقليدية هيمنت، على حقل الرواية عقوداً زمنية متعددة ولم تفقد حضورها وهيمنتها إلا بعد أن استنفذت أغراضها وأدت دوراً ايجابيا لا يمكن انكاره على الصعيدين الأدبي والاجتماعي فالروايات التقليدية مهمة بدلالاتها وان تكن فقيرة في بنائها ومحتواها، وقد أسهمت الروايات التقليدية فيما يلي: أ. إلانة اللغة تخلصت اللغة من قيود السجع والبلاغة الشكلية المطلوبة لذاتها ومالت بها نحو لغة نثرية عادية، ولكنها قادرة على الوصف والتجديد والتحليل والتصوير. ب. خلق قاعدة من القراء أي تأسيس جمهور من قرّاء الروايات يدرك أن الروايات تلبي له حاجه ضرورية، ويمكن اجمال الصفات النوعية للرواية التقليدية بما يلي: تبدو الرواية وسيلة لنقل الأفكار والعبر والعظات لا تصويراً لتجربة متكاملة. فالأفكار يتم استخلاصها بيسر وسهولة ويبدو الاهتمام بالوقائع أو الأحداث أكثر بكثير من الاهتمام بالشخصيات، ومع هذا تبدو الأحداث غير مصقولة فهناك تراكم للأحداث التي يربط فيما بينها بوسائل عدة مثل المصادفات أو القضاء و القدر أو تدخلات السارد المباشر وتبدو هذه الوسائل غير فاعلة بسبب كثرة الاستطرادات والانحرافات السردية والقفزات المتكررة عبر الأزمنة والأمكنة ، وتغدو الشخصيات وسيلة لا غاية فنية وكثيرا ما تتحدث بلغة الكاتب وتنقل افكاره وآراءه وهي لغة تتصف بالتقديرية وتدل على ثقافة الكاتب وسعة اطلاعه.(27) 2. الرواية الحديثة: ظهرت الرواية الحديثة نتيجة لعوامل عديدة يمكن اجمالها بالقول، إنها تظهر تلبية للحاجات الجمالية الاجتماعية المستجدة من دون اغفال لأثر التراث من ناحية والمؤثرات الأجنبية من ناحية ثانية، ويدل ظهورها على مضي المجتمع قدما نحو مزيد من العصرية. والرواية الحديثة تعبر عن وعي فني متطور وتجسيد فعلي لمفاهيم أدبية ونقدية جديدة تتصل بوظيفة الرواية وماهيتها وصلتها بالواقع وعلاقتها بالمتلقي، فهي بنيه أدبية متميزة تتخلق نتيجة للتفاعلات الأدبية والتفاعلات الموضوعية علاقتها بالواقع والتراث المحلي والعالمي، وعلاقتها بجمهور القراء، فالرواية الحديثة تسعى إلى التعبير عن العلاقات الاجتماعية والإسهام في خلق علاقات جديدة فهي تصور عن وعي جمالي، لذلك فهي لا تتمثل في الوعظ والإرشاد والتعليم بل تتمثل في تجسيد رؤية فنية ومن خلالها تتولد المتعة أو التشويق أو الجاذبية وأهم ما يميز بناءها التصميم الهندسي، والاعتماد على البداية والذروة والنهاية والترابط بين الأحداث والتفاعل بين الحدث والشخصية الذي يؤدي إلى نمو الأحداث وفق مبدأ السببية، كما يؤدي إلى تطور الشخصية وتناميها. وكل هذا يؤدي إلى التوازن في العلاقة بين الحدث والشخصية والزمان والمكان. وهو مايصف البناء بالتماسك والترابط والتدرج الفني وكثيراً ما يستخدم السارد ضمير المتكلم بدلا من ضمير الغائب أو نلحظ تعدداً في الرواة وتنوعا في الضمائر، وبسبب اهتمام الكتاب بالجوهر والباطن فإن لغتها لغة ايحائية تصويرية بعيده تماما عن التقرير. إنَّ ظهور الروائية العربية الحديثة يستند إلى أسس ومرتكزات أدبية وثقافية واجتماعية وسياسية وحضارية، وكذلك تراك الخيرات الفنية والأدبية، وتطور الوعي الجمالي والتواصل مع التجارب الروائية الأجنبية، كما يمكن للمرء أن يقف عند المد الفكري والنهوض القومي والثقافي والسياسي في الخمسينات والستينات إلى نضج الحركات الوطنية، ونجاح بعض حركات التحرر في العالم إلى تحقيق أهدافها، كل هذه العوامل أدت إلى الاحساس بضرورة التغيير والتغير. (28) 3. الرواية الجديدة- كانت هزيمة عام 1967م هي بمنزلة الحد الفاصل بين مرحلتين في الوطن العربي فمع الهزيمة سقطت قيم كثيرة، فجاءت الهزيمة تعبيراً حاداً وصارخا عن تفسخ الايدولوجيا السائدة، وعن هزيمة الأبنية الحزبية السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية فالهزيمة أحدثت خلخلة في هذه الأبنية ومنها القيم الفنية. كما جعلت الشخصية المحلية تهتز من جذورها. هذه العوامل وغيرها هيأت المناخ الملائم للتمرد على الجمالية الروائية المألوفة وإبداع شكل روائي جديد بعناصره وبنائه وتفاعلاته الذاتية والموضوعية، وفلسفته وقيمة الفنية التي يسعى إلى تجسيدها. أدت إلى مفهوم جديد في الرواية سميت الرواية الجديدة وهي مفارقة للرواية الحديثة مبنى ومعنى فقد أطلق عليها تسميات عدة منها رواية اللارواية والرواية التجريبية والرواية الشيئية ورواية الحساسية والرواية الجديدة الطليعية ويبدو أن تعداد المصطلحات أن الرواية الجديدة لا تندرج في أفق محدد ووحيد لأنها بطبيعتها البنائية وفلسفتها وهدفها تتمرد بحزم ضد هذا التحرير أو التصنيف وفي ظل تفتت القيم واهتزاز الثوابت وتمزق المبادئ والمقولات، وتشتت الذات الجماعية وحيرة الذات الفردية وغموض الزمن الراهن، وتشظي المنطق المألوف تصبح جماليات الرواية الحديثة وأدواتها غير ناجحة أو ناجعة في تفسير الواقع وتحليله، وتصبح الحاجة ماسة إلى فعل ابداعي يدعو إلى قراءة مشكلات العصر قراءة تحليلية. فظهرت الرواية الجديدة، وأصبح الروائي الجديد يتدخل بصورة مباشرة وغير مباشرة بل يعتمد مخاطبة القارئ أو محاورته، كما يتقصد التعليق والشرح ليحطم مبدأ الايهام بالواقعية، وتلاحظ الانحرافات السردية المتكررة المتعمدة فهناك انتقال من حدث إلى حدث، فيتكسر التسلسل الزمني وتتداخل الأزمنة وأحيانا تختفي وكذا المكان، ولا يتصف موضوع الرواية بالوحدة أو التناغم أو التجديد، ولغة الرواية ليست واحدة فهناك مستويات متعددة، والشخصيات مجرد أطياف أو أسماء أو حروف مثل (س و ص) أو ضمائر، ولكن لا يعني هذا أن الرواية الجديدة بلا شكل، بل يعني أن الشكل هنا ليس قالبا جاهزاً يلقة على التجربة فيحتويها بل شيء ينمو من التجربة ويخضع لمتطلباتها.. أن المؤلف يمارس تجربته ولا يعرف هويتها الأخيرة ولا يتطيع ان يتنبأ في النهاية، ومن ثمَّ فإن الصفة الرئيسية لهذا الشكل أنه تجريبي يخلقه كل من المؤلف والقارئ. (29) أشكال الرواية العربية وتصنيفاتها: اتخذت الرواية العربية اشكالا وتصنيفات متعددة، مثل الرواية العاطفية أو الغرامية أو الرواية الاجتماعية أو السياسية، أو رواية رمزية أو رواية تاريخية. فالرواية باعتبارها سرداً، تحتمل في بعض الأحيان مثل هذه التصنيفات فنقول إن الرواية واقعية واجتماعية اذا كانت تتجنب التاريخ المدون وتتناول الواقع من زاوية الحياة اليومية الاجتماعية. أما بالنسبة للرواية الرمزية فإن الرمزية هنا لها معنيان، فهي قد تكون رمزية من حيث أن المؤلف لا يبث أفكاره ورسائله فيها مباشرة بل عن طريق الرمز، كما يقال مثلا: أن الخزان في رواية غسان الكنفاني رجال في الشمس يرمز لحاضر الفلسطينيين بعد عام 1948 وأن السائق أبا خيزران يرمز للقيادات التقليدية المتخاذلة. والمعنى الثاني هو اعتماد الرواية على شكل رمزي يخالف مبدأ محاكاة الحياة اليومية للناس. وقد عُرف في الأدب الغربي بتعبير (Allegora) الذي عربه بعضهم بكلمة (الغورة) وهو الذي يقوم على ألسنة الطير أو الحيوان كمزرعة الحيوانات (الأوريل) التي تتأثر بها اسحق موسى الحسيني في (مذكرات دجاجة). ويلجأ بعض كتاب الرواية إلى كتابة سيرتهم الذاتية، أو لكتابة سيرة شخص آخر هو بطل الرواية وراويها الذي يسرد الحكاية ويروي الحوادث من الكتاب الذين اشتهروا بكتابة سيرتهم على هيئة رواية حنامينا في عدد من روايته منها بقايا صور، والمستنقع، والياطر، وقد يلجأ الكاتب إلى كتابة السيرة بأسلوب روائي مثلما نرى في البئر الأولى لجبرا ابراهيم جبرا التي يقص فيها سيرته حتى بلوغه التاسعة من عمره. وهنال نوع آخر من الرواية يعزف فيها المؤلف عن محاكاة الواقع، متجاوزا القوانين الطبيعية إلى قوانين الفن الخيالي، فقد يجمع في الرواية الواحدة بين شخصيات من بني الناس وأخرى من العوالم الخفية كالمردة أو الجان أو الأساطير أو الطير أو الحيوان. وقد يتخطى بحوادثها قواعد الزمان وإمكانيات الفضاء والمكان. فتكون الحبكة مما لا يتطلب العلائق المنطقية التي يمثلها قانون الاحتمال أو قانون الضرورة. مثل رواية ربيع جابر (كنت أميراً) وراوية سلطان النوم وزرقاء اليمامة لمؤنس الرزاز، وابرز ما في هذا النوع من الرواية أن القارئ يقبل بما يروى له، ويسرد عليه، باعتباره ضربا من التخييل الذي يتضمن الغريب والعجيب وليس المحاكاة التي تتضمن المثيل أو الشبيه. (30) الرواية التاريخية: إنَّ الرواية التاريخية تُبنى على التاريخ، وتتشكل فيه، وتضيف عليه، وتختزل منه وتتصرف فيه، ولكنها ليست تاريخا لانصراف كل لون، بما يسَّر له إلى مهامه المتفق عليها أصلا، كما أن الرواية التاريخية ليست اعادة كتابة للتاريخ بل إعادة تدوين الماضي على نحو جمالي لا حيادي يركن إلى نص تاريخي تحسبه غير مكتمل، فالتاريخ دال والماضي مدلول، والتاريخ هو رؤية المؤرخ، أما الماضي فهو ما استرعى انتباه المؤرخ فكتبه تاريخا، وخلب لب الروائي فكتبه رواية بعد أن ثبت وقرَّ في أذهان الناس ثم سارع هذا الأخير إلى استبضاع معاملة أو محاكمته أو تلخيصه أو تصويره أو استحضاره، إنه الاستشراف سواء أكان نحو الأمام أم للخلف ؟ إنَّ الرواية التاريخية هي استثمار للتاريخ. أن الانصراف إلى القول إن الرواية التاريخية جسد منفصل عن التاريخ قول يجب ألا نقف عنده، فالتفريق أو المقارنة بين التاريخ والرواية التاريخية أمر بات لا يقدم كثيراً في أي قناعة منهجية فاعلة أما كيف تلهج الرواية بالتاريخ ؟ وما موقف الرواية من التاريخ ؟ فهذه تساؤلات باتت في عداد المفقودين، إن الرواية أمست سيدة الألوان والأجناس. (31) وهذه السيادة لا تنبع من حلولها في نفوس المتلقين فحسب ولا تنبع من تفوقها على الشعر في زماننا، بل ان الرواية لون ما عاد يوقف نهمها لون آخر، ففي مواقف كثيرة سلبت الرواية الشعر أدواته وتسلحت بسلاحه وسرقت متلقيه ورواده على حد سواء، والرواية نهلت من التاريخ نتائجه، وحققت في مسلماته، وأكملت ما سكت عنه التاريخ، وصححت مازيفه وقد استفادت الرواية من نظريات علم الاجتماع وعلم النفس والانثرويولوجيا، وحللت وقيمت كثيراً من الأحداث والشخصيات كما ان الرواية رسمت للناس مستقبلهم، وقرَّبت البعيد، وأفادت من قفزات الإعلام المتسارعة فأخبرت، واستشرفت وتنبأت وانتقدت وحللت وحاكمت فكل مافي الحياة هو من اهتمامها فالنفس والمجتمع والمشاعر والتاريخ والماضي والحاضر من الحياة، فالرواية فن كتابة الحياة دون ممنوع والتاريخ أرفد الرواية . وغذاها بمادة حكائية لا تنضب. أن ظهور مسمى الرواية التاريخية دون بروز مسميات أخرى فله ما يبرره اذ أن تأثير الرواية في التاريخ تأثير يتجاوز المضمون إلى الشكل، فالتاريخ يرفد الرواية بالمادة الحكائية التي يملكها التاريخ بل أن خدماتها لا تتجاوز مستوى الأدوات التي يوظفها الروائي في عمله، إنَّ التاريخ يمتلك صلاحيات أعظم لأنه السرد الأكبر والرواية تابعة متمردة عليه، ومن هنا تبرر خصوصية هذه التسمية الرواية التاريخية (32) إن مصطلح الرواية التاريخية مصطلح شكلي قبل أن يعطي دلالته المضمونة البارزة فيه، يسيطر فيه الخطاب الروائي سيطرة احتوائية وينشغل فيه الخطاب التاريخي انشغالا مضمونيا نيصاع فيه إلى تشكل الخطاب الروائي أكثر من ينصاع إلى قانون التاريخ وأصوله. تُعد الرواية التاريخية سرداً لأحداث تاريخية مثبتة بقصد اعادة استيعابها وتجديد عرضها، والرواية التاريخية تعتمد فترة زمنية محددة تسلط الضوء عليها، فمن منطلق تاريخي ليس لمادة الرواية التاريخية بداية لا نهاية لأن التاريخ هو زمنها، وكتابة الرواية التاريخية هي تعبير عن مواقف ورؤى للعالم بشكل مختلف لا يمت بصلة إلى الكتابة بطريقة يفهمها القارئ مباشرة. والعودة إلى الماضي لا تنتج دائما رواية تاريخية إنها عودة مشروطة بمحددات ترسم ملامح هذا اللون السردي من الروايات.يصف لوكاتش الرواية التاريخية بأنها تثير الحاضر ويعيشها المعاصرون بوصفها تاريخهم السابق بالذات. تتناول الرواية الماضي بصورة خيالية يتمتع الروائي بقدرات واسعة يستطيع معها تجاوز حدود التاريخ. لكن يشترط أن لا يستقر هناك لفترة طويلة إلا اذا كان الخيال يمثل جزءاً من البناء الذي يستقر فيه التاريخ. والشخصيات التاريخية نوعان: شخصيات صرفة عاشت حقا وأثبتها التاريخ على نحو معين، والثاني شخصيات تاريخية متخيلة يفترض الروائي أنها كانت موجودة. والنوع الأول يشكل عبئا كبيراً على الروائي. أما الثاني فهو متعة الروائي، وانقاد له من التبعية التي تفرضها شخصيات النوع الأول. أما عن اللغة التي يوظفها الروائي في الرواية التاريخية فلا يفترض أن تبتعد عن اللغة المعاصرة حتى لو كانت تعالج فترة زمنية ضاربة في القدم. وهذا لن يؤثر على المصداقية الفنية التي يرجوها الروائي. (34) أنت منذ اليوم- تيسير سبول تحليل رواية تيسير سبول- أنت منذ اليوم وهي الرواية الوحيدة له ولكنها تمتاز بأنها نموذج للرواية الأردنية المتناسقة فنيا ومضمونيا. وُلِد تيسر سبول في الطفيلة في أسرة متوسطة الحال، تتكون من خمسة اولاد وأربع بنات هو أصغرهم سنا، وكان والده يعمل مزارعا أسوة بغيره من أُسَر الطفيلة، تميز تيسير السبول بشخصية قوية وبسرعة البديهة والذكاء والاحساس المرهف مما جعله محط أنظار اساتذته واصل دراسته المتوسطة والثانوية في مدينة الزرقاء بتفوق رغم أجواء القلق والحزن جرَّاء سجن اخيه شوكت السبول بسبب آرائه السايسية حصل على منحة دراسية إلى الجامعة الامريكية في بيروت لدراسة الفلسفة لكنه لم يكمل دراسته فيها. درس الحقوق في دمشق والتي ظهر فيها تيسير كشاعر يكتب في المجلات الشهرية في دمشق وبيروت توقف السبول عن الكتابة لفترة وجيزة متأثراً بما يدور حوله من هزائم ونكسات. وكانت هزيمة حزيران صدمة قوية هزته كثيراً فبكى الهزيمة دون انتظار للعزاء. أقدم على الانتحار بطلق ناري في 15-11-1973م في أعقاب تشرين ولقاء المصريين والاسرائيليين عند خيمة الكيلو (101) اذا كانت الرصاصة التي حطمت رأس تيسير سبول في ظهيرة يوم خميس تشريني عام 1973م، لم توقظ الموتى على حد تعبير زوجته الدكتورة مي اليتيم، فإنها أنهت حياة شاعر وروائي أردني متميز. الموضوعالأصلي : بحث – فن الرواية - مادة – فنون النثر الأدبي الحديث والمعاصر (خولة محمد سليم الوهداني, الدكتور محمد أحمد القضاة) // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: farida
| |||||||
الإشارات المرجعية |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17) | |
|
| |
أعلانات نصية | |
قوانين المنتدى | |
إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان |