توجهاتٌ للسالكين
للعارف بالله الناطق بلسان أهل الله كنز علوم الشريعة وبحر أسرار الحقيقة
السيد الشيخ محمد أبو الهدى اليعقوبي
رضي الله عنه
هدية العيد للمريد نظمها الشيخ في الطائرة ليلة يوم عرفة خلال الرحلة من مدينة جوهانسبيرغ إلى القاهرة وبيضها وأتمها بدمشق يوم العيد هذه السنة 1431
| يا أيُّها العبدُ المريدُ المستقيمُ السالكُ لا تلتفتْ إلى سِواهُ فهْوَ نِعْمَ المالكُ وجِدّ في السير فإنَّ الليلَ فيه حالكُ وسِرْ وراءَ الشيخ تُفتَحْ دونَك الأقفالْ
يا أيها العبدُ المجاهدُ التقِيْ الْأَوّاهُ اُطلبْ بما تعمَلُه لوجْههِ رضَاهُ قد فازَ من عبداً له مُسْتَسْلماً أتاهُ قيَّدَهُ الخُضوعُ للرحمنِ بالأغلالْ
يا أيها العبدُ الذي شُدِهَ بالشهودْ أثبِتْ له الإطلاقَ فيه ولكَ القُيُودْ ونزّهِ اللهَ عن الغاياتِ والحُدودْ واشهَدْهُ في الآثار إذْ قد جلّ عن مِثالْ
يا أيها العبدُ النقيُّ المستديمُ الذاكرُ اِعملْ فإنّ ذا الجَلالِ لكَ فضلاً شاكرُ ولازِمِ الذكرَ ولا تَمْنُنْ له تَسْتَكثِرُ فهو الذي آتاكَ ما قدّمْتَ من أعمالْ
يا أيها المغترُّ جهلاً للوصول مدعِ دعْ كل دعوى فوقَ وصفِ الحال وارجِعْ واسمعِ وقفْ ببابِ الاِنكِسار وابْكِ خوفاً واركَعِ إن كنتَ ترجو في طريق اللهِ حُسنَ الحالْ
يا أيها العبدُ الذي يَطلبُ لِلكرامَاتْ مُستدرَجاً كغافلٍ إذْ هو في الكَرَى مَاتْ ألا استقمْ كما أُمِرْتَ في الحياة للمماتْ وغيرُ هذا زَغَلٌ فاتركْ سبيلَ الاِحتيالْ
رأيتُ عبداً قائماً تطلبُه الكراماتْ وهْيَ على فَنائهِ عن نفسِهِ عَلامَاتْ هِمَّتُهُ في عالم المُلكِ تفوق الهِمَّاتْ مَقامُه ما بين أهل الله (وَتَرَى الْجِبَالْ)
يا أيها العبدُ المُدِلُّ المطمئنُّ الصّادقُ بالصدقِ أم بالله في النَّجاةِ أنتَ واثقُ فالصدقُ فَضلٌ وهْو إن تراه منكَ عائقُ فلا تُصَدَّ عن سبيلِ اللهِ بالآمَالْ
ولا تَمِلْ يا صاحِ يوماً نحوَ أرضِ الغافلينْ وَقِفْ على أعتابِ قومٍ صالحينَ صادقينْ وَاحمِلْ مقاماتِ السلوكِ من قلوبِ العارفينْ فالسّيرُ من غير دليلٍ معرِضُ الأهوالْ
كتابُكَ الشيخُ ففيهِ كلُّ ما رُمْتَ طُوي فاصحبهُ بالتسليمِ والفَناء فيه ترتوي واسمعْ لما يُمليهِ سِرَّاً في الفؤاد من دَوِي فإنَّ مِفتاحَ الفَلاحِ صُحْبَةُ الأبطالْ
يا أيها العبدُ المُنادي لم أنت راغبُ في الكشفِ والأسرارِ دعْ ما أنتَ فيه ناصِبُ واطلبْهُ لا سواهُ إنَّ ذا الجلالِ غالبُ على جميعِ أمرهِ فلا تَمِلْ لِلآلْ (أي للسراب)
يا أيها العبد المقيمُ في فِنا الفَنَاءِ عمّا سوى المولى تدارَكْ رؤيةَ الأشياءِ حَقِّقْ فأنتَ أنتَ وهْوَ هُوَ في عَمَاءِ فَارْجِعْ إلى الفَرْقِ وقُمْ في عالم الظِّلالْ
نهايةُ السّيرِ مع التمكينِ في البقاءْ وفي خطابِ الله (كنْ) سرٌّ له إيماءْ (إياكَ) في السّبعِ المَثانِي جَلَتِ الغِطَاءْ (وَمَا رَميتَ إذ رَمَيتَ) زُبدةُ الأقوالْ
يا أيها العبدُ الشّغُوفُ بِهَوَى الجِنَانْ عَشِقتَ زُخْرُفاً من الرِّياضِ والأفنانْ إستبرقٌ وسُندسٌ ولُؤلؤٌ رَيحانْ جَنةُ أهل القرب منه ساعةُ الوصالْ
يا أيها العبدُ المريدُ القُرْبَ للإلهْ يَعْبُدُهُ مُشَاهِداً كأنه يراهْ جزاءُ ذا الإحسانِ إحسَانٌ غداً تَراهْ فانظرْ كِفاحاً للجليلِ وَاحْمَدِ المآلْ
يا أيها العبدُ الذي يريدُ وَجهَ اللهْ أنتَ المُرادُ الآن في طريقِ أهلِ اللهْ تابَ عليك قبل أن تتوبَ عَن سِواه فنِلتَ منه العزَّ والرضوانَ والإقبالْ
|
|
|