جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
|
جواهر ستار التعليمية :: قسم البحوث :: قسم المواضيع العامة والشاملة |
الثلاثاء 2 ديسمبر - 22:14:00 | المشاركة رقم: | |||||||
Admin
| موضوع: حوار بين السلطان جلال الدين وابن عمه حوار بين السلطان جلال الدين وابن عمه حوار بين السلطان جلال الدين وابن عمه دار حوار بين السلطان ( جلال الدين ) و ابن عمه وزوج أخته الأمير (ممدود) حول موقف (خوارزم شاه) عندما تحرش لقتال التتار.. وكان رأى (جلال الدين) أن والده (خوارزم) قد أخطأ فى ذلك لأنه مكن التتار من دخول البلاد، فارتكبوا فظائعهم الوحشية التى قتلوا فيها الرجال، وذبحوا النساء والأطفال، وبقروا بطون الحوامل، وهتكو الأعراض!!! ولكن الأمير (ممدود) دافع عن وجهه نظر عمه (خوارزم) بأنه قاتل التتار دفاعاً عن الإسلام ونشراً لمبادئه الخالدة فى أقاصى بلاد العالم، وفى سبيل ذلك ضحى بنفسه ومات شهيداً. ويتذكر كل منهما فظائع التتار فى بلاد المسلمين، ويبكيان على ما أصاب أسرتيهما بعد أن وقعن فى أسر التتار، ويأملان أن ينصر الله الإسلام والمسلمين، ويجعل نهاية التتار على يد السلطان (جلال الدين) . (جلال الدين ) يتهم ملوك المسلمين فى (مصر وبغداد والشام) بالتقصير وعدم الإسراع إلى نجدة والده، ويكيد بعضهم لبعض، ويهدد بالانتقام منهم، ولكن الأمير (ممدود) يلتمس لهم العذر لأنهم كانوا مشغولين برد غارات الصليبيين الذين لا يقلون خطرا عن التتار، بل يزيدون بتعصبهم الدينى الذميم ومع ذلك يقرر ( جلال الدين) أنه سيقتصر على تحصين بلاده ضد التتار، حتى يضطرهم إلى تركها، والتوجه إلى الغرب حيث ملوك المسلمين المتقاعدون، ولكن الأمير ( ممدود) لا يوافقه على هذا الرأى قائلا : لن تستطيع حماية بلادك إذا غزاك التتار فى عقرها، وهم لن يتوجهوا إلى الغرب قبل أن يفرغوا من الشرق، ويقضوا على ممالك خوارزم كلها.. واتفقا فى النهاية على الاستعداد للحرب، والبدء بمهاجمة التتار فى ديارهم، قبل أن يصلوا إلى البلاد.. وتوجه كل منهما إلى فراشه بعد أن استمتعا بجمال حديقة القصر فى ليلة قمراء، وفى رحاب الطبيعة الحالمة. الفصل الثانى جلال الدين يصارع التتار استعد ( جلال الدين) لحرب التتار، فحَصَّن البلاد، وحرص على استشارة منجمه الخاص قبل أن يسير بجيشه، فأكد له أنه سيهزم التتار، ثم يهزمونه، وأنه سيولد فى أهل بيته غلام يكون له شأن عظيم، ويهزم التتار. على الرغم من أن الأمير ممدود لا يؤمن بحديث المنجمين إلا أنه خاف وقلق على هذا الغلام الذى سيولد، خشية أن زوجته قد تلد غلاماً، وزوجة السلطان (جلال الدين) تلد أنثى، فيغضب السلطان لانقطاع المُلْك عن ولده، وربما يَقْتُل الغلامَ، لكنه طرد هذه المخاوف عن نفسه وأخذ يؤكد كذب المنجمين وإن صدقوا!!! وتحقق ما كان يخشاه (ممدود) فولدت زوجته ولداً أسمياه ( محمودا) وولدت زوجة السلطان بنتا (سَمَّيَاها (جهادَ)، وشعر السلطان بالضيق لأن الملك سينتقل منه إلى ابن أخته مستقبلاً، وحاول (ممدود) أن يُبْعد عنه هذه الأوهام، وأنه لن يرث الملك إلا ابنه الأمير (بدر الدين)، ويكذب هذا المنجم الذى يزعم أن الملك سيرثه الغلام الوليد.. سار جلال الدين بجيوشه لملاقاة التتار بعد أن بلغه أنهم سائرون إليه، فقاتلهم قتالا عنيفا، وتعقبهم حتى أجلاهم عن بلاد كثيرة وانتصر عليهم، ولكنه حزن حزناً شديداً لإصابة ابن عمه الأمير (ممدود) إصابة خطيرة أدت إلى موته، وحفظ له السلطان جلال الدين حسن بلائه وشجاعته، فضم ابنه (محموداً) إلى رعايته، ورباه مع ابنته (جهاد) تربية حانية، ونشآ معاً فى بيته. جهز ( جنكيز خان) قائد التتار جيشاً جرَّاراً بقيادة أحد أبنائه سماه (جيش الانتقام) ، ولكن ( جلال الدين) انتصر عليه أيضاً، فاشتد غضب (جنكيز خان) وأعد جيشاً آخر قاده بنفسه لينتقم انتقامه المر، وخاصة بعد أن علم أن جيش المسلمين انقسم على نفسه بسبب الخلاف على الغنائم. ولم يستطع (جلال الدين) ورجاله أن يصمدوا أمام هذا الجيش الجرار، ففروا منهزمين، ولاحقتهم جيوش التتار حتى نهر السند، فعزم (جلال الدين) وبعض جنوده أن يخوضوا النهر إلى الشاطئ الآخر، ولكن العدو عاجلهم قبل أن يجدوا السفن، ولما أيقن جلال الدين الهلاك أمر رجاله بإغراق نساء أسرته فى النهر، حتى لا يقعن سبايا فى أيدى التتار المتوحشين وظل هو ومَنْ بقى مِنْ رجاله يغالبون الموج، حتى وصلوا إلى الشاطئ بعد أهوال فظيعة تعرضوا لها. استقر مقامه مع مَنْ نجا مِنْ رجاله فى مدينة (لاهور) ، وأخذ يجتر ذكرياته الأليمة .. ونكباته القاسية التى حلت بأسرته وعاش بقية حياته لأمنية واحدة يود تحقيقها بعد أن لم تبق له أى أمنية وهى : أن ينتقم من التتار شر انتقام.. الفصل الثالث نجاة محمود وجهاد ولقاؤهما بالسلطان: صَعُب على والدتى ( محمود وجهاد) أن يَريَا الطفلين البريئين يغرقان فى النهر أو يُذبْحان بيد التتار بعد أن أمر السلطان جلال الدين بإغراق نساء أسرته فى النهر حتى لا يَقَعْن سبايا فى يد التتار، فسلمتا الطفلين لخادمهما (الشيخ سلامة الهندى) ليهرب بهما إلى مسقط رأسه فى الهند، ولم تتمكن الوالدتان من إخبار السلطان بذلك لضيق الوقت وللأهوال التى حلت بهما.. فألبسهما الشيخ سلامة ملابس هندية للتنكر، وسار بهما على شاطئ النهر فى ممرات متعرجة جتى وصل بهما إلى مدينة (لاهور) ، وعاش معهما على أنهما يتيمان يتبناهما، وكان يعمل بكل ما يملك على إسعادهما، ولكن سلوكهما جعل الناس يظنون أنهما من سلالة الملوك، مما دفع الشيخ إلى ذكر حقيقتهما لبعض أقاربه، وطلب كتمان ذلك حتى لا يصاب الطفلان بسوء. وبينما كان الشيخ سلامة يفكر فى طريقة للهرب بالطفلين إذ بجنود السلطان (جلال الدين) يغزون القرية، فخرج إليهم الشيخ سلامة وعرفهم بنفسه والطفلين، وعلم السلطان جلال الدين بالخبر فطار فرحاً وكان اللقاء بهما مؤثراً، وسعيداً على أهل القرية فتسامح معهم وكف عن غزو قريتهم. عادت البسمة إلى السلطان جلال الدين بلقاء الطفلين وانتعش قلبه بالأمل فى استعادة ملكه، والانتقام من التتار ليورث ملكه لمحمود وجهاد وبخاصة عندما تذكر نبؤة المنجم عن (محمود). واستوحى السلطان من هذا اللقاء بعض العظات والدروس التى تعلمها : منها حقارة الدنيا، وغرورها، وكذب أمانيها الخادعة، ولؤم الإنسان وحرصه على متاعها الفانى.. ) إلخ. عاش ( محمود وجهاد ) مع السلطان فى فرح وسرور، وبدأ محمود يتدرب على الفروسية منذ طفولته، وقد أصيب وهو فى قتال خيالى مع أعدائه الأشجار وأخذ يرميها بالسهام، ويضربها بسيفه الصغير وهو يركض بفرسه حتى كاد يقع فى جرف شديد الانحدار فأسرع (سيرون) السائس واختطفه من فوق فرسه قبل أن يقع الفرس فى الجرف، وأصيب محمود فى رأسه، واسعفه الطبيب ، وهنأه خاله (السلطان جلال الدين) بنجاته قائلا له : " حيَّاك الله يا هَازم التتار.." وحذَّره من المجازفة مرة أخرى بحياته، وأنه يحترس إذا وجد خطرا أمامه.. كانت جهاد فى قلق شديد عليه وخاصة بعد أن رأت العصابة المربوطة حول رأسه، ولكنها أسرعت إليه وقدمت له باقة من الأزهار الجميلة ، فابتسم لها، وضمهما السلطان إلى صدره وهو يدعو لهما بالسعادة.. ملخص الفصل الرابع نهاية السلطان جلال الدين عاش السلطان ( جلال الدين) حياة حزينة بالهند، يتذكر فيها مُلكه الذَّاهب، وأهله الهالكين ويَتَسلَّى بطفليه (محمودٍ وجهادَ)، ويفكر فى الانتقام من التتار، ويتحين الفرص للانقضاض عليهم. أخذ رجاله يحرضونه على العودة إلى بلادهم للانتقام من التتار، فتجهز للسير إليهم سِراًّ ، وكان فى حيرة بالنسبة لولديه ، أيتركهما فى الهند أم يأخذهما معه؟! ، وانتهى به الرأى إلى أخذهما معه، وخاصة أنه كان قد رَبَّاهما على الفروسية وتَحمَُّل مشاق الحروب، وجعل محمود يعيش منذ صغره على فكرة الانتقام من التتار وإحياء ذكر جده العظيم (خوارزم) وتوالت انتصارات السلطان على التتار حتى استولى على إيران. أعد (جنكيز خان) جيوشاً جرارة بقيادة أحد أبنائه للانتقام من جلال الدين فاستعد له بجيش سمَّاه (جيشَ الخلاِص) والتقى الفريقان فى معركة رهيبة ثبت فيها جيش المسلمين للخلاص من التتار حتى باد معظم جيش المسلمين، واستمات الباقى فى الصمود للتتار، ولم ينقذهم إلا رَباَطَةُ جأش السلطان وحماسة الأمير محمود وتعاون أهل بخارى وسمر قند المسلمين الذى لحقوا بجيش جلال الدين، وهاجموا التتار من الخلف على غَِّرة، وأعملوا فيهم سيوفهم حتى أبادوهم عن بكرة أبيهم، وتصافح الفريقان من المسلمين (جيش جلال الدين ومجاهدى بخارى وسمر قند) .. وقُِتلَ فى هذه المعركة (ابن جنكيز خان) قائد جيش التتار بضربة واحدة من البطل الصغير الأمير محمود. ورأى جلال الدين ألاَّ يضيع الوقت بعد هذا النصر فى غير عمل يزيد فى قوته ليتمكن من الصمود أمام الانتقام المر الذى هَدَّدَ به جنيكز خان، وكان آخر ما فكر فيه جلال الدين فى ذلك الوقت هو نفس ما فكر فيه والده، وهو الاستنجاد بملوك المسلمين وأمرائهم فى مصر والشام ليساعدوه، وهم أصحاب الثروات الواسعة، ولكنهم خيبوا رجاءه كما فعلوا مع والده، فعزم على قتالهم قبل قتال التتار، وزحف إليهم ونهب أموالاً كثيرة وقتل الأطفال والنساء، وفعل بهم كما يفعل التتار المتوحشون، وكان فى نيته أن يواصل غَزْوَه حتى يعصف بأمراء الشام ومصر، ولكن الأنباء جاءته بتحرك (جنكيز خان) للانتقام منه، فرجع على عجل ليفرغ لقتال خصمه العنيد. وكأنما أراد الله أن يعاقب السلطان على ما أنزله ببلاد المسلمين من دمار، فاختطف الأعداء طفليه (محمودٍ وجهادَ) وهو فى بلاد الأكراد، فانشغل بالبحث عنهما، واشتد حزنه عليهما حتى فقد صوابه، وعكف على الخمر وأصابه مَسٌّ منَ الجنون ، ويئس جنوده من رجوعه إلى صوابه، فتركه معظمهم ومعهم المجاهدون من مسلمى بخارى وسمرقند لمواجهة التتار الذين تدفقوا على المسلمين تدفق السيل، وصَمَد المسلمون صمود الجبال، ولكن طوفان التتار كان جارفاً فاكتسح كل ما أمامه حتى وصل إلى مقر جلال الدين ، ولم يكن معه إلا فئة قليلة صممت على عدم التخلى عنه فى محنته، والدفاع عنه فأركبوه على فرسه ونَجّوْا به، وطارده فرسان التتار حتى لجأ إلى جبل يسكنه الأكراد، ولجأ إلى أحدهم فحماه وأوصى امرأته بخدمته.. ولكن كرديا آخر لمحه وكان موتوراً منه لأنه قتل أخاه انتظر خلو البيت من صاحبه، وسدَّد حربته إلى السلطان فأخطأته، فاختطفها السلطان وكاد يقتل الكردىَ، ولكنه توقف عندما سمع الكردى يقول له : "إن تقتلنى كما قتلت أخى فقد شفيت نفسى باختطاف ولديك، ولن أسلمهما لك إلا إذا أمنتنى على حياتى..." ولما أمنه ، خرج ليأتى له بولديه كما وعده، قال له وهو يسخر منه : لقد بعت ولديك لتجار الرقيق، ولن يعودا إليك أبدا، وهمَّ الكردى بالهرب لولا أن رأى السلطان يتمايل كالذى أصابه دوار، ويسقط على الأرض، فرجع الكردى، وصوَّب حربته إليه وأجهز عليه وهو مستسلم لا يقاوم، ويردد : أرحنى من الحياة، فلا خير فيها بعد ( محمود وجهاد ) أيها الحاج البخارى : ادع لى عند ربك عساه أن يغفر لى ذنوبى". الفصل الخامس اختطاف محمود وجهاد مات ( جلال الدين) ولم يعلم من أمر طفليه ( محمودٍ وجهادَ) شيئا غير أنهما اختطفا وبيعا لأحد تجار الرقيق بالشام، وقصة اختطافهما كانت قصة مثيرة، فقد صمم بعض الحاقدين على السلطان أن ينتقموا منه، لما ارتكبه من فظائع فى أهليهم وأطفالهم، وحاولوا اغيتاله، ولكنهم عجزوا، فرأوا الفرصة سانحة لاختطاف ثمرتى قلبه، حيث أبصروا (محمودا) ينطلق لصيد أرنب برى، وكان مُولَعًا بالصيد كخاله السلطان، وتبعته (جهاد) ولم يتبعهما أحد من الجيش اعتماداً على أن الحارسين (الشيخ سلامة وسيرون) كانا معهما، وهددوا الحارسين بالقتل، وقتل الأميرين إذا صاحا بكلمة.. ثم فروا بهم من ذلك المكان خوفاً من أن يلحق بهم جماعة من الجيش إذا استبطئوا عودتهم. حاول (سيرون) الهرب فطعنه اللصوص طعنه قضت عليه، ثم غيروا اسم الطفلين إلى (قطز وجلنار)، وباعوهما إلى تجار الرقيق بمائة دينار.. ولم يقبل التجار شراء (الشيخ سلامة) لكبر سنه فحزن حزناً شديداً لأنه كان يود أن يصحب الطفلين لعلهما يستأنسان به أو يحتاجان لخدمته، ولكنه زودهما بنصائحه التى تفيدهم فى حياتهما الجديدة وكان منها : * الصبر على قضاء الله حتى يأتى الفرج من عنده. * الجزع لا يفيد شيئا بل يزيد البلاء والشقاء والأمراض. * السمع والطاعة للتاجر الذى اشتراهما حتى يحسن معامتلهما ولا يؤذيهما. ويعرف قدرهما ولا يبيعهما إلا للأمراء والملوك والخلفاء حيث يعيشان فى قصور عظيمة لا تقل عن حياتهم الأولى. إخفاء أنهما من أبناء السلطان جلال الدين عمن سيبيعهما التاجر له حتى لا يبالغ فى إخفائهما حين يبحث السلطان عنهما فور زوال هذه الغمة. بثَُّ أمل العودة فى نفوسهما إلى ملكهما الضائع، وهزيمة التتار، وتذكيرهما بقصة سيدنا يوسف عليه السلام. وَدَّعهما الشيخ سلامة وظل حزيناً بعد فراقهما متحسراً على استغلال سذاجتهما والتغرير بهما، فأصبح لا يذوق طعاماً أو شراباً حتى ساءت حاله ومات، ودفن فى نفس الجبل الذى لقى فيه السلطان حتفه على يد الكردى الموتور. الفصل السادس محمود وجهاد فى سوق الرقيق وصل تاجر الرقيق بالطفلين ( قطز وجلنار) إلى حلب، استعدادا لبيعهما فى سوق الرقيق، وضم إليهما مملوكاً ثالثاً هو (بيبرس) ! لكنه كان يعاملهما معاملة حسنة. ويعامل بيبرس بكل قسوة لتمرده على مولاه. مما دفع قطر إلى العطف عليه وتقديم بعض طعامه إليه، وبذلك نشأت صداقة بينهما. وفى يوم السوق تجمع الناس من كل مكان، وجلس العبيد والجوارى والغلمان من شتى الأجناس والألوان على الحُصْر جماعات متفرقة، عليها رجل يأخذ بيد أحدهم ويوقفه على دكة. ثم يبدأ (الدَّلال) بذكر محاسنه، وُيغرى المشترين بأوصافه لشرائه. وهى طريقة غير إنسانية. كان قطر وجلنار فى ذهول مما يشاهدانه فى سوق الرقيق وكأنهما فى منام لولا أنهما تذكرا قصة اختطافهما فأخذا يمسحان عيونهما من الدمع بطرف ردائهما خشية أن يظهر عليهما الضعف أمام الناس، أو يظهرا أقل تحملا من زميلهما (بيبرس) الضاحك العابث!!! بدأ الدلال ببيع بيبرس بمائة دينار لتاجر مصرى، ثم بيع (قطز) لتاجر دمشقى بثلاثمائة، فأما (جلنار) فتنافس الحاضرون فى شرائها، وظل الدمشقى يزايد حتى بلغ ثلاثمائة دينار، وقد عزم ألا يزيد وكاد يتركها لمنافسه الذى زاد عليه عشرة دنانير لولا أن رأى نظرة قطز إليه تستعطفه ألا يبخل بالزيادة حتى لا يفرق بينه وبين رفيقته فزاد أربعين ديناراً مرة واحدة ليقطع على منافسه الطريق فى المزايدة، وما كان أشد فرحهما حيث لم يفترقا وجمع بينهما القدر.. الفصل السابع حياة سعيدة .. وفراق حزين عاش (قطز وجلنار) فى بيت سيدهما الشيخ غانم المقدسىّ حياة سعيدة مطمئنة ، فقد أحبهما وأنزلهما من نفسه منزلة كبيرة وعلمهما اللغة العربية، وكان يرجو أن يعوضه الله بهما ما فقده فى ابنه الفاسد (موسى) الذى حاول إصلاحه بكل ما يملك فلم يوفق. وردت الأنباء بموت (جنكيز خان) ورجوع التتار إلى بلادهم، ففرح الناس بذلك فرحاً عظيماً لأن الله كفاهم شر أولئك الغزاة المتوحشين. ثم جاءت الأنباء بموت السلطان جلال الدين قتيلا فى جبل الأكراد، فمن الناس من شمت بموته لما ارتكبه فى بلاد الملك الأَشرف من فظائع وحشية، ومنهم مَنْ حزن عليه لما قام به هو وأبوه من جهاد لصد التتار عن بلاد الإسلام. أما (قطز وجلنار) فكان حزنهما شديدا لموت السلطان، فقد أيقنا أنهما سيبقيان إلى الأبد عبيداً، ولم يخفف عنهما إلا ما كانا يجدانه من مولاهما الشيخ غانم المقدسي من حسن رعاية وإكرام. وبعد عشر سنوات من إقامتهما فى بيت الشيخ غانم بلغ قطز مبلغ الرجال وبلغت جلنار مبلغ النساء وتوطدت العلاقة بينهما فصارت ألفة، ثم حبا ، وغراماً والشيخ غانم وزوجته يرعيان هذا الحب الطاهر النبيل، ويعدان الحبيبين بالزواج حينما يبرأ الشيخ غانم من مرضه. اشتد المرض بالشيخ غانم، وطال، فأوصى بجزء من ماله لهما، كما أوصى بعتقهما عند وفاته ولكن موسى الابن العاق لوالده، كان يكدر على الحبيبين سعادتهما، وخاصة بعد أن ازدادت غيرته من قطز عندما انفرد بثقة أبيه وسلمه مقاليد خزائنه وإدارة أمواله أثناء مرضه، فكان يتوعَّده ويتهدده، وقطز لا يأبه له. ولم تسلم (جلنار) من مضايقاته والتعرض لها ومغازلتها، وقد استغل مرض أبيه، وصار يشرب الخمر فى القصر مع ندمائه، حتى ضجت أمه، ولما أمرته بالخروج رفض أمرها، وهم أن يضربها لولا أن دفعه قطز عنها. مات الشيخ غانم، وحزن الجميع عليه ما عدا ابنه موسى الذى زاد فجوره، واعتداؤه على قطز بالسب والضرب، وقطز صابر إكراماً لوالده الراحل، وانتظاراً لانتهاء أيام العزاء فيبرحان القصر حيث يتزوجان ويعيشان سعيدين حرين كما أوصى مولاهما الفقيد. لكن (موسى ) نجح فى إلغاء الوصية، دون علم أحد، ودبر مؤامرة لبيع ( جلنار) لتاجر مصرى رغما عن أمه التى حاولت أن تستردها بدفع أكثر مما دفع المشترى فلم تفلح. كانت لحظة الفراق بين الحبيبين قاسية عليهما وعلى الأم التى عرضت على قطز أن تعتقه ليكون حرا، ولكنه رفض تركها. وعندما خشى من أن يتحرش به موسى فيرد عليه فتغضب الأم. قالت له لن أغضب لموسى منك. ولو قتلته لأرحتنى منه. فلم يوافق قطز أن يعتدى على ابن مولاه الذى أكرم مثواه. مضى قطز إلى صديقه (الحاج على ) يشكو إليه حاله وهمومه ويأتى إليه موسى ويحاول ضربه بالسوط. فيمسكه قطز ويقول : "لا يمنعنى من البطش بك إلا احترامى لذكرى أبيك" فيلطمه موسى على جبينه، ويسبه ويلعن أباه وجده. وقطز جامد لا يتحرك ولا ينطق .. ثم ينفجر باكيا بعد أن يذهب موسى والحاج على يواسيه حتى يكتشف حقيقة أصله، وتتحقق فراسته فى أنه ليس مملوكا، وأنه من أصل كريم، وظهر ذلك عندما كان يحكى له وقائع السلطان جلال الدين ضد التتار فكان وجهه يتغير مما أكد أنه من أولاده. ثم يطمئنه الحاج على أنه سيخلصه من موسى، ويجعل سيده (ابن الزعيم) يشتريه من الوصى دون علم موسى. وهنا هدأت نفس قطز وتفاءل خيراً. الفصل الثامن لقاء قطز بابن الزعيم وبالشيخ العز بن عبد السلام استجاب (ابن الزعيم) لطلب خادمه الحاج على الفراش، واشترى (قطز) بعد أن عرف حقيقته، عاش قطز فى قصر سيده الجديد مودعا صفحة من حياته كان يعدها من أجمل أيام عمره حيث أشرق فيها الحب على قلبه فملأه نوراً بقربه من (جلنار) على الرغم مما كان ينغص هذه الحياة من قلق ومضايقات موسى ابن سيده. بالغ ابن الزعيم فى تكريمه، وحاول التخفيف عنه فى لوعته لفراق جلنار، وأوصى خادمه الحاج على بمواساته لينسيه محنته الكبرى بفراق جلنار بعد أن نسى محنته الصغرى بتعذيب موسى له. ثم تعلق قلب قطز بالعبادة والتقوى وحرص على حضور دروس الشيخ العز بن عبد السلام وتوطدت علاقته به بعد أن شجعه (ابن الزعيم) الذى كان من أنصار الشيخ والمدافعين عن سياسته ومبادئه بالنفس والمال، هذه المبادئ التى آمن بها قطز، وصمم على التمسك بها والموت فى سبيلها وأهمها : * تكوين جبهة قوية من ملوك المسلمين وأمرائهم لطرد الصليبيين من بلاد الشام. * وصد غارات التتار من الشرق. * وتأييد أقوى ملوك المسلمين الذين يسعون لهذا الهدف. * ومحاربة الذين يوالون الأعداء أو يخضعون لنفوذهم. نتيجة لهذه السياسة كان الشيخ العز بن عبد السلام يراسل ( الصالح أيوب) ملك مصر ويحرضه على تطهير الشام من الصليبيين، مما أغضب ملك الشام (الصالح إسماعيل) الذى كان يوالى الصليبيين وتنازل لهم عن بعض القلاع، وأذن لهم بشراء الأسلحة من أهل الشام لمحاربته المسلمين وأدرك الشيخ عبد السلام هذا الخطر الذى يتهدد بلاد الإسلام، فعاود الكتابة إلى الصالح أيوب يحثه على التعجيل بالجهاد، ويتوعده بغضب الله إذا تهاون. وانتهز خطبته يوم الجمعة فحث الناس على الجهاد، وعصيان السلطان الذى يفرط فى حفظ بلاد الإسلام، وتحدث عن تحريم بيع السلاح للعدو وعد ذلك خيانه لله ورسوله والمسلمين، ولم يدع فى خطبته للصالح إسماعيل، ودعا إلى قتال الصليبيين، وإعداد كل أنواع القوة لمحاربة أعداء الإسلام، وندد بعلماء المسلمين الذين يفتون الناس بالباطل، ويجبنون عن الجهر بكلمة الحق، ويخافون الملوك، ولا يخافون ملك الملوك سبحانه وتعالى. أعجب الناس بشجاعة الشيخ، وخافوا عليه من طغيان السلطان، وأشاروا عليهم بمغادرة البلاد، ولكنه رفض، حتى سجن فثار الناس وطالبوا بالإفراج عنه، مما اضطر السلطان إلى إطلاق سراحه، على ألا يفارق منزله وألا يفتى، وألا يتصل بأحد من الشعب. وهنا أمر ( ابن الزعيم) قطز أن يتعلم الحلاقة ليكون أداة اتصال بين الشيخ والشعب، فكان يأخذ منه توجيهاته ويقوم أنصاره بتنفيذها. قطز يرى الرسول عليه الصلاة والسلام فى المنام يبشره بأنه سيهزم التتار، ويحكم مصر ، وقد قص قطز رؤياه على الشيخ ابن عبد السلام ، فأكد أنها رؤيا عظيمة، وطلب من الله تحقيقها، وأن يجمع بينه وبين حبيبته "جلنار". الفصل التاسع قطز يؤدى واجب الجهاد مع الجيش المصرى نفذ أنصار الشيخ العز أوامره فى قتل الفرنج الذين يدخلون دمشق لشراء الأسلحة، حتى ضاق صدر الملك (الصالح إسماعيل) فبعث يهدد الشيخ بالقتل إذا لم يكف أنصاره عن هذه الاغتيالات، ولما خشى السلطان من عاقبة قتله رأى أن يطرده من دمشق مع بعض مناصريه ومصادرة أملاكهم. كان يوم خروج الشيخ ابن عبد السلام من دمشق إلى مصر يوماً مشهوداً، وعندما ذهب إلى مصر أكرمه الملك الصالح أيوب وأسند إليه الخطابة فى جامع عمرو وقلده قضاء مصر، وأخذ الشيخ يستعجل الملك الصالح أيوب لمهاجمة الصليبيين وعميلهم الصالح إسماعيل. وقد حزن ابن الزعيم لرحيل شيخه ابن عبد السلام، وقد خفف عنه هذا الحزن : (أ) ما لقيه الشيخ من تكريم ومكانة عند الملك الصالح أيوب. (ب) ارتباطه بدمشق واشتباك مصالحه فيها. (جـ) ما يمكن أن يقوم به نيابة عن الشيخ فى تنفيذ المبادئ التى رسماها معاً. ولم يكن قطز بأقل حزنا من سيده (ابن الزعيم) على فراق الشيخ فقد أفاد منه الكثير : (أ) الدعوتين اللتين دعا له بهما (الانتصار على التتار، ولقاء حبيبته جلنار). (ب) العلم الواسع والحكمة والبصيرة بالدين. (جـ) شدة الثقة بنفسه. والتفاؤل بالمستقبل الذى يتحقق فيه شرف الملك، وسعادة الحب . (د) النعمة لا تدوم إلا بالشكر الذى أساسه التقوى، وملاك التقوى الجهاد فى سبيل الله. قطز يستأذن سيده ابن الزعيم فى الرحيل إلى مصر ليقاتل مع جيش مصر ضد الملك الصالح إسماعيل وأعوان الصليبيين، فيوافق ويرسم له خطة بارعة سرية يكون لها أثرها فى تحقيق النصر، تقوم هذه الخطة على أن يتسلل داخل جيش الصالح إسماعيل وفى أثناء المعركة يصيح بأن جيشه يقاتل المسلمين وجيس الصالح أيوب يقاتل الكفار، ثم ينحاز إلى جيش الصالح أيوب، وسينحاز معظم الناس معه، ونفذ الخطة بكل دقة وسرية، ونجحت نجاحاً كبيراً، وكان النصر المبين على جيش الصالح إسماعيل. اختفى قطز بعد هذا النصر مما جعل الظنون تختلف فى تفسير هذا الاختفاء، هل كان روحا من أرواح المجاهدين؟ أو روح صلاح الدين؟ والحقيقة أنه اختفى ليذهب إلى الكرك ليبشر الملك الناصر داود بالنصر العظيم. قطز يعود إلى دمشق ليستأذن سيده ابن الزعيم فى الرحيل إلى مصر، فقد اشتاق إليها ليكون جنديا من جنود الملك الصالح أيوب لعله يستطيع أن يقوم بعمل يرضى الله والإسلام تحت إرشاد شيخه (ابن عبد السلام). وافق ( ابن الزعيم) على رغبة قطز حتى يحقق الله أمله العظيم فى هزيمة التتار ، وأمنيته الغالية فى لقاء حبيبته وودعه وداعاً حاراً وسيّر الحاج على الفراش ليبيعه للملك الصالح، ويقدم ثمنه للشيخ ابن عبد السلام. الفصل العاشر لقاء قطز بجلنار، والتقاؤه بالصليبيين اشترى الملك الصالح أيوب (قطزاً) ثم وهبه لأحد أمراء مماليكه (عز الدين أيبك) الذى أحبه، ووثق به لصدقه وأمانته وشجاعته، وحاول (عز الدين) أن يقوى بقطز على منافسيه فى السلطة .. بدأ قطز يبحث عن جلنار بعد وصوله مصر، فأخذ يتصفح وجوه الناس، ويسأل عنها النخاس الذى باعهما فى سوق الرقيق، فلا يخبره إلا عن (بيبرس) الذى أصبح من أتباع (أقطاى) فيذهب إليه قطز، فلا يجده يعرف شيئا عن أخبار ( جلنار ) ، وتنشأ بينهما صداقة قوية على الرغم من اختلافهما فى الرتبة والمزاج والأخلاق. وثق (عز الدين) بقطز ثقة مطلقة فجعله رسوله الخاص إلى (الملك الصالح أيوب) فى قلعة الجبل، وبينما كان قطز عائدا من هذه القلعة، وتحت مقصورة (شجرة الدر) زوجة الملك الصالح سقطت أمامه وَرْدَاتٌ فى كل يوم وَرْدَة وهو لا يجرؤ أن يرفع عينيه ليرى مصدرها أو راميها، أو حتى التقاطها ، خوفاً من مراقبة الحرس له لاختباره فى مدى أمانته، وخاصة وهو يعرف شدة غَيْرة الملك الصالح على نسائه وجواريه، وقد تشجع قطز يوماً والتقط الوردة الثالثة وأخذ يتأملها، وطافت به ذكريات حالمة حول (جلنار)، ولعلها صاحبة هذه الوردة.. وأخيراً وقع بصره على من رمى الوردة الرابعة فرآها وكانت حبيبة قلبه (جلنار) فابتسمت له ثم اختفت.. ثم كان اللقاء واكتشفت وصيفات القصر سر الحبيبين فوشين إلى شجرة الدر، وتأكدت مِنْ صدق الخبر.. فعاتبت جاريتها، وتوعدتها إذا هى عادت بإخبار السلطان، وطلبت من (عز الدين) أن يتخذ رسولا آخر غير قطز وهكذا حيل بين الحبيبين. توالت الأحداث عاصفة بعد ذلك فقد أرسل الملك الصالح حملاته لفتح الشام والقضاء على (الصالح إسماعيل) فاستولى على غزة، والقدس ثم دمشق، ولكن صحته ساءت فنقل إلى (دمشق) للاستشفاء بهوائها ومعه زوجته شجرة الدر وجواريها وفيهن (جلنار). انتهز الصليبيون فرصة مرض الملك الصالح أيوب، فأعدوا جيشاً لغزو مصر بقيادة لويس التاسع مما جعل الشيخ ابن عبد السلام أن يخرج من عزلته ويكتب إلى السلطان بسرعة الرجوع إلى مصر ناسياً الخصومة التى كانت بينهما، ويعود السلطان محمولاً على محفة إلى مصر ليصد هجوم الصليبيين، ولكن الموت يفاجئه أثناء المعركة، وتخفى (شجرة الدر) خبر موته حتى لا تضطرب صفوف المسلمين، ثم تقوم بتدبير الأمور حتى يأتى (توران شاه) ، واستمرت مقاومة المصريين مدة شهرين، وظهرت بطولاتهم الرائعة، حتى تسرب خبر وفاة السلطان للأعداء، فقويت نفوسهم، وتمكن قائدهم (الِكنْد دَاْرتُوا) من مفاجأة المسلمين فى المنصورة، وقتلوا قائدهم (الأمير فخر الدين )، حتى وصلوا إلى السدة الخارجية لقصر السلطان.. حدثت مبارزة رهيبة بين قطز و (الِكنْد دَاْرتُوا) أظهر فيها قطز شجاعة نادرة حتى أرداه صريعاً بعد أن كاد يقتل بيبرس، وامتلأ فناء القصر بجثث الأعداء وقد أعجبت شجرة الدر ونساء القصر ببطولة قطز وكن يشهدن هذه المبارزة ومعهن (جلنار) التى لحظتها الملكة وهى لا تحول عينيها عن المملوك الشاب فاستغربت ذلك وودت أن تسألها لو لم يشغلها اهتمامها بمصير المملكة عن مثل هذا السؤال. فى ذلك الوقت وصل ملك فرنسا (لويس التاسع) بعد قتل أخيه (الِكنْد دَاْرتُوا) وصمم على الانتقام، ولكن المسلمين غلبت عليهم حمية الإسلام، وجمعوا صفوفهم، حتى مزقوا صفوف الأعداء، وقدم (توران شاه) السلطان الجديد، ففرح به المسلمون، وقويت شوكتهم، واستولوا على سفن كثيرة للعدو وحاصروهم حتى ضاقت نفوسهم فأحرقوا مراكبهم، وضربوا بيوتهم بأيديهم وأيدى المؤمنين، وولى أسطولهم فراراً معهم، وأُسر عدد كبير منهم على رأسهم ملكهم (لويس التاسع). الفصل الحادي عشر صراع على السلطة وعلى شجرة الدر تنكر الملك (توران شاه) للأَبطال الذين حققوا النصر على الصليبيين، وكذلك تنكر لزوجة أبيه، (شجرة الدر) التى حفظت له الملك، فبدأ يبعد رجال الدولة عن الحكم، وينهمك فى الشراب واللهو، ويتوعد زوجة أَبيه بالقتل، مما أغضب مماليك أبيه فقتلوه، وتولت شجرة الدر الحكم. تم الإفراج عن (لويس التاسع) من سجنه على أن يدفع (أربعمائة ألف دينار) فدية وتسليم دمياط للمسلمين، وقوى بذلك نفوذ (شجرة الدر) وعز الدين أيبك الذى اختارته قائداً للجيش. طمع أمراء البيت الأيوبى فى البلاد التابعة لسلطان مصر، وعلى رأسهم (الملك الناصر)، وخاصة بعد قتل (توران شاه) وإنكار الخليفة العباسى أن يتولى الملك امرأة (شجرة الدر) التى أسرعت بالتنازل عن الحكم (لعز الدين أيبك) ولقب (بالمعز). لم يستتب الأمر طويلا للمعز فقد تمرد عليه (أَقطاى) وبعض أمراء المماليك وسعوا إلى تولية أمير صغير من أمراء البيت الأيوبى وهو الملك (الأشرف) ليكون شريكا للمعز فى الملك. حدث تنافس كبير بين (المعز أيبك وأقطاى) على حب (شجرة الدر) ، وأخذت هى تثير بينهما الصراع، وتطلب منهما الانتظار حتى يتحقق النصر على الملك الناصر، فيتحمسان حتى يقضى على الملك الناصر وأعوانه، ويطلب بيبرس رسول (أقطاى) و (قطز) رسول (أيبك) من شجرة الدر تنفيذ وعدها، إلا أنها أخذت تشعل نار الصراع بينهما من جديد وتوازن بين الفارسين، وانتظرت لتتأكد أيهما الأقوى.. فحرضت (أيبك) أن يستقل بالملك ويعزل السلطان الصغير (الملك الأشرف) (لأنها لا تقبل نصف ملك) ، وحقق لها ( أيبك) ما أردات وانفرد بالملك بعد أن سجن السلطان الصغير. أثار هذا العمل (أقطاى) وبدأ ينشر الفوضى فى البلاد ليظهر المعز بالعجز عن السيطرة على الحكم، وحاول المعز أن يسترضيه بإغداق الأموال عليه وإعطائه الإسكندرية إقطاعية له، ولكن هذا زاده طمعاً وإفساداً !! وعند ذلك أعلنت شجرة الدر زواجها من المعز فانهار أمل أقطاى، وأظهر تمرده على المعز وشجرة الدر وقرر أن يعاقب كلا منهما : المعز بسلب السلطة منه ووضع مقاليدها فى يد أتباعه. وشجرة الدر بإعلان أنه سيتزوج من بنات الملوك فى (حماة) ولابد أن تنزل لها شجرة الدر عن قصرها فى قلعة الجبل. تظاهرت شجرة الدر، بالموافقة ، لتضمر تدبيراً للتخلص من أقطاى، فكانت تظل نهارها فى القلعة وتتركها ليلاً مما جعل أقطاى يعتقد أن الأمر سيتم له. دعت شجرة الدر ( قطز ) ووعدته بأن تزوجه (جلنار) إذا قضى على أقطاى، وخلص البلاد من شروره ومفاسده، ووضعت الخطة معه ومع المعز على استدعائه إلى القصر بعد خروج مماليكه إلى الصيد، ثم مبارزته والتخلص منه.. ونفذ قطز الخطة بإحكام ويتم فصولها (المعز) برمى رأس أقطاى إلى أتباعه الذين كانوا قد تجمعوا أمام القلعة، فيتفرقون خائفين. وتشفى شجرة الدر بذلك غليلها، ويمتلىء قلب " بيبرس" حقدا على صديقه (قطز) ويقول : لقد فعلها صديقى .. والله ليكونن من قتلاى"!! الفصل الثاني عشر زواج قطز وجلنار، ونهاية المعز وشجرة الدر أصبح قطز نائب السلطان وتزوج جلنار مكافأة له على جهوده فى تخليص البلاد من شرور ( أقطاى) وجماعته. بدأ الملك المعز يستأثر بالسلطة، ويضيق بتسلط (شجرة الدر) فدب الصراع بينهما : تتمسك هى بسيطرتها، وتطلب منه أن يطلق زوجته الأولى ويفكر فى مستقبل ابنه ليكون خليفة له على عرش مصر. اشتد الصراع بين الزوجين، وأخذ كل منهما يفكر فى الخلاص من الآخر بطريقة واحدة هى القتل!! بدأت شجرة الدر تعرض على الملك الناصر أن يتزوجها ويكون ملكا على مصر بعد قتل المعز!! فخاف من أن يكون ذلك خديعة، فلم يرد عليها.. وأرسل الملك المعز ليخطب بنت الملك المظفر صاحب دمشق وعندما رفض خطب بنت صاحب الموصل فوافقه، وتضاعفت الوحشة بين الزوجين.. وقطز فى حيرة بينهما يحاول الإصلاح فلا يستطيع .. علمت شجرة الدر أن المعز عازم على إنزالها من القلعة فقررت أن تتظاهر بالخضوع له، والتنازل عن مطالبها فى تطليق زوجته الأولى، وأنها ندمت على كل ذلك، فرق قلبه لها واطمأن، وهو لا يعرف أنها تدبر لقتله. وحاول قطز أن يحذره من غدرها فلم يستمع له. دبرت خطتها الماكرة بقتل المعز ليلا فى الحمام، فأسرع مماليك المعز إلى تولية ابنه (علىّ) سلطانا، وحملوا شجرة الدر إلى أمه فأمرت جواريها فضربنها بالقباقيب حتى ماتت، وأسدل الستار عليها وعلى زوجها المعز !! الفصل الثالث عشر قطز يتولى الملك ويستعد لغزو التتار أخذ (بيبرس) يحرض بعض ملوك المسلمين على غزو مصر للانتقام من قتل سيده أقطاى على يد المعز وقطز، ولكنه هزم ورجع خاسراً، حتى عاد خطر التتار على البلاد الإسلامية بقيادة (هولاكو) فخربوا بغداد وهتكوا الأعراض وأغرقوا كتب التراث وجعلوها جسراً مرت عليه خيولهم، وبلغ عدد القتلى من المسلمين حوالى مليونين!!.. أخذ قطز يطمئن الناس حتى لا ينتشر بينهم الذعر من فظائع التتار، وخاصة أن بعض ضعاف النفوس من الملوك ساعدوا التتار على إخوانهم المسلمين، مثل الأمير بدر لؤلؤ صاحب الموصل والملك الناصر صاحب دمشق.. وجاء دور قطز ليحمى حمى الإسلام بالانتقام من التتار، وعقابهم على جرائمهم الوحشية فى أسرته وتمثلت له ذكريات خاله (جلال الدين ) وجده (خوارزم شاه) ، وتذكر رؤياه للنبى فى المنام. فأخذ يستثير شيخه (ابن عبد السلام) فأشار عليه بخلع السلطان الصغير الفاسد ليستقل هو بالسلطة، ويتمكن من حماية الإسلام من خطر التتار نفذ قطز ذلك ثم ناقش الأمراء واقتنعوا به سلطانا يتولى عرش مصر. كتب بيبرس إلى قطز يسأله الصفح ويطلب منه أن يقبله فى خدمته ليشد من أزره فى قتال التتار ويفرح قطز بعودة صديقه القديم، ويستقبله فى مصر ويبالغ فى إكرامه ليستل من صدره حقده القديم على قتل سيده (أقطاى)، وينتفع بقوته وذكائه فى جهاد أعداء الإسلام. وأظهر بيبرس إخلاصه أول الأمر، ولكن زملاءه المماليك أو غروا صدره، وذكروه بثأر رئيسهم (أقطاى) ، فصادف ذلك هوى فى نفسه، ولكنه أوصاهم بالكتمان إلى حين.. بدأ قطز يستعد لحرب التتار بتقوية الجيش وإعداد الأسلحة وتدبير المال، فوجد المال لا يكفى، فأفتاه الشيخ ابن عبد السلام فتواه الجريئة، بوجوب أخذ الأموال من الأمراء وأملاكهم حتى يتساووا مع العامة فى ملابسهم ونفقاتهم، بعد ذلك يجوز الأخذ من أموال العامة. ويجد قطز صعوبة فى تنفيذ هذه الفتوى على الأمراء لا متناعهم عن تنفيذها، ولتحريض بيبرس لهم، فيناقش بيبرس ويحاول إقناعه بكل الوسائل حتى يعاهده بشرفه ودينه على أن يقاتل معه أعداء الإسلام حتى ينتصر عليهم أو يقتل دونه. وعلى أنه لا يعين الأمراء عليه ولا يعينه عليهم. ثم أخذ قطز يناقش الأمراء بالحجة واللين ليتنازلوا على ما يزيد عن حاجتهم، فيراوغونه ، فيعطيهم المثل من نفسه ويبدأ بتنازله عن أمواله، ولكنهم لا يستجيبون ، فيمهلهم ساعة ليصلوا إلى قرار وفى أثناء ذلك صادر أموالهم للمصلحة العامة، ودخل عليهم قائلا : انصرفوا إلى بيوتكم فقد نفذ أمر الله فيكم، وسجن رؤساءهم وترك الباقين.. ولما لم يجد أموالهم تكفى لتقوية الجيش فرض ضرائب على العامة، ثم أنشأ ديوانا للتعبئة والإعداد للجهاد فى سبيل الله. جاء رسل التتار إلى (قطز) مهددين متوعدين فاستشار الأمراء فى أمرهم فبعضهم رأى مهادنتهم وقبول دفع الجزية لهم، وهنا يغضب قطز غضباً شديدا، ويأمر بإحضار الرسل والطواف بهم فى المدينة ثم قتلهم واحداً واحداً، وتعليق رءوسهم على (باب زويلة) ، واستبقى واحداً منهم ليشاهد استعراضاً ضخماً لفرق الجيش المصرى ومعداته القوية حتى يخبر التتار بكل هذه القوة فيلقى الرعب فى قلوبهم. رأى قطز بعد أن أقام جبهة داخلية قوية لصد التتار، أن يقيم جبهة خارجية كذلك، فأرسل إلى ملوك الشام ليستعدوا لقتال الأعداء، وهددهم ، بأن من يعاون الأعداء سيورث بلاده لمن هو أحق بها ممن قاتل التتار، ومن لم يستطع منهم الوقوف فى وجههم، واضطر إلى النجاة بنفسه فعليه أن يأتى إلى مصر حيث يجد الحفاوة والتكريم. الفصل الرابع عشر معركة عين جالوت قام السلطان قطز بمهام كبيرة استعداداً للمعركة الفاصلة بينه وبين التتار منها: 1- توطيد أركان عرشه الجديد ضِدّ عواصف الفتن والمؤامرات. 2- القضاء على عناصر الفوضى والضرب على أيدى المفسدين. 3- معالجة الأمراء من المماليك مستعملاً مع بعضهم اللين، ومع بعضهم الشدة. 4- تقوية الجيش وجميع المؤن والذخائر. 5- تثبيت قلوب الناس وتحميسهم للاستماته فى القتال. وقد نجح فى كل ذلك بفضل الله وبفضل صدق إيمانه، ومضاء عزيمته، وصرامته، وقوة بنيته ومتانة أعصابه، ثم بتشجيع زوجه (جلنار) التى وقفت معه فى كل الأمور تشد من أزره، وتخفف من أعبائه. تحرك الجيش لحرب التتار فى رمضان بعد أن نجح السلطان فى إثارة طبقات الأمة كلها فاندمجوا فى الجهاد فى سبيل الله حتى إن الفساق كفوا عن المعاصى، وامتلأت المساجد بالمصلين، وخرج الناس جميعاً يبتغون إحدى الحسنيين : النصر أو الشهادة. توجه السلطان بالجيش إلى الصالحية، وأشرف بنفسه على ترتيب صفوفه وفرقه وتنظيم جيشه، وتشاور مع قواده فى الخطط الحربية، وعمل على أن يستفيد من صديقه القديم (بيبرس) ليكون فى طليعة الجيش ليتعرف على أخبار التتار. وصل بيبرس إلى غزة، ووافاه السلطان، ثم (جلنار)، وتوجه السلطان إلى الفرنج الصليبيين فى عكا، وطلب منهم أن يلتزموا الحياد فى هذه المعركة، لأنه كان يخشى تعاونهم مع التتار، فاستجابوا له، وعرضوا عليه أن يرسلوا معه نجدة من عسكرهم فشكرهم، وقرر أنه سيعتمد على الله وعلى جيوشه. ثم خرج الجيش من عكا إلى (عين جالوت) وطوال المسيرة كان يردد أناشيد الكفاح لإثارة الحماسة فى الجند قبل بدء المعركة. تمت المواجهة بين الجيشين، وغاب (هولاكو) بسبب موت أخيه، وأناب عنه قائده (كتبغا). واشتعلت المعركة، وأظهر فيها كل القواد والجنود شجاعة واستبسالا، وقد حاول الصبى التترى أن يخدع السلطان بشق صفوف التتار وقتل بعض رجالهم ثم العودة إلى صفوف المسلمين، ولكن السلطانة ( جلنار) شَكَّت فى أمر هذا الصبى فكيف يرجع سليما دون أن يصاب وهو من الأعداء وقد صدق شكها، فقد كان الصبى عند هجومه يهمس إلى التتار ويعلمهم موقع السلطان، وقد حدث أن هجم خمسة فرسان من التتار على مقر السلطان أثناء ارتداد الصبى التترى، ولكن السلطان قتل ثلاثة منهم، وكاد واحد منهم يقتل السلطان لولا ضربة قاتلة من فارس ملثم أنقذ السلطان، وضحى بنفسه وكان هذا الفارس هو (جلنار)!! حملها السلطان وهى تلفظ أنفاسها الأخيرة وهو يقول (واحبيبتاه) !! ولكنها قالت له : بل قل :واإسلاماه.. شاع خبر استشهاد جلنار فى الجيش فأثار فيهم الحماسة، وخلع السلطان خوذته واستمات فى القتال وكان يصرخ (واإسلاماه..) حتى شق صفوف التتار ووصل إلى قائدهم (كتبغا) .. بعد أن أظهر بيبرس بطولات رائعة فى تطويق جيش التتار وتقدم أحد الأمراء (جمال الدين آقوش) وطعن قائدهم طعنة قضت عليه مما ألقى الرعب فى صفوف التتار، وأخذوا يتقهقرون، وتقدم المسلمون يمطرونهم بوابل من السهام حتى سحقوهم سحقاً. وانتهت المعركة بالنصر المبين على التتار، وحصلوا على غنائم كثيرة وخرَّ الملك المظفر شاكراً الله، مقدرا شجاعة الأبطال من المسلمين محذراً من الزهو والغرور، مترحما على الشهداء وعلى جلنار. الفصل الخامس عشر قطز يحاكم الخونة، ويطارد التتار، ويتوجه إلى دمشق حاكم السلطان قطز الخونة من المسلمين الذين انضموا إلى التتار فقتل مَنْ لا عذر له مِن اضطرار، أو إكراه، أو جهل، وإلاَّ بَيَّنَ له سوء عمله، واستتابه وضمه إلى جيشه، وعفا عنه لما قد يكون فيه من خير. ثم تحرك إلى دمشق بعد أن أرسل إلى أهلها رسالة يبشرها بالفتح، وأنه سيولى عليهم واحداً منهم ينشر فيهم العدل، ورسالة أخرى لسيده القديم (ابن الزعيم) الذى كان يراسله أثناء قتال التتار.. وأمر بيبرس بمطاردة فلول التتار حتى يقضى عليهم إلى الأبد، وقد كان.. عندما علم (هولاكو) بهزيمة جيوشه الساحقة اشتد غضبه وقتل كل ملك كان قد لجأ إليه من ملوك الشام إلا ملكا نجا بشفاعة امرأته !! ثم رحل من بلاد الشام إلى غير رجعة وعليه لعنة الله والناس أجمعين. الفصل السادس عشر نهاية قاهر التتار رجع السلطان إلى نفسه بعد أن حقق النصر العظيم على التتار فانفجر ما كان حبيساً من الحزن على زوجته الشهيدة، وجعلت الذكريات الأليمة تراوده منذ اختطف، وبيع فى سوق الرقيق حتى أصبح سلطاناً، فضاق بالحياة ذرعاً، بعد أن فقد من كانت تشاطره أعباءه، وبعد أن خارت عزيمته وأحس بعدم قدرته على كبح جماح الأمراء المماليك وتكالبهم على السلطة، وخوفه من أن يعودوا إلى نهب أموال الأمة وخيراتها، حتى تحل بهم كارثة أفظع من كارثة التتار!!.. ففكر فى أن يتنازل عن العرش لصديقه بيبرس الذى يعتقد أنه الأقدر على تحمل هذه الأعباء الضخمة على ما فيه من الخديعة والمكر.. ولكنه لم يصرح له بهذا التفكير خوفاً من الفتنة بين الأمراء المماليك وخاصة أنه يعرف أن بيبرس لن يقدر على كتمان هذا الخبر.. وكان بيبرس يطمع فى ولاية حلب التى وعده بها السلطان، ولكنه لما عزم على النزول له عن الحكم لم يعد هناك موضوع للوفاء بهذا الوعد، فأعطى حلب لأحد ملوك الشام، مما أغضب بيبرس، وظن الظنون بالسلطان، واعتقد أنه يحسده لما قام به من بطولات فى صد التتار فخشى أن ينافسه فى الحكم، وخاصة أنه كان ينوى هذه المنافسة حقا حين طلب (حلب) فى أقصى الشام ليكون بعيداً عن سيطرة السلطان ويمكن أن يستقل بها ويتخذها نواة للاستيلاء على باقى الشام. كما أنه لم ينس ما كان منه فى مصر من تحريض الأمراء على السلطان حين دعاهم للنزول عن أملاكهم لمواجهة أعباء الجهاد، وعلى الرغم من أن السلطان غفر له، لكنه ظن أنه فعل ذلك لاحتياجه إليه فى قتال التتار، حتى إذا استغنى عنه وتمكن منه عاقبه على ما سلف من ذنبه حتى لا يعود إلى مثله.. وزاد الظنون اشتعالا فى نفس بيبرس أصحابه الذين أثاروا أحقاده القديمة ضد السلطان وتحدث مناقشة حامية بين قطز وبيبرس يحتد فيها بيبرس على قطز عندما يكاشفه مما فى طبعه من مطامع ويصرح له أنه لا يستغنى عن مشورته، ويشك بيبرس فى ذلك، وتحدث فتنة يندم بعدها بيبرس حينما ولاه السلطان الأمر قائلا : إنه سلطانكم فاسمعوا له وأطيعوا، وشكراً لكم فقد قربتمونى من زوجتى، قاتل أعداء الإسلام يا بيبرس هذه وصيتى لك، ويغفر الله لك خطيئتك". جلس بيبرس على عرش مصر، ولقب بالملك الظاهر، وجهد فى تنفيذ وصية قطز، فألغى الضرائب ونهض بمصر فكانت فى عهده إمبراطورية عظمى. وذات يوم كان يقلب فى رسائل ابن الزعيم إلى السلطان قطز فعرف حقيقته، وحقيقة (جلنار) فبكى، ودعا لصديقه قائلاً : "لشد ما أتعبنى أقتفاء أثرك، وما أرانى بعد الجهد الطويل أبلغ بعض ما بلغت!!" الموضوعالأصلي : حوار بين السلطان جلال الدين وابن عمه // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: berber
| |||||||
الإشارات المرجعية |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17) | |
|
| |
أعلانات نصية | |
قوانين المنتدى | |
إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان |