الإحباط:
في علم النفس, ظرف أو حالة أو عمل يحول بین المرء وتحقیق إحدى حاجاته الاجتماعیة أو
النفسیة. والإحباط غالبا ما يكون خارجي المنشأ. فقد ترغب مثلا في المشاركة في حفلة
راقصة فیمنعك والدك من ذلك. وقد ينشأ الإحباط، أحیانا، عن علة في ذات نفسك أنت، أو عاھة
تشكو منھا، أو انخفاض في مستوى الذكاء عندك، أو عن تصدرك لتحقیق أھداف ھي أبعد منالا
من أن تبلغھا بقدراتك أو مؤھلاتك. وأيا ما كان، فالإحباط يحمل المرء على بذل المزيد من
الجھد، وغالبا ما يثیر غضبه ويغريه بانتھاج سبیل العدوان، ولكنه لا يورثه أية علة نفسیة
خطیرة، إلا إذا تواصل أو تكرر مرة بعد أخرى. لیس ھذا فحسب، بل إن الإحباط قد يكون بناء، إذ
يحمل المرء، حملا، على اكتشاف حلول لمشكلاته جديدة. يقصد بالإحباط في علم النفس،
الحالة التي تواجه الفرد عندما يعجز عن تحقیق رغباته النفسیة أو الاجتماعیة بسبب عائق ما.
وقد يكون ھذا العائق خارجیاً كالعوامل المادية والاجتماعیة والاقتصادية أو قد يكون داخلیاً كعیوب
نفسیة أو بدنیة أو حالات صراع نفسي يعیشھا الفرد تحول دونه ودون إشباع رغباته ودوافعه.
والإحباط يدفع الفرد لبذل مزيد من الجھد لتجاوز تأثیراته النفسیة والتغلب على العوائق
المسببة للإحباط لديه بطرق منھا ما ھو مباشر كبذل مزيد من الجھد والنشاط، أو البحث عن
طرق أفضل لبلوغ الھدف أو استبداله بھدف آخر ممكن التحقیق. وھناك طرق غیر مباشرة،
وھي mental mechanism يطلق علیھا في علم النفس اسم المیكانزمات أو الحیل العقلیة
عبارة عن سلوك يھدف إلى تخفیف حدة التوتر المؤلم الناشئ عن الإحباط واستمراره لمدة
طويلة وھي حیل لاشعورية. يلجأ إلیھا الفرد دون شعور منه. من ھذه الحیل، الكبت، النسیان،
الإعلاء، والتعويض، التبرير، النقل، الإسقاط، التوجیه، تكوين رد الفعل، أحلام الیقظة الانسحاب،
والنكوص. وعندما يتكرر حدوث الإحباط لدى فرد ما فإنه يؤدي إلى مشاكل نفسیة معقدة
وخطیرة تستدعي العلاج وقد يكون الإحباط بناءاً في بعض الأحیان لأنه يدفع بالفرد لتجاوز
الفشل ووضع الحلول الملائمة لمشاكله.