جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
|
جواهر ستار التعليمية :: منتديات الجامعة و البحث العلمي :: منتدى البحوث العلمية والأدبية و الخطابات و السير الذاتيه الجاهزه |
الجمعة 31 أكتوبر - 19:21:41 | المشاركة رقم: | |||||||
Admin
| موضوع: خطبة الوداع...دراسة بلاغية تحليلية شاطرالمزيد! خطبة الوداع...دراسة بلاغية تحليلية شاطرالمزيد! تمهيد في بلاغة الرسول ((صلى الله عليه وسلم)): ترقى البلاغة النبوية إلى أعلى مدارج الكمال البشري في حسن التأتي للمعاني بأدق ما يمكن أن تؤديه المفردات والجمل من دلالات ومعان تقع في النفوس موقعاً بالغاً من التأثير ما لا تنقضي عجائبه ولا يذهب بروائه ورونقه تقادم العهد وكثرة الترداد: وإذا كان من شأن العرب أن يتكلفوا القول صناعة، يحسنها خطيبهم وحكيمهم، فإن الرسول ((صلى الله عليه وسلم)) – وقد صنعه الله على عينه – يرسل الحديث سليقة وإلهاماً، سليماً مما يعتري كلام الناس من خلل أو اضطراب، أو بعتور محدثهم من عىّ أو حصر. والجاحظ خير من وصف بلاغة الرسول ((صلى الله عليه وسلم)) بقوله: "وهو الكلام الذي قل عدد حروفه، وكثر عدد معانيه، وجل عن الصنعة ونزه عن التكلف.... واستعمل المبسوط في مواضع البسط والمقصور في موضع القصر، وهجر الغريب الوحشي، ورغب عن الهجين السوقي.... وهو الكلام الذي ألقى الله المحبة عليه وغشاه بالقبول، وجمع له بين المهابة والحلاوة وبين حسن الافهام، وقلة عدد الكلام"[1]. ولا غرو أن الرسول ((صلى الله عليه وسلم)) قد نشأ في أفصح القبائل، إذ كان مولده في بني هاشم، وأخواله من بني زهرة ورضاعه في سعد بن بكر، ومنشؤه في قريش، لذا قال – عليه الصلاة والسلام: ((أنا أفصح العرب بيد أني من قريش ونشأت في بني سعد بن بكر))[2]. وحين تهيئه العناية الربانية للاضطلاع بأعظم ما عرفته البشرية في تاريخها الطويل من رسالات، وفي قوم لهم في ميدان البلاغة والفصاحة القدح المعلى، فلابد أن يكون النبي المرسل إليهم أفضلهم بياناً وأقدرهم على التصرف في فنون القول، وأبعدهم عن عيوب الكلام زللاً واضطراباً واستكراهاً ((فليس إلا أن يكون ما خص به النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك قد كان توفيقاً وإلهاماً من الله، أو ما هذه سبيله))[3]. والحديث الشريف كالقرآن الكريم يجري على سنن العرب في كلامها بحفوله بالأساليب والفنون العربية التي وقفنا عليها من خلال مباحث البلاغيين، إلا أن هذه الأساليب والفنون تأتي في البيان النبوي كما في القرآن الكريم على الصورة التي تتساوق فيها الفكرة مع الفن التعبيري على أدق وجه، فكل لفظة أو جملة أو فقرة لا تجدها تنبو عن موضعها، ولا يسع أحداً أن يخيلها عن ذلك الموضع أو يستبدل بها غيرها لتكون أو في دلالة وأشد إحكاماً... ((وليس أحكام الأداء وروعة الفصاحة وعذوبة المنطق وسلاسة النظم، إلا صفات كانت فيه صلى الله عليه وسلم عند أسبابها الطبيعية.... لم يتكلف لها عملاً، ولا ارتاض من أجلها رياضة بل خلق مستكمل الأداة فيها، ونشأ موفر الأسباب عليها، كأنه صورة تامة من الطبيعة العربية))[4]. وفي ضوء هذا كله كان جديراً بالدارسين أن تكون لهم وقفة بل وقفات متأنية متأملة عند البلاغة النبوية بعقد مباحث تحليلية تكشف عن مواطن البراعة والدقة في فن القول في أرفع مستوياته. الغاية من البحث ومنهجه: جدير بطلاب العربية ورادتها وباحثيها أن يلتمسوا في كلام أفصح من نطق بالضاد معالم الطريق إلى استشراف البلاغة العالية المنزهة عن العيوب والمثالب، لتكون أمامهم المثل الأعلى في الاستهداء بمعانيه وتمثل أساليبه: ومن هنا كانت هذه المحاولة المتواضعة في الدخول إلى ساحة البلاغة النبوية من خلال دراسة نصّ كريم غنيّ بمعانيه السامية ومضامينه السديدة، مصوغ بالأسلوب البليغ والأداء الدقيق. فالغاية أن نقف عن مقاطع من هذا النصّ النبوي وهو ((خطبة الوداع)) متأملين دلالالتها البلاغية للكشف عن جمالية توظيف الفن البلاغي الذي يرد في الحديث النبوي بعيداً عن معاناة للصنعة والاقحام أو ابتغاء الحلية اللفظية التي لا غناء فيها. ومما حملني على هذه المحاولة – بل المركب الصعب – إني لا أجد كبير عناية بالنصوص واحتفال بتحليل صيغها وتراكيبها، وبيان المواقع الدقيقة للفنون والأساليب البلاغية متميزة عن وجودها في كلام سائر الناس، كي يقف القراء على لون من ألوان الدراسة التي هي في الوقت ذاته موازنة ضمنية لتوظيف فنون البلاغة بقدرات تعلو حتى تبلغ حد الإعجاز، وإسفاف ينبئ عن تمثل شكلي ورصف لفظي وخواه فكري... فالإيجاز في البلاغة القرآنية والنبوية غيره في موضع آخر، وكذلك الاطناب، فإن دلالالته المعنوية والفنية غير ما توحي به هذه الظاهرة في موطن آخر قد يكون به حاجة إلى الاطناب أو لا يكون، وهو – في جميع الأحوال – يكشف عن خلل مرئي أو محسوس به هنا وهناك في مواضع شتى من النصّ. والدراسات التحليلية للبيان النبوي قليلة – كما اسلفت – غير ما كتبه الشريف الرضي في ((المجازات النبوية – إذ بنى منهجه على أن يأتي ((بأحاديث أو بأجزاء منه، بحسب ما وقع له في إطلاعه على مراجعه، ومنهجه أن يذكر النص، ويعقبه بالإشارة إلى اللون البياني، ويذكر ما يستدعي الذكر من المناسبة التي ورد فيها شارحاً موجهاً في إيجاز، مبيناً الوجه أو الوجوه التي يخرج عليها المعنى وكثيراً ما يجعل سر التعبير وأثره تعريفاً بالقيمة الجمالية التي تلزمه))[5]. وكذلك الزمخشري في كتابه ((الفائق في غريب الحديث)) حيث نعثر في غضونه لمحات وإشارات إلى جمال البلاغة النبوية ضمن مباحث في اللغة والنحو والإعراب. أما كتاب ((إعجاز القرآن والبلاغة النبوية)) لمصطفى صادق الرافعي، فقد كان – ولا يزال – من أفضل الدراسات النظرية المستوعبة لخصائص الإعجاز القرآني والبلاغة النبوية، إلا أنه لم يلتمس لنفسه سبيل التحليل لنصوص من الحديث الشريف. أما الكتاب الذي وقفت عليه مفيداً في هذا الباب فهو كتاب ((الحديث النبوي من الوجهة البلاغية)) الدكتور عز الدين علي السيد، إذ جنح فيه إلى تحليل أحاديث شريفة لبيان مواضع الدقة والفطرة في صوغ الأفكار وجلاء المعاني. إن هذا البحث المتواضع يسهم بصورة أو أخرى في خدمة البلاغة النبوية من خلال دراسة ((خطبة الوداع)) دراسة تحليلية. تكشف من خلالها عن طواعية الفن الطاغي في الخطبة وعن دقة الموازنة بين الفن البلاغي وبين الغايات التي يهدف الرسول (صلى الله عليه وسلم) إلى تحقيقها من خلال سوقه للعبارة الفنية المستوفية لكل متطلبات البلاغة، ضمن ثلاثة مسارات حددها الدكتور عز الدين علي السيد وهي: 1 - صفاء اللفظ ووفاؤه افراداً وتركيباً. 2 - وضوح المعنى وظهور المغزى. 3 - وسائل التشويق والإيقاظ بعثاً للنشاط وإجابة للداعي، ومنها القولي ومنها الحسي[6]. النص في سيرة ابن هشام[7] أيها الناس: اسمعوا قولي فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا، بهذا الموقف أبداً. أيها الناس: إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم، كحرمة يومكم هذا، كحرمة شهركم هذا وإنكم ستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم، وقد بلغت، فمن كانت عنده أمانة، فليؤدها إلى من ائتمنه عليها، وان كل ربا موضوع، ولكن لكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون. قضى الله أنه لا ربا، وان ربا عباس بن عبدالمطلب موضوع كله، وان كل دم في الجاهلية موضوع، وان أول دمائكم اضع دم ابن ربيعة بن الحارث بن عبدالمطلب، كان مسترضعاً في بني ليث، فقتلته هذيل، فهو أول ما أبدأ به من دماء الجاهلية. أما بعد – أيها الناس – فإن الشيطان قد يئس أن يعبد بأرضكم هذه أبداً، ولكنه إن يطع فيما سوى ذلك فقد رضي به، مما تحقرون من أعمالكم، فاحذروه على دينكم. أيها الناس: [إنما] النسيء زيادة في الكفر، يضل به الذين كفروا، يحلونه عاماً ويحرمونه عاماً، ليواطئوا عدة ما حرم الله، فيحلوا ما حرم الله، ويحرموا ما أحل الله، وإن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، وإن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً، منها أربعة حرم، ثلاثة متوالية ورجب مضر الذي بين جمادي وشعبان. أما بعد أيها الناس: فإن لكم علي نسائكم حقاً، ولهن عليكم حقاً، لكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه، وعليهن أن لا يأتين بفاحشة مبينة، فإن فعلن فإن الله قد أذن لكم أن تهجروهن في المضاجع، وتضربوهن ضرباً غير مبرح. فإن انتهين فلهن رزقهن وكسوتهن بالمعروف، واستوصوا بالنساء خيراً فإنهن عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئاً، وإنكم إنما اخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمات الله، فاعقلوا – أيها الناس – قولي فإني قد بلغت، وقد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا: أمراً بيناً كتاب الله وسنة نبيه. أيها الناس: اسمعوا قولي واعقلوه: تعلّمن أن كل مسلم أخ للمسلم، وأن المسلمين إخوة، فلا يحل لامرئ من أخيه إلا ما أعطاه على طيب نفس منه، فلا تظلمن أنفسكم. اللهم هل بلغت. فذكر لي أن الناس قالوا: اللهم نعم. فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم). اللهم اشهد. الدراسة: يستهل الرسول (صلى الله عليه وسلم) خطبته بقوله: ((أيها الناس: اسمعوا قولي، فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا، بهذا الموقف أبداً)). نلحظ أول ما نلحظ هذا النداء القريب إلى النفوس، إذ استغنى عن أداة النداء ((يا))، وغيرها تحقيقاً لهذا القرب والتلاحم مع أبناء الأمة الذين زالت الهوة بينهم وبين معلمهم وهاديهم. إن حذف أداة النداء قد حقق هذا القرب والتلاحم، فكأن الناس قريبون إليه يناديهم بأرق النداء وأعذبه ليستميل قلوبهم إلى ما يلقي عليهم من حسن التوجيه وسديد الإرشاد. ويا للنداء وضع في أصله لنداء البعيد، بدليل أنهم عدوا الأداتين ((الهمزة وأي)) للقريب[8]. وأما ((يا)) فقال ابن الحاجب: أنها حقيقة في القريب والبعيد لأنها لطلب الإقبال مطلقاً، وقال الزمخشري: إنها للبعيد))[9]. وإذا كان الأمر كذلك فإن من الواضح أن يكون حذف أداة النداء دالاً على قرب المنادي للمنادى، والالتصاق به والتحبب إليه: وليس يسعنا في هذا الموضع أن نحمل حذف الأداة على خلاف مقتضى الظاهر، لأن ذلك يدعونا إلى القول إن المنادى ممن سها أو غفل، وما كان له أن يكون على ذلك الحال، إلا أن حذف الأداة هنا جاء على الحقيقة والحال وليس عدولاً عنها تنزيهاً من الرسول (صلى الله عليه وسلم) للمسلمين عن السهر والغفلة. ((اسمعوا قولي)) اسمعول فعل أمر، وللأمر وجهتان في التعبير البلاغي: حقيقي ومجازي، وللمجازي أغراض متعددة. ينبغي أن نحدد بادئ ذي بدء مدلول الأمر الحقيقي والمجازي لنتبين في أي المسارات تتجه هذه الصيغة. الأمر الحقيقي: ((صيغته موضوعة لطلب الفعل استعلاماُ، لتبادر الذهن عند سماعها إلى ذلك وتوقف ما سواه على القرينة))[10]. أما صيغة الأمر المجازي – فكما قال القزويني – قد تستعمل في غير طلب الفعل بحسب مناسبة المقام، كالإباحة... والتهديد... والتعجيز... والتسخير))[11]. وإني أرجح أن الأمر في هذا الموضع مجازي، وذلك بدلالة الاستهلال الرقيق، فلا يسوغ أن يكون النداء يحمل في تضاعيفه من معاني التودد والتلطف ثم يعثبه مباشرة بما يدل على الأمر خشية أن يقع ذلك من نفوس سامعيه موقعاً لا يرتضيه، ولما يحصل من التفاوت بين الرقة والتلطلف وبين الشدة التي يحملها الأمر الحقيقي مدلولاً من مدلولاته. أقول ذلك من غير أن يتبادر إلى الذهن أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) لا قبل له بأن يأمر قومه بما يشاء فيطاع، هذا أمر لا مشاحة فيه بقدر ما نود أن نرسم من خلال هذا المقطع صورة التناغم البياني بين أجزاء المقطع، وتلك خصوصية من خصوصيات البلاغة النبوية الكريمة. ولذلك فإن المعنى المجازي الذي أرجحه من خلال صيغة الأمر هو لفت الأنظار وتوجيه النفوس أو تنبيه الجمع المخاطب إلى ما يعرضه عليهم من توجيهات. وما يلي هذا الأمر من العبارات يعزز مجازيته، وذلك في قوله (صلى الله عليه وسلم): ((فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا...)) فجملة المقطع تتسم بالإنسيابية وهدوء النبرة، مما يتسق مع مجازية الأمر السابق على هذا المقطع، ولما في الأمر الحقيقي – لو كان المراد – من القوة والشدة. فإني لا أدري...: إن: من أدوات التوكيد، وهي ترد في غضون الخطبة بكثرة ملحوظة، ولكل موضع ترد فيه ((إن)) دلالة التوكيد والأهمية. فهل كانت ((إن)) من مؤكدات مضمون هذا القول، وهل هي من مقتضياته؟ أما كان منتظراً أن يقول: فلعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا؟. أقول: لو جاء الكلام على هذه الشاكلة لما تأتى لهذا الكلام أن يفعل فعله التوجيهي العقائدي. إن جو الكلام منذ استهلاله يوحي بأن الرسول (صلى الله عليه وسلم) قد وقف وقفة الوداع، فأراد أن يقرر حقيقة رحلة الإنسان من حياته الدنيا، بتقريره أنه – وإن كان رسولاً يوحى إليه – فهو لا يدري متى سيكون رحيله. – فإني لا أدري –: أي حتى هو بوصفه نبياً يوحى إليه – يجهل حقيقة هذا الأمر، ولعل مما يخالج نفوس المسلمين من أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) يعلم بذلك، فلكي يستقر هذا المفهوم بكل أبعاده من غير أن يعتري السمع شك في ذلك جاء بصيغة التوكيد الذي من شأنه أن يرسخ الفكرة في الأذهان. وربما يرد في هذا الموضع سؤال مفاده: أليس هذا يعني أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) قد أوحي إليه بدنو أجله؟. نقول: ربما أوحي إليه بذلك، ولكن لم يرد أن يقطع بشيء من ذلك، فالله وحده الذي يقرر. والاستشعار بدون الأجل ليس معناه معرفة ساعة الرحيل على وجه الدقة والضبط، ثم أنه (صلى الله عليه وسلم) لم يشأ أن يجعل المسلمين في دوامة الاضطراب والقلق خشية أن ينفرط شملهم ويصيبهم من الذهول ما لا يرتضيه لهم. ومن الملاحظ البلاغية في استخدام ((إن)) في هذا الموضع أنها جاءت في عقب جملة سابقة فقد كان مجيء ((إن)) ضرباً من ضروب التوثيق بين الجملتين. قال الزملكاني: ((وتجيء – أي إنّ – اربط بين جملتين لتوصل أحداهما بالأخرى، فتراهما بعد دخولها كأنهما قد افرغا في قالب واحد))[12]. ويرى الزملكاني أنه يسع المتكلم أن يأتي بالفاء مكان ((إن)) ولكن لا تؤدي مؤداها من قوة الربط والتوكيد والامتزاج. يقول في ذلك: ((... لرأيت الامتزاج والألف مقاصراً عما كان عليه))[13]. ولعل في هذا جواباً على تساؤلي في موضع سابق: ألم يكن منتظراً أن يقول الرسول (صلى الله عليه وسلم): ((اسمعوا قولي فلعلي لا ألقاكم))، ففي كلام الزملكاني ما يغني عن التفصيل والبيان. ((لعلي)) أداة الترجي، هذه الأداة لم تحظ بعناية البلاغيين قدر ما عدوه أداة نحوية فحسب. وكان الأجدر البلاغيين أن يتحدثوا عن هذه الأداة في جملة ما تحدثوا به عن غيرها من أساليب التعبير كالأمر والاستفهام والنهي والتمني وأن يعدوها في الإنشاء غير الطلبي بوجه خاص، كما فعلوا بصنوها ((ليت)). والمعنى الأساس للأداة ((لعل)) هو الترجي. ولو تتبعنا دلالالتها المجازية لوجدت أنها تخرج إلى معان أخر، وربما كان التقرير أو التمويه أو التمني من جملة دلالالتها. وإني انفي أن تكون دلالتها في الخطبة ترجياً، بل هو تقرير واشعار بدنو الأجل، ولكن الرسول (صلى الله عليه وسلم) أراد أن يجعل الأمر مرهوناً بالآجال التي قرر أنه لا يدري مواقيتها. ويحجزنا الحياء عن القول إن الرسول (صلى الله عليه وسلم) أراد أن يموّه على أصحابه الأمر، فيبعد أذهانهم من قضية رحيله وفراقه، فساق الموضوع بصيغة تقريرية تنسحب دلالتها على كل إنسان، فكلنا معرضون للموت في كل لحظة. ترد بعد ذلك الحقائق التي أراد الرسول (صلى الله عليه وسلم) أن يغرسها في نفوس المسلمين على أنها أحكام للحياة لا تحتمل تأويلاً ولا تقبل حيدة أو جنوحاً. فجملة ما واجه به المسلمين وردت بصيغة التوكيد الحقيقي. وقد قرر البلاغيون أن ((الإهتمام بالشيء وانفعال النفس به يستوجب ضرباً من تأكيده، أمراً أو نهياً أو خبراً يستلزم طلباً أو خبراً يقع في الجواب))[14]. وقد جاء التوكيد في مقاطع الخطبة بأكثر من وسيلة، وهي: أداة التوكيد ((إنَّ)) والتكرار، وتقديم ما حقه التأخير (ومنه القصر)، وأدانا التحقيق والتوكيد ((قد وكل)). ومما جاء مؤكداً بإن: ((إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام...)) ((وإنكم ستلقون ربكم...)) ((وإن ربا عباس بن عبدالمطلب موضوع كله...)) ((وإن كل دم في الجاهلية موضوع)) ((وإن أول دمائكم أضع...)) ومما جاء مؤكداً بالتكرار: ((كحرمة يومكم هذا، وكحرمة شهركم هذا...)). إن حرمة الأموال والدماء ولقاء الله ووضع الربا والدماء مما تعد من كبريات القضايا التي كانت تسود حياة العرب، وكان لابد لها من الحسم القاطع، تنقية للمجتمع الإسلامي من كل بقايا الجاهلية ومواريثها، ولذلك تصدرت هذه المقاطع أداة التوكيد ((إن)) التي تضمن الإيصال والتثبيت إضافة إلى حسم التردد والشك في القبول والتلقي. ولقد ذهب البلاغيون إلى أن استخدام أداة التوكيد واحدة ضمن العبارة هي لحسم الشك والتردد. قال القزويني: ((وإن كان متصور الطرفين، متردداً في إسناد أحدهما إلى الآخر طالباً له حسن تقويته بمؤكد))[15]. وليس هذا الأمر مطرداً على نسق متواصل، فقد يخرج استخدام الأداة في غير هذا الموضع مراعاة لغير الظاهر، كما قرر البلاغيون أنفسهم، فقد ذكر القزويني نفسه ذلك في قوله: ((وكثيراً ما يخرج على خلافه، فينزل غير السائل منزلة السائل – أي المتردد الشاك – إذا قدم إليه ما يلوح له بحكم الخبر، فيستشرف له استشراف المتردد الطالب))[16]. ونحن نقول: إن أداة التوكيد سواء أكانت واحدة أم أكثر فإنها تقيد توثيق الأمر وضمان حسن تلقيه وأثره في نفس المتلقي واتخاذ موقف معين مضامينه، سواء أكان في الأمر شك أم لم يكن، وإلى جانب ذلك إشعار بأهمية الأحكام المعروضة ضماناً لحشد الطاقات النفسية والاجتماعية لاجتثاث ما علق بالنفوس والواقع المعيش من آثار وقيم نسخها الدين الإسلامي. والتكرار هو الآخر إشعار بأهمية الأمر وإعظام لشأنه. قال (صلى الله عليه وسلم): كحرمة يومكم هذا، وكحرمة شهركم هذا. والحرمة في حياة المسلمين قضية لها من الخطر والجلال ما لها، وتكرار اللفظة إيقاظ الحواس، ولا يغب عن البال ما أضافه تكرار (هذا) في نهاية كل مقطع من إيقاع لفظي زاد من جلال التوكيد جلالاً، وكان له من الواقع ما يحفز النفوس إلى تثبيت والتملي واستيعاب القضية بكل أبعادها النفسية والفكرية، وهذا ((على جانب من التنغيم النافذ إلى الروح، ندركه دائماً في حسن جرسه وتعانق معانيه وتتابع موجاته، يدفع بعضها في نشاط وتشابه))[17]. ويشير الزمخشري إلى القيمة الفنية والمعنوية في ظاهرة التكرار بأنها ((استدعاء منهم لتجديد الاستبصار عند كل خطاب وارد، وطريقة الانصات لكل حكم نازل، وتحريك منهم لئلا يفتروا أو يغفلوا عن تأملهم وما أخذوا به))[18]. ((وقد بلغت)): في هذا المقطع أكثر من دلالة بلاغية. 1 – استخدام (قد) مفيدة التحقيق هو لون آخر من ألوان التوكيد التي تحفل بها كظاهرة معنوية موظفة للتبليغ والتثبيت ولفت الأنظار نحو الأحكام النبوية. 2 – حذف المفعول به: يقول الإمام عبدالقاهر في بلاغة الحذف وأثره الجميل في تقوية الفكرة. ((هو باب دقيق المسلك، لطيف المأخذ، عجيب الأمر، شبيه بالسحر، فتلك ترى به ترك المذكور أفصح من الذكر، والصمت عن الإفادة أزيد للإفادة، وتجدك انطق ما تكون إذا لم تنطق، وأتم ما تكون بياناً إذا لم تبن))[19]. إن البيان النبوي قد استغنى عن المفعول به لعمومه، ودلالة ما سبقه عليه من جهة، إذ أنه ((يتناول كل ما يصح أن يدخل تحت هذا الفعل، فليس ذكر البعض بأولى من الآخر))[20]، ومن جهة أخرى فإن الاهتمام بالفعل هو المراد، أي أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) أشهدهم على أنه قام بالتبليغ، إذن الحديث هو الأرجح في الذكر دون غيره من متعلقاته. وفي بيان هذا المنحى البلاغي يقول الزمخشري في حديثه عن حذف المفعول. ((وقد يحذف المفعول لأن القصد إلى الفعل غير معتمد إلى شيء، يقول في قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله} وفي قوله: لا تقدموا من غير ذكر مفعول وجهان: أحدهما يحذف ليتناول كل ما يقع في النفس مما يقدم، والثاني إلا يقصد قصد مفعول ولا حذفه))[21]. 3 – ورود المقطع بالصيغة الخبرية، ولعل في هذه الصيغة من الثقة والاعتداد بتجاوب المسلمين ما لم يجد معه حاجة إلى إلتماس الأساليب الإنشائية التي تساق غالباً في مواضع بها حاجة إلى استثارة الهمم وقرع النفوس التي قد تتلبس ببعض الغفلة أو التردد. ((وقد بلغت)): صيغة الحسم والقطع، بل صيغة الاشعار بأن هذا هو البلاغ النهائي الذي لا بلاغ من بعده. ومن أساليب التوكيد التي وردت في غضون هذه المقاطع: ((إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام)) ((ولكن لكم رؤوس أموالكم)) نجد في المقطع الأول تقدم الجار والمجرور (عليكم) على خبر إن، وهو في عرف النحاة فضلة من حقها أن تتأخر، ولكن له في البيان النبوي تقدم ملموس ظاهر، ترى أكان التناغم اللفظي هو الذي استدعى هذا التقديم، أم أن وراء تقديمه غاية معنوية أخرى. ليس بوسعنا أن نقطع بإجابة عن واحد من ذينك التساؤلين بقدر ما نود أن نوفق بين التساؤلين. إن البيان النبوي قد توخى الإيقاع المتناغم الذي يكسب العبارة جمالية محببة إلى النفس من خلال توالي: دمائكم – أموالكم – عليكم –. إذن نحن لا ننفي هذه الصيغة الجمالية التي هي من أجلى خصائص البلاغة النبوية التي اجتمعت فيها – على حد قول الرافعي – ثلاث صفات هي: الخلوص والقصد والاستيفاء[22]. إلا أننا في الوقت ذاته نحسّ أن التقديم إن خلا من الفائدة المعنوية فإن الجانب الجمالي يظل حلية خاوية ننزه البلاغة النبوية عن أن تكون هدفاً من أهدافها. إن الذهن ينتظر خبر (إن) ليكتمل به المعنى الأساس، فإذا بالذهن يقرع بالجار والمجرور (عليكم) خطاباً مباشراً إلى المسلمين؛ إذن الأمر الذي سيسمعونه خطير، فهو يعنيهم ويمس وجودهم وكيانهم، ففي هذه اللحظة يساق الخبر حكماً من الأحكام خطير الشأن، بعد أن هيأ تقديم الجار والمجرور الأذهان لتلقي الخبر. وكذلك الأمر في قوله (صلى الله عليه وسلم): ((ولكن لكم رؤوس أموالكم)) فإنه إشعار إلى أن ما كان غير محذور يعود إلى أصحابه؛ فرؤوس الأموال حق مشروع من حقوقهم دون ما يتمخض عن الربا من أموال لا يباح لهم تملكها وحيازتها. ومن أجل أن لا يظنوا أنهم سيضيعون كل شيء بعث في نفوسهم الطمأنينة من خلال (لكم) وهو خبر مقدم، لو قال: ولكن رؤوس أموالكم لكم، فلربما ذهبت الظنون أنها هي الأخرى ستضيع، فالخبر هو الأهم في أن يذكر أولاً، فإن تقدمه باعث على الطمأنينة وراحة البال وفي بلاغة التقديم يقول القزويني: ((إن تكون العناية بتقديمه والاعتناء بشأنه بكونه في نفسه نصب عينك، والتفات خاطرك إليه في التزايد.... أو لعارض يورثه ذلك، كما إذا توهمت إن مخاطبك ملتفت الخاطر إليه ينتظر أن تذكره، فيبرر في معرض أمر يتجدد في شأنه التقاضي ساعة فساعة، فمتى تجد له مجالاً للذكر صالحاً أوردته))[23]. ومن خلال المقاطع السابقة تلفت أنظارنا صيغ جديرة بالوقوف للتعرف على دلالتها الخاصة من خلال تراكيبها الخاصة. ((وإنكم ستلقون ربكم)) إن من أركان العقيدة أن يلقى العباد ربهم ليحاسبهم ويسألهم عن أعمالهم. والفعل في الجملة مصدر بسين الاستقبال، وهذه السين قد حققت إحساس السامع يقرب هذا اللقاء، وقد عدل البيان النبوي عن ((سوف)) وهو أيضاً حرف استقبال ولكنه يدل على تحقق الفعل بزمن أبعد، وربما كان في استخدامه في ظاهر الحال أكثر دلالة على السين، إلا أن ((السين)) فيها من دلالة القرب ما يشعر أن الأمر واقع لا محالة، ليكون ذلك الإحساس باعثاً على التعجيل بالإلتزام والتمثل والتطبيق. وحين تحقق السين هذا الإحساس دون سوف الدالة على التراخي الزمني فإن البلاغة النبوية قد حققت مبدأ المطابقة لمقتضى الحال بدقة متناهية متساوقة مع القدرة المتميزة لأعلى ذروة البلاغة البشرية أن تبلغها أو أن تحققها. ونقف عند الفعل ((فليؤدها)) وهو مضارع مجزوم بلام الأمر جاء جواباً لشرط لا يحتمل إلا هذه المباشرة التي وضحت الحكم بكل أبعاده، فالأمانة ينبغي أن تؤدى، وإذا لم يكن هناك سبيل إلى غير ذلك فلا مناص للمخاطب إلا أن يفعل. والأمر هنا حقيقي، وحقيقته هي من مقتضى الموقف الذي يتطلب ذلك، وقد سبق أن عرضنا لدلالة الأمر الحقيقي. ويلفت أنظارنا أن المقاطع التي تصدرتها أدوات توكيد تخللتها مقاطع خلت من تلك الأدوات، مع أن مقتضى الظاهر أن تتصدر بها، لأن مضامينها ليست أدنى درجة من الأهمية عن مضامين تلك الجمل المؤكدة التي تكتنفها قبل وبعد. ((ومن هذه المقاطع قوله (صلى الله عليه وسلم): ((تظلمون ولا تظلمون)) ((قضى الله أنه لا ربا)) والجواب عن ذلك يتطلب النظر إلى الموضوع من جهتين: الأولى: أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) استشهد بآية كريمة، والاستشهاد لا يحتمل الإضافة والزيادة. الثانية: أن الاستغناء عن أدوات التوكيد في عرف البلاغيين لأمرين: إما أن المخاطب خالي الذهن، أي أنه غير متردد في قبول الحكم، أو غير منكر له حتى يتطلب أداة للتوكيد، وأما أن المتكلم ينزل المتردد أو المنكر منزلة خالي الذهن، لأن الموضوع مما لا يحتمل شكاً أو إنكاراً. قال القزويني في بيان ذلك: ((فإن كان المخاطب خالي الذهن من الحكم بأحد طرفي الخبر على الآخر، والتردد فيه استغنى عن مؤكدات الحكم))[24]. ((وكذلك ينزل المنكر منزلة غير المنكر، إذا كان معه إن تأمله ارتدع عن الإنكار، كما يقال لمنكر الإسلام ((الإسلام حق)) وعليه قوله تعالى في حق القرآن ((لا ريب فيه))[25]. وكأن الله تعالى جعل انتفاء ظلم المؤمن لأخيه المؤمن في معيار الإسلام أمراً لا مشاحة فيه، أي أنه من مستلزمات الروابط الإسلامية في ظل المجتمع الإسلامي أن يخلو من الظلم. وقوله (صلى الله عليه وسلم): قضى الله أنه لا ربا. أرى أن ننظر فيه من وجهتين: الأولى: إن خلو المقطع من أدوات التوكيد هو أيضاً من باب إنزال المتردد أو المنكر منزلة خالي الذهن لوضوح الأمر وبداهته، فكيف يصح في شرع قوامه العدل والحق أن يكون فيه إباحة للربا وهو ظلم فاحش. الثانية: إنني ألمح أن الصيغة التي سبقت بها العبارة مؤكدة لذاتها، وهذا يدعونا إلى القول أن في المقطع توكيداً ضمنياً يوحي به عموم العبارة، فهل يفهم من الفعل ((قضى)) غير الأمر الجازم الذي لا محيد عنه، وهل يفهم من قوله ((لا ربا)) بهذا النفي غير أن يكون الحكم حاسماً لا خلاف عليه. ويشبه ذلك ما يستخدم من العبارات الشائعة من قولهم: يجب أن – ولابد أن – ولا مناص من، أليست هذه الصيغ مما يحمل التوكيد ضمناً من تضاعيفها. وبهذا يمكننا أن نضيف نوعاً جديداً لأساليب التوكيد المعنوي واللفظي نسميه بالتوكيد الضمني. وهو ما يستفاد من عموم العبارة التي تساق بحيث لا تحتمل من المعاني إلا وجهاً واحداً يفيد الجزم والحسم والتوكيد. وفي الختام تجسد الحرص النبوي على أن تبلغ جملة هذه التوجيهات من مكامن نفوس المسلمين إلى صورة التوكيد. ((فلا تظلمن أنفسكم)) وكان يسعه (صلى الله عليه وسلم) أن يقول: فلا تظلموا أنفسكم، ولكن نون التوكيد هي بمثابة أداة القرع للنفس خشية أن تغفل فتضل. ثم أعقب ذلك بصيغة إنشائية: اللهم هل بلغت... والصيغة المعتمدة هي الاستفهام، ليستوثق من يقظة المسلمين وتجاوبهم فيسمع منهم الجواب الذي يبعث في نفسه الطمأنينة على أن ما زرعه من كلمات إنما هي هي الشجرة التي ضربت بجذورها في الأعماق، وسمقت إلى الأعالي باسقة ظليلة آنية ثمراً طيباً. وهنا تستوقفنا الصيغة الاستفهامية لنسأل أنفسنا: هل جاء الاستفهام في هذا الموضع حقيقة أم مجازاً؟ أود أن أعرض للأمر من جانبين: كل جانب يجدد مسار هذا الاستفهام. الجانب الأول: يتصل بالرسول (صلى الله عليه وسلم) مبلغاً للأمانة، فقد عدل عن الصيغة الإخبارية على النحو الذي ورد في أول الخطبة ((وقد بلغت)) لكي يأتي التقرير أشد في النفس وأوقع، وادعى إلى الطمأنينة. أي أن الاستفهام مجازي خرج إلى التقرير والتثبيت. أما الجانب الثاني: فهو مما يتصل بجمهور سامعيه حين حملوا الاستفهام على معناه الحقيقي، فأجابوا: اللهم نعم. ونحن نعلم أن الاستفهام المجازي هو ما لا يحتاج إلى جواب، لأنه ليس من قبيل طلب حصول الفهم – كما يقول البلاغيون))[26]. وبذلك حققت البلاغة النبوية نمطاً فريداً من التعبير راعى فيه حالة المتكلم وموقفه مبدئياً ونفسياً، وراعى في الوقت ذاته المخاطبين وما هم عليه من موقف إزاء ما يلقى عليهم، فوجدوا أنفسهم أن الرسول (صلى الله عليه وسلم): يستفهم بقوله ((هل بلغت)) ليجيء الجواب في إثره: اللهم نعم... وهو جانب يعزز الحالة النفسية للرسول المبلغ حيث استوثق أنه أدى الأمانة كاملة غير منقوصة. ثبت المصادر والمراجع: 1 - إعجاز القرآن والبلاغة النبوية – مصطفى صادق الرافعي، ضبط وتحقيق محمد سعيد العريان – مطبعة الاستقامة مصر – 1945م. 2 - الإيضاح في علوم البلاغة – لجنة من الأزهر – إشراف محمد محيي الدين عبدالحميد – القاهرة. 3 - البرهان الكاشف عن إعجاز القرآن – كمال الدين الزملكاني – تحقيق. د.أحمد مطلوب. د.خديجة الحديثي – رئاسة ديوان الأوقاف – إحياء التراث الإسلامي – 9. 4 - البلاغة القرآنية في تفسير الزمخشري وأثرها في الدراسات البلاغية د.محمد حسنين أبو موسى – دار الفكر العربي – القاهرة. 5 - البيان والتبيين – الجاحظ – تحقيق وشرح – عبدالسلام محمد هارون ط3 – مؤسسة الخانجي – القاهرة. 6 - التلخيص في علوم البلاغة – القزويني – شرح وتحقيق عبدالرحمن البرقوقي – ط2 – القاهرة 1932م. 7 - الحديث النبوي من الوجهة البلاغية – د.عز الدين علي السيد. دار الطباعة المحمدية – الأزهر – القاهرة – 1973م. 8 - دلائل الإعجاز – عبدالقاهر الجرجاني – تحقيق أحمد مصطفى المراغي – القاهرة. 9 - السيرة النبوية – ابن هشام – تحقيق – مصطفى السقا – إبراهيم الأبياري – عبدالحفيظ شلبي – القاهرة 1955م. 10 - الفائق في غريب الحديث – الزمخشري – تحقيق – علي محمد البجاوي – محمد أبو الفضل إبراهيم – جـ1 – ط2 – مطبعة عيسى البابي الحلبي – 1366هـ. 11 - الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل. الزمخشري – جـ4 – مطبعة الاستقامة. 12 - مواهب الفتاح في شرح تلخيص المفتاح – ابن يعقوب المغربي – ((ضمن شروح التلخيص)) مطبعة البابي الحلبي – 1937م. ـــــــــــــــــــــ [1] البيان والتبيين – 2/17. [2] الفائق في غريب الحديث – 141. [3] إعجاز القرآن والبلاغة النبوية – 316. [4] المصدر نفسه – 329. [5] الحديث النبوي من الوجهة البلاغية 45. [6] المصدر نفسه 60. [7] السيرة النبوية لابن هشام. القسم الثاني – ص604 – 603. [8] التلخيص في علوم البلاغة – الهامش 172. [9] مواهب الفتاح (من شروح التلخيص) 334. [10] الإيضاح في علوم البلاغة – 143 – ما سواه أي الأمر المجازي. [11] المصدر نفسه 143. [12] البرهان الكاشف عن إعجاز القرآن – 156. [13] المصدر نفسه – 165. [14] لحديث النبوي من الوجهة البلاغية – 73. [15] الإيضاح في علوم البلاغة 18. [16] المصدر نفسه 19. [17] الحديث النبوي من الوجهة البلاغية 265. [18] الكشاف 4/279. [19] دلائل الاعجاز 98. [20] البلاغة القرآنية في تفسير الزمخشري 335. [21] الكشاف 4/277. [22] إعجاز القرآن والبلاغة النبوية 373. [23] الإيضاح في علوم البلاغة 115. [24] الإيضاح: 18. [25] الإيضاح: 20. [26] التلخيص في علوم البلاغة – الهامش: ص153. *كتب هذا المقال:جليل رشيد فالح،المصدر:مجلة آداب الرافدين. الموضوعالأصلي : خطبة الوداع...دراسة بلاغية تحليلية شاطرالمزيد! // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: berber
| |||||||
الإشارات المرجعية |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17) | |
|
| |
أعلانات نصية | |
قوانين المنتدى | |
إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان |