جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
|
جواهر ستار التعليمية :: قسم البحوث :: منتدى الطلبات والبحوث الدراسية |
الإثنين 6 أكتوبر - 11:00:54 | المشاركة رقم: | |||||||
مشرف
| موضوع: كيف تتغير طبيعة التواصل بحضور وسيط معين كيف تتغير طبيعة التواصل بحضور وسيط معين تعريفات: ما هو التواصل؟[i] جانين بوديشون ترجمة: عبد العالي مريني افتتحنا هذا العمل ببعض التمييزات المصطلحية لفهم حدود الحقل المدروس. ويتعلق الأمر الآن بالمضي أبعد من ذلك. فقد حذر كتاب بارزون منذ زمن بعيد وإلى الآن من خطورة [تقديم] تعريف "مبكر" للتواصل. لكن وبعد [مرور] نصف قرن، يجب أن نختبر جيدا [هذه] المحاولة. وإذا كان الأمر يخص كثيرا حقلا علميا كغيره، فلماذا ينبغي أن نستمر في دراسته – وبكثرة – من دون أن نتفق بصدد ما ندرس؟ وإذا كان من الممكن أن يكون مجديا [القول] إن علما ما في طور تكوينه لا ينزوي في حدود ناتجة عن تعريفات مبكرة، فإن حقلا علميا ذو تاريخ طويل يتوجب عليه مواجهة هذا السؤال. 1.التواصل من وجهة نظر المعنى العام إن المعنى العام مرجع ثابت، بما أن هذا المفهوم متداول بكثرة خارج الأوساط العلمية. فمعجم (1974) Le " Petit Larousse" يُعرِّف التواصل باعتباره «فعلا لإيصال شيء ما: رأي، رسالة، معلومة»، ويُضيف على أن المصطلح في علم النفس يشير إلى «نقل الخبر داخل مجموعة ما والنظر إليه في علاقاته مع بنية هذه المجموعة» (ص: 232). ويتصور [معجم] Le "Littré" (1974، ص: 1036-1037)التواصل من خلال مظاهره المختلفة نستخلص منها ما هو أساسي: «فعل الإخبار أي نتيجة هذا الفعل…تبادل المستندات…عند معرفة الخصم…معلومة...». ونقرأ عن [كلمة] اتَّصَلَ Communiquer: « عمم، شارك، أرسل، أطلع…له علاقات، يكون على علاقة بأحد ما». هناك ثلاثة ملاحظات تفرض نفسها دفعة واحدة: ¿لقد صيغ هذا التقديم كما لو كان التواصل وحدة متجانسة، على أن هذه الحالة ليست مناسبة طبعا: فمن بين التغيرات المتعددة التي ذُكِر عدد منها سابقا وهذه بعض منها: الهدف، وعلاقات السلطة أو التأثير التي تٌمارَسٌ عموما، أو بحضور المٌتَحاوِرين إزاء بعضهم البعض، وعدد المتحاورين والمسافة التي تفصل بينهم إلخ. ¿إن الاتصال في الوقت الذي يستطيع فيه المتحاورون خلق تأثير متبادل و"التعاون" اجتماعيا لضمان نقل[الخبر] يختلف عن التأثير في اتجاه واحد. ففي كلتا الحالتين يكون المُحَاوِرُ في علاقة مع المستمع أو المستمعين لكن إذا تَعَذَّرَ أي جواب، فإن طبيعة النشاط المبذول لنقل الخبر نفسها تختلف فعلا عن تلك التي ترتكز على الإنتاج مع إمكانية الرجوع والتفاعل. ¿هناك حالات وأنماط مختلفة من التحفيز تشكل نماذج مختلفة من الرسائل وأنماط مختلفة من التفاعل: فالتواصل لا يمكن أن يتحدد إلا بالنسبة إلى ما يُسَمى بالمصطلح النوعي للسياق. 2.التواصل من وجهة نظر علماء النفس عُرّفَ التواصل في علم النفس منذ زمن طويل انطلاقا من نموذج نقل "الخبر" الذي تَصَوّرَهُ "شانون" Shannon (1949 :1975). فقد تصور هذا الأخير –وهو مهندس في الاتصالات التلغرافية مُتأَثّرً بالفيلسوف "لُوكْ" Lock وبالخطاطة التي أعدها "وينير" Wiener (1948) – هذا النموذج الذي يُفترض فيه تحليل التشويه الصوتي للخبر في التلغراف. ففي مؤلَّف أصبح مرجعا مهما نشر "ويفر" Weaver هذا النموذج وبالغ كثيرا في تطبيقه على "التواصل" (شانون وويفر 1949). وبحسب هذه الخطاطة، التي تشكل موضوع الرسم 1، يُرسِل المُرسِل (E) إلى المتلقي (R) رسالة ما (M) بواسطة إشارة صادرة ومتلقاة عن طريق قناة (C). ويجيب المتلقي بدوره بالطريقة نفسها. وقد تكون الإشارة معرضة للتشويه بسبب الضجيج، مصدر الغموض في فك التسنين décodage. فتشويه النسق -القصور الحراري – معد سلفا. وقد عُلق على هذا النموذج عدة مرات منها وصفه بالنموذج المزدوج والمنعكس وبنموذج كرة البليار وبالنموذج المُسَنن المأخوذ عن استعارة السلوك. فكل هذه الأوصاف ملائمة، وهذا النموذج هو كل ذلك في الوقت نفسه؛ فهو مزدوج لأنه يستوجب مصدرين يتحركان بالتتابع بما أن الثاني لا يُحرك إلا بعد أن يصدمه الأول مثل كرة البليار. والتنشيط منعكس، لأن المصدرين يؤثران بطريقة تماثلية الواحد تلو الآخر. ويتم التركيز على صفاء الإرسال، ومن ثم على القناة والتسنينات / وفك التسنينات التي تحتمل الغموض بسبب الأخطاء أو التشويشات. وينبغي أن نعرف أن هؤلاء المؤلفين لم يدعوا أبدا بأن نموذجهم قابل للتطبيق في التواصل الإنساني.( الرسم 1 – التواصل حسب شانون وويفر.) قناة قناة مصدر رسالة متلقي تسنين فك التسنين وقد أخذ علم النفس التجريبي بمفهوم غموض الرسالة بنقل النموذج حرفيا إلى التواصل الإنساني، ووُصِف التواصل أيضا في "معجم علم النفس" لـ "بيرون" Piéron (1968) بأنه "نقل الخبر". ويلاحَظ مباشرة عدم حضور أي مكوِّن اجتماعي أو حتى إنساني في هذا التعريف. وبتقدمنا في الزمن، فإننا نجد في "المعجم الكبير لعلم النفس": "نقل الخبر بين نقطة وأخرى، أي بين مصدر ومرسل إليه" ("كايل" Kail 1991، ص: 145). وبتعقب العديد من صفحات التقديم الغنية جدا يتجلى قصور التعريف المقدَّم في البداية. وفي الوقت نفسه حذر علماء النفس من عدم مطابقة هذا النموذج لسلوكات الإنسان: «[...] ما هو التواصل؟… بالنسبة إلينا هناك تواصل ما بمجرد ما يكون هناك "تبادل للدلالة" échange de signification . لنترك لهذه الكلمات، التي يفهمها كل إنسان تقريبا، حيزا ما يزال ضروريا للبحث… "فسيرورات التواصل هي أدوات اجتماعية أساسا". وبما أن التواصل تبادل للدلالة، فإن سيرورة التواصل تخضع لطبيعة الدلالات المتبادلة، ولأسباب هذا التبادل وتأثيراته. ونعبِّر عن تواصل ما ضمن هدف معين، إنه إجمالا البحث عن تغيير محقق للسلوكات والمواقف والتمثلات أو معارف الجماعة. ويتوقف هذا الهدف على بعض مظاهر الوضعية الأولية للجماعة التي تُحدد بالتالي سيرورة التواصل: لكن وضعية الجماعة تغير في كل لحظة من خلال وقع التواصلات نفسه. فمن جهة، إن كل فرد يتأثر بالتواصلات التي يتلقاها، ومن جهة أخرى فإنه يثْبِت [مدى] فعالية التواصلات التي أرسلها... فسيرورات التواصل تتوفر إذن على موقع وسيط ضمن متتالية ما انطلاقا من طبيعة أدواتها الاجتماعية: الهدف والوسائط والآثار، والأكثر من ذلك فالظاهرة دائرية والآثار تغير الوضعية الأولية التي حددت السيرورة» "فلامون" Flamment 1969، ص: 178-179. وفيما بعد، أدرج "موسكفسي" Moscovici أيضا تعريفه ضمن النسيج الاجتماعي المكوَّن من أفراد نشيطين: «إن ظواهر التواصل الاجتماعي تشير إلى تبادل الرسائل اللسانية وغير اللسانية (صور، إيماءات إلخ) بين الأفراد والجماعات. ويتعلق الأمر بالوسائل المستعملة لنقل خبر معين والتأثير في الآخرين » (موسكفسي، 1984، ص: 6). وقد قدم "ناديل" Nadel (1988) مؤخرا نظرة شاملة عن مختلف مفاهيم المصطلح. «تتضارب الآراء حول تعريف التواصل الإنساني. فقد أَقَر بعض المؤلفين بتعريف واسع متَمثلِين التواصل طبقا لكل شكل تفاعلي بين مجموع الأعضاء الحية كيفما كانت المستويات والأشكال: رسائل كيميائية، حواسية، رمزية... وبخلاف ذلك يُضيِّق مؤلفون آخرون تعريف التواصل في الحالة التي يُؤسَّس فيها التبادل على قصدية تواصلية: ونستشهد فيه بتداولية التواصل التي تركز على فعل الكلام من حيث هو فعل يتم بواسطة اللغة ويُحْدِث تأثيرات قصدية أو غير قصدية على المُحاوِر. والأكثر تضييقا أيضا (لكل تكميليا) هو التحليل الذي يعني أن النتاجات المتبادلة تُولَد بهدف الحصول على أثر يتوقعه المرسِل. ويتعلق الأمر حينئذ بفعل يقوده الميتا –تصور Méta représentation ويتضمن تصورا عن طريقة تغيير الحالة الذهنية للآخر. وتكمن إيجابية تعريفه [التواصل] من خلال القصدية المتبادلة في وضوحه، أما سلبيته فتكمن في صعوبة وضع معيار قصدي مقبول بدون لبس في التبادلات غير اللفظية... وفي هذه الحالات يبدو من المناسب جدا استعمال عدة مستويات لتعريف التواصل. ويمكن أن نميز في المستوى الأول التواصل التعبيري Communication expressive وفيه تكون الآثار متوقعة من دون تصور ذهني عن هذه الأخيرة. ويتعلق المستوى الثاني بالتواصل الآلي Communication instrumental وفيه يتم بحث الآثار المحددة للإرسال انطلاقا من تصور منصب على أحداث ملموسة: مثلا الإشارة بالإصبع للحصول على شيء ما (طلب – أول) (proto – impératif). أما المستوى الثالث فهو ذلك المستوى المتعلق بالتواصل التداولي La communication pragmatique وفيه يتم بحث آثار الإرسال وتنظيمها على أساس تصور للوقائع الذهنية: مثلا الإشارة بالإصبع إلى موضوع ما ليس للحصول عليه وإنما لإثارة الانتباه المشترك*... ونتفق حاليا من أجل اعتبار أن هذه القدرة على إثارة الانتباه المشترك هي المؤشر الأولي على القصدية في تسيير الحالة الذهنية للشريك» *التشديد من عندنا ناديل، 1998، ص: 87-88. 3-.التواصل من وجهة نظر علماء الاجتماع يُعَرَّف التواصل في علم الاجتماع أولا انطلاقا من "دوركايم" Durkheim باعتباره تفاعلا داخل شبكة تتبادل أو تتقاسم فيها تصورات جماعية، وقد قَدَّم "ميد" G.H.Mead (1955: 1934) نظاما أساسيا للتفاعلات التي تتبادل داخلها التواصلات الرمزية. فبالنسبة إليه، إن التأثير المتبادل لا يكون فحسب على علاقة بأفراد يبقون خارجا ولا يكترثون ببعضهم البعض على غرار كويرات متحركة. وبخلاف ذلك، فإن السيرورات التي وصفها علماء النفس بمصطلحي معرفة الغير empathie والعدوى الانفعالية contagion émotionnelle مقدمتان لتحليل العلاقات بين شخصين interpersonnelles . زد على ذلك أن هذا ليس موقوفا على الإنسان بشكل خاص، بما أن "ميد" ارتكز في التمثيل لحُجته على الصراع بين كلبين. «يتحدد التفاعل بين الممثلين الاجتماعيين بحسب تصوره [ميد] باعتباره سيرورة بمقدور كل ذات أن تتخذ من خلالها مكان الذات الأخرى، وإذا صح التعبير فهو إجراء وهمي opération imaginaire بما أنني لن أكون أبدا شخصا آخر غير نفسي، على أن هذا الإجراء ليس اعتباطيا. بحيث إن الاستبدال المقصود la substitution ما هو إلا "استبدال للأدوار" المحددة في تعارضها كما في تكامليتها. فعبارة "لعب دور الآخرين" المشهورة تركز على الارتباط بين مفهوم الدور ومفهوم التفاعل الرمزي. فالدور هو مجموع الحقوق والواجبات الممنوحة للأنا Ego أو التي ما يزال يتطلبها أو يخضع لها. وعلى أي حال، فهو يمثَّل من أجل الآخرين –وتحت مراقبتهم. فليس هناك تفاعل بين الممثلين من دون حد أدنى من الفهم. ويقوم هذا الفهم الذي ناذرا ما يكون في نظر "ميد" حدسيا وعلى معرفة بالغير، على مجموعة من الفرضيات والاستباقات أي [على ] توقعات إدراكية ثابتة إلى حد ما، تسعى من خلالها الأنا والآخر Ego et autrui إلى تحديد مواقفهما المتشابهة أكثر فأكثر عبر إحكام دقيق. فالتفاعل كما يفهمه "ميد" هو مجموع الاستراتيجيات التي تتطابق من خلالها الأنا والآخر الواحد تلو الآخر» "بودون" Boudon و "بوريغو" Bourigand 1982، ص: 544. إن مناورة manège الكلبان اللذان يتواجهان ويتباريان التي حللها "ميد" تجسد سلسلة من حالات الهجوم المستعار Attaque Pseudo-، تحت نوع من الرقص تكون فيه الحركات تكميلية ومُنظَّمَة بإحكام، فأدنى انحراف بالنسبة إلى "نموذج داخلي" يؤدي إلى هجوم محقق، في حين أن تلاحقهما التام يفضي بشكل غير محسوس إلى الهدوء وإلى طقس للتعرف un Rituel de reconnaissance. فهذان الكلبان إذن يقيسان قوتهما بالتبادل، يتصنعان يهربان بقدر ما يتصارعان حقا متفادين بهذا الطقس المواجهة الدامية. وبعد ذلك بزمن طويل سيتناول "ستويتزل" Stoetzel (1982) مثال المصارعين لتوضيح التفاعل. إن هذه المقارنة الدقيقة للسلوكات تمثِّل حدسا حقيقيا للرائد، فهي تُستغل بقوة في علم الأخلاق éthologie الحيواني والإنساني المعاصر. وفي الآونة الأخير عبر "موران" Morin (1996) عن فكرته، وذلك بعدما حدد هو أيضا التواصل ضمن التفاعلات: «طبقا لخطاطة كلاسيكية هناك تواصل عندما يُرسِل A (فردا كان أم جماعة) رسالة ما ويتلقاها B. وهذا لا يحدث بدون معوقات. وبخلق شروط فهم متبادل نشيط، خاصة في حالة المناقشة، فإن رهانا كبيرا يظهر في الحياة الاجتماعية». وبتوضيحه أن B يمكن أن يكون أيضا جماعة، فإن المؤلِّف يحدد بدقة: «كما هو الحال في مناقشة ما عندما يرى مشاهد تلفزيوني إعلانا وعندما يقرأ أحدهم كتابا» (موران، 1966، ص: 34) ويتأمل "موران" فيما بعد العناصر الخمس المكونة للتواصل: * المرسِل L'émetteur: مصدر الرسالة التي غالبا ما يشير فيها إلى أنه يتمتع بامتياز في التحليلات، * المتلقي Le récepteur: متلقي الرسالة. وهو كما يقول غالبا العنصر الرئيسي، * الرسالة Le message: المحتوى المرسَل الذي يُصرِّح بإهماله في التحاليل، * الواسطة Le media: قناة الإرسال. وإذا كانت هناك قناة واحدة، التلفزيون مثلا، فإن الواسطة تستطيع أن تنوب عن الرسالة ذاتها بالرؤية، * الوسطاء Les intermédiaires: من المحتمل أنهم يتناوبون كما يتجاورون ويتزعمون الرأي. ويُشير إلى أن هذه العناصر الخمس تخلق تواصلا عبر موجات متتالية تتناوب وتتوطد، أو تلغي الأثر الحاسم l'impact للخبر (بحسب تأكيدها أو تناقضها معا). وبعد فحصه لمختلف أشكال التواصل الاجتماعي، فإنه [موران] يؤكد على المناقشة التي يحل محلها الحوار Le dialogue والحِجَاج L'argumentation اللذين يلزمهما مبدئيا –وحسب رؤية متفائلة لا يشاطرها "موران" علنا – ضمان الفهم المشترك. ويركز هذا التعريف على المتلقي وعلى التناوب بين المرسِل والمتلقي خلافا للتعريفات المذكورة سلفا. فهو يتطابق كثيرا مع أبعاد التواصل الإنساني المنظور إليها باعتبارها أداة للاتصال والتأثير بين الأفراد و/أو الجماعات. إن تحديد الاتجاهات السائدة ونقائصها يفيد كثيرا في [وضع] مقاربة تكاملية لسيرورات التواصل. وينبغي لهذا التقديم الإيحائي أن يكون متناسقا مع فارق ضئيل: يبدو أن "موران" يعتبر فقد ما يربط بدعامة ما كقناة نقل للتواصل. والحال أن الدعوة بمكوناته [التعريف] اللفظية وغير اللفظية paralinguistiques هي في الآن نفسه دعامة وقناة ضمن مواجهة تواصلية. وبالتالي هناك دائما قناة . 4- التواصل من وجهة نظر اللسانيين عرَّف "غيرو" Guiraud (1968) وهو من المعاصرين طبعا لمعجم "بيرون" ، التواصل بعبارات: «نقل الخبر بواسطة رسائل تتم بين مرسِل ومتلقي بواسطة قناة نقل على الأقل». ونعترف جليا بنموذج "شانون" و "ويفر". ويشير المؤلِّف إلى أنه "بإمكان" المرسِل والمتلقي أن يكونا بشرا في حين أن هذه الإشارة لا ترد في معجم "بيرون". وقد تنوعت اللسانيات كثيرا على مر السنين بحيث يتوجب الإقرار بأن هناك علماء لسان مثلما هناك علماء نفس. وحسب العرف فاللسان، النسق المجرد للعلامات الذي يتم بواسطة التواصل، هو الذي يشكل موضوع دراسة علماء اللسان. والتواصل في ذاته لا مكان له في اللسانيات التقليدية، وقد تطورت الأمور كثيرا في غضون الحقبة الأخيرة كما سنرى ذلك فيما بعد. ومن جهة أخرى، فإن ما يميز مصطلح "التواصل" هو أنه لا يرد في فهرس مواد "المعجم الموسوعي لعلوم اللغة" ل "دوكرو" Ducrot وتودوروف" Todorov (1972) و"دوكرو" و"شيفر" Schaffer (1995). فهو لم يُذكر إلا في فقرتين ضمن مؤلَّف "اللسانيات" المنشور تحت إشراف "ف. فرانسوا" F. François (1980). وفي الآونة الخيرة ينطلق "موشلير" Moeschler من تعريفات تقليدية للرُّسُو على تعريف للتواصل مرحبا فيه كثيرا (ضمن محاولة مماثلة لمحاولة "كايل " المذكورة أعلاه) بالمساعي التداولية للسلوكات الإنسانية، وبقصور المستوى الأول للتعريف: «هناك العديد من التعابير الاصطلاحية في اللغة المتداولة التي ترتبط بالتواصل... فهي تقدِّم التواصل مثل الفعل أو النشاط المرتكز على نقل خبر مرسِل ما (متكلِّم) (Locuteur) إلى متلقي ما (مستمع) (auditeur) عن طريق الكلمات والجمل والنصوص، إلخ... المنظور إليها باعتبارها قوالب للأفكار التي سيَتكون منها المحتوى... وتتوقف خاصية التواصل الإنساني على اللغة التي تتميز عن أنساق التواصل الحيواني على عدة مستويات: فمن جهة إن اللغة تخضع لبنية هي في الآن نفسه دقيقة وغنية، وللتركيب... ومن جهة أخرى إن اللغة الإنسانية أداة تواصلية مرنة للغاية بسبب بنيتها التي تسمح بإيصال رسائل مختلفة انطلاقا من الكلمات نفسها [...] وفي الآن نفسه لأن الكلمات والتعابير أو الجمل هي في الغالب متعددة المعاني، وغامضة أو مبهمة وتخضع في تأويلها كثيرا للسياق. ولا تقدِّم اللغة الإنسانية خصوصياتها فحسب، لكن يبدو أن القدرة اللسانية خاصة بالجنس البشري... ولهذا، فإن التواصل لا يرجع إلى اللغة، بما أن أنساق التواصل، لا سيما الحيوانية، المغايرة للغة تستطيع أن توجد. ومع ذلك، فإن قسما كبيرا إذا لم يكن القسم الأكبر من التواصل الإنساني يمر عبر اللغة، وبسبب ذلك يتطلب تحليلا مختلفا للنموذج الرمزي Modèle codique. ونستطيع... أن نميز أنساق التواصل الحيواني عن اللغة الإنسانية بالإشارة إلى أن الأولى تعود إلى الدلالة الطبيعية في حين أن الثانية تعود إلى الدلالة غير الطبيعية... (التي) تتضمن قصدية تأملية، وقصدية نقل خبر ما، وقصدية نقل هذا الخبر عن طريق معرفة القصدية الأولى». Meoeschler. In Houde et al. Op . cit.. 1998. p: 88-89. 5.إيضاحات مصطلحية بالانطلاق من التمييز الكلاسيكي لـ "سوسير" Saussure (1916-1972) بين اللسان Langue والكلام Parole يمكن الاقتراب بوضوح مما يسميه اللسانيون بـ "التواصل" وخاصة الكيفية التي يعالجونه بها، لاسيما من حيث طريقته السميعة الشفهية. و"اللسان" هو نسق من العلامات الاعتباطية والمؤلَّفة إلى ما لا نهاية له التي تَنْشط داخل محيط اجتماعي بعينه. ويتكون هذا النسق من وحدات مترابطة –[وهي] العلامات التي يشَكِّل تأليفها المؤشر الحامل لما يتوخى المتكلِّم إيصاله- تضبطها قواعد لكل واحدة منها موقعا محددا بناء على ما يقابلها من الوحدات الأخرى ضمن مجموع النسق. « فاللسان يتحدد باعتباره سننا ومن هنا نفهم التطابق بين "الصور السمعية" images auditives و"المفاهيم" "concepts" [أما] الكلام فهو استعمال هذا السنن واستخدامه من طرف الذوات المتكلمة» ("دوكرو" و"تودوروف" 1972، ص: 156). وبحسب "سوسير" فإن اللسان –الحالة المتنازع فيها بشدة فيما بعد- اجتماعي (لأنه لا معنى له إلا ضمن محيط اجتماعي معطى) وسلبي ومتوازن بخلاف الكلام الذي يُحَدِّده الفعل الفردي والمؤرَّخ. ويرجع مصطلح الكلام إلى الطريقة التي يستعمله بها المتكلِّم (ويقال أيضا "كثير الكلام" "parleur" من طرف أولئك الذين يستخدمون الكلام) من تلقاء نفسه بعدد لا نهائي من الطرق الذاتية المحتملة للسان المحدد باعتباره نسقا. فالحرية الكبيرة لأحدهما تتعارض مع الخاصية المحْكَمة للآخر. ومع ذلك لا ينبغي أن يبالغ لا هذا ولا ذاك، لأن الحرية تعرف حدود ما يُقال وما يُفهم و[لأن] قواعد السنن اللساني تسمح بإنجازات متنوعة. يمكن أن نستنتج مسبقا، بسبب الميزات الخاصة بكليهما، أن الكلام هو الذي يهم عالم النفس الدارس للتواصل، لاسيما وأن "دوكرو" (1968) يقول لنا إن طريقة التنظيم الملازمة للغات الطبيعية يمكن وصفها بمعزل عن المحتوى المنقول هذا من جهة، ومن جهة أخرى إن الفكر الغامض للغة لا يمكن أن يعالِج ضمن تحليل اللسان كل التأكيدات التي لا تميز أحدهما عن الآخر، أي المقاربتين اللسانية والنفسية عن وقائع التواصل. وإذا كان اللسان والكلام هما ما ذُكر، فما هي إذا اللغة Langage؟ يكتب "ف.فرانسوا" (1980)، بعدما لاحظ بأن اللسان الفرنسي يتوفر على كلمتين في حين أن المصطلح ذاته هو الذي يشير إلى هذا المفهوم في الإنجليزية والألمانية أو الروسية: «إذا كانت اللغة، وهذا منذ سوسير، هي بالفعل هذه الوظيفة الرمزية العامة التي ترجع إلى تدرُّج لأنماط عامة، وبهذه الصفة لمعالجة نظرية أكثر تجريدا من حيث هي أداة للتواصل السمعي -الشفهي المُطنِب والموجِز إلى حد ما... والمكوَّن من علامات اعتباطية ومُبَنْينَة... من وحدات وقواعد... وإذا كانت اللغة إذا هي هذه الملكة العامة، فإنه من الواضح حينئذ أن اللسانيات العامة، من "سوسير" إلى "نوام تشومسكي" هي بالفعل "علم اللغة" وليس [علم] الألسن...» ف. فرانسوا. 1980، ص: 282-283. هذا هو التمييز المطروح بوضوح، فالإلحاح على النسق وعلى الشمولية لا يجب أن يمنعنا من التفكير بأن الأمر يتعلق ببنية جامدة وثابتة. وبخلاف ذلك يُلح "فرانسوا" على الحقيقة التي تقول إن لـ "الموضوع-اللسان" "L'objet -langue" ومن ثم اللغة، مظاهر عدة على أن التغير "دائم ومركزي وطبيعي". ونبتعد كثيرا عن "تشومسكي" (1971) الذي يرى أن الموضوع الأول للنظرية اللسانية هو المتكلم-المستمع المثالي locuteur auditeur –idéal المنتمي إلى جماعة لسانية متجانسة تماما وتَعرِف لغتها جيدا. ونواجه عدة إشارات لرواد التواصل تختلف بحسب [نوعية] العلم والاتجاه النظري، فعلى مستوى الإنتاج: المرسِل émetteur المتكلِّم Locuteur المخاطِب allocutaire وعلى مستوى التلقي: المتلقي récepteur، المستمع auditeur، المتحدث إليه locuté، المخَاطَب allocutaire إن هذه المصطلحات ذات الفروق النظرية الدقيقة جدا متكافئة. 6- .تعريفات تكاملية للتواصل من الواضح أن التعريف الكلاسيكي الذي يحتفظ به علماء النفس والذي نجده أيضا بشكل أقل في العلوم الإنسانية الأخرى يتم نقله عن نموذج الإخبارات التلغرافية. ولا يقل وضوحا على أنه إذا كانت كل مستويات التعقيد، وكل المظاهر التي تم إحصاؤها هي مظاهر أو مكونات للتواصل، فإنه لا أحد كذلك من التعريفات الحديثة يكفي بمفرده حينئذ لتحليل التواصلات الإنسانية. فهذه الأخيرة تتطابق مع السيرورات الاستدلالية القائمة على الشريك [و] التي تُحَفزها رهانات تتحقق في إطار التعاقدات الاجتماعية التي كثيرا ما تُنظِّم بدقة متناهية ما يُقال Le disible وما لا يناسِب l'incongru وما لا يُطاق L'intolérable. والأكثر من ذلك، فإن التواصل بين شخصين interpersonnelle يتحرك على أساس "تعاقد") اتفاق( "contrat" يحترمه المتحاوران إلى حد ما، تعاقد يوضح فضاء الاحتمالات لكل واحد منهما. فالنشاط الاجتماعي يقدم نماذج السلوك التي تراقب سير التواصلات من جانب لآخر بفضل السيناريوهات المميزة للمواقف الرئيسية. وهكذا يمكن لجانب كبير من التواصلات التحقق بسبب الإجراءات التي تتطلب أقل جهد في معالجة إدراكية (إجراءات "عفوية") (procédure" mindless") . كل ذلك يراقبه الرواد ويُغَيِّر تدريجيا الآثار المحصل عليها أو المفترضة. ونفهم من الآن فصاعدا أن المتحاورين يستخدمون مجموعة من المعارف والتصورات الاجتماعية والمهارات الإجرائية. ونفهم أيضا على أن هناك غالبا "إخفاقات" "rates". ومن أجل ذلك استدعينا ثلاثة مؤلِّفِين ينتمون إلى علوم مساعدة مختلفة عن علم النفس للوصول إلى مقاربة أكثر تكاملية للتواصل. ولعل الجمع بين المؤلفين [الثلاث] يعتبر استكشافيا. إن المشاركة الأولى هي مشاركة "ناديل" Nadel (1998. cf; p: 37) التي أخذنا عنها التمييز بين مستويات متعددة للتواصل: تعبيرية expressive آلية instrumentale تداولية pragmatique مثلما التركيز على القصدية l'intentionnalité. أما الثانية فهي مشاركة "غغليون" Ghiglione (1991) لتأكيدها على فضاء المتحاورين حيث إن المتحاورين –شرط تحقيق "مقام تواصلي ممكن" ينوي الإمساك بثوابت مختلفة- «يتحركان الأنا / الآخر ego/alter والآخر / الأنا alter/ego مرتبطَين برهانات تحدد هذا الفضاء وتشارك في بناء عالم ممكن، داخل لعبة تحاورية لتفاوض مشروط»، أما الثالثة فتتموقع نحو الأسفل من وجهة نظر العمل الاجتماعي – الإدراكي لكل محاوِر في التواصل: «إن تواصلا فعالا متعدد الجوانب يمكن تصوره باعتباره نتاجا للاشتغال القصدي لمجموع المؤهلات أو المهارات الممارسة على المعارف الخاصة بالمرجع، وبشروط التلفظ التي تراقبها التقييمات المؤثرة مسبقا، والتي ترجع إلى النتيجة المباشرة لتدفقات التواصل المتعاقبة. وتتم هذه التقييمات بفضل معارف مستحضرة بوعي تقريبا، ومُفَعِّلة إلى حد ما لمصادر الاختلاف الرئيسية القابلة للتأثر بخاصية تواصل ما. ويُعزى إخفاق مشروع التواصل إلى فجوة مُتموقِعة في إحدى المستويات المذكورة، ويمكن إرجاعه أيضا إلى طاقة محدودة لمعالجة الخبر المهيأ [للاستعمال]، فالذات في هذه الحالة غير قادرة على معالجة المعلومات الصادرة عن كل واحد من المستويات وتركيبها في آن واحد». بوديشون Beaudichon ودوكرو Ducroux 1985، ص: 140. هذا إجمال ما يُفترض أن يقع مقترنا في ذهن كل الذوات المدمجة داخل الفضاء التحاوري بهدف [تحقيق] تواصل تداولي مُحفِّز، غير أن بُعد التفاوض بين المتحاورين غائب. وانطلاقا من حقل الكفاءة كما هو محدد سنحلل (في الفصل الثالث) اشتغال التواصل. الموضوعالأصلي : كيف تتغير طبيعة التواصل بحضور وسيط معين // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: محمد12
| |||||||
الإشارات المرجعية |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17) | |
|
| |
أعلانات نصية | |
قوانين المنتدى | |
إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان |