جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
|
جواهر ستار التعليمية :: قسم التاريخ و الحضارة الاسلامية :: شخصيات عالمية |
الإثنين 6 أكتوبر - 10:41:06 | المشاركة رقم: | |||||||
Admin
| موضوع: سيف الدين قطز سيف الدين قطز سيف الدين قطز الشيخ/ ناصر الأحمد ثمة لحظات مثيرة ساطعة في تاريخ كل أمة تتجلى أثناءها خصائصها، ويتألق في ضوئها أبطالها، وتاريخ أمة الإسلام حافل بمثل هذه اللحظات المثيرة الساطعة، كما أن أبطال هذه الأمة عديدون، بحيث يفوقون في عددهم وتأثيرهم أبطال أية أمة أخرى. وأمام واحد من أبطال اللحظات النادرة في تاريخ الأمم، ينتظمه العقد الفريد الذي انتظم قبله خالد بن الوليد، وسعد بن أبي وقاص، وعمرو بن العاص، وموسى بن نصير، ومحمد بن القاسم، وطارق بن زياد وغيرهم كثير في تاريخ أمتنا في مجال الحرب والجهاد. وها نحن نعيش هذه اللحظات مع أحد أبطال الإسلام وهو السلطان المظفر سيف الدين قطز -رحمه الله-. لقد دخل سيف الدين قطز إلى رحاب التاريخ من باب الرق والعبودية الضيق، وسرعان ما فُتحت أمامه أبواب تاريخ المسلمين الواسعة مرحّبة، عندما كرّس مواهبه العسكرية والسياسية لخدمة الدفاع عن المقدسات، وطالت قامته التاريخية على كثيرين من الحكام عندما تجسدت في شخصه إرادة أمة الإسلام في معركة عين جالوت، التي كسرت الموجة المغولية الطاغية، والتي كانت بداية سلسلة من التغيرات كان أهمها تحوّل المغول إلى الدين الإسلامي، بحيث صاروا قوّة فاعلة في بناء حضارته. إن قصة سيف الدين قطز، المملوك ثم السلطان، مثال حيّ على أن الحاكم لا يحتل مكانه في تاريخ أمته إلاّ بتحقيق الإنجازات التي تتوافق مع أمانيها، وأن ذلك ليس مشروطاً بطول فترة حكم الحاكم أو قصرها وإنما هو مشروط بمدى قدرة الحاكم على أن يكون زعيماً لأمته، يخوض بها الصعاب، لكي تحتل مكانها الذي تستحقه بين أمم الأرض. لقد كانت الفترة التاريخية التي ظهر أثناءها البطل سيف الدين قطز تشكل منعطفاً تاريخياً هاماً في تاريخ أمة المسلمين، إذ كان الوجود الصليبي الكاثوليكي ما يزال جاثماً على الأرض الإسلامية ببلاد الشام، وعلى الرغم من الدور الرائع الذي قام به المسلمون بقيادة صلاح الدين الأيوبي لتقليص اللون الصليبي فوق خريطة الأرض الإسلامية، فإن سياسات خلفائه المهادِنة المتخاذلة مدّت في عمر الكيان الصليبي مائة سنة أخرى، بل إن أوروبا كانت ما زالت تحدوها الروح العدوانية لتدعيم الوجود الفرنجي على الأرض الإسلامية، وانتزاع المزيد من أراضي المسلمين لصالح الاستيطان والتوسع الأوروبي، فكانت الحملة التي قادها لويس التاسع ضد مصر، والتي عرّفها مؤرّخو حروب الفرنج الصليبيين باسم الحملة الصليبية السابعة. ومن مفارقات التاريخ المذهلة أن سيف الدين قطز - واسمه الأصلي محمود بن ممدود - من بيت خوارزم شاه، كان من ضحايا الغزو المغولي لبلاد المسلمين في أول الأمر؟ ثم قُيّض له أن يكون القائد الذي ينجح جيشه في كسر المد المغولي الطاغي في عين جالوت ببلاد الشام. إن بطلنا الذي سطره التاريخ إنسان، بكل مزايا الإنسان ونقائصه، ولكنه استحق مكانته بفضل إيمانه ووضوح رؤيته، وبفضل شجاعته وتضحيته في سبيل الدفاع عن مقدسات الأمة، فالتفّ حوله الناس، وآزروه وساعدوه على تحقيق النصر وانتزاع مكانته على مسرح التاريخ، ومن المثير حقاً أن دولة الأيوبيين انتهت وقامت على أنقاضها دولة المماليك لنفس السبب الذي أدّى إلى قيامها على يد السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي، أي مسؤولية التصدي لأعداء الأمة الذين احتلوا القدس وأجزاء من فلسطين وبلاد الشام، وباتوا يهدّدون بقية المنطقة الإسلامية. فقد فشل الأيوبيون الأواخر في استكمال الدور التاريخي الذي أفرز دولتهم، وبدلاً من اهتماماتهم بالجهاد ضد العدو الفرنجي، وجّهوا طاقاتهم وقدراتهم السياسية والعسكرية للاقتتال فيما بينهم، بل وصل الأمر ببعضهم إلى درجة الاستعانة بالفرنج ضد البعض الآخر، كما فصلنا ذلك سابقاً في سيرة صلاح الدين الأيوبي. وبسبب حال التشرذم السياسي والتناحر العسكري فيما بين ملوك الأيوبيين الصغار، تراجع دورهم التاريخي أمام دور المماليك، الذين ربّاهم الأيوبيون ليكونوا عدّتهم العسكرية ضد بعضهم البعض، ومن رحِم الظروف التاريخية التي أحاطت بالأيوبيين الأواخر، خرجت دولة سلاطين المماليك التي نجحت في انتزاع الدور التاريخي من الأيوبيين، بيد أنها واجهت مسؤولية هذا الدور التاريخي أيضاً فقد تعين على سلاطين المماليك مواجهة خطر مزدوج من جانب سادتهم السابقين من بني أيوب ومن الفرنج والغرب الأوربي المتربص بالعالم الإسلامي من جانب آخر. لقد اشتعلت الحروب الداخلية بين ملوك الأيوبيين بالشكل الذي أغرى القوى الصليبية بالتدخل لصالح فريق ضد فريق، وتجمعت القوى الأيوبية المتناثرة في بلاد الشام في حلف بائس مع الصليبيين ضد السلطان الصالح نجم الدين أيوب سلطان مصر وكبير الأيوبيين. لقد انضم الملك الصالح إسماعيل حاكم دمشق، والملك الناصر داود حاكم الكرك، والملك المنصور إبراهيم حاكم حمص، إلى الصليبيين في تحالف غريب ضد الصالح نجم الدين أيوب حاكم مصر. وتنازل أولئك الحكام الثلاثة مرة أخرى عن منطقة المسجد الأقصى وقبة الصخرة للفرنج، كما وعدوا الفرنج بأن يملكوهم جزءاً من مصر عندما يتمكن هذا الحلف من هزيمة الصالح نجم الدين أيوب، هكذا تحتم على الصالح أيوب أن يواجه أقاربه بالسلاح وأن يجنّد جيشاً يفوق الإمكانيات العسكرية الهزيلة لهذا التحالف البائس، وجنّد عدداً من الجنود الخوارزمية الذين كانوا قد وفدوا إلى المنطقة بعد أن دمّر المغول دولتهم، يبيعون خدماتهم العسكرية لمن يدفع أكثر، ونجح جيش الصالح نجم الدين أيوب والخوارزمية في الاستيلاء على دمشق وبيت المقدس ونابلس، وضموها إلى أملاك الملك الصالح نجم الدين، وتم تدمير جيوش التحالف في المعركة التي اشتهرت باسم معركة غزّة، بعد ذلك غيّر الخوارزمية ولاءهم، وانقلبوا ضد الصالح نجم الدين أيوب، ومن هنا بدأ اعتماده يتزايد على المماليك، مما مهد السبيل لظهورهم قوة عسكرية، ثم قوة سياسية في المنطقة لم تلبث أن سيطرت على مقاليد الأمور، وخرجت دولتهم لتحكم المنطقة قرابة ثلاثة قرون من الزمان. وعلى الرغم من أن فترة حكم سيف الدين قطز قصيرة في مداها الزمني بالنسبة لمدة بقاء دولة المماليك، فإن إنجازه التاريخي كان عظيماً. لقد كانت قصة سيف الدين قطز المملوك والأمير والسلطان تجسيداً لمأساة الإنسان الفرد من ناحية، وشاهداً على ما يمكن أن يفعله التاريخ بالإنسان، وما يمكن أن يفعله الإنسان بالتاريخ من ناحية أخرى، وهذه قصة تستحق أن نستمع إلى فصولها. المماليك: مصطلح فرض نفسه على تاريخ مصر طوال فترة تزيد على ثلاثة قرون من الزمان، لاسيما بعد أن نجح أولئك المجلوبون عبيداً في طفولتهم في بناء دولة عظمى حكمت مصر والشام والحجاز بشكل مباشر، كما فرضت نفوذها السياسي وقيادتها للمنطقة، ومدّت سطوتها إلى كافة مستويات العلاقات السياسية والدبلوماسية في عالم البحر المتوسط والبحر الأحمر وأفريقيا على السواء. فمن هم المماليك؟. كان المماليك من الرقيق فعلاً، بيد أنهم كانوا من نوع خاص من الرقيق إذ كانوا يُجلبون أطفالاً من أسواق النخاسة ثم يتم تدريبهم عسكرياً ليكونوا عدّة حكام المنطقة من الأيوبيين المتنافسين في غمرة الفوضى السياسية التي أعقبت وفاة السلطان صلاح الدين الأيوبي. فقد كانوا يشترون المماليك صغاراً في سن الطفولة من تجار الرقيق ويعهدون بهم إلى من يعلمهم اللغة العربية ويلقنهم مبادئ الدين الإسلامي ثم يعهد بهم إلى من يتولى تدريبهم على فنون القتال والفروسية، وفي زمن كان للقوة العسكرية الدور الأكبر في حسم مصائر الحكام والمحكومين، زادت أعداد المماليك في جيوش الحكام الأيوبيين من جهة، كما زادت أهميتهم في الحياة السياسية الأيوبية ودوائر الحكم في مصر والشام من جهة أخرى، ويعتبر السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب المسؤول عن ازدياد نفوذ المماليك على النحو الذي أدى إلى سيطرتهم على مقاليد الحكم في خضم التطورات التي أعقبت وفاته، ذلك أن هذا السلطان كان قد جرّب الاعتماد على الجنود المرتزقة من الخوارزمية والأكراد، وعلمته التجارب أن الاعتماد عليهم غير مأمون العاقبة. كان أولئك المماليك من عناصر عرقية مختلفة، من الترك والمغول والتتار والصقالبة والأسبان والألمان والجراكسة وغيرهم من العبيد البيض. ونظراً للأهمية العسكرية والسياسية للمماليك كان السلطان يرسل المماليك الجدد الذين يشتريهم إلى الأطباء لفحصهم، وبعد الاطمئنان على سلامتهم البدنية يتم تسكينهم في المعسكرات، وكان توزيعهم في الثكنات العسكرية بالقلعة يتم حسب جنسياتهم، ثم بعد ذلك يتولى الفقهاء تعليمهم أصول الدين الإسلامي ومبادئ اللغة العربية وأركان الشريعة، حتى إذا ما تخطى الواحد منهم سن الطفولة بدأ تدريباته العسكرية، فإذا ما أتم المملوك تدريبه صار من الفرسان، ويتم منحه إقطاعاً من الأرض الزراعية في احتفال كبير بموكب سلطاني يطوف شوارع القاهرة ثم يقوم الفارس بأداء يمين الولاء لسيده. هذا النظام الصارم في تربية المماليك نتجت عنه نتيجتان غاية في الأهمية من حيث تأثيرهما على طبيعة الكيان السياسي لدولة سلاطين المماليك: أولاهما: أن الجمع بين التربية الدينية والتدريب العسكري جعلا المماليك في الفترة الأولى من ذلك العصر يتميزون بالحماسة والغيرة على البلاد والمقدسات الإسلامية، وهو الأمر الذي تجلى واضحاً في موقف السلطان المظفر سيف الدين قطز ورفاقه من كبار أمراء المماليك من الغزو والتهديد التتري ضد العالم الإسلامي. الثانية: تمثلت في رابطة الزمالة التي كانت تربط بين المماليك حيث كانت من أقوى الروابط القائمة على الولاء الشخصي في الدولة، وتفسير ذلك أن هؤلاء الذين جُلبوا أطفالاً، ثم عُزلوا عن المجتمع في معسكرات صارمة القوانين، وعاشوا حياتهم الباكرة حتى سن الشباب سوياً، لم يكونوا يجدون الأمان والطمأنينة سوى مع بعضهم البعض، ولهذا تميزت الفرق المملوكية بالطائفية القائمة على الولاء الشخصي. وكان قطز من بين الأطفال الذين حملهم التتار إلى دمشق وباعوهم إلى تجار الرقيق، ومضت سيرة حياته داخل الإطار العام لحياة المماليك، ومعنى كلمة قطز "الكلب الشرس" وهي كلمة مغولية أطلقها عليه من اختطفوه وباعوه، وربما يكون تجار الرقيق هم الذين أعطوه هذا الاسم. هذه هي بداية المملوك قطز وهو أنه مرّ بالمراحل التي كان يمر بها أي مملوك في تلك الفترة الباكرة من تاريخ دولة سلاطين المماليك، وقد ترقى في الخدمة حتى صار أكبر مماليك الملك الذي اشتراه وهو الملك المعز التركماني. وقد وُصف قطز بأنه كان شاباً أشقر، كث اللحية، بطلاً شجاعاً عفاً عن المحارم، مترفعاً عن الصغائر مواظباً على الصلاة والصيام وتلاوة الأذكار، تزوج من بني قومه ولم يخلّف ولداً ذكراً بل ترك ابنتين لم يسمع عنهما الناس شيئاً بعده. وكان أول ظهور له على صفحات التاريخ ما ذكرته المصادر من اشتراكه في قتل فارس الدين أقطاي الذي كان الملك المعز قد أعد المؤامرة للتخلص منه، وبعد ذلك بدأ قطز يشق طريقه على الطريقة المملوكية صوب العرش الذي جلس عليه سيده المعز. وفي خضم الصراع ضد الصليبيين الذين ضمتهم الحملة الصليبية السابعة على مصر بقيادة لويس التاسع توفي السلطان الصالح نجم الدين أيوب، وقامت زوجته شجر الدر بإدارة شؤون الحكم والحرب بمساعدة كبار أمراء المماليك، وحين تولى "توران شاه" ابن الصالح نجم الدين أيوب عرش البلاد اصطدم بطموح زوجة أبيه شجر الدر من ناحية، وبقوة المماليك ونفوذهم المتصاعد من ناحية أخرى، وانتهى الصدام بمصرعه على نحو مأساوي مروّع، ثم ارتقت العرش شجر الدر لتكون أولى سلاطين المماليك في مصر والشام الموضوعالأصلي : سيف الدين قطز // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: berber
| |||||||
السبت 15 نوفمبر - 17:08:44 | المشاركة رقم: | |||||||
عضو نشيط
| موضوع: رد: سيف الدين قطز
| |||||||
الأربعاء 7 يناير - 19:18:50 | المشاركة رقم: | |||||||
عضو نشيط
| موضوع: رد: سيف الدين قطز
| |||||||
الإشارات المرجعية |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17) | |
|
| |
أعلانات نصية | |
قوانين المنتدى | |
إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان |