- القراءة المنهجية أو الكوميديا المنظمة



لا يمكن أن يتعامل التلميذ مع القراءة المنهجية للنص تعاملا جيدا إذا أتيح له فرصة رؤية النص قبليا. فمسألة دراسة النص المقرر في الكتاب المدرسي عند التلميذ تعد ضربا من التمثيل الكوميدي المحبوك. فكيف يمكن له أن يتعلم صياغة فرضيات واستخراج الأفكار وهو يتعامل مع نص سبق أن قرأه في المنزل، بل كيف يمكن ذلك ولديه دفتر لتلميذ سابق فيه الإجابات جميعها التي ربما يكون الأستاذ قد كتبها بمعية التلاميذ.
إن هذا الأمر يدفعنا إلى ضرورة التفكير في اقتراح نصوص جديدة يتم العمل عليها داخل القسم، مع ضرورة دفع التلاميذ إلى الاشتغال على نصوص المقرر في منازلهم، خصوصا أولئك الذين يحتاجون لزمن تعلمي إضافي كي يكتسبوا خطوات القراءة المنهجية.
وقد جمعت بهذا الصدد نصوصا يمكننا أن نستبدل بها نصوص المقرر، مراعيا تمثيلها للمجالات كلها، ولأنواع النصوص أيضا. وقد استرشدنا بالمعايير التي تم ذكرها في البرامج والتوجيهات التربوية الخاصة بمادة اللغة العربية بسلك التعليم الثانوي الإعدادي ( غشت 2009).
كما أشير إلى أن الأنترنت يمكننا من الانفتاح على مقرر اللغة العربية في الدول العربية الأخرى، وقد استنجدت ببعضها، خصوصا مقرر دولتي فلسطين ومصر، فعلى مستوى القيم التي يراد تمريرها نجد قيما مشتركة بين الدول كلها، لهذا وتمكينا للأستاذ من إغناء نصوصه المختارة وكذلك ترشيدا لوقته الثمين يمكن الاستفادة من هذه المقررات، وذلك في أفق أن يصل الأستاذ إلى مقرره الخاص المنضبط للتوجيهات العامة. ولا أنسى أن أنوه أيضا بالعمل الجاد للأستاذ رشيد العلام: " المعين في إغناء البحث والتعبير"2006.




وعلى العموم يمكن لكل أستاذ القيام بهذا العمل، لكي لا يكون تدريسه كوميديا مملة، ولكي لا يصبح مجرد صنم يَعبد نفسه ويعبده الآخرون، يتوهم لنفسه الكمال وهو عنه أبعد، والإتقان وهو إليه أحوج، ويتصور نفسه معلما حقا وهو إلى وظيفة السجان أقرب. لذلك، لمن قرر أن يخرج من هذه اللعبة الشمطاء أن يجدد مداركه ومعارفه وطرائقه ونصوصه، أما هذه الأخيرة فيجد أن يُراعى فيها ما يأتي:
1- تمثيلها الكمي لمجموع عدد النصوص المراد تدريسها، أي: أربعة وعشرون نصا.
2- تمثيلها القيمي للمجالات كلها: أربعة نصوص في كل مجال.
3- تمثيلها التجنيسي، بحيث نضمن للتلميذ في كل وحدة أن يشتغل على أنواع مختلفة من النصوص، وذلك تفاديا للخطأ الكبير الذي وقع فيه واضعو المقررات الحالية، حيث راكموا المقالات بعضها على بعض( أما جودتها فتلك قصة أخرى)، وتغافلوا عن أجناس أدبية كثيرة.
لهذا يمكن مثلا في وحدة دراسية تقديم النصوص على الشكل الآتي:
- نص قرآني.
- نص حديثي.
- نص شعري عمودي.
- نص سردي: قصة/ حكاية/
- نص شعري حر.
- نص مقالي :حجاجي/ تفسيري/ إخباري
- نص مسرحي.
- نص من فن الوصية.
- نص من فن الخطبة.
- نص من فن الرسالة.
- نص من فن الخاطرة.
وغير ذلك كثير، و يجد على أن أستحضر دائما التمثيل الكمي لكي لا يطغى جنس على آخر. ويمكن بعد ذلك في إطار العمل المنظم المنفتح المجدد القيام بما يلي:
1- يقوم المجلس التعليمي لمادة اللغة العربية بوضع خطة متفق عليها يشتغل بموجبها الأساتذة كلهم، حيث نضمن للتلاميذ كلهم داخل المؤسسة _ وليس داخل قسمي فقط_ الاشتغال على الأجناس كلها.
2- يمكن تكليف التلاميذ في بداية السنة ولمدة شهر تقريبا باختيار النصوص التي سيشتغلون عليها، وذلك على شكل مجموعات، ويتم تخصيص الجزء الأول للسنة الدراسية لمناقشة هذه النصوص والاتفاق عليها داخل كل مجموعة أو داخل الفصل كله. وبهذا نضمن القيام بعمل " إعدادي "، فالإعدادية يجدب أن تكون فعلا إعدادا، ولا إعداد دون عدة وخطة، ولا خطة دون صبر وتحمل وطول نفس..