رايت، فرانك لويد (1867-1959م). أحد المهندسين المعماريين الأمريكيين الأكثر تأثيرًا والأكثر إبداعًا طوال مدة حياته العملية التي امتدت نحو 70 عامًا. ابتكر رايت نوعًا من الأشكال المعمارية التي تجذب الأنظار. وقد امتد مجال أعماله من مبان تمثل أوائل القرن التاسع عشر الميلاديّ إلى تصميمات فائقة الحداثة، مثل مخططه لبناء ناطحة سحاب طولها 1,6كم. اشتهر رايت عالميًا في وقت مبكر عام 1910م، ولكنه لم يحرز نمطًا يهيمن على المعمار الأمريكي أو الأوروبي. لقد كان تأثيره عظيمًا، ولكنه غير مباشر، وقد انتشر تأثيره عن طريق خطبه وكتاباته بقدر ما انتشر عن طريق مبانيه وتصاميمه.

كانت السيرة الذاتية التي وضعها عام 1932م والتي نُقِّحت عامي 1943م و 1977م أحد الأعمال الأدبية العظيمة لرسم الشخصية في أوائل القرن العشرين، حيث تعد مدخلاً لفلسفته في الهندسة المعمارية.



المركز البلدي في مارين كاونتي من تصميمات رايت النهائية الأكثر خيالاً، وهذه السلسلة من الإنشاءات تربط عددًا من التلال القريبة من سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة.

بداية حياته العملية. وُلد رايت في ريتشلاند سنتر، وسكنسن، بالولايات المتحدة الأمريكية. درس الهندسة لوقت قصير في جامعة وسكنسن في ثمانينيات القرن التاسع عشر.

انتقل رايت عام 1887م إلى شيكاغو، حيث أصبح رسّامًا لدى جوزيف ليمان سلسبي أحد المعماريين المرموقين، وبينما كان رايت يعمل لدى سلسبي صمّم أول مبنى له.

انضّم رايت عام 1887م إلى هيئة الموظّفين التابعة لمشاهير شيكاغو المعماريين دانكمار أدلر ولويس هنري سوليفان. وفي وقت سريع أصبح رئيس الرسامين. ترك رايت أدلر وسوليفان عام 1893م ليبدأ عمله الخاص. وتعكس أعمال رايت بعد عام1893م تأثره بسوليفان وبخاصة في محاولاته التوفيق بين شكل المبنى ووظيفته. انظر: سوليفان، لويس هنري.

أوّل مباني رايت المتميزة كانت بيوتًا صمّمت على نمطه المشهور طراز البراري. في بيت السهل المنبسط التقليدي تتجه الفراغات داخل البيت من الداخل إلى الخارج حيث تمتد من خلال الممرات المصاطب ويبدو كأن البيوت تنبت من الأرض بسبب أشكالها الأفقية المنخفضة. هذا الأثر أبرزه رايت من خلال استخدامه للخشب ومواد أخرى كما تبدو في الطبيعة.

صمّم رايت الكثير من بيوت السهول المنبسطة في ضواحي شيكاغو. أما منزل وليتس (1902م) في هايلاند بارك في إلينوي، فقد شكل هيئة صليب، ورتبت غرفه بحيث تنساب كل واحدة منها في الأخرى. أما منزل روبي (1909 - 1910م) في شيكاغو فيبدو كسلسلة من الطبقات الأفقية فوق الأرض.

أما تصميماته غير السكنية في أوائل القرن العشرين فإنها تضم مبنى الإدارة لشركة لاركن سوب (1904 - 1908م) في أوك باوك بإلينوي، وقلب مبنى لاركن هو فناء له منور. أما يونيتي فقد كان أحد المباني الأولى التي ظهر شكل بنائها الأسمنتي جزءًا من مظهرها الخارجي، ففي معظم المباني الأسمنتية السابقة كان الأسمنت يغطى بمواد أخرى.

طبعت إحدى دور الطبع الألمانية عام 1910م مجلدًا فخمًا لرسوم رايت وتصميماته. وظهر المجلد الثاني عام 1911م أثرت هذه الكتب وما تلاها من مطبوعات لأعمال رايت بشكل كبير في عملية تطوير الهندسة المعمارية في أوروبا من 1913م إلى العشرينيات من القرن العشرين الميلادي. وقد تأثر المهندسون المعماريون الأوروبيون بشكل خاص باستعمال رايت المركب للأشكال المكعبة.



منزل روبي من تصميم رايت نموذج لنمطه المشهور طراز البراري حيث حاول أن يجعله منسجمًا مع الطبيعة المحيطة به.
حياته العملية المتأخرة. أسس رايت زمالة تاليسين وتكونت هذه الزمالة من طلاب الهندسة المعمارية الذين دفعوا أجرًا مقابل معيشتهم وعملهم مع رايت. اشتغل الطلبة مع رايت في مقر إقامته الصيفي في تاليسين بالقرب من سبرنج جرين في وسكنسن، ومقر إقامته الشتوي في تاليسين الغرب في سكوتزديل بأريزونا. ضمت مشاريع رايت خلال الثلاثينيات من القرن العشرين بيت كوفمان الشلال (1936 - 1937م) في بيرون قرب يونيون تاون ببنسلفانيا، ومبنى إدارة شركة جونسون واكس (1936 - 1939م) في راسين، وسكنسون. يعتلي بيت كوفمان ـ بشكل مؤثر ـ شلالاً مائيًا. أصبح بيت كوفمان الشلال رمزًا لجمهور العامة للهندسة المعمارية الحديثة الغريبة. أما مبنى جونسون واكس فتظهر فيه واجهات خارجية ناعمة منحنية من الطوب والزجاج، ويعبّر تصميم المبنى عن نمط ممتد توجد فيه السيارات ومنتجات أخرى لأواخر الثلاثينيات من القرن العشرين، أما المعمل في برج المبنى والذي صممه رايت فقد أضيف فيما بعد.

صمّم رايت في سنواته الأخيرة اثنين من أكثر مشاريعه شهرة هما: متحف جوجنهايم (أكمل عام 1960م) في مدينة نيويورك والمركز البلدي في مقاطعة مارين بكاليفورنيا ويسيطر على الفناء الداخلي طريق لولبي مائل من الدور الأرضي إلى قرب السطح، ويتكون المركز البلدي من سلسلة من المباني الطويلة التي تصل ثلاث هضاب وقد خطط للمركز نحو تسعة مبانٍ ومن المتوقع أن يستكمل عام 2000م