قال الشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن العبّاد البدر -حفظهما الله-:قال الشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن العبّاد البدر -حفظهما الله-:
(ومن أسمائِه -تبارك وتعالى-: "القيّوم"، وقد ذُكِرَ في القرآن في ثلاثة مواضع: في آية الكُرسي ﴿اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ﴾، وفي أوائِل آل عِمران، وفي سورة طه ﴿وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ﴾ [طه: 111]، وفي هذا الاسم إثبات القيُّوميَّة صفة لله، وهِيَ في كونِه -سُبحانه- قائِمًا بنفسِه مُقيمًا لِخلقِه، فهو اِسم دالٌّ على أمرين:
الأوّل: كمالُ غِنى الربِّ سُبحانه، فهو القائِم بِنفسِه، الغنيُّ عن خلقِه، كما قال سُبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ﴾ [فاطِر: 15]، وفي الحديث القُدُسِي: ((إنّكم لن تبلُغُوا ضُرِّي فتضُرُّنِي، ولنْ تبلُغُوا نفعِي فتَنفَعُونِي)) رواه مُسلم.
وغِناهُ سُبحانه عن خلقِه غِنًى ذاتِيٌّ؛ لا يحتَاجُ إليهم في شيء، غنيٌّ عنهم مِن كلِّ وجهٍ.
الثانِي: كمالُ قُدرتِه وتدبِيره لِهذه المخلُوقاتِ، فهُو المُقِيم لها بِقُدرتِه سُبحانه، وجمِيع المخلوقاتِ فقيرةٌ إليه، لا غنى لها عنه طرفة عين، فالعَرش والكُرسيُّ، والسَّموات والأرض، والجِبال والأشجَار، والنَّاس والحيوان؛ كلُّها فقيرة إلى الله -عزّ وجل-، وهو سُبحانه المُتصرِّف في جميع المخلوقاتِ المُدبّر لكلّ الكائِنات، قال الله تعالى: ﴿أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَىٰ كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ ۗ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ﴾ [الرعد: 33]، وقال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا ۚ وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ ۚ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا﴾ [فاطر: 41]، وقال تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَن تَقُومَ السَّمَاء وَالأَرْضُ بِأَمْرِهِ﴾ [الرّوم: 25]، والآيات في هذا المعنى كثيرة.