الجملة لبيان حكم إعرابي فيقولون :
لا تأكل السمك وتشرب اللبن .
ويعنون بها تغير معنى الجملة، بتغير الحركة الإعرابية .
قال العلامة ابن هشام ـــ رحمه الله ورضي عنه ـــــ في شرح قطر الندى وبل الصدى ص 117 مع حاشية السجاعي :
وتقول :"لا تأكل السمك وتشرب اللبن ". فتنصب " تشرب " إذا قصدت النهي عن الجمع بينهما ، وتجزم إذا قصدت النهي عن كل واحد منهما ، أي لا تأكل السمك ولا تشرب اللبن ، وترفع إذا نهيت عن الأول وأبحت الثاني ، أي لا تأكل السمك ولك شرب اللبن . اهـــ.
فيكون النصب بتقدير أن المضمرة وجوبا بعد واو المعية ، ويكون الجزم على العطف ، ويكون الرفع على الإستئناف .
ثم جلا لي حقيقة الأمر ما حكاه العلامة / بكر بن عبد الله أبوزيد ــــ رحمه الله ورضي عنه ـــــ في كتابه التعالم ص 124 :
ومن وجه آخر أن النحاة أوردوا قولهم ( لا تأكل السمك وتشرب اللبن ) لبيان حكم إعرابي ، فانتقلت هذه الجملة إلى حقيقة معناها ، كأنه حديث صحيح ، أو رسم طبيب ، فكم تحامى الجمع بينهما من أجيال .اهــ.
وقد رأيناهما يقدمان على موائد المترفين ، والمهتمين في هذه الحياة برعاية أبدانهم ، ومن الأطباء من ينصح بالجمع بينهما
1. الرفع على أن" الواو استئنافية" والفعل بعدها مرفوع والجملة مع الفعل والفاعل خبر لمبتدأ محذوف.
(لا تأكلْ السمك وتشربُ اللبنَ )
ويكون النهي هنا عن أكل السمك، وإباحة اللبن.

2. النصب على أن الواو "واو المعية" والفعل بعدها منصوب بأن المضمرة وجوبًا.
(لا تأكلْ السمك وتشربَ اللبنَ )
ويكون النهي هنا عن الجمع بين أكل اللبن، وشرب اللبن.

3. الجزم على أن "الواو حرف عطف" عطفت الفعل تشرب على الفعل تأكل المجزوم بلا الناهية.
(لا تأكلْ السمك وتشربْ اللبنَ )
ويكون النهي هنا عن الأمرين معًا أكل السمك، وشرب اللبن.

خلاصة القول: إن علامة الفعل بعد الواو والفاء يتوقف على مراد القائل فجازت هذه الأوجه (الرفع، النصب، الجزم) حسب مراد المتكلم.

شكرا علي المواضيع المميزة