السنة الأولي*.. ‬أصعب سنوات الزواج*!‬

السنة الأولي في الحياة الزوجية هي السنة الصعبة التي تتقرر خلالها أمور كثيرة وطقوس ثابتة علي أساسها ستسير وتمضي مركبة الحياة*.. ‬ولأنه خلال السنة الأولي تتفجر الاختلافات وتظهر بعض التناقضات بين الأزواج ويدور صراع صامت حول ملكية زمام الحكم في بيت الزوجية*.. ‬فكيف يمكن تجنب ذلك*.‬
تقول الدكتورة ميري عبدالله استاذ علم النفس جامعة عين شمس*: ‬إن مشكلات السنة الأولي بعد الزواج هي مشكلات التكيف،* ‬فشكل حياة الإنسان يختلف مع الزواج فهو يعيش ملاصقا لإنسان اخر وهناك مشكلات لهذا الالتصاق وهي اختلاف العادات والمفاهيم وأسلوب الحياة والفلسفة الخاصة والاهتمامات والرغبة في التفرد والشعور بالاستقلالية انها مزيج من المشاعر التي تجعل العلاقة تواجه مآزق حرجة لابد ان يرجع كلاهما إلي رصيد الحب وهنا تأتي ضرورة الحب قبل الزواج* ‬وأقصد الحب الحقيقي وليس الحب الزائف* . ‬فالحب الزائف معناه حب التملك وحب السيطرة والأنانية أما الحب الحقيقي فهو التقدير الكامل والاحترام للطرف الآخر والسعادة المطلقة في العطاء فالحب الحقيقي هو أعظم صرح في مواجهة مشكلات السنة الأولي*. ‬كما انه لابد ان تكون هناك ألفة واحترام قبل الزواج وأيضا تقارب في المستوي التعليمي والاجتماعي والذكاء وأيضا ان يكون زواجا منزها عن أي أغراض مادية فهي أكبر عائق وخاصة خلال السنة الأولي*.‬
وتضيف ان سر نجاح الحياة الزوجية المستقرة تمتلكه الزوجة عندما تتوصل إلي مفتاح شخصية الزوج التي تنفذ بها إلي قلبه وتستأثر بمشاعره ليصبح معها لينا مطيعا لرغباتها*. ‬هذا المفتاح تعثر عليه من التفتيش في نقاط القوة في شخصية الزوج وايجابياته وتأكيدها وإظهار الإعجاب بها حتي يشعر بقيمته عند الطرف الآخر ويدفعه إلي الاستمرار فيها ثم التعامل مع سلبياته برفق واللباقة في توجيه نظره لهذه السلبيات وبذلك تصل إلي مرحلة الأضواء والهيمنة الرقيقة المحبة للاحتفاظ بشريك الحياة*.‬
ويؤكد علي أهمية فترة الخطوبة في إثراء العلاقة بين الرجل والمرأة فيجب ألا تقل فترة الخطوبة عن ستة أشهر وأقصاها سنة كاملة عليها أن يعيشا بروفة للحياة أن يتحدثا كثيرا ان يواجهها مواقف متعددة ليتقاربا في أسلوب المواجهة وأسلوب معالجة المشكلات وأن يعرف كل منهما دوره في المسئولية والمشاركة*.‬
وأخيرا يجب التسليم بأنه لابد أن تنشأ خلافات بين الزوجين فكلاهما له شخصيته المستقلة المختلفة والخلافات ليس ضروريا ان تؤدي إلي مشكلات وصعوبات فالخلافات مطلوبة لكي يحدث مزيج من التقارب والتفاهم فحياة بلا خلافات هي حياة سيئة بلا حب ولذا أطلب من كل عروسين ان يتوقعا اختلافا وخلافا المهم هو أسلوب المعالجة*.‬