ٌقمْ للمغنِّيْ وفِّهِ التصفيرا | كاد المغنِّيْ أن يكون سفيرا |
يا جاهلاً قدر الغناء و أهلِهِ | اسمع فإنك قد جَهِلتَ كثيرا |
أرأيتَ أشرفَ أو أجلَّ من الذي | غنَّى فرقَّصَ أرجُلاً و خُصُورا |
يكفيهِ مجدا أن يخدرَ صوتُهُ | أبناء أُمة أحمدٍ تخديرا |
يمشي و يحمل بالغناء رسالةً | من ذا يرى لها في الحياة نظيرا |
يُنسي الشبابَ همومَهم حتى غدوا | لا يعرفون قضيةً و مصيرا |
الله أكبر حين يحيي حفلةً | فيها يُجعِّرُ لاهياً مغرورا |
من حوله تجدِ الشباب تجمهروا | أرأيت مثل شبابنا جمهورا؟!! |
يا حسرةً سكنت فؤاديَ و ارتوتْ | حتى غَدَتْ بين الضلوعِ سعيرا |
يا عين نوحي حُقَّ لي و لكِ البُكا | ابكي شبابا بالغنا مسحورا |
يا لائمي صمتا فلستُ أُبالغُ | فالأمرُ كان و ما يزالُ خطيرا |
أُنظر إلى بعض الشبابِ فإنك | ستراهُ في قيد الغناءِ أسيرا |
يا ليت شعري لو تراهُ إذا مشى | متهزهزاً لظننتهُ مخمورا |
ما سُكرُهُ خمرٌ و لكنَّ الفتى | من كأسِ أُغنيةٍ غدا سِكّيرا |
أقْبِح بهِ يمشي يُدندنُ راقصاً | قتلَ الرجولةَ فيهِ و التفكيرا |
لولا الحياءُ لصحتُ قائلةً لهُ | (يَخْلفْ على امٍ) قد رعتكَ صغيرا |
في السوقِ في الحمامِ أو في دارهِ | دوماً لكأس الأُغنياتِ مُديرا |
إنَّ الذي ألِفَ الغناءَ لسانُهُ | لا يعرفُ التهليلا و التكبيرا |
حاورهُ لكنْ خُذْ مناديلاً معك | خُذها فإنك سوف تبكي كثيرا |
مما ستلقى من ضحالةِ فكرهِ | و قليلِ علمٍ لا يُفيدُ نقيرا |
أما إذا كان الحوارُ عن الغنا | و سألتَ عنْ (أحلام) أو (شاكيرا) |
أو قلت أُكتب سيرةً عن مطربٍ | لوجدتِهُ علماً بذاك خبيرا |
أو قلتَ كمْ منْ أُغنياتٍ تحفظُ | سترى أمامك حافظاً نحريرا |
أما كتابُ الله جلَّ جلاله | فرصيدُ حفظهِ ما يزالُ يسيرا |
لا بيتَ للقرآن في قلبٍ إذا | سكن الغناءُ به و صار أميرا |
أيلومني من بعد هذا لائمٌ | إنْ سال دمعُ المقلتين غزيرا |
بلْ كيف لا أبكي و هذي أمتي | تبكي بكاءً حارقاً و مريرا |
تبكي شبابا علَّقتْ فيهِ الرجا | ليكونَ عند النائباتِ نصيرا |
وجَدَتْهُ بالتطريبِ عنها لاهياً | فطوتْ فؤاداً في الحشا مكسورا |
آهٍ..و آهٍ لا تداوي لوعتي | عيشي غدا مما أراه مريرا |
فاليومَ فاقتْ مهرجاناتُ الغنا | عَدِّي فأضحى عَدُّهنَّ عسيرا |
في كل عامٍ مهرجانٌ يُولدُ | يشدوا العدا فرحاً بهِ و سرورا |
أضحتْ ولادةُ مطربٍ في أُمتي | مجداً بكلِ المعجزاتِ بشيرا |
و غدا تَقدُمُنا و مخترعاتُنا | أمراً بشغلِ القومِ ليس جديرا |
ما سادَ أجدادي الأوائلُ بالغنا | يوماً و لا اتخذوا الغناء سميرا |
سادوا بدينِ محمدٍ و بَنَتْ لهمْ | أخلاقُهمْ فوقَ النجومِ قُصُورا |
و بصارمٍ في الحرب يُعجِبُ باسلاً | ثَبْتَ الجنانِ مغامرا و جسورا |
مزمارُ إبليس الغناءُ و إنهُ | في القلبِ ينسجُ للخرابِ سُتُورا |
صاحبْتُهُ زمناً فلما تَرَكْتُه | ُأضحى ظلامُ القلبِ بعدَهُ نورا |
تباً و تباً للغناءِ و أهلِهِ | قد أفسدوا في المسلمين كثيرا |
يا ربِّ إهدِهِمُ أو ادفع شَرَّهُمْ | إنَّا نراك لنا إلهي نصيرا |