جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
|
جواهر ستار التعليمية :: قسم التاريخ و الحضارة الاسلامية :: شخصيات عالمية |
الأحد 3 أغسطس - 8:13:08 | المشاركة رقم: | |||||||
عضو نشيط
| موضوع: الإمام عبد الله بن المبارك رحمه الله الإمام عبد الله بن المبارك رحمه الله الإمام عبد الله بن المبارك رحمه الله ترجمة مختصرة لعالم الأمة الإمام الرباني عبد الله بن المبارك وفيها تنبيهات . بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على محمد وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد . فهذه ترجمة مختصرة للإمام الرباني عبد الله بن المبارك أسأل الله العظيم بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن ينفعنا بها . إسمه : - هو الإمام عبد الله بن المبارك بن واضح الحنظلي التميمي مولاهم أبو عبد الرحمن المروزي التركي ، وهو من تابعي التابعين . والديه : - كان والد عبد الله رجلاً تقياً من الموالي ، وكانت أمه خوارزمية . ويذكر أن والد عبد الله بن المبارك رحمه الله أنه كان يعمل في بستان لمولاه فقال له مولاه : أريد رماناً حلواً ، فمضي إلى بعض الشجر وأحضر منها رماناً فكسره فوجده حامضاً ، فحرد عليه وقال : أطلب حلوا فتحضر لي الحامض ؟؟ هات حلوا . فمضي وقطع من شجرة أخرى فلما كسره وجده أيضاً حامضاً ، فاشتد حرده عليه ، وفعل ذلك مرة ثالثة فوجده أيضاً حامضاً ، فقال له : أنت ما تعرف الحلو من الحامض ؟؟ فقال : لا فقال : وكيف ذلك ؟؟ فقال : لأني ما أكلت منه شيئاً حتى أعرفه . فقال : ولمَ لم تأكل ؟؟ قال : (لأنك ما أذنت لي بالأكل منه !) . فعجب من ذلك صاحب البستان ، وكشف عن ذلك فوجده حقاً ، فعظم في عينه ، وزاد قدره عنده ، وكانت له بنت خطبت كثيراً ، فقال له : يا مبارك ، من ترى تٌزوج هذه البنت ، فقال : أهل الجاهلية كانوا يزوجون للحسب ، واليهود للمال ، والنصارى للجمال ، وهذه الأمة للدين . فأعجبه عقله ، وذهب فأخبر به أمها وقال لها : ما أرى لهذه البت زوجاً غير مبارك . فتزوجها فجاءت (بعبد الله بن المبارك ،) فنمت عليه بركة أبيه. مولده : - ولد عبد الله بن المبارك في سنة 118هـ بمدينة مرو كبرى مدن خرسان . طلبه للعلم :- رحل ابن المبارك رحمه الله في سبيل طلب العلم إلى جميع الأمصار ، فمن اليمن في أقصى الجنوب إلى الشام في أقصى الشمال إلى ما بين هذين القطرين من الحجاز والبصرة والكوفة ومصر . ويكفي أنه سافر من مرو إلى هارون بن المغيرة في بلاد الري من أجل سماع حديث واحد كما في الرحلة للخطيب . قال هارون : قدم علي ابن المبارك فجاءإلي وهو على الرحل فسألني عن هذا الحديث فحدثته . فقال : ما وضعت رحلي من مرو إلا لهذا الحديث .) وقال ابن أبي حاتم سمعت أبي يقول : كان ابن المبارك ربع الدنيا بالرحلة في طلب الحديث ، لم يدع اليمن ولا مصر ولا الشام ولا الجزيرة ولا البصرة ولا الكوفة . وقال أبو أسامة الحافظ : ما رأيت رجلاً أطلب للعلم في الآفاق من ابن المبارك .) وقال إمام أهل السنة والجماعة أحمد بن حنبل رحمه الله : لم يكن في زمن ابن المبارك أطلب للعلم منه ، رحل إلى اليمن ومصر والشام والبصرة والكوفة ، وكان من رواة العلم ، وكان أهل ذاك ، كتب عن الصغار والكبار ، كتب عن عبد الرحمن بن مهدي وكتب عن الفزاري وجمع أمراً عظيماً . وعابه قوم على كثرة طلبه للحديث فقالوا له : إلى متى تسمع ؟؟ فقال: إلى الممات . شيوخه : - أقدم شيخ لقيه ابن المبارك هو الربيع بن أنس الخرساني ومن شيوخه أيضاً : سليمان التيمي وحُميد الطويل وإسماعيل بن أبي خالد ويحي بن سعيد الأنصاري وسعيد بن سعيد الأنصاري وإبراهيم بن أبي عبلة وأبي خلدة خالد بن دينار وعاصم الأحول وعبد الله بن عون وعبد الله بن عمر وعكرمة بن عمار وعيسى ابن طهمان وفطر بن خليفة ومحمد بن عجلان وموسى بن عقبة وإبراهيم بن عقبة والأعمش وهشام بن عروة وسفيان الثوري وسفيان بن عيينة وشعبة بن الحجاج وحماد بن زيد وحماد بن سلمة والأوزاعي وابن جريج ومالك بن أنس والليث بن سعد وابن لهيعة وابن أبي ذئب وإبراهيم بن طهمان وإبراهيم بن نشيط وأبي بردة بريد بن عبد الله بن أبي بردة وحسين المعلم وحيوة بن شريح وخالد بن سعيد الأموي وخالد ابن عبد الرحمن بن بكر السلمي وزكريا بن إسحاق ومسعر بن كدام وزكريا بن أبي زائدة وسعيد بن أبي عروبة وسعيد بن أبي أيوب وأبي شجاع وسعيد بن يزيد القتباني وسعيد بن إياس الجريري وسلام بن أبي مطيع وصالح بن صالح بن حي وطلحة بن أبي سعيد وعبد الملك بن أبي سليمان وعمر بن ذر وعمر بن سعيد بن أبي حسين ومحمد بن عمر بن فروخ وعمر بن ميمون بن مهران وعوف الأعرابي وحمد بن أبي حفص ومعمر بن راشد وهشام بن حسان ووهيب بن الورد ويونس بن يزيد الأيلي وأبي بكر بن عثمان بن سهل بن حنيف وإبراهيم بن سعد وزهير بن معاوية وأبي عوانة الوضاح ابن خالد وخالد بن مهران الحذاء وعبد الرحمن بن جابر والفزاري وآخرين . تلاميذه ومن روى عنه : الثوري ومعمر بن راشد والفزاري وجعفر بن سليمان الضبعي وبقية بن الوليد وداود بن عبد الرحمن العطار وابن عيينة وأبو الأحوص والفضيل بن عياض ومعمر بن سليمان والوليد بن مسلم وأبوبكر بن عياش وغيرهم من شيوخه وأقرانه ومسلم بن إبراهيم وأبو أسامة الكوفي وأبو سلمة التبوذكي ونعيم بن حماد وعبد الرحمن بن مهدي ويحي بن سعيد القطان وإسحاق بن راهويه وأحمد بن حنبل المروزي ويحي بن معين وإبراهيم الطالقاني وأحمد بن محمد مردويه وإسماعيل بن أبان الوراق وبشر بن محمد السختياني وحبان بن موسي والحكم بن موسى وزكريا بن عدي وسعيد بن سليمان وسعيد بن عمرو الأشعثي وسفيان بن عبد الملك المروزي وسلمة بن سليمان المروزي وسليمان بن صالح سلمويه وعبد الله بن عثمان عبدان وأبوبكر بن أبي شيبة وأخوه عثمان بن أبي شيبة وعبد الله بن عمر بن أبان الجعفي وعلي بن الحسن بن شقيق وعمرو بن عون وعلي بن حجر ومحمد بن الصلت الأسدي ومحمد بن عبد الرحمن بن سهم الأنطاكي وأبو كريب وأبوبكر بن أصرم ومنصور بن أبي مزاحم وحمد بن مقاتل المروزي ويحي بن أيوب المقابري وسويد بن نصر والحسن بن داود البلخي وعبد الله بن وهب ويحي بن آدم وعبد الرزاق الصنعاني ومكي بن إبراهيم وموسى بن إسماعيل ويعمر بن بشر وأبو النضر هاشم بن القاسم والحسن بن ربيع البوراني والحسن بن عرفة ويعقوب الدورقي وإبراهيم بن مجشر وأحمد بن منيع والحسن ابن عيسى بن ماسرجس والحسين بن الحسن المروزي وغيرهم قوة حفظه وتبحره في هذا الفن : روي عن ابن المبارك أنه قال : ما أودعت قلبي شيئاً قط فخانني . وعن نعيم بن حماد أنه سمع ابن المبارك يقول : قال لي أبي : لئن وجدت كتبك لأحرقنها ، فقلت : وما علي من ذلك وهو في صدري . وعن علي بن الحسن بن شقيق قمت مع ابن المبارك ليلة باردة ليخرج من المسجد فذاكرني عند الباب بحديث وذاكرته فما زال يذاكرني حتى جاء المؤذن فأذن للفجر . وحضر عبد الله بن المبارك عند حماد بن زيد مسلماً عليه ، فقال أصحاب الحديث لحماد بن زيد : يا أبا إسماعيل تسال أبا عبد الرحمن أن يحدثنا (يعنون ابن المبارك ) ؟؟ فقال : يا أبا عبد الرحمن تحدثهم ؟ فإنهم قد سألوني . قال : سبحان الله يا أبا إسماعيل أحدث وأنت حاضر ؟؟ قال : أقسمت عليك لتفعلن . فقال ابن المبارك : خذوا : حدثنا أبو إسماعيل حماد بن زيد ... وحدثهم مجلساً كاملاً ، فما حدث فيه بحرف إلا عن حماد بن زيد . وأما تبحره في هذا الفن فحدث ولا حرج ، فعن فضالة التونسي قال : كنت أجالس أصحاب الحديث بالكوفة ، وكانوا إذا تشاجروا في الحديث قالوا : مروا بنا إلى هذا الطبيب ، حتى نسأله يعنون عبد الله بن المبارك وكان يحي بن آدم يقول : كنت إذا طلبت الدقيق من المسائل ، فلم أجده في كتب ابن المبارك ، أيست منه . وعن ابن عُلية قال : أخذ هارون الرشيد زنديقاً فأمر بضرب عنقه ، فقال له الزنديق : لم تضرب عنقي ؟ قال له : أريح العباد منك . قال : فأين أنت من ألف حديث وضعتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال له الرشيد : فأين أنت يا عدو الله من أبي إسحاق الفزاري وعبد الله بن المبارك ينخلانها نخلاً فيخرجانها حرفاً حرفاً . تواضعه : كان ابن المبارك رجلاً متواضعاً للناس ، لا يري في نفسه الفضل على أحد . سئل ابن المبارك عن العجب فقال : أن ترى أن عندك شيئاً ليس عند غيرك . وسئل عن مسألة في المسجد الحرام فجعل يقول : مثلي يفتي في المسجد الحرام ؟؟ أو أنا أهل أن أفتي في المسجد الحرام ؟؟ وكان يعجبه قول مالك بن دينار : لو منادياً ينادي بباب المسجد : ليخرج شركم رجلاً ، والله ما كان أحد يسبقني إلى الباب إلا رجل بفضل قوة أو سعي . ويكفي أيها الإخوة الكرام أن ابن المبارك هو القائل : أحب الصالحين ولست منهم ، وأبغض الطالحين وأنا شر منهم . عبادته وتقواه : كان رحمه الله كثير الصلاة والصيام ، ذو عبادة متواصلة في الليل والنهار قلما أن ترى العيون مثله . قال نعيم بن حماد : ما رأيت أكبر اجتهاداً منه في العبادة . وعن محمد بن أعين وكان صاحب ابن المبارك في الأسفار وكان كريماً عليه : كان ذات ليلة ونحن في غزاة الروم ، ذهب ليضع رأسه ليريني أنه ينام ، فقعدت أنا ورمحي في يدي قبضت عليه ، ووضعت رأسي على الرمح كأني أنام كذلك ، فظن أني قد نمت فقام فأخذ في صلاته ، فلم يزل كذلك حتى طلع الفجر وأنا أرمقه ، فلما طلع الفجر جاء فأيقطني وظن أني نائم وقال : يا محمد ، فقلت إني لم أنم ، فلما سمعها مني ما رأيته بعد ذلك يكلمني ولا ينبسط إلى في شيء من غزاته كلها ، كأنه لم يعجبه ذلك مني لما فظنت له من العمل ، فلم أزل أعرفها فيه حتى مات ، ولم أر رجلاً قط أسر بالخير منه واسمعوا إلى هذه القصة التي هي أغرب من الخيال . فعن القاسم بن محمد قال : كنا نسافر مع ابن المبارك فكثيراً ما كان يخطر ببالي فأقول في نفسي : بأي شيء فضل هذا الرجل علينا حتى اشتهر هذه الشهرة ؟؟ إن كان يصلي إنا نصلي ، وإن كان يصوم إنا نصوم ، وإن كان يغزو فإنا نغزو ، وإن كان يحج إنا نحج . قال : فكنا في بعض مسيرنا في طريق الشام ليلة نتعشى في بيت إذ طفىء السراج ، فقام بعضنا فأخذ السراج وخرج يستصبح ، فمكث هنيهة ثم جاء السراج ، فنظرت إلى وجه ابن المبارك ولحيته قد ابتلت من الدموع ، فقلت في نفسي : بهذه الخشية فضل هذا الرجل علينا . ولعله حين فقد السراج وصار في الظلمة ذكر القيامة .) وقال الإمام أحمد بن حنبل : ما رفعه الله إلا بخشية كانت له . جهاده في سبيل الله : كان ابن المبارك من أكبر المجاهدين في سبيل الله ، وكان يضرب به المثل في الشجاعة والبطولة . قال الذهبي : فخر المجاهدين . وقال أيضاً : كان رأساً في الشجاعة . وعن عبد الله بن سنان قال : كنت مع ابن المبارك ومع المعتمر بن سليمان بطرسوس فصاح الناس : النفير ، فخرج ابن المبارك والناس ، فلما اصطف الناس خرج رومي ، فطلب البراز، فخرج إليه رجل ، فشد العلج عليه فقتله ، حتى قتل ستاً من المسلمين ، وجعل يتبختر بين الصفين يطلب المبارزة ، ولا يخرج إليه أحد ، فالتفت إلى ابن المبارك ، فقال : يا فلان ، إن قتلت فافعل كذا وكذا، ثم حرك دابته ، وبرز للعلج ، فعالج معه ساعة ، فقتل العلج ، وطلب المبارزة ، فبرز له علج آخر فقتله ، حتى قتل ستة علوج ، وطلب البراز ، فكأنهم كاعوا عنه ، فضرب دابته ، وطرد بين الصفين ، ثم غاب ، فلم نشعر بشيء ، وإذا أنا به في الموضع الذي كان ، فقال لي : يا عبد الله لئن حدثت بهذا أحداً، وأنا حي ، فذكر كلمة سلفية ابن المبارك ودفاعه عن الدين : كان ابن المبارك رحمه الله سلفيا ً أثرياً ، ينهى الناس عن الأخذ عن أهل الأهواء والبدع ، ويكفي أنه هو القائل المقولة المشهورة كما في مقدمة صحيح مسلم : دعوا حديث عمرو ابن ثابت فإنه كان يسب السلف . وقال في القرآن : من زعم أنه مخلوق فقد كفر بالله العظيم . ومعتقد ابن المبارك في أحاديث الصفاة والنزول هو معتقد أئمة الحديث الأبرار . وذكر عنده جهم فقال : عجبت لشيطان أتى الناس داعياً .............. وإلى الشر وانشق إسمه من جهنم وذكر عنده عمرو بن عبيد المعتزلي فقال : أيها الطالب علماً .............. إيت حماد بن زيد فخذ العلم بحلم ................. ثم قيده بقيد وذر البدعة من ................ آثار عمرو بن عبيد كان ابن المبارك رحمه الله من أثبت الناس في السنة ، ولهذا قال الأسود بن سالم : إذا رأيت رجلاً يغمز ابن المبارك ، فاتهمه على الإسلام . ) وسئل رحمه الله : أيهما أفضل معاوية بن أبي سفيان أو عمر بن عبد العزيز فقال : والله إن الغبار الذي دخل في أنف معاوية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من عمر بألف مرة ، صلى معاوية خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : سمع الله لمن حمده ، فقال معاوية : ربنا ولك الحمد ، فما بعد هذا كرمه : - كان رحمه الله يخصص مائة ألف درهم في كل عام ينفقها في أهل العبادة والزهد والعلم وقد قال يوماً للفضيل بن عياض : لولا أنت وأصحابك ما اتجرت شكا أبو أسامة الحافظ إلى ابن المبارك ديناً عليه وسأله أن يكلم له بعض إخوانه ، فعمد ابن المبارك إلى خمسمائة درهم من ماله فوجهها ليلاً مع رسول له ، وطلب من الرسول أن لا يعلمه من وجهه إليه وعن محمد بن عيسى ، قال : كان ابن المبارك كثير الاختلاف إلى طرسوس ، وكان ينزل الرقة في خان ، فكان شاب يختلف إليه ، ويقوم بحوائجه ، ويسمع منه الحديث ، فقدم عبد الله مرة ، فلم يره ، فخرج في النفير مستعجلاً ، فلما رجع ، سأل عن الشاب ، فقال : محبوس على عشرة آلاف درهم ، فاستدل على الغريم ، ووزن له عشرة آلاف ، وحلفه ألا يخبر أحداً ما عاش ، فأخرج الرجل ، وسرى ابن المبارك ، فلحقه الفتى على مرحلتين من الرقة ، فقال : لي يا فتى ، أين كنت ؟؟ لم أرك . قال : يا أبا عبد الرحمن كنت محبوساً بدين . قال : وكيف خلصت ؟؟ قال : جاء رجل ، فقضى ديني ، ولم أدر . قال : فاحمد الله . ولم يعلم الرجل إلا بعد موت عبد الله وخرج مرة إلى الحج فاجتاز بعض البلاد ، فمات طائر معهم فأمر بإلقائه على مزبلة هناك . وسار أصحابه أمامه وتخلف هو وراءهم ، فلما مر بالمزبلة إذا بنت قد خرجت من دار قريبة منها ، فأخدت ذلك الطائر الميت ثم لفته وأسرعت به إلى الدار ، فجاء وسألها عن أمرها فقالت : أنا وأخي هنا ليس لنا شيء إلا هذا الإزار ، وليس لنا قوت إلا ما يلقى على هذه المزبلة ، وقد حلت لنا الميتة منذ أيام ، وكان أبونا له مال فظلم وأخذ ماله وقتل ، فأمر ابن المبارك برد الأحمال وقال لوكيله : كم معك من النفقة ؟ قال : ألف دينار ، فقال : عد منها عشرين ديناراً تكفينا إلى مرووأعطها الباقي فهذا أفضل من حجنا في هذا العام ثم رجع من شعره : قال في السلطان : إن الجماعة حبل الله فاعتصموا ........... منه بعروته الوثقي لمن دانا الله يدفع بالسلطان معضلةً ................. عن ديننا رحمة منه ورضوانا لولا الأئمة لم تأمن لنا سُبل ................ وكان أضعفنا نهباً لأقوانا وقال في مِسعر بن كدام : من كان ملتمساً جليساً صالحاً ........... فليأت حلقة مِسعر بن كدامِ فيها السكينة والوقار وأهلها ........... أهل الوقار وعِليَةُ الأقوامِ وله أيضاً : الصمت أزين بالفتى ............... من منطق في غير حينه والصدق أجمل بالفتى ............. في القول عندي من يمينه وعلى الفتى بوقاره ................ سِمة تلوح على جبينه فمن الذي يخفى عليك ............. إذا نظرت إلى قرينه رب امرىءٍ متيقنٍ ................. غلب الشقاء على يقينه فأزاله عن رأيه .................... فابتاع دنياه بدينه من حكمته : سئل ابن المبارك : ما خير ما أعطي الإنسان ؟؟ قال : غريزة عقل . قيل : فإن لم يكن ؟ قال : حسن أدب . قيل : فإن لم يكن ؟ قال : أخ شقيق يستشيره . قيل : فإن لم يكن ؟ قال : صمت طويل . قيل : فإن لم يكن ؟ قال : موت عاجل وقال أيضاً : على العاقل أن لا يستخف بثلاث : العلماء والسلطان والإخوان ، فإن من استخف بالعلماء ذهبت آخرته ، ومن استخف بالسلطان ذهبت دنياه ، ومن استخف بالإخوان ذهبت مروءته . وعنه : كم من حامل للقرآن والقرآن يلعنه من جوفه ، وإذا عصى حامل القرآن ربه ، ناداه القرآن من جوفه ، : والله ما لهذا حملت ، إلا تستحي من ربك وعنه أيضاً : ليكن عمدتكم الأثر ، وخذوا من الري ما يفسر لكم الحديث وقال أيضاً : في صحيح الحديث شُغل عن سقيمه . كراماته : قال الحسن بن عيسى : كان مجاب الدعوة وقال أبو وهب : مر عبد الله برجل أعمي فقال : أسألك أن تدعو لي فدعا فرد الله بصر ه وأنا أنظر . . ثناء العلماء عليه قال سفيان الثوري وهو شيخه : إني لأشتهي من عمري كله أن أكون سنة واحدة مثل عبد الله بن المبارك فما أقدر أن أكون ولا ثلاثة أيام وعن الثوري أيضاً : ابن المبارك عالم أهل المشرق وأهل المغرب . وعن ابن عيينة : ابن المبارك عالم المشرق والمغرب وما بينهما . وقال عبد الرحمن بن مهدي : ما رأيت مثل ابن المبارك ، فقيل له : ولا سفيان ولا شعبة ، فقال : ولا سفيان ولا شعبة . وقال أبو إسحاق الفزاري : ابن المبارك إمام المسلمين . وعن أبي أسامة الحافظ : كان ابن المبارك في أصحاب الحديث مثل أمير المؤمنين في الناس وقال إسماعيل بن عياش : ما على وجه الأرض مثل ابن المبارك ، ولا أعلم أن الله خلق خلصة من خصال الخير إلا وقد جعلها فيه . قال الحسن عيسى : اجتمع أصحاب الحديث فقالوا : تعالوا حتى نعد خصال ابن المبارك من أبواب الخير ، فقالوا : جمع العلم ، والفقه والأدب ، والنحو ، واللغة ، والزهد ، والشعر ، والفصاحة ، والورع والانصاف ، وقيام الليل والعبادة ، والحج والغزو ، والشجاعة والفروسية ، والشدة في بدنه ، وترك الكلام فيما لا يعنيه ، وقلة الخلاف على أصحابه وقال النسائي : لا نعلم في عصر ابن المبارك أجل من ابن المبارك ولا أعلى منه ولا أجمع لكل خصلة محمودة منه وقال مؤرخ الإسلام الحافظ الذهبي في العبر : الإمام العلم الفقيه ، الحافظ الزاهد ، ذو المناقب . كان رأساً في الذكاء ، رأساً في الشجاعة والجهاد ، رأساً في الكرم وقال الذهبي أيضاً : الإمام الحافظ العلامة ، شيخ الإسلام فخر المجاهدين ، قدوة الزاهدين ، صاحب التصانيف النافعة . وقال أيضاً رحمه الله : والله إني لأحبه في الله وأرجو الخير بحبه لما منحه الله من التقوى والعبادة والاخلاص والجهاد وسعة العلم والإتقان والمواساة والفتوة والصفات الحميدة .) وفاته توفي ابن المبارك رحمه الله في بلدة هِيت ودفن فيها وذلك في سنة 118هـ ، وله من العمر ثلاث وستون سنة . وروي أنه لما بلغ الرشيد موت ابن المبارك قال : مات سيد العلماء ، ثم جلس للعزاء وأمر الأعيان أن يعزوه في ابن المبارك ما رآه له الصالحون قال زكريا بن عدي : رأيت ابن المبارك في النوم فقلت : ما فعل الله بك ؟ قال : غفر لي برحلتي في الحديث وعن صخر بن راشد قال : رأيت عبد الله بن المبارك في منامي بعد موته ، فقلت : أليس قد مت ؟؟ قال : بلى ، قلت : فما صنع بك ربك ؟؟ قال : غفر لي مغفرة أحاطت بكل ذنب وعن محمد بن يوسف الفريابي قال : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وقد مر به سفيان الثوري ، قلت : يا رسول الله مات مِسعر بن كدام . قال : نعم وتباشر بروحه أهل السماء . قلت : يا رسول الله ما فعل حماد بن سلمة ؟؟ قال : مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً . قلت : يا رسول ما فعل حماد بن زيد ؟ قال : مع المقربين . قلت : يا رسول الله ما فعل عبد الله بن المبارك ؟ فقال : هيهات هيهات !! ذاك أرفع من هؤلاء . رحم الله الإمام ابن المبارك رحمة واسعة تنبيهات : التنبيه الأول : بخصوص قصة ابن المبارك مع المرأة المتكلمة بالقرآن وخلاصة القصة : أن عبد الله بن المبارك رحمه الله قابل امرأة فسألها عن حاجتها وعن بلدها .... فكانت لا تجيب إلا بآية من القرآن ، وبعد أن قابل أولادها سألهم عن تلك الأم فأخبروه أنها لم تتكلم منذ أربعين سنة إلا بالقرآن . ولا شك أن تلك القصة باطلة من وجوه كثيرة منها 1- إن كثيراً لمن ترجم لابن المبارك لم يذكر تلك القصة 2- القصة ليس لها زمام ولا خطام فلم يذكر سندها 3- عدم إنكار ابن المبارك رحمه الله فعلها ذاك ، خاصة أن كثيراً من العلماء نهى عن التخاطب بالقرآن وابن المبارك مشهور باتباعه للسنة فكيف يترك الإنكار عليها 4- وضوح التكلف في تركيب السؤال والجواب وهذا يدل على بطلانها . نقلاً من كتاب تحت المجهر لعبد العزيز السدحان ص 122-123. التنبيه الثاني :- بخصوص الأبيات التي قالها ابن المبارك في ابن عُلية قال عبيد الله العيشي : حدثنا الحمادان أن ابن المبارك كان يتجر ، ويقول : لولا خمسة ما تَجِرتُ: السفيانان ، وفضيل بن عياض ، وابن السماك ، وابن عُلية . فيصلهم . فقدم ابن المبارك سنة ، فقيل له : قد ولي ابن عُلية القضاء . فلم يأته ولم يصله ، فركب إليه ابن عُلية ، فلم يرفع به رأساً ، فانصرف ، فلما كان الغد ، كتب إلى عبد الله رقعة يقول : قد كنت منتظراً لبرك ، وجئتك ، فلم تكلمني ، فما رأيت مني ؟؟ فقال ابن المبارك : يأبي هذا الرجل إلا أن نُقشر له العصا . ثم كتب إليه : يا جاعل العلم له بازياً .............. يصطاد به أموال المساكين احتلت للدنيا ولذاتها ................ بحيلة تذهب بالدين فصرت مجنوناً بها بعدما ........... كنت دواء للمجانين أين رواياتك فيما مضي .............. عن ابن عون وابن سيرين ودرسك العلم العلم بآثاره ........... في ترك أبواب السلاطين تقول : أكرهت فماذا كذا ............ زَل حمار العلم في الطين لا تبع الدين بالدنيا كما ............. يفعل ضُلال الرهابين فلما وقف على هذه الأبيات قام من مجلس القضاء ، فوطىء بساط الرشيد وقال : الله الله ارحم شيبتي ، فإني لا أصبر على القضاء ، قال : لعل هذا المجنون أغرى عليك ، ثم أعفاه ، فوجه إليه ابن المبارك بالصرة . قال الحافظ الذهبي رحمه الله [ سير أعلام النبلاء 9/117] هذه حكاية منكرة من جهة أن العيشي يرويها عن الحمادين ، وقد ماتا قبل هذه القصة بمدة ، ولعل ذلك أدرجه العيشي .) وقيل كما في تهذيب التهذيب [1أ251] : إن ابن المبارك إنما كتب إليه بهذه الأبيات لما ولي صدقات البصرة ، وهو الصحيح .اهـ هذا والله أعلم وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم . أبو عبد الرحمن الذهبي .شبكة سحاب السلفية - بتصرف يسير وأقول – محمد أبو عمر – التنبيه الثالث : قصة ( يا عابد الحرمين لو أبصرتنا لعلمت أنك بالعبادة تلعب ) سئل الشيخ يحيى الحجوري حفظه الله عن هذه الأبيات فقال نص السؤال : السؤال الثالث : القصيدة المنسوبة إلى عبد الله بن المبارك رحمه الله التي أرسل بها إلى الفضيل بن عياض رحمه الله ومطلعها : يا عابد الحرمين لو أبصرتنا لعلمت أنك في العبادة نلعب فما صحة نسبتها إليه ؟ الجواب : القصيدة ضعيفةٌ سنداً ومنكرةٌ متناً ، أما من حيث السند عبد الله بن محمد قاضي نصيبين يرويها عن محمد بن إبراهيم بن أبي سكينة ، وابن أبي سكينة يذكرها عن ابن المبارك أنه أرسله ابن المبارك إلى الفضيل بن عياض بهذه الأبيات ، ابن أبي سكينة مجهول ، وقاضي نصيبين أيضاً من هذا الباب أو نحو هذا الباب وفيها نكارة في المتن ، اسمع إلى هذه الأبيات : يا عابد الحرمين لو أبصرتنا لعلمت أنك في العبادة تلعب ما كان السلف رضوان الله عليهم يُحقرون العبادة ويسمونها لعباً حشا ابن المبارك أن يُسمي الصلاة أو يجعل الصلاة والصيام والقيام في حرم الله على ما تعرفون في فضل الصلاة في الحرم يجعلها لعباً من كان يخضب خده بدموعه فنحورنا بدمائنا تتخضب وأيضاً حاشا ابن المبارك أن يتبجح بهذا التبجح وأنه أنك فقط دموعك تتخضب خدودك بماء أما نحن فدموعنا تسير على نحورنا إلى آخره ، أهل العلم قاطبة أرفع من هذا وأبعد من هذا هو يقول : نحن فعلنا كذا أنت فعلت كذا نحن فعلنا كذا وفعلنا كذا ، لا يا أخي هذه الأبيات وهي في < فتح المجيد > ومر بنا حكمها أيضاً ضعيفةٌ سنداً ومنكرةٌ متناً . ******************************* المصدر : أسئلة أبي رواحة الحديثية والشعرية ( الجزء الأول ) للشيخ يحيى بن علي الحجوري حفظه الله – شبكة سحاب السلفية الموضوعالأصلي : الإمام عبد الله بن المبارك رحمه الله // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: جميلة
| |||||||
الإشارات المرجعية |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17) | |
|
| |
أعلانات نصية | |
قوانين المنتدى | |
إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان |