انه لجسيم شبح فكتلته
تكاد تقترب من الصفر ( إن كان له كتلة أصلاً ) و يتحرك بسرعة الضوء أو يكاد و ينطلق
بأعداد هائلة لا يلوي على شيء فليس ثمة حائل يستطيع أن يوقفه و ذلك بسب قدرته
الفريدة على الاختراق فإذا اخترق النيوترينو كرتنا الأرضية في بقعة ما فانه سرعان
ما يخرج من البقعة المقابلة قبل أن يرتد إليك طرفك ماراً بمركز الأرض ليواصل رحلته
في أجواء الفضاء .


كما أن الجسم البشري
يحتوي على أحد نظائر البوتاسيوم المشع الذي ينتج يومياً حوالي 340 مليون تتسلل إلى الخارج دون أن
ندري .


يعد النيوترينو أكثر
الجسيمات تحت الذرية إثارة بالنسبة لعلماء الفيزياء الذرية و ذلك لكونه أكثرها
مراوغة و غموضاً إذ من الصعب العثور عليه أو تطويقه و هو عصي تماماً على الإمساك به
و تعجز كل المواد عن صده أو امتصاصه
كما أنه متعادل كهربائياً و يستمتع بتبديل هيئته
فله ثلاث هيئات يتنقل بينها و هو ما يسمى بتذبذب النيوترينو
.







ميلاده و مطاردته :


منذ حوالي
بليون سنة حدث الانفجار العظيم
( و هي إحدى أشهر النظريات المطروحة في كيفية نشوء الكون ) , ذلك
الانفجار الذي حدث لنقطة مادية في حالة انضغاط شديد و حرارة علية جداً تدعى
المفردة (sigularity).


و تمثل بداية هذا الانفجار لحظة
ميلاد الكون و بعد مرور
( 100.1 سنة ) من ولادة الانفجار العظيم تمت
ولادة الكثير من جسيمات النيوترينو و أيضاً الإلكترونات و القليل من البروتونات
بالإضافة إلي جسيماتها المضادة و كان الكون يفيض بالضوء ( أي بالفوتونات و هي جسيمات
القوة الكهرومغناطيسية التي يعتبر الضوء أهم تجلّياتها و أروعها ).


بعد ( 14 ثانية
) من الانفجار العظيم أخذت
الإلكترونات و مضاداتها البوزونات في التصادم و
إفناء بعضها البعض و في نهاية
الدقيقة الثالثة اختفت جميع البوزونات و لم يبقى إلا القليل من الإلكترونات و بذا
تكون مكونات الكون الأساسية قد تحددت بشكل نهائي على النحو التالي : النيوترينو و
مضاده بأعداد هائلة مع القليل من البروتونات و الإلكترونات .





هناك خمسة مصادر للنيوترينو هي
:


1-
الشمس و غيرها من النجوم التي نتج كميات هائلة من النيوترينو نتيجة الانصهار
الحراري داخلها .


2-
كوكب الأرض الذي يحتوي على عدد ضخم من الأنوية ذات النشاط الإشعاعي الطبيعي .


3-
الإشعاعات الكونية المنبعثة من المجرات البعيدة تقوم أثناء اختراقها للغلاف الجوي
بالتفاعل مع أنوية ذراته .


4-
الخلفية الكونية التي صدرت عن الانفجار العظيم تحمل معها إلي الأرض أعداداً كبيرة
من النيوترينوات و كذلك تفعل انفجارات النجوم فائقة الاستعار .


5-
المنشآت النووية التي يصنعها الإنسان مثل معجلات الجسيمات تحت الذرية التي تنتج
نيوترينات عالية الطاقة و المفاعلات النووية
التي تنتج نيوترينو منخفضة الطاقة .




تطبيقات و مصانع :


لعل أكثر المشاريع طموحاً
و أقربها للتحقق مشروع بناء المرصد أنتارس في قاع البحر الأبيض المتوسط بالقرب من
الساحل الفرنسي و الذي يقوم ببنائه أكثر من 150 عالماً و مهندساً و يأمل فريق الرصد
بتحديد أماكن
النيوترينوات عالية الطاقة
للاستعانة بها في الحصول على معلومات خاصة
بما يدور في قلب مجرتنا الهائج أو للكشف عن أسرار المادة المعتمة التي تسود الكون و
الذي سيمكننا من اكتشاف المصادر المجهولة للأشعة الكونية و سيتيح لنا الفرصة لرؤية
أجسام كونية لأول مرة .كما أن 300 عالماً و مهندساً يعكفون على تصميم
ذلك المصنع العملاق و من المتوقع أن يبدأ المصنع في إنتاج النيوترينوات في غضون عقد
واحد.