الأربعاء 9 أبريل - 23:11:30 | المشاركة رقم: |
Admin
إحصائيةالعضو | عدد المساهمات : 18167 | تاريخ التسجيل : 16/06/2009 |
|
| موضوع: القوة الإنجازية المستلزمة عند السكاكي القوة الإنجازية المستلزمة عند السكاكي القوة الإنجازية المستلزمة عند السكاكي....4 | |
| في معرض التأريخ التأصيلي لمفهوم القوة الإنجازية، أشرنا (المتوكل/ 1983) إلى أن البلاغيين العرب القدامى (السكاكي، المفتاح) أقاموا تصنيفاً للأغراض التي تعبر عنها العبارات اللغوية قوبل فيه بين "الأعراض الأصول" و"الأعراض المولّدة" مقامياً عن هذه الأغراض الأصول. من أمثلة ما يسوقه السكاكي في هذا الباب المثال التالي: (5) فإذا قلت لمن تراه يؤدي الأب: " أتفعل هذا؟" امتنع توجه الاستفهام إلى فهل الأذى لعلمك باله وتوجه إلى ما لا تعلم مما يلابسه من نحو: "أتستحسن؟" وولّد الإنكار والزجر... أو كما إذا قلت لمن بعثت إلى مهمّ وأنت تراه عندك: " أما ذهبت بعد؟" امتنع الذهاب عن توجه الاستفهام إليه لكونه معلوم الحال واستدعى شيئاً مجهول الحال مما يلابس الذهاب مثل: " أما تيسر لك الذهاب؟" وتولد منه الاستبطاء والتحضيض" نستشف من هذه الأمثلة أن التحليل الذي يقترحه السكاكي لخروج الأغراض الأصلية إلى أغراض فرعية يقوم على مفاهيم أربعة هي: " الأصل" و"المقام" و"إجراء الأصل" (أو امتناعه) و"الملابسة". يقسّم السكاكي الكلام كما هو معلوم، إلى "خبر" و"طلب" ويعد! أصولاً للطلب الاستفهام والنداء والأمر والنهي والتمني. لكل غرض من هذه الأغراض الطلبية الخمسة شروط إجراء. فإجراء الاستفهام على الأصل يقتضي طلب العلم مما ليس معلوماً ممكن العلم بعه مثلاً؛ يتحكّم المقام (أو "قرائن الحال") في إجراء الغرض على الأصل أو امتناع إجرائه بتوافر شروط الإجراء أو عدم توافرها (أو "خرقها")؛ حين يكون المقام مانعاً لإجراء الغرض على الأصل، ينتقل إلى ما يلابسه أي إلى ما يقترب شرط إجرائه من الشرط المخروق مقامياً. أهم ما يستخلص هنا هو أن الانتقال من غرض إلى غرض آخر محكوم أساساً بالمقام، أي بتعبير آخر أن الاستلزام في منظور السكاكي استلزام مقامي. من كتاب ( الخطاب وخصائص اللغة العربية) أحمد المتوكل .. ص ص 49-50 |
U
|
| |