الأربعاء 9 أبريل - 22:59:50 | المشاركة رقم: |
Admin
إحصائيةالعضو | عدد المساهمات : 18167 | تاريخ التسجيل : 16/06/2009 |
|
| موضوع: من سورة الفرقان وبعض من الألفاظ في الآيات[46-81-83] من سورة التوبة من سورة الفرقان وبعض من الألفاظ في الآيات[46-81-83] من سورة التوبة من سورة الفرقان وبعض من الألفاظ في الآيات[46-81-83] من سورة التوبة 11:44 | |
| ملخص القراءة توصل الباحث إلى مجموعة من النتائج لعل أبرزها : • التوصل إلى أن معنى هباء في الآية 23 من سورة الفرقان هو : السحاب والضباب وليس ما ذكره المفسرون بدليل أنه قد وصف اللفظ بـ(منثورا – مبثوثا) ولو كان المعنى ما ذكره المفسرون ؛ لما احتاج إلى هذا الوصف ، فضلا عن أدلة أخرى ذكرت في مكانها من البحث . • تشير الدلائل والقرائن المبثوثة في السياق الداخلي والخارجي للآية نفسها إلى أن الحكم بتلاشي أعمال الكافر يوم القيامة - مهما كانت منفعتها – منطبق على الكافر لمجرد كفره ؛ بغض النظر عن زمانه ومكانه وموقفه من الدعوة . كما تشير كذلك بالمقابل أن حق تميز الكافر وتصنيف حكر على الله سبحانه وتعالى ولا يجوز لأحد من البشر إطلاق كلمة الكفر على غيرهم مهما علم من المؤشرات والدلائل التي تدل على ذلك لأن هذا التمييز والتصنيف – بالنسبة للإنسان – لا يتم إلا بعد مفارقة الحياة بأدلة عديدة أبرزها الباحث في مكانها من البحث . • القاعدون في الآية 46 التوبة ؛ المقصود بهم كل من قعد عن نصرة الحق والرسل بعامة ، أو من قعد في طريق الدعوة أو أقعد في النار من لدن إبليس إلى أن يرث الله الأرض وليس المقصود به ما ذكره أصحاب التفسير ؛لأن المعنى في قوله : " اقعدوا مع القاعدين " هو معنى تداوليا وليس حرفيا كما بين ذلك الباحث من خلال قراءة السياق ، فضلا عن العديد من القرائن والدلائل المبثوثة في السياق الداخلي والخارجي للآية و التى تشير إلى هذا المعنى وقد ذكرت في البحث . • العلاقة بين ( المخلفين – والخالفين ) المذكورتين في الآية 81 ، 83 هي علاقة العموم والخصوص من وجه ؛ فكل خالف هو مخلف عن الغزوة وليس كل مخلف هو خالف ؛ لأن هناك من المخلفين من قبلت توبتهم بعد ذلك ومن ثم فالمقصود بالخالفين في الآية 83 هم المنافقون ، أو الخوالف في الآية التالية . والمقصود بالمخلفين هم الذين خلفوا أو تخلفوا عن الجهاد في غزوة تبوك دون وجود عذر يمنعهم من المشاركة . • العلاقة بين الخالفين في الآية 81 وبين القاعدين في الآية 46 هي علاقة العموم والخصوص ؛ فكل خالف هو قاعد بالمعنى الذي ذكره الباحث لكلمة قاعد ، وليس كل قاعد هو خالف ؛ من ثم فالخالقون أعظم درجة في العقاب عند الله من القاعدين بحكم دخولهم في حكم القاعدين وتميزهم عنهم بصفات ليست موجودة عند القاعدين ويتضح ذلك من خلال الخطاطة نهاية البحث والذي يتعزز بقوله تعالى " إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ".
قراءة الآية 23 من سورة التوبة قال تعالى :" وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا " (الفرقان الآية 23) قبل الشروع في تحليل هذه الآية لابد من الوقوف على معنى بعض ألفاظها نظرا لندرة استعمالها واختلاف المفسرين لها ومن ذلك لفظة (هباء) في الآية ؛فقد ذهب العديد من المفسرين كالزمخشري وابن عاشور وصاحب غريب القرآن ، وأبي السعود وغيرهم إلى أن معناها دقائق التراب الساطع في الجو كالدخان وما ينبعث من ضوء الشمس ، و جسيمات دقيقة لا ترى إلا في ضوء الشمس وكذا قال أغلب أصحاب المعاجم كالتاج ولسان العرب وأساس البلاغة وغيرهم . كما قيل إن الهباء معناه الماء المراق ، وقيل الرماد إذا ذرته الريح ، وقيل الهباء : هو جسيمات دقيقة للغاية وغاز ، وقد تكون الجسيمات قطرات ماء ، أو قطع صغيرة من مادة صلبة عالقة ؛ أي موزعة في الغاز وتعد السحاب والضباب هباء جويا يحدث بصورة طبيعية . والباحث يختار من هذه الأقوال- في سياق هذه الآية ، وإن خالف بذلك المفسرين - القول القائل بأن الهباء هو : السحاب والضباب . ويعود اختياره لأمرين : الأول: السياق العام الذي وردت فيه اللفظة في القرآن ؛ فقد وردت في موضعين الأول هذه الآية والثاني في سياق قوله تعالى :" وبست الجبال بسا فكانت هباء منبثا "(الواقعة6‘ 5) ففي هذه الآية نجد أن (هباء) ترد وصفا للجبال يوم القيامة على سبيل التشبيه . غير أننا لن نعرف المعنى المقصود منها إلا من خلال سياق اللفظة وذلك من خلال النظر للفظة من ناحية علاقتها بالكلمات المجاورة لها خصوصا لفظة (بس) ؛ فهذه اللفظة لها معنيين الأول التفتيت للشيء ، والثاني سَوْقُ الشيء ولعل القرآن الكريم قد اختار هذه اللفظة بالذات لتدل على المعنيين معا ؛ أي التفتيت والسوق بدليل قوله تعالى وهو يتحدث عن الجبال في سياق آخر- :" وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب " وقوله تعالى :" وتكون الجبال كالعهن المنفوش " ومن ثم يكون المعنى في الآية هو قطعت الجبال وسيقت ؛ فكانت أشبه بالهباء ؛ الذي هو عبارة عن جزيئات دقيقة وغاز ، الذي هو السحاب والضباب . يعزز هذا المعنى قوله تعالى في سياق آخر :" يوم تمور السماء مورا وتسير الجبال سيرا " (الطور 10) وقوله تعالى " وسيرت الجبال فكانت سرابا " ( النبأ 20) ؛ ففي ذلك إشارة إلى أن معنى الهباء هو السحاب والضباب ؛ إذ إن السحاب – في حقيقته- ما هو إلا قطرات من الماء متبخرة من الأرض المختلطة بالغاز ، كما أن مقارنة قوله تعالى " وبست الجبال بسا ؛فكانت هباء منبثا " بقوله تعالى :" وترى الجبال تحسبها هامدة وهي تمر مر السحاب "– إذ نظرنا إلى المعنى على أنه التقطيع والسوق مجتمعين ؛ يشير إلى أن المقصود بالهباء هو السحاب والضباب. يتضح هذا المعنى أكثر من خلال علاقة اللفظة بما يجاورها على المستوى الأفقي للغة إذ إن هباء قد وصفت بـ منبثا ؛ فلو كان معنى اللفظة كما قيل : الجزيئات التي تلاحظ من خلال الشمس لما احتاج القرآن لأن يصفها بأنها منبثة ؛ فهي متفرقة أصلا . الأمر الآخر الذي جعل الباحث يذهب إلى أن المقصود من كلمة هباء -في الآية - هو السحاب والضباب هو :السياق الذي وردت فيه هذه الآية على الخصوص ؛ فالآية قد وردت في سياق الحديث عن المكذبين والمستكبرين من الكفار ؛ الذين كانوا يعتقدون أن أعمالهم في الدنيا كإغاثة الملهوف وإكرام الضيف وصلة الرحم ، وغير ذلك من أفعال الخير أنها ستشفع لهم في الآخرة ، أو أنها ستخفف عنهم العذاب المتوعدون به في الآيات السابقة لهذه الآية ؛ فضلا عن ذلك أن الآية كانت خاتمة قصة الكافرين وما ينتظرهم من عقوبة وفاتحة قصة المؤمنين وما ينتظرهم من ثواب ، ولا شك أن هذا السياق هو سياق تخويف وتوعد وإقناع بالمصير المحتم للمكذبين ومن هم على شاكلتهم . ولما كان ذلك كذلك كان لا بد أن يختار القرآن من المحور الاستبدالي للغة من الألفاظ ما يفي بهذا الغرض ويحققه أكمل تحقيق ؛ فكان اختياره للفظة (هباء ) دون غيرها من الألفاظ ؛ لأن هذه اللفظة في سياقها تؤدي ما لا يمكن لغيره من الألفاظ والعبارات أن يؤديه ؛ فهي تصور المشهد أصدق تصوير وتوحي بالخيبة والحسرة ؛ لأنها - وهي بمعنى السحاب والضباب - تشير إلى شيء يتراءى للعين أنه كبير وكثير ولكن عند محاولة الإمساك به يتعذر وهذا هو حال الكفار عند ظنهم بأعمالهم . كما أن هناك إشارة من المحور الأفقي يدل على أن المقصود هو السحاب والضباب وهذه الإشارة هي وصف الهباء بـ منثور ؛ ؛فهذا الوصف يبدد ما قد يعتقد من منفعة ؛ لأن السحاب حين يكون مبددا ومنثورا لا ينتج عنه المطر بخلاف ما لوكان مجموعا ولو كان المقصد من الهباء كما ذهب المفسرون لما احتاج القرآن إلى وصفه بالمنثور لأنه منثور أصلا بحسب تفسيره . فضلا عن ذلك فإن الوصف بمنثور يحقق التشاكل على المستوى الصوتي مع الآيات السابقة لهذه الآية عن طريق اتحاد صوت القافية الذي هو الراء ( بورا - كبيرا -بصيرا - منثورا )؛ فهذا التشاكل والاختيار لصوت الراء بما فيه من تكرار وقوة يوحى بالغرض الأساس من القصة والمتمثل بالتهديد والوعيد ؛ يتضح ذلك من خلال مقارنة هذه الفواصل بالفواصل التي وردت في القصة الثانية وهي قصة المؤمنين وما ينتظرهم من الثواب ؛ فقد جاءت هذه الفواصل بقافية اللام ( مقيلا – تنزيلا- سبيلا- ...) الذي يوحى بالهدوء والسكينة . |
|
| |