دراما اللامعقول "، و الذي يعرف من خلاله " مارتن اسلين" (صاحب الكتاب)، بالمسرح العبثي أو اللامعقول.
يضم الكتاب مقدمة نظرية قيمة، يروم من خلالها الكاتب التعريف بهذا اللون الأدبي الذي فرض نفسه بقوة مع نهاية القرن العشرين، من خلال الحديث عن أبرز ممارسيه ( بكيث، يونسكو، أرابال، ألبي،....) و أعمالهم التي أحدثت نقلة نوعية على صعيد الممارسة المسرحية. و كذا وضع مقارنة بين المسرح الكلاسيكي، و هذا المسرح الجديد. على عدة مستويات، نذكر من بينها : الشخصيات، الحوار، الحبكة. يقول مارتن اسلين بخصوص هذه المقارنة : " عندما ظهرت مسرحيات يونسكو و بكيث و جينيه و أداموف على المسرح لأول مرة، حيرت معظم النقاد و المشاهدين و أثارت سخطهم. و لا عجب في ذلك إذ أن هذه المسرحيات تهزأ بجميع المعايير التي ظلت تقاس بها المسرحية قرونا كثيرة ".
أما هذه المعايير فهي التي أشرنا إليها سابقا بلفظ المستويات، و هي المحددات، أو قل السمات الأساسية لأي مسرحية، و بدونها تفتقد هذه الأخيرة ــ حسب الطرح الكلاسيكي ــ ماهيتها. إن مسرح اللامعقول يتحدى هذه المعايير و التوابث، فإذا كان المسرح الكلاسيكي تكون دوافع شخصياته مقدمة في شكل مقنع و صادق، فإنها في مسرح اللامعقول تكون الأفعال خالية من أية دوافع، و إذا كان الحوار المنطقي يطبع المسرح التقليدي، فإن الثرثرة التي لا معنى لها ( على الأقل كما يبدو لأول وهلة ) هي الغالبة على المسرح العبثي، و إذا كان المسرح التقليدي تنتظم مسرحياته في خط زمني يحترم السير المتعارف عليه، فإن المسرح اللامعقول يثور على هذا التقليد، حيث يبدأ " في الغالب عند نقطة متعسفة" ، كما أن النهاية فيه تظهر أيضا في شكل اعتباطي و تعسفي.
بالاضافة إلى هذه المقدمة النظرية، يضم الكتاب أربع مسرحيات تنتمي جميعها إلى مسرح اللامعقول، وهي : "اميديه أو كيف التخلص منه " ليوجين يونسكو، و "الأستاذ تاران" لأرثر أداموف ، و "الجلادان" لفرناندو أرابال ، و" قصة حديقة الحيوان" ل لوليم فلاناجان.
لم تكن هذه بالطبع قراءة في هذا الكتاب القيم ــ ثمنه عشرة دراهم بالمغرب ــ، و إنما فقط محاولة للتعريف به.