النساء والعشر الأواخر من رمضان
مصلح بن زويد العتيبي |
[size=18]عن عائشة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله ثم اعتكف أزواجه من بعده متفق عليه . [/size]
[size=18]بينت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في هذا الحديث باختصار سيرة أمهات المؤمنين وبرنامجهن في العشر الأواخر . [/size]
[size=18]بينت مقدار تعظيمهن لهذا الزمان المبارك حتى لم يجدن وسيلة لاستغلاله خير من الاعتكاف فيه متأسيات في ذلك بالنبي صلى الله عليه وسلم . [/size]
[size=18]وجاء في حديث آخر قول النساء للنبي صلى الله عليه وسلم :(غَلَبنا عَلَيْكَ الرِّجالُ فاجْعَلْ لنَا يَوْماً مِنْ نَفْسكَ فَوَعَدَهُنَّ يَوْماً لَقِيَهُنَّ فيهِ فَوَعَظَهُنَّ [/size]
[size=18]وأمَرَهُنَّ). [/size]
[size=18]وفي هذا بيان لعلو همة نساء الصحابة رضي الله عنهن ؛ وهن السلف لكِ يا أختي المسلمة فكوني خير خلف لخير سلف. [/size]
[size=18]فهل رضي النساء اليوم أن يغلبهن الرجال في العشر الأواخر ؟! [/size]
[size=18]أما أن موقفهن وعلو همتهن تأبى ذلك ؛ ويقلنها بلسان الحال قبل لسان المقال لن يغلبنا الرجال على ليلة القدر. [/size]
[size=18]العشر الأواخر منحة ربانية لعموم الأمة الرجال والنساء ؛ من قامها إيمانا واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه رجلاً كان أو امرأة . [/size]
[size=18]المرأة في مجتمعنا تحمل هم البيت زوجة كانت أو أما ؛ بل حتى الأخت يكون لها دور ونصيب من هذا الهم . [/size]
[size=18]كل فرد في البيت يفكر غالبا في نفسه وشراء ما يخصه فقط ؛ إلا هذه المرأة [/size]
[size=18]فإنها تفكر في ملابس العيد لجميع أفراد الأسرة وفي أثاث البيت وقبل ذلك في تجهيز الافطار ومتابعته. [/size]
[size=18]جدولها مليء بالمهام ؛ حتى تنسى نفسها بل تنسى أحيانا أي ليلة هذه من حيث التاريخ . [/size]
[size=18]ثم إذا قيل غداً العيد ؛ اختلط في قلبها فرح العيد بألم عدم اغتنامها لليالي الفاضلة . [/size]
[size=18]بل قد تنظر لملابس أطفالها وهي فرحة بها متألمة أنها كانت ليل سبع وعشرين في السوق لشرائها . [/size]
[size=18]فأين قدر هذه الليالي في قلبك يا أختي المسلمة ؛ بل أنت يا رب المنزل أين دورك في [/size]
[size=18]حث أهلك على اغتنام هذه الساعات . [/size]
[size=18]بعض الرجال -هداهم الله - يغتنم العشر خير اغتنام ؛ لكنه للأسف لا يساهم في اغتنام أهل بيته لها ؛ بل قد يكلفهم بأعمال ومهام خلال هذه [/size]
[size=18]الليالي .
يا أختي الفاضلة : عظمي هذه العشر في قلبك وعندها سيظهر هذا التعظيم على جوارحك . [/size]
[size=18]يا أختي الفاضلة : العشر الأواخر أشرف وأنفس من أن تُصرف ساعاتها ودقائقها في الأسواق . [/size]
[size=18]يا أختي الفاضلة : الفوز في هذه الليالي ليس خاصا بالرجال ؛ فاجتهدي وقدمي لنفسك فكلنا فقير إلى رحمة الله . [/size]
[size=18]يا أختي الفاضلة : إن لم تستطيعي الاعتكاف ببدنك ولا الصلاة مع الإمام بجسدك فليعتكف قلبك على طاعة الله ولتشهد الملائكة صلاتك في بيتك [/size]
[size=18]ولتسجل دموع خشيتك وعظيم رغبتك في سجلات أعمالك . [/size]
[size=18]يا أختي الفاضلة : الموت يطلبنا جميعا والعتق من النار ودخول الجنة هو الفوز العظيم وهذه فرصتنا لنفوز بذلك إن شاء الله قال تعالى :(كُلُّ نَفْسٍ [/size]
[size=18]ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ). [/size]
[size=18]يا أختي الفاضلة : من نساء المسلمين اليوم من تغتنم حتى الدقائق في هذه العشر وهن كثر لا حصر لهن ولله الحمد [/size]
[size=18]وإنما كتبت هذا المقال تذكيرا وتنبيها وقد قال تعالى :( وذكّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ). [/size]
[size=18]فالمؤمن تنفعه الذكرى لا محالة .
خاتمة : في العشرين الأولى من رمضان كنا نوصي بالاقتصاد في موائد الإفطار خوفا من الإسراف والتبذير وأما في العشر الأواخر فيضاف سبب [/size]
[size=18]ثالث الأ وهو حرصاً على اغتنام الدقائق واللحظات وعدم إشغال الأهل عن اغتنام هذه الليالي . [/size]
[size=18]اللهم وفق المسلمين رجالا ونساء لاغتنام هذه العشر المباركات ؛ واجعلنا وهم جميعا ممن يقوم ليلة القدر إيمانا واحتسابا . [/size]
[size=18][size=18][size=18]والسلام عليكم .[/size][/size][/size]
|