أضعف* تلميذ* في* العالم*..؟أضعف* تلميذ* في* العالم*..؟
[size=32]ليس أضعف تلميذ من ينال الصفر نظير عدم تمكّنه من الإجابة الصحيحة، أو غيابه عن الامتحان، وإنما الذي لا يُبالي بالأصفار التي تتهاطل على دفاتره المدرسية، خاصة إذا كان هذا التلميذ برتبة أستاذ، أو دعونا نقلها بصريح العبارة: مسؤول سام.
فالمراتب الأخيرة التي حققتها الجامعة الجزائرية، مقارنة مع جامعات عربية وإفريقية، ومن تصنيفات قادمة من الولايات المتحدة الأمريكية، ومن الصين، حتى لا نتهم هاته التصنيفات بالإمبريالية أو الماركسية، ما عادت خبرا للنشر والإعلام وكفى، لأن الجزائر التي ستصرف خلال عام 2012 أزيد عن ثلاثة مليارات وسبع مئة مليون دولار، على قطاع التعليم العالي، حسب مشروع قانون المالية، وتضم قرابة الستين جامعة ومليون ونصف مليون طالب جامعي، لا يمكنها أن ترضى بهاته الرتبة المتذيّلة، حتى إن جامعات عربية حديثة صارت ترفض معادلة الشهادة الجامعية الجزائرية، ولا تعترف بها، ولا أحد يفهم لماذا بوشر في إنجاز أكبر جامعة في إفريقيا بالمدينة الجديدة علي منجلي بقسنطينة، ولماذا تمّ غرس عدة أقطاب جامعية في سطيف، ولماذا يسعى المسؤولون لتحويل وهران عاصمة إفريقية للتكنولوجيا، ولماذا رُفعت نسبة النجاح في البكالوريا، حتى قاربت مستوًى زلزل قدسية هاته الشهادة، واحترام الناس للحائزين عليها، ولماذا مازلنا لوحدنا في العالم من نتحدث بلغة "ملايين الطلبة"، وبالكمّ في قطاع يُحسب بالنوعية فقط؟ ونحن نُصفع علميا دون أن نحرك ساكنا، بل يا ليت الجميع يسكنون ولا يصرّون أن يبقوا على خطاياهم يعمهون بنفس السياسات، فإذا كنا نصدق ونهللّ لكلام معسول قالته الأمريكية، هيلاري كلينتن، عن سياستنا، فعلينا أن نهتم أيضا بما تقوله مؤسسات أمريكية تهتم بتصنيف المؤسسات التعليمية والاقتصادية، وتمنحنا ملاحظات توبيخية وأرقاما صفرية ومراتب لا تنزل عن* الستة* آلاف* وما* فوق،* كما* هو* الحال* مع* أحسن* جامعة* جزائرية* أو* لنقل* أقل* الجامعات* سوء* ورداءة*.
هل يعلم وزير التعليم العالي أن بعض الكليات لم تبدأ موسمها الجامعي بعد؟ وهل تعلم المنظمات الطلابية الكثيرة التي حشرت أنفها في السياسة، أنها حتى لو جلست على مقاعد البرلمان، فإن شهاداتها الجامعية ما عادت مقبولة لدى الجيران، وهل يعلم عشرات الآلاف من الأساتذة ومليون ونصف مليون طالب، أن جامعات سنغالية وسودانية وهندوراسية احتلت مراتب أحسن من جامعاتنا؟ وهل يعلم الجميع أن الميزانية التي تحرقها الدولة على التعليم العالي هي مجموع الميزانية العامة لعشرة دول إفريقية مجتمعة!!؟
نعلم جميعا أن البحث العلمي هو أساس التعليم العالي، ولا نعلم لماذا لا تصرف الجامعة الجزائرية نصف ميزانيتها أو كلّها من أجل البحث العلمي الصريح عن أسباب هذا التأخر، لأن ما صار يحدث من صرف للمال العام وبملايير الدولارات على قطاع جرّنا لذيل الترتيب، صار أشبه بالتبذير* الذي* نخاف* أن* يجعلنا* إخوانا* للشياطين،* والعياذ* بالله*.[/size]