جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
|
جواهر ستار التعليمية :: قسم البحوث :: منتدى الطلبات والبحوث الدراسية |
الجمعة 18 يوليو - 2:28:06 | المشاركة رقم: | |||||||
Admin
| موضوع: الإصلاح التربوي للدكتور علي أسعد وطفة الباحث التربوي محمد عباس محمد عرابي الإصلاح التربوي للدكتور علي أسعد وطفة الباحث التربوي محمد عباس محمد عرابي الإصلاح التربوي للدكتور علي أسعد وطفة الباحث التربوي محمد عباس محمد عرابي ٤٤٣د .علي أسعد وطفة استاذ علم الاجتماع التربوي المساعد في كلية التربية بجامعةدمشق : يقول عمانويل كانت : ثمة اكتشافين أساسيين يحق للمرء أن يعدهما من أصعب الأمور هما : فن حكم الناس وفن تربيتهم تشكل مسألة الإصلاح التربوي في النظام التعليمي واحدة من القضايا الساخنة في مجال الحياة السياسية والاجتماعية للعالم المعاص ر . وتحفل اليوم الساحة العالمية بالنشاطات السياسية والمؤتمرات التربوية التي تسعى إلى بناء منطق جديد يكفل للتربية المدرسية أن تتجاوز التحديات ا لتي تحيط ا ويمنحها القدرة على مواكبة عصف الحضارة التكنولوجية المتقدمة، وعلى احتواء التفجر المعرفي بما ينطوي عليه من خصائص التسارع والتقادم والتنوع . لقد تجاوز تطور الثقافة الإنسانية التكنولوجية حدود كل تصور، وفاق ومضات كل خيال، وفي خضم هذه التغيرات الع ا صفة التي أحاطت باتمع الإنساني بدأت الأنظمة التربوية تتصدع وتتداعى أمام هذا المد الحضاري الأسطوري الذي يهدد المعايير والأسس التقليدية التي قامت عليها المؤسسات التربوية التقليدية . وإزاء هذه التحديات الجديدة أخذت الإنسانية على عاتقها مسؤولية إعادة بناء أ نظمتها التعليمية، لتكون قادرة على التواصل مع تطور الحياة، بروح متفائلة وطاقات متجددة تتيح لهذه اتمعات القدرة على الإحاطة بإفرازات الحضارة المادية واندفاعاا . لقد وجدت اتمعات الإنسانية في الإصلاح التربوي منطلقا لإصلاح أحوالها والنهوض بطاقاا، وفي ك ل مرة يدق فيها ناقوس الخطر تستنهض هذه اتمعات أنظمتها التربوية بالإصلاح من أجل مواجهة الخطر وبناء الإنسان القادر على تجاوز محن الحضارة والمشاركة في بنائها. وفي نسق التحديات الحضارية الجديدة ما زال الإصلاح التربوي يشكل هاجس اتمعات الإنسانية، وما زال الحلم في بناء تربية متجددة قادرة على تجاوز قهر الإنسان وتصفية معاناته والانتقال به إلى عالم العدالة والقوة والمساواة يحتل مكانة هامة في وجدان القيادات السياسية والتربوية في اتمعات الإنسانية المعاصرة . من مفهوم الأزمة التربوية إلى مفهوم الإصلاح التربوي [size=32]:[/size] يعد مفهوما الإصلاح التربوي والأزمة التربوية من المفاهيم المركزية في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية، ويعدان من أكثر المفاهيم شيوعا وتداولا في الأدبيات التربوية المعاصرة ولا سيما في النصف الثاني من القرن العشرين، وقد شهدت الساحة الفكرية في مجال التربية و العلوم الاجتماعية ولادة متسارعة لعدد كبير من المؤلفات والمقالات التي تنطلق من هذين المفهومين لدراسة وتحليل الأنظمة التربوية المعاصرة . وتأسيسا على ذلك بدأ هذان المفهومان يشكلان أداة هامة من أدوات التحليل السوسيولوجي والتربوي، ومدخلا منهجيا من مداخل البحث وا لتقصي في مجال القضايا التربوية والاجتماعية. يشير مفهوم الأزمة في مجال التربية إلى حالة عطالة أو جمود تنال جانبا أو جوانب متعددة في النظام التربوي فتفقده التواز ن وتؤدي إلى خلل في مدى قدرته على أداء وظيفته، وضعف في قدرته على تحقيق الغايات الأساسية التي يؤدي ها. وقد تعود الأزمة إلى أسباب خارجية أو إلى أسباب داخلية أو إلى كلاهما في آن واحد . ويمكن للأزمة أن تكون جزئية أو كلي ة ، أن تكون ممتدة عبر الزمن أو آنية في .دورته. ويمكن للحلول المناسبة أن تتم من داخل النظام التربوي أو من خارجه أو من كلاهما معا ١فالأزمة قد تنبع من عطالة في جزء من النظام التربوي مثل : الإدارة، أو المناهج، أو الخطة الدراسي ة . كما يمكن أن تتمثل في عطالة تصيب مجموعة من العوامل الداخلية للنظام . وفي كل الأحوال فإن ما يعتري الجزء من عطالة أو تقصير يؤدي إلى شلل عام في مستويات النظام التربوي . وغالبا م ا تكون الأزمة التربوية ناشئة عن مجموعة عوامل تاريخية وثقافية واجتماعية ولا سيما التحولات السريعة التي تؤدي إلى خلل في وظيفة النظام وفي سير عمله (٢). وبعبارة أخرى تتمثل الأزمة التربوية في عدد من المشكلات . ١ انظر: أحمد زكي بدوي: معجم العلوم الاجتماعية، مكتبة لبنان، بيروت، ١٩٧٨٢ Madeleine Grawitz: Lexique des sciences sociales , Dalloze, Paris, 1983. والتحديات التي يواجها النظام التربوي والتي تؤدي به إلى عطالة وظيفية تتباين في مستوى شدا ودرجتها . وتأسيسا على مفهوم الأزمة التربوية يتنامى اليوم استخدام مفهوم الإصلاح التربوي والذي يشير إلى منظومة من الإجراءات التربوية التي دف إلى إخراج النظام التربوي من أزمته إلى حالة جديدة من التوازن والتكامل الذي يضمن له استمرارية وتوازنا في أداء وظيفته بصورة منتظمة . وقد يتجه الإصلاح إلى إجراء تغييرات نوعية في جميع جوانب النظام التربوي المراد إصلاحه، كما يمكن للإصلاح أن يتم في جانب من جوانب النظام التربوي . ويمكن القول في هذا السياق أن مفهوم إصلاح وإجراءاته مرهونة بمستوى ودرجة الأزمة التي يعاني منها النظام التربوي أو التعليمي. وقد يأتي الإصلاح التربوي في شكل تجديدات وتعديلات جزئي ة وقد يتم في صورة تغييرات جذرية تتناول جميع العوامل التي تتعلق بالوضعية التربوية، بما تنطوي عليه من سياسات وأهداف وعناصر مختلفة. وغني عن البيان أن الإصلاح يكون جوهريا وجذريا عندما يتم في سياق تحولات اجتماعية شاملة، ويكون جزئيا عندما يتم في إطار البنى والسياسات الاجتماعية القائمة في إطار اتمع . هذا ويمكن التمييز بين ثلاثة أنواع من الإصلاح التربوي وهي : النوع الذي يركز على أهمية تحقيق التوازن النس بي، والإصلاح الذي يأخذ طابع التغيير التدريج ي ، وأخيرا الإصلاح الذي يأخذ اتجاه التغيير الجذري ٣. وتتحدد هذه الصيغة على منوال الأزمة أو المشكلات التي يواجهها اتمع أو النظام التربوي في نسق الحياة الاجتماعية. جوهر الأزمة التربوية العالمية وأبعادها [size=32]:[/size] تعاني الأنظمة التربوية المعاصرة من أزمة تربوية، وتنبع هذه الأزمة من إشكالية الوظائف والأدوار التي تؤديها هذه الأنظمة، وتتمثل هذه الأزمة في إشكالية العلاقة القائمة بين المدرسة وبين اتمع. فالمدرسة ليست عالما مستقلا يوجد في فراغ، بل نظام تتحدد وظيفته وصيرورته في جملة من العمليات الاجتماعية المتكاملة في إطار النظام الاجتماعي الشامل. ٣ انظر : مكتب التربية العربي لدول الخليج : الإصلاحات التربوية، مطبعة مكتبة التربية العربي لدول الخليج، .الرياض، ١٩٨٤ وتمثل العلاقة بين المدرسة والتغير الاجتماعي أحد وجوه الأزمة التربوية المعاصرة . وتتجسد هذه الإشكالية في الثورات العلمية التكنولوجية التي شهدا وتشهدها الإنسانية في النصف الثاني من القرن العشرين، والتي أدت إلى وجود هوة عميقة بين الحياة المدرسية والحياة الاجتماعي ة . لقد فقدت المدرسة قدرا على مواكبة هذه التغيرات المتسارعة والمتواترة في مختلف االات الاجتماعية والثقافية. وفي إطار هذه التغيرات بدأت المدرسة تفقد كثيرا من ت ألقها وحيويتها، على مستوى الأدوار والوظائف التي تؤديها داخل اتمع . وتتمثل إحدى وجوه الأزمة التربوية المعاصرة في أن التربية تستهدف المستقبل بينما هي مصممة على أساس الماضي وهنا تبرز مفارقة التضارب بين الماضي الذي تقوم عليه وبين المستقبل الذي تعد له . لقد تحولت المدرسة في إطار التغيرات الجارية إلى متحف تاريخي يعيش فيه الأطفال والتلاميذ على إكراه منهم ٤. ويعبر مارشال ماك لوهان عن هذه الإشكالية بقوله " يبدو العالم الخارجي أكثر غنى وجمالا وتنوعا من عالم المدرسة، وذلك بما يشتمل عليه من أدوات اتصال وترفي ه كالراديو والتلفزيون والسينما وليس غريبا أن يقول الأطفال : إننا لا نريد أن نذهب إلى المدرسة لننسى ما تعلمناه خارجه ا"٥. فالتعليم يتم اليوم وبالدرجة الأولى خارج جدران المدرسة إذ تبين الدراسات الجارية أن الطفل يكسب في كل دقيقة يعيشها خارج المدرسة عشرة أ ضعاف ما يمكن له أن يتعلمه .داخل المدرسة ٦فالتربية المدرسية تكرس ما هو قائم و تترع إلى المحافظة، وهذا من شأنه أن يكرس الهوة العميقة التي تقوم بينها وبين اتمع، أو بين الحياة المدرسية والحياة الاجتماعي ة . لقد أشار دوركهايم إلى الترعة المحافظة للمدرسة حيث يقول : " [size=32]إن التربية نزاعة إلى أن تستمر كما هي [/size]" وأكد ٤ هوغ دي جوفنيل : ماذا عن التربية للمستقبل، ي المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، مستقبل التربية وتربية ٢٦ تشرين -المستقبل، التقرير النهائي للحلقة الدراسية التي عقدها المعهد الدولي للتخطيط التربوي، باريس من ٢٣ .( ٢٧٨-الأول أكتوبر ١٩٧٨.(صص ٢٦٨.٥ انظر علي وطفة : علم الاجتماع التربوي، جامعة دمشق، مطبعة الاتحاد، دمشق ١٩٩٣.١٩٩٦ ،٦ علي وطفة : الإلكترونيات والاغتراب النفسي، مجلة الطيران المدني في السعودية، عدد ١٩ من جهة ثانية بأنه على البيداغوجيا ( علم التربية ) يمكن أن تساعد على انبثاق بعض ضروب التجديد .٧يقول عبد الله عبد الدايم في هذا السياق : " [size=32]لقد أصبح العمل التربوي في المدر س ة نسق من الجهود المنظمة التي تستهدف خنق قابليات الإنسان بدلا من خلقها، وإفقار قوى الإبداع اللازمة [/size]." [size=32]للمجتمع بدلا من تغذيتها وإغنائها[/size]٨ويمكن لنا في هذا السياق أن نحدد الجوانب الأساسية للأزمة التربوية المعاصرة : - غياب الصلة العميقة بين مناهج المدرسة وبين التجربة الحياتية للأطفال والناشئة، فالمدرسة كما . يقال تشغل نفسها اليوم أكثر مما يجب في تعليم الصيادين مهارات السير على الأقدام٩- ينطلق العمل المدرسي من مبدأ حشو الذاكرة والاستظهار ويسجل غياب ملحوظا لمبدأ التغذية الراجعة والعمل على بناء الفكر النقدي الفاعل عند التلاميذ. ٣ - تعاني العلاقات المدرسية من إكراه العلاقات البيروقراطية وانحسار التفاعل التربوي بين المعلمين والتلاميذ والطلاب والإدارة، كما تعاني من غياب عنصر المبادرة و مبدأ المسؤولية في العمل التربوي. ٤ - لم تستطع المدرسة احتواء معطيات التطور التكنولوجي المتدفق، وما زالت هذه المعطيات بعيدة عن متناول حركتها ونشاطها. ويشكل البعد الزمني لعملية إنتاج المعرفة الإنسانية وتوزيعها الخلفية الأساسية للأزمة التربوية في العالم المعاصر . ويتمثل هذا في الإيقاع المتسارع لإنتاج المعرفة العلمية وتطور ها. لقد بدأت عملية ٧ غي أفانزيني، الجمود والتجديد في التربية المدرسية، ترجمة عبد الله عبد الدايم، دار العلم للملايين، بيروت، . (٣٤٠)١٩٨١٨ عبد الله عبد الدايم، من التسيير الذاتي للمجتمع إلى التسيير الذاتي للمدرسة، المعلم العربي، السنة السادسة .( ٩)والعشرون، العدد الخامس، أيار، ١٩٧٣٩ هارولد لنستون :مستقبل التربية نظرة عالمية، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، مستقبل التربية وتربية ٢٦ تشرين -المستقبل، التقرير النهائي للحلقة الدراسية التي عقدها المعهد الدولي للتخطيط الت ربوي، باريس من ٢٣ .(٢٩٤-الأول أكتوبر ١٩٧٨.(صص ٢٧٩ إنتاج المعرفة تأخذ سمة التقادم والفورية والزوالية والتنوع على حد تعبير آلان توفلر (١٠)، وهذا يشير إلى تعاظم أهمية الثورات المعرفية الإنسانية التي تتضاعف كل سبع سنوات تقريبا حسب التقديرات الإحصائية الجارية . كانت المدرسة في الماضي تشكل مسرح ا تتجدد على خشبته المعرفة الإنسانية، وكانت ينبوعا للعطاء العلمي المتجدد، وكان الناس يأتون إليها لينهلوا الجديد والمتجدد من هذه المعرفة العلمية. أما اليوم فإن المعرفة الإنسانية بدأت تأخذ طابعا مؤسسيا مختلفا تماما : فآلاف المؤسسا ت الصناعية والإنتاجية والتجار ي ة تنتج المعرفة اليوم، وتعمل في الوقت نفسه على نشرها إعلاميا وتجاريا بعيدا عن أجواء المدرسة الرتيبة . وجميعنا يعرف اليوم على سبيل المثال أن محلا تجاريا مصغرا يتاجر بالبرامج الخاصة بالحاسوب يمكنه أن ينشر المعرفة التكنولوجية في مجال الحاسوب أكثر بعشرات المرات من المدرسة . ففي مثل هذا المتجر نجد الجديد المتجدد في كل لحظة ، وما أن يغيب المرء يوما أو أكثر ويعود حتى يجد عند البائع نفسه معلومات جديدة وبرامج جديدة . ولو انتظرنا المدرسة لتعمل على نشر هذه المعرفة لاحتجنا إلى زمن طويل جدا. ومن أجل تحديد جوهر الأزمة العا لم ية التربوية يمكن لنا إيراد هذه النقاط التي تبين لنا الحدود الفاصلة في العلاقة بين اتمع والمدرسة في مجال المعرفة العلمية : • لم تعد المدرسة المنتج الوحيد للمعرفة كما كان الحال سابقا حيث ظهرت آلاف المؤسسات العلمية والتجارية المنتجة للمعرفة والموزعة لها. • لم تعد المدرسة هي التي تنشر المعرفة وحدها فالمؤسسات السابقة تعمل على نشرها بسرعة مذهلة من خلال وسائل الإعلام ووسائل الاتصال الاجتماعي والمؤسسات التدريبية التابعة لها ومن هنا يقال لقد ولى زمن التمدرس . • المعرفة تتطور بإيقاعات مذهلة مما يجعل المدرسة بأساليبها التقليدية عاجزة عن مواكبة تطور هذه المعرفة إنتاجا وتوزيعا . وإزاء هذه الإشكالية بدأت المدرسة تلعب دورا سلبيا في قضايا التثقيف والمعرفة، فهي، بدلا من أن تعمل على تقديم المعرفة الجديدة والمستجدة إلى الطلاب والتلاميذ، تحاصر الطلاب والتلاميذ بمناهجها وأساليبها القديمة وتحرمهم من التواصل مع المعرفة والحياة الاجتماعية التي تتصف بغناها وتجارا . لقد تحولت المدرسة إلى سجن كبير يحرم الطلاب من غنى الحياة الاجتماعية والمعرفية الذي يتألق . ١٠ آلفين توفلر: صدمة المستقبل أو المتغيرات في عالم الغد، ترجمة محمد علي ناصيف. ضة مصر، القاهرة ١٩٩٠ ويزدهر خارج جدرا ا . وهنا يقول بعض الأطفال احتجاجا على هذا الواقع : إننا نأتي إلى المدرسة . (لننسى ما تعلمناه خارجها (١١لقد أصبحت المدرسة وبحكم التطور المذهل للمعرفة والتكنولوجيا خارج اتمع وغير قادرة على مواكبته، لا بل أصبحت المدرسة تحت تأثير هذا التطور مؤسسة تناهض تيار الحياة الاجتماعية بحكم رتابتها في بناء المعرفة، وعدم قدرا على م واكبة الزمن . وبعبارة أخرى يمكن القول أن دورة المعرفة، إنتاجا وانتشارا وتوزيعا، أصبحت اليوم تتم خارج جدران المدرسة وتلك هي خلاصة الأزمة التربوية للمدرسة المعاصرة وللأنظمة التربية العالمية الراهنة. وتكمن إحدى أهم صيغ الأزمة التربوية للمدرسة في أن المدرسة م عنية بأداء وظيفتين متناقضتين في الجوهر وظيفة المحافظة من جهة ووظيفة التجديد من جهة ثاني ة . إذ يترتب على المدرسة القيام بوظيفة المحافظة على القيم وعلى تدجين روادها وفقا لمعايير أيديولوجية سائدة في اتمع من جهة، كما يترتب عليها في ظل التموجات التكنولوجية أن تواكب الجديد والمتجدد في عالم التكنولوجيا والثقافة والقيم من جهة أخرى . ومن هنا تنشأ إحدى كبريات الأزمة التربوية في العالم إذ كيف تستطيع المدرسة أن توفق بين هذين الاتجاهين في المتناقضين وظيفيا في إطار العملية التربوية. وتأسيسا على ما تقدم يمكن القول إن إص لاح المدرسة والأنظمة التعليمية القائمة يمكن أ ن يتم من خلال تحقيق الدمج الوظيفي والمعرفي والاجتماعي بين المدرسة واتمع ، ومن خلال هدم الحواجز التي تقوم بين الطرفين، وإعطاء المدرسة دورا أكثر أهمية وتسارعا في نشر المعرفة وانتاجها وإعداد الكفاءات العلمية في ميادين الحياة المختلفة . ملامح الأزمة العالمية للتربية والتعليم [size=32]:[/size] تعيش أغلب الأنظمة التعليمية العالمية، إن لم يكن جميعها، أزمة تربوية ذات طابع شمو لي ، ومن منطلق هذه الأزمة، وفي مواجهتها، تضع الأمم، المتقدمة والنامية منها، أنظمتها التعليمية موضع النقد حيث تدور التساؤلات حول : هويتها الثقافية، وجدواها الحضارية، والمشروعية التاريخية لوجودها، ومدى قدرا على تلبية احتياجات العصر وتجسيد طموحات الإنسان والشعوب في عصر أصبح قانونه الوحيد الثابت هو : التغير الدائم ! وفي سياق ذلك كله تبذل هذه الأمم مساعيها من . ١١ علي وطفة : علم الاجتماع التربوي، جامعة دمشق، مطابع الاتحاد، دمشق، ١٩٩١ أجل إعادة بناء أنظمتها التربوية بصورة مستمرة ودائمة تنسجم مع تطلعاا المستقبلية في العصور القادمة . ومن هذا المنطلق تشهد الساحة الفكرية اليوم، وكما كان الحال في الأمس، ميلاد نظريات عديدة، تبحث في ماهية الأنظمة التعليمية، وفي وظيفتها وجدواها، وفي إمكانية تطوير ها، لتلحق بركب الحضارة الإنسانية المتسارعة . وفي هذا السياق يرى عدد كبير من المفكرين أن المدرسة وجدت في عصور سابقة لتلبي حاجات اقتصادية واجتماعية اقتضتها طبيعة التطور في اتمع الصناعي الأول، حيث وظفت المدرسة في مجال تأهيل الطبقة العاملة والإداريين والاختص اصين بما ينسجم مع حاجة اتمع ومتطلباته . ولذلك فإن مناهج المدرسة وأساليب عملها وقيمها اليوم تجسد مرحلة ماضوية من مراحل تطور اتمع الإنساني يتمثل في اتمع الصناعي الأول مجتمع الإنتاج الكبير . فالمدرسة موروث من الماضي، وهي في هذا السياق تعمل على بناء الإ نسان وفقا لروح الماضي ومنطق اتمعات الصناعية الأولى . وإذا كانت الحضارة الإنسانية قد تجاوزت مرحلة اتمع الصناعي الأول بمؤسساته فإﻧﻬا تطرح اليوم مسألة مدى مشروعية المدرسة بأشكالها الحالية ومدى قدرا على المشاركة في ﻧﻬضة اتمعات الإنسانية وتطلعاا المستقبلية. وتأسيسا على ذلك ظهرت مجموعة من النظريات والكتابات التي ترى بأن المدرسة فقدت مشروعية وجودها في عصر تجاوز حدود المعطيات التي أدت إلى ولادا . ومن أبرز هذه الكتابات يشار إلى كتاب وكتاب بودلو ؛ Une societe sans école ١٢ [size=32]مجتمع من غير مدرسة[/size]Ivan Illich إيفان إليتش ،L’école Capitaliste en France ١٣المدرسة الرأسمالية في فرنساBaudelot et Establet واستابليه١٤؛ وكتاب La Reproduction إعادة الإنتاج Bourdieu et Passeron وكتاب بورديو وباسرون١٥ وعلى هذا .L’Inegalité des chances تكافؤ [size=32]الفرص التعليمية [/size]Pierre Boudon بيير بودونالأساس ظهر جيل جديد من الكتاب والمفكرين يدعو إلى إعادة النظر في المدرسة وفي بنيتها على أساس من معطيات حضارية جديدة. ١٢ Illiche Ivan, Une societe sans ecole, Seuil, Paris, 1971. ١٣ Baudelot (C.) et Establet (R.), L'ecole capitaliste en France, Paris, Maspero,(1971). ١٤ Bourdieu.(p.) et Passeron (J. C.), La reproduction, Paris.Minuit, 1970. ١٥ David Cooper: Mort de la Famille , Point , Paris , 1972. صورة الأزمة التربوية في العالم العربي [size=32]:[/size] الموضوعالأصلي : الإصلاح التربوي للدكتور علي أسعد وطفة الباحث التربوي محمد عباس محمد عرابي // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: berber
| |||||||
الإشارات المرجعية |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17) | |
|
| |
أعلانات نصية | |
قوانين المنتدى | |
إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان |