نجمة شمال إفريقيانجمة شمال إفريقيا
وفي سنة 1925 ــ 1926 أنشأ مصالي الحاج حزب نجمة شمال إفريقيا الذي كرس نفسه للدفاع عن مصالح مسلمي شمال إفريقيا المادية والمعنوية والاجتماعية. وفي سنة 1927 أصبح رئيسا للحزب وخفف بالتدريج علاقته بالحزب الشيوعي. وقد طالب حزب نجم شمال إفريقيا منذ البداية، بالاستقلال لشمال إفريقيا بأجمعه، وبتمثيل العمال التونسيين والمراكشيين في باريس مثل الجزائريين. وكانت فكرة الشمال الإفريقي تظهر المرة بعد المرة في مجري الحركة الوطنية الجزائرية، ولكن سرعان ما سيطر العمال الجزائريون علي نجمة شمال إفريقيا وتحول اهتمام التونسيين والمراكشيين إلي الحوادث الداخلية كل في بلاده. ولم يكن لمناضلي نجمة شمال إفريقيا الأوائل، في ما عدا الهدف العام وهو الاستقلال سوي رأي غامض وصف بأنه ماركسية سطحية، جزائرية عاطفية تحن إلي الوطن، وإسلامية مخلصة . وحلت الحكومة الفرنسية نجمة شمال إفريقيا في سنة 1929 لمطالبته بالاستقلال، فتحول الكثيرون من أعضائه إلي العمل السري..ثم قام بتأسيس حزب الشعب الجزائري (1937 ــ 1939)، ثم أسس حركة انتصار الحريات الديمقراطية التي قامت بتأطير نضال الشعب الجزائري منذ سنة 1946 ثم ووقع حلهما من قبل الحكومة الفرنسية.
استقطاب الشباب
لقد تميزت حركة انتصار الحريات الديموقراطية، باستقطابها شبابا متحمسا، كان مستعدا للجوء إلي القوة المسلحة من أجل حصول الجزائر علي استقلالها. تبلور هـذا الـوعي الجـديد عـلي إثـر أحداث أيار (مايو) 1945 الدموية (حوالي 45 الف ضحية من الجانب الجزائري). وكانت حسب محمد بوضياف قد قدمت الدليل القاطع بأن هزيمة الاستعمار الفرنسي لا يمكن أن تحدث إلا من خلال الوسائل الثورية وهي بالنسبة لمناضلي جيله تعد نقطة تحول في تشكل وعيهم وإحداث قطيعة مع أساليب الماضي.