الحارث بن حِلِّزَة. ( ؟ ـ 50ق.هـ، ؟ -570م). شاعر جاهلي من بني يَشْكُر، من بكر بن وائل، عاصر عمرو بن هند. قليل النظم واشتهر بمعلقته:ـ
|
آذنتنا ببينِها أسماءُ | | رُبَّ ثَاوٍ يُملُّ منه الثَّوَاءُ |
|
وتذكر المصادر أن الحارث قال قصيدته هذه وهو ابن مائة وخمس وثلاثين سنة. وكان شاعر بكر وسيدًا من سادتها، خلَّف ديوانًا صغيرًا. إلا أن معلقته تُعَدُّ من مفاخر العرب. فقد جاء في خزانة الأدب أن معاوية بن أبي سفيان قال: ¸قصيدة عمرو بن كلثوم وقصيدة الحارث بن حلِّزة، من مفاخر العرب، كانتا معلقتين بالكعبة دهرًا·. وصنفه ابن سلام في الطبقة السادسة من شعراء الجاهلية مع عمرو بن كلثوم وعنترة بن شداد العبسي، وسويد بن أبي كاهل، وعدهم من أصحاب الواحدة.
تزعم الروايات أن الحارث ارتجل هذه القصيدة أمام عمرو بن هند، إلا أن أكثر الدارسين المحدثين يخالفون القدماء نظريتهم تلك؛ لأن القصيدة تمتاز بتنسيق أفكارها، وترتيب أجزائها ترتيبًا دقيقًا مع سردها الحوادث التاريخية بأحكام ورويَّة، مما يرجح أنها ليست مرتجلة. كما يغلب عليها جودة اللفظ وقوة المتن، مما يُرجِّح أن الشاعر فكر فيها طويلاً قبل نظمها. ومن جميل أبياتها قوله:
|
وأتَانَا من الحوادث والأنْبَاء | | خَطْبٌ نُعْنَى به ونُسَاءُ | إنّ إخْوانَنَا الأراقِمَ يَغْلون | | علينا في قِيلهِمْ إحفَاءُ | يَخْلِطُون البَريءَ منا بذي | | الذنْب ولاينفعُ الخليَّ الخلاء | زعموا أنّ كلَّ من ضرب الَعيْر | | مُوالٍ لنا وأنّا الولاءُ | أجْمَعوا أمْرَهُم عِشَاءً فلما | | أصبحوا أصْبَحَتْ لهم ضَوْضاءُ |
|