الزلازل حقيقتها وآثارها
أما الكواكب الخارجية الأبعد عن الشمس وكذلك توابعها فإنها تتألف بصورة أساسية من الجليد والغازات الخفيفة المتجمدة ومن الهيدروج والميثان والأمونياك... إلخ ولقد إفترض العلماء سابقا على أن الكواكب الأرضية الداخلية ومنها الأرض كانت مكونة في البدئ من مزيج حديدي سيليكاني ثم تلا ذلك فرز وإنقسام هذه المواد إلى نواة حديدية وغلاف سيليكاتي يحيط بها طبقة المانتيا ولكن الصخور القديمة التي رافقت تشكل المراحل الأولى للأرض قد أوضحت أن النواة الخارجية المصهورة موجودة منذ ثلاثة مليارات ونصف من السنين ولقد أصبح في السنين العشر الأخيرة واضحا للمختص واقع جديد مفاده أنه في بداية تشكل الأرض قد تجمعت المواد الصعبة الذوبان العائمة والمؤلفة بشكل رئيسي من الحديد والموجودة بكثرة في أعضاء اﻟﻤﺠموعة الشمسية الأرضية وفيما بعد التحمت والتصقت بالمواد الحديدية المواد والمعادن الأسهل ذوبانا والمؤلفة بالدرجة الأولى من المواد السيليكاتية وتعرف هذه الطريقة لتشكل طبقات الأرض بالطريقة المتباينة التركيب وهي عكس النظرة السابقة القائلة بالطريقة المتجانسة التركيب وعليه إستنادا إلى الطريقة الأولى بدأ تنامي المواد المؤلفة للأرض مرحلة إثر أخرى.. وهناك نظرة يمكن أن تسمى بالمتوسطة وترى أنه قد تجمعت في البداية النواة الداخلية ثم ظهرت لاحقا النواة الخارجية بسبب عمليات الفرز والتمايز الثقلي للمواد الأرضية ويرتبط بالمسألة السابقة منشأ الأرض مسألة أخرى هي درجة تسخن الأرض والكواكب الأخرى وفي المراحل الأولى لتشكلها وما يمكن تأكيده هنا أنه حتى ولو أن الأرض قد ولدت باردة فإنها ستتسخن لاحقا تحت تأثير عوامل وعمليات مختلفة فإن إرتطام النوى الكويكبية في البدئ سيرافقه انطلاق طاقة حرارية كما أن التمايز الثقلي للمواد في الأرض وظهور النواة لابد من أن يؤدي إلى تجمع طاقة حرارية كبيرة ويجب ألا ننسى دور المواد المشعة وخمودها في إنبثاق الطاقة الحرارية ومن ضمن هذه المواد اليورانيوم والثيريوم والكاربون والرصاص المشع وكذلك النظائر المشعة قصيرة العمر الأليمونية واليودية... إلخ.