تعريف النص لغة واصطلاحا :
ورد في لسان العرب لابن منظور الإفريقي في مادة "نصص" مايلي (رفعك الشيء.نص الحديث ينصه نصا :رفعه وكل نص أظهر فقد نص .وقال عمرو بن دينار :مارأيت رجلا أنص للحديث من الزهري أي أرفع له وأسند له .يقال كنص الحديث إلى فلان رفعه ،وكذلك نصصته إليه .ونصت الظبية جيدها:رفعته .ووضع على المنصة أي على غاية الفصيحة والشهرة والظهور .والمنصة :ما تظهر عليه العروس لترى ،وقد نصها وانتصت هي،والماشطة تنص العروسة فتقعدها على المنصة .....نصصت المتاع إذا جعلت بعضه على بعض.وكل شيء أضهرته ،فقد نصصته والمنصة:الثياب المرقعة والفرش الموطأة ونص المتاع نصا :جعل بعضه على بعض .....وفي الحديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم ،حين دفع من عرفات سار العنق فإذا وججد فجوة نص أي رفع ناقته في السير .....والنص :التحريك حتى يستخرج من الناقة .....والنص والنصيص السير الشديد ولكن .....النص في السير إنما هو أقصى ما تقدر عليه الدابة، ونص الرجل غريمه إذا استقصى عليه....ينصهم أي يستخرج رأيهم ويظهره .....انتص الشيء انتص))
يفهم من النص الذي ساقه ابن منظور الإفريقي أن مادة "نصص" في اللغة تعني ما يلي :
أ-الرفع والظهور والإسناد.
ب-المنصة التي تظهر عليها العروس لترى.
ت-جعل المتاع بعضه على بعض.
ج- التحريك.
ح-أقصى ماتسير عليه الدابة.
ذلك ماتوصل إليه ابن منظور أما ما اهتدى إليه الزمخشري هو أن المعنى الحقيقي ل(النص) هو الرفع والإنتصاب وماسوى هذا المعنى من المجاز.
يتبين أن الزمخشري قصر معنى النص على الرفع والإنتصاب خلاف لابن منظور الذي وسع دلالته في اللسان.وقد ورد النص في المعاجم الحديثة بمعنى نصصت ينص نصا أي رفعه وأسنده إلى المحدث ونص على الشيء :حدده وعينه تقول(نصت الإتفاقية على طريقة سداد القرض)).
نستشف من هذا النص أن معنى النص الرفع والإسناد والتحديد والتعيين وقد مثل لذلك و هذا التعريف يتقاطع و التعريفات السابقة .
تلك بعض التعريفات التي جاء بها المعجميون العرب القدماء والمحدثين إذ لو رجعنا إلى جميع ما خطه المعجميون القدماء لتطلب منا ذلك صفحات كثيرة ولكن مهمتنا في تعريف النص لغة هو التعرف عليه عند أهل الإختصاص أي معرفته اصطلاحا ،فماهو النص اصطلاحا:
1-2-تعريف النص اصطلاحا:
إن أقرب مفهوم للنص عند القدماء هو مصطلح (المتن) المقابل للإسناد عند علماء مصطلح الحديث علماء اللغة القدماء الذين لم يولوا اهتماما بمفهوم النص في الاصطلاح سوى علما ء أصول الفقه ،ولعل الإمام الشافعي أول من عرف مفهوم النص اصطلاحا في نظريته عن البيان ،حيث ذكر عن النص أنه (ما أتى الكتاب على غاية البيان فيه ،فلم يحتج مع التنزيل فيه إلى غيره )) لذلك فالنص كما قال الوليد الباجي (لا يحتمل إلا معنى واحدا)) .
وقد استعمله علماء أصول الفقه النص في أبحاثهم عن الدلالة مثل :عبارة النص وإشارة النص ودلالة النص واقتضاء النص ،وقد اعتنى الأصوليون بالدلالة سواء ا أكانت منطوقة أو مكتوبة.وفي المقابل تطرق الدارسون العرب المحدثون لمفهوم النص فالباحثة نهيلة فيصل الأحمد تعتقد أن كلمة( نص)غريبة مترجمة من كلمة "texte "وعند المسلمين النص هو القرآن والسنة حيث تقول (فما يشتعلون عليه نص ولكنه نص بالمفهوم الغربي أي (نسيج)وهو مافهمه الناس اليوم ويحيلون عليه إذ لاوجود ل(نص) في الثقافة العربية)).
ويعرف جمعان بن عبد الكريم النص كما يلي (الكلام الحرفي المنسوب إلى منشئه بغض النظر عن معناه)) .ومفهوم النص باعتباره ورقيا منسوب إلى منشئه أو المسند إلى صاحبه ورد في الشعر العربي القديم حيث يقول الشاعر العربي القديم طرفة بن العبد البكري :
ونص الحديث إلى أهله فإن الوثيقة في نصه.
ويعرف طه عبد الرحمان النص في مايلي (كل بناء يتركب من عدد من الجمل السليمة مرتبطا فيما بينها بعدد من العلاقات)) كما حاول الأستاذ محمد مفتاح تعريفه انطلاقا من ثلاتة وهي :
1-تجاوز ثنائية الحقيقة والاحتمال ومن خلال ذلك ينبغي تجنب الرؤية التقليدية للنص.باعتباره أحادية معناه ،وشفافية وحقيقة وصدفة فيكون النص كل مادل على الحقيقة وعلى الاحتمال وعلى الممكن.
2-المنطلق الثاني :تدريج المفهوم حيث النص يطلق على الحقيقة على المكتوب المتحقق في كتابه علاقات متواشجة بين المكونات المعجمية ،والنحوية والدلالية والتداولية والدلالية في زمان ومكان معين.
3-المنطلق الثالت :الأخذ بالحسبان حجم النص ونوعه واختلاف درجة دلالة النص باختلاف نوعه ،وباختلاف درجة دلالة الجمل في النص نفسه.
تلك بعض تعريفات العرب المحدثون للنص وأما الباحثون الغرب فقد تولت عندهم جوليا كرستيفا تعريف النص كما يلي (النص جهاز عابر لساني يعيد توزيع نظام نظام اللسان بواسطة الربط بين كلام تواصلي يهدف إلى الإخبار المباشر وبين أنماط عديدة من الملفوظات السابقة عليه ،والمتزامنة معه فالنص إذن إنتاجية)).
ويعني أن النص يتعالق مع نصوص أخرى وفي شكل تواصلي للحصول في نهاية المطاف ك على شكل تواصلي جديد وهو (فسيفساء من النصوص)) بل يمكن القول بأن كل نص يقتبس أو يضمن نصوص أخرى فحسب سعيد يقطين (كل نص متناص)).
2-تعريف النص الرقمي:
أول من أطلق مصطلح النص المترابط على النص الرقمي هو تيد نيلسون منذ الستينات من القرن الماضي (1965)للدلالة على تنظيم النص وكيفية بنائه من خلال ترابط عناصره ومكوناته وبعد ذلك انتشر مصطلح النص المترابط Hypertext انتشارا واسعا واستعمل بتسميات متعددة مثل السيبرنص (Cybertext)وهي تسمية أطلقها الباحث أرسيث قاصدا به شكل بنائه وصياغته وهو يتجاوز النص المترابط ونكاد نجزم أن النص المترابط تسمية غريبة تم التوصل بعد إستعمال الحاسوب أداة للكتابة ومعالجة النصوص وإدخاله ضمن الشبكة العنكبوتية (الحاسوب الموصول بالأنترنت).
استفاد العرب من التسميات السابقة فدرسوا مفهوم النص المترابط وأطلقوا عليه اصطلاحات أخرى .فنبيل علي يسميه النص الفائق في كتابه"العرب وعصر المعلومات "حيث استلهم هذه التسمية من السابقة (hyeber)التي ترجمها ب "الفائق" على عادة المشارقة في الترجمة حيث يعرفه كما يلي (معالجة النصوص بأسلوب النص الفائق)) .ودرس الدكتور حسام الخطيب النص المترابط في كتابه"الأدب والتكنولوجيا"والذي سماه النص المفرع"معرفا إياه كما يلي (النص المفرع Hyebertext في علم الحاسوب هو تسمية مجازية لطريقة في تقديم المعلومات يترابط فيه النص والنص والأصوات والأفعال معا فى شبكة من الترابطات مركبة وغير تعاقبية)).
إن الخطيب يرى أن النص المترابط –رغم التسمية الجديدة-هو الذي يضمن روابط تمكننا من الإبحار والإنتقال من من نص إلى أخرومن هذا التعريف استفادت فاطمة البريكي من دراسة حسام الخطيب فجاءت بتسمية جديدة للنص الرقمي هو "النص المتفرع" وتعرفه على النحو التالي ( النص المتفرع هو أحد الاقتراحات التي قدمت لترجمة المصطلح الأجنبي Hyebettext إلى اللغة والتكنولوجيا وجسر النص المتفرع)) ففاطمة البريكي ارتضت ترجمة حسام الخطيب لذلك استعملته في دراستها في كتابها "مدخل إلى الأدب التفاعلي".إضافة إلى ماسبق اقترحت الدراسة الأردنية سلامة عبير في مقالتها "النص المتشعب ومستفيل الرواية العربية"المنشور على موقع جهات في الشبكة العنكبوتية اسما جديدا هو "النص المتشعب"في معرض حديثها عن الرواية العربية حيث تقول (تعتمد الرواية التفاعلية interactive novel على قارئ تفاعلي لنص متشعب Hyebertextالنص الذي يستخدم في الانترنت لجمع المعلومات النصية المترابطة ،كجمع النص الكتابي بالرسوم التوضيحية ،الجداول الخرائط والصور الفوتوغرافية ،الصوت ،نصوص كتابية أخرى ،وأشكال جرافيكية متحركة ،وذلك باستخدام الوصلات التشعبية في غير هذه الرواية يعرض في رأيي لممارسات القراءة الحالية للخطر...))
نستشف مع عبير سلامة أن النص المتشعب هو نص جديد أفرزه الحاسوب الموصول بالأنترنت المحمول والثابت حيث يتضمن جداول وصور ورسومات جعلته مختلفا عن النص الرقمي إلا أن الوصلات التي يتضمنها النص جعلته أكثر تعرضا للسرقة أو ماسميته "بالقرصنة المعلوماتية".
إن النص المترابط عندي هو الذي يتضمن (أيقونات –كلمات-عنوان موقع..) تتيح لنا الانتقال من نص إلى أخرأو موقع إلى أخر إنه نص شبكي عنكبوتي.
ختاما بعد أن عرفنا النص الرقمي أو النص المترابط أو الإلكتروني عند الدارسين الغرب والعرب على حد سواء وجب علينا أن نعرج إلى الأسباب التي أفرزت النص المترابط أو النص الورقي و الخصائص التي يتقاطع فيها النص الورقي والرقمي والسمات التي يختلف فيها النص لورقي عن النص الرقمي.
3-الأسباب التي أدت إلى انتقال النص من الورقي إلى الرقمي:
بعد أن تعرفنا على مفهوم النص الورقي في مظان الكتب العربية القديمة والحديثة ومفهوم النص الورقي عند الدارسين الغرب والعرب ، نكاد نجزم أن النص الورقي هو الأصل بينما النص لإلكتروني فرع وقد انتشر في ظل اكتشاف الحاسوب الذي يعد أداة جديدة في التواصل نتح عنه ما أطلق عليه "الأدب التفاعلي"حيث يقول يقطين(توضيف أداة جديدة للتواصل يؤدي إلى خلق أشكال جديدة للتواصل أما الأداة هنا فهي "الحاسوب"وأما الشكل هنا أيضا فهو الإبداع التفاعلي)).
إن هذه الأداة (الحاسوب) التي أنتجت نصوصا رقمية نصوص رقمية لم تأني صدفة بل هي حصيلة تطوير للوسائط المتعددة Multimédia ونتيجة ذلك لم نعد نتحدث في النص الرقمي عن الكاتب بل المبدع لأنه يتدخل ويتصرف في النص بالحذف والزيادة أو التقديم والتأخير وإضافة صور أو أيقونات أو جداول ولم يتح ذلك إلا بواسطة الحاسوب المتضمن لبرمجيات Logicielesأو مأأطلق عليه نبيل علي( software)أو العتاد وهي لائحة المفاتيح-شاشة الحاسوب_الفأرة-الوحدة المركزية_خيوط الحاسوب)و ware أي البرمجيات.ونتيجة ذلك نتج عنه تواصل جديد نمثل له كما يلي :
النص المترابط

المبدع

الحاسوب

جزاك الله الف خير

شكرا علي المواضيع المميزة

شكرا على على الموضوع

شكرا يا غالي علي الموضوع

السلام عليكم

بارك الله فيك

السلام عليكم

بارك الله فيك

الله يرضى عنكم مشكوريين