الأدب النسائي الجزائري قبل و بعد أحلام مستغانمي!
أعتقد كقارئ محب للأدب الجزائري، أنه من المغالطة الكبيرة حصر الأدب النسائي الجزائري في أحلام مستغانمي فقط لا غير .. لأنه إجحاف لعشرات الأسماء الأخرى التي أعتقد أنها تتفوق أحيانا على أحلام مستغانمي ابداعيا إلا أنها لم تجد الضوء و المكانة التي تسمح لها بالظهور بشكل واسع .. إنها كما قال الناقد الجزائري محمد دحو أسماء نسائية مبدعة تتعرض إلى التهميش لأنها تهدد الكثير من الأسماء الكبيرة
: . و أعتقد انها الجملة التي تقترب من الحقيقة .. لقد قرات ذات يوم على غلاف رواية ذاكرة الجسد للروائية الكبيرة أحلام مستغانمي عبارة أنها الرواية الأولى في الجزائر التي تكتب بالعربية، و بهذا فإن أحلام مستغاني هي الروائية الجزائرية الأولى التي تكتب باللغة العربية
: ؟؟ هذه مغالطة في منتهى الخطورة أعتقد أنه حان الوقت لتصحيحها ولو قليلا.. نعم، أحلام مستغاني روائية و مبدعة رائعة و كبيرة و متميزة و لديها سقف عريض من القراء و المعجبين (و أنا أولهم) و لكنها ليست الأديبة الروائية الأولى في الجزائر التي كتبت بالعربية، لقد سبقتها أكثر من أديبة و أشهرهم الأديبة الكبيرة زهور ونيسي التي اشتغلت منصب وزيرة التربية في بلدها الجزائر، و للعلم نصوصها الأدبية مدرجة في الكتاب المدرسي في أمريكا و في السويد.. أصدرت زهور ونيسي كتابها الأول إبان الثورة التحريرية في بلدها الجزائر، و استمرت في الكتابة و أصدرت العديد من المجموعات القصصية و الروايات بالعربية قبل أن تظهر رواية ذاكرة الجسد في التسعينات.. بمعنى أن ذاكرة الجسد ليست الرواية الأولى المكتوبة بالعربية في الجزائر، و أن أحلام مستغاني ليست أول روائية تكتب بالعربية في الجزائر، ناهيك على أن ثمة شاعرة جزائرية اسمها بوساحة مبروكة (أشهر المذيعات الجزائريات على الاطلاق) إذ صدرت مجموعتها الشعرية الأولى في منتصف الستينات، بينما صدرت أولى مجموعات أحلام مستغانمي الشعرية في السبعيات.. أنا أحاول أن أقرب الأدب النسائي الجزائري إلى القارئ هنا، لأقول له أن الأدب النسائي الجزائري زاخر بالأسماء الجميلة و المهمة أيضا... فقد قال الناقد توني أبي داغر أن الروائية الجزائرية فضيلة الفاروق تثبت جدارة الرواية النسائية الجزائرية في ظل التهميش التي تعاني منه.. كما قال الناقد التونسي جمال الريس أن الروائية الجزائرية ياسمينة صالح تشكل خطرا إبداعيا على أحلام مستغانمي و هي آراء نحترمها لأنها تؤكد لنا أننا بحاجة إلى التقرب من هذا الأدب النسائي شعرا و قصة و رواية لأجل أن نقرأ بشكل حقيقي و قريب إلى الواقع.