ﻗﺎﻧﻮن اﻻﻧﻌﻜﺎس ﻗﺎﻧﻮن اﻻﻧﻌﻜﺎس
ﰲ ﻋﻠﻢ اﻟﻔﻴﺰﻳﺎء، ﺗﻮﺟﺪ ﻇﺎﻫﺮة ﺣﺮﻛﺔ اﳌﻮﺟﺎت وﻓﻴﻬﺎ ﺗﺮﺗﺪ اﳌﻮﺟﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﻄﺢ ﺑﻌﺪ اﻟﺴﻘﻮط ﻋﻠﻴﻪ .ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻨﺘﻘﻞ اﻟﻄﺎﻗﺔ- ﻣﺜﻞ اﻟﻀﻮء أو اﻟﺼﻮت - ﻣﻦ وﺳﻂ إﱃ وﺳﻂ آﺧﺮ، ﻓﺈن ﺟﺰءا ﻣﻦ اﻟﻄﺎﻗﺔ ﳝﺮ ﻋﺎدة ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻨﻌﻜﺲ ﺟﺰء آﺧﺮ . وﻫﻨﺎك ﻧﻮﻋﺎن ﻣﻦ اﻻﻧﻌﻜﺎس أﺣﺪﳘﺎ ﻳﻌﺮف ﺑﺎﻻﻧﻌﻜﺎس اﳌﻨﺘﻈﻢ وﻓﻴﻪ ﻳﺮﺳﻢ اﲡﺎﻩ ﺟﺒﻬﺔ اﳌﻮﺟﺔ اﳌﻨﻌﻜﺴﺔ ﺑﺪﻗﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ وﳜﻀﻊ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن اﻟﺘﺎﱄ :ﺗﻨﺘﻘﻞ اﻷﺷﻌﺔ اﻟﺴﺎﻗﻄﺔ واﻷﺷﻌﺔ اﳌﻨﻌﻜﺴﺔ ﰲ اﲡﺎﻫﺎت ﲝﻴﺚ ﺗﺼﻨﻊ زواﻳﺎ ﻣﺘﺴﺎوﻳﺔ ﻣﻊ اﳋﻂ اﻟﺮأﺳﻲ )ﺧﻂ ﻋﻤﻮدي ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ اﻻﻧﻌﻜﺎس ﻋﻨﺪ ﻧﻘﻄﺔ اﻟﺴﻘﻮط (وﺗﻘﻊ اﻷﺷﻌﺔ ﰲ ﻧﻔﺲ اﳌﺴﺘﻮى ﻣﻊ اﻻﲡﺎﻩ اﻟﺮأﺳﻲ .وﺗﺴﻤﻰ ﻫﺬﻩ اﻟﺰواﻳﺎ زاوﻳﺔ اﻟﺴﻘﻮط وزاوﻳﺔ اﻻﻧﻌﻜﺎس .أﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻷﺳﻄﺢ ﺧﺸﻨﺔ، ﻓﺈن اﻷﺷﻌﺔ ﺗﻨﻌﻜﺲ ﰲ اﲡﺎﻫﺎت ﻛﺜﲑة وﻫﺬا اﻻﻧﻌﻜﺎس ﻳﺴﻤﻰ اﻻﻧﺘﺸﺎر . وﰲ اﻟﻘﺮن اﳋﺎﻣﺲ اﳍﺠﺮي /اﳊﺎدي ﻋﺸﺮ اﳌﻴﻼدي ﺗﻮﺻﻞ اﺑﻦ اﳍﻴﺜﻢ إﱃ أن اﻟﻀﻮء ﺷﻲء ﻣﺎدي؛ وﻣﻦ أﺟﻞ ذﻟﻚ ﻳﺮﺗﺪ اﻟﻀﻮء ﻋﻦ اﻷﺟ ﺴﺎم اﻟﺼﻘﻴﻠﺔ إذا وﻗﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﺗﺮﺗﺪ اﻟﻜﺮة ﻋﻦ اﳉﺴﻢ اﻟﺼﻠﺐ اﻟﺬي ﺗﺼﻄﺪم ﺑﻪ .واﻟﺬي ﻳﺘﻔﻖ ﻟﻠﻜﺮة اﳌﻘﺬوﻓﺔ ﻋﻨﺪ اﺻﻄﺪاﻣﻬﺎ ﺑﺎﻟﺴﻄﺢ اﻟﺼﻠﺐ ﻳﺘﻔﻖ ﻣﺜﻠﻪ ﻟﻠﻀﻮء إذا وﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ ﺻﻘﻴﻞ . وﻣﻊ أن اﻧﻌﻜﺎس اﻟﻀﻮء ﻋﻦ اﻟﺴﻄﺢ اﻟﺼﻘﻴﻞ ﻛﺎرﺗﺪاد اﻟﻜﺮة ﻋﻦ اﳉﺴﻢ اﻟﺼﻠﺐ، ﻓﺈن ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻓﺎرﻗﺎ .ﻓﻴﻘﻮل اﺑﻦ اﳍﻴﺜﻢ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ اﳌﻨﺎﻇﺮ ":ﻓﺈن اﻟﻀﻮء ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﻗﻮة ﲢﺮﻛﻪ إﱃ ﺟﻬﺔ ﳐﺼﻮﺻﺔ، ﻞ أن ﺧﺎﺻﺘﻪ أن ﻳﺘﺤﺮك ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﻘﺎﻣﺔ ﰲ ﲨﻴﻊ اﳉﻬﺎت اﻟﱵ ﳚﺪ ﺑ اﻟﺴﺒﻴﻞ إﻟﻴﻬﺎ، إذا ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ اﳉﻬﺎت ﳑﺘﺪة ﰲ ﺟﺴﻢ ﻣﺸﻒ .ﻓﺈذا اﻧﻌﻜﺲ اﻟﻀﻮء ﲟﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ اﻟﻘﻮة اﳌﻜﺘﺴﺒﺔ، وﺻﺎر ﻋﻠﻰ ﲰﺖ اﻻﺳﺘﻘﺎﻣﺔ اﻟﱵ أوﺟﺒﻬﺎ اﻻﻧﻌﻜﺎس اﻣﺘﺪ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ اﻟﺴﻤﺖ. وﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﲢﺮﻛﻪ إﱃ ﻏﲑ ذﻟﻚ اﻟﺴﻤﺖ، إذ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺧﺎﺻﺘﻪ أن ﻳﻄﻠﺐ ﺟﻬﺔ ﳐﺼﻮﺻﺔ". وﻳﻀﻴﻒ اﺑﻦ اﳍﻴﺜﻢ أن اﳌﻔﺮوض ﰲ اﻟﺴﻄﺢ اﻟﺬي ﻻ ﻳﻨﻔﺬ ﻓﻴﻪ اﻟﻀﻮء أن ﻳﻜﻮن ﻛﺜﻴﻔﺎ؛ وﻟﻜﻦ ﻳﻜﻔﻲ أن ﻳﻜﻮن ﺻﻘﻴﻼ وﻟﻮ ﻛﺎن رﺧﻮا أو ﻣﺎء ﻋﻠﻰ أن ﻳﻜﻮن أﻣﻠﺲ . ﻛﻤﺎ ﻳﺮى أن اﻷ ﺟﺴﺎم اﳋﺸﻨﺔ ﻏﲑ اﻟﺼﻘﻴﻠﺔ أو ﻏﲑ اﳌﺎﻟﺴﺔ أو ﻏﲑ اﳌﻠﺴﺎء ﺗﻜﻮن ﻛﺜﲑة اﳌﺴﺎم وﺗﻜﻮن أﺟﺰاء ﺳﻄﺤﻬﺎ ﻣﺘﻔﺮﻗﺔ ﻏﲑ ﻣﺘﻀﺎﻣﺔ :ﻣﻦ أﺟﻞ ذﻟﻚ ﻳﻨﻔﺬ ﻗﺴﻢ ﻣﻦ اﻟﻀﻮء ﰲ اﳌﺴﺎم