جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
|
جواهر ستار التعليمية :: منتديات الجامعة و البحث العلمي :: منتدى البحوث العلمية والأدبية و الخطابات و السير الذاتيه الجاهزه :: للغة و اللسانيات. |
الثلاثاء 10 يونيو - 18:07:32 | المشاركة رقم: | ||||||||
عضو نشيط
| موضوع: الخطاب القومي في الشعر المعاصر الخطاب القومي في الشعر المعاصر قد يهدف تحليل الخطاب الشعري إلي الكشف عن إستراتيجية النص في توظيفه لمختلف الإشارات اللغوية لتشكيل منظومة تقنية عالية الكفاءة في توصيل البيانات الجمالية علي وجه التحديد من هنا فهو يبتعد عن التحليل المضموني الذي كان سائداً في النقد القديم والذي كان يرتكز علي التقاط الموضوع ، وإلقاء الضوء علي جوانبه المختلفة بغض النظر عن كيفية تقديمها المتعينة في النص . أما تحليل الخطاب فهو ينطلق من الخواص النوعية له ويأخذ في اعتباره ارتباط النجاعة الوظيفية للنوع بمستوي إنجازه الخاص ، فتصبح درجة الشعرية هي الحاسمة في قياس كفاءة النص في حالتنا في تحقيق غايته التواصيلة ولا يتحول الموضوع مهما كانت نبالته إلي مجرد ذريعة تبرر قولاً متهافتاً في مكوناته ضعيفاً في فعاليته، بل تفضح المسافة الفاصلة بين القصد والمنجز ما يقع من قص ور في الأداء أو عجز عن الوفاء بمتطلبات متحركة تتسم بطابعها الديناميكي الخلاق لأنها تتجاوز دائماً أفق توقع المتلقي وتدهشه بكشوفها المتميزة. وإذا كانت اللغة – وهي مادة الخطاب عموماً – أقوي مظهر للملكية الجماعية الشائعة ، كما كان يقول جاكويسون ، فإنها هي التي تحفظ كيان الأمة – وتحقق قوميتها وتكاد ترسم حدودها إنها قد تصبح الوطن الذي نسكنه ، والروح الجماعي الذي نحيا به ، لكننا سرعان ما نجني عليه بالاستهلاك والإرهاق والتجميد والتنميط سرعان ما نحيل اللغة إلي قوالب محفوظة منصلبة وعبارات مكررة لا ينقذها من أيدينا ويرد لها عافيتها وشبابها ونضارتها البكر سوي الشعراء ، هم الذين يعيدون تخليقها وشحنها بالطاقة المتجددة ، هم الذين ينفثون فيها وهج الحج ويحققون بها تاريخ الوجود الإنساني الخلاق . ولقد كان الشعر العربي في مختلف عصوره المرآة الصافية والمحدبة لخطاب الجماعة في السلم والحرب ، عندما كان يقوم بوظائف عديدة الإعلامية التواصية والفكرية التخيلية والوجدانية الحميمة ، فشيد الشعراء صرح الديوان العربي بأكمله ، وعمروا أروقته وصنعوا قيمه ومثلهوذاكرته ، وصبوا فيه خلاصة قدراتهم الإبداعية في التشكيل واللحن والتصوير والنحت والرقص والنقش ، كان الشعر اختزالاً مكثفاً للفن العربي وتعويضاً مسعفاً عنه ، ثم لم يلبث في المرحلة الحديثة أن تنازل تدريجياً عن إعلاميته وخطابته ، محاولاً أن يخلص إلي جوهر الفن في أصل وجوده وكينونته . ولعل أهم ما يترتب علي هذا الأنحسار النوعي في وظائف الشعر أن تتحرراللغة نسبياً من طغيان الوظيفة التخيلية عليها في مجالات الحياة العملية ، وتتعدل منظومات القيم كي توازن بين متطلبات الواقع والخيال ، فقد كنا نفرح ونبتهج عندما يحدثونا عن عبقرية العربية باعتبارها لغة شاعرة ، ولا ندرك ما في ذلك من خطورة عل يوعينا بالحياة ومحددات الواقع ، حتي يأتي علينا حين من الزمان يرتكب فيه الإعلام – وريث الشعر – خطيئة التلبيس بين الواقع والخيال فيسمي الهزيمة نصراً ، ويتوهم معارك مضحكة نغير فيها أسماء الوقائع إلي أضدادها ، ونصدق أكاذبينا ونطلب من العالم أن يجارينا في ذلك فتكون هذه جناية الخلط بين أنواع الخطاب ووظائفه المختلفة ، نفرح بالطابع الشعري الغالب علي لغتنا فتصبح عقليتنا شعرية أسطورية ، تتمسك بسحر الكلمات وتستعيض بها عن العمل والفعل الحقيقي . إن لغة الشعر- كما تثبت الدراسات التداولية الحديثة – هي التي تعتمد علي أفعال الكلام ، وهي التي تستقطب الطاقة الإنشائية للخيال البشري لكنها تفعل ذلك عن عقد ضمني بين المبدع والمتلقي مثلما يحدث عند شباك المسرح ، حينما أدفع ثمن بطاقة الدخول ولسان حالي يقول ” أدفع لكم ثمن استمتاعي الفني بما تقدمونه أمامي من عمل تمثيلي ، تعيدون فيه تجسيد الوقائع بشكل مخالف لما هي عليه في الحياة كي يتضمن دلالة ولذة جمالية ” . وهكذا فإن وظيفة الشعر اليوم لا يمكن أن تنحصر في انكفاء اللغة علي ذاتها أو تأملها لمفاتنها واحتفائها بألاعيبها التقنية الجميلة ، لا تزال رؤية العالم هي مناط أهمية الشعر وخلاصة وظائفه الجمالية والحيوية بشروطها المعرفية والتخيلية الخاصة . ولقد أسفرت بحوث التداوليين المبنية علي نظرية أفعال الكلام عن أن هناك جملة مقدرة تسبق كل قول شعري لتصنع فرضيته الأساسية يوجزها “ليفين” في إحدي عبارتين طبقاً لمدار كل قصيدة ودرجة سعتها ، وإستراتيجية خطابها : - أتخيل أني .. - أدعوك أن تري العالم باعتبار أنه هذه الجملة هي التي تضمن التماسك الداخلي والانسجام الجمالي لكل ما يحفل به النص الشعري من صور تناقض الواقع الملموس وتتجاوز منطق اللغة المألوف وتستثير أعمق كوامن الذاكرة الإنسانية يصبح الشعر هكذا صورة يرسمها الفنان لنفسه وللعالم من حوله ، خطاباً يجسد فيه ذاته كما يراها وكما يجب أن نراها معه إنه خطاب الوعي وما تحته صورة الواقع كما نتخيله ونتجاوزه الامر الذي يجعلها تحفل بالتوتر الداخلي المبدع بين القدرة والإرادة والمفارقة الواضحة بين الداخل والخارج ، إنها تنشد المستحيل وهي تزعم أنها ترصد ما يثوي أمامنا في رحم الوجود . * مرايا الخطاب القومي : ولقد تأملت في دراسات سابقة بعض مرايا الخطاب القومي في الشعر العربي المعاصر بشكل جزئي عند السباب والبياتي وصلاح عبدالصبور ومحمود درويش وبتفصيل أدق عند أحمد عبدالمعطي حجازي ونزار قباني وأريد أن أسلط الضوء التحليلي علي عدد آخر من الشعراء . يجمعهم أنهم أبناء هذا النصف الثاني من القرن العشرين ، اكتووا بناره اللاهية في المحرقة ، الفلسطينية وانتقلوا كلهم من البؤرة الساخنة إلي الحافة المجاورة لها مباشرة ، حيث عاشوا في الأردن وكتبوا أشعرهم علي ضفته الشرقية الدافئة ، والعلاقة بين الوعي القومي بأشكاله الأيديولوجية والتخيلية والجرح الفلسطيني الغائر علاقة سببية فالاحتكاك بالآخر في وجهه الاستيطاني العنصري القبيح واكتشاف مقومات التماسك للأمة وجهان لموقف واحد تعجل فيه المحنة والصراع أسباب النضج – وربما الاحتراق – لعوامل التماسك القومي في الواقع وما فوقه ، علي أني – من الوجهة الإجراية – أريد توضيح أمرين : أولهما : إن مفهوم الخطاب القومي كما يتجلي في الشعر لا ينحصر في الموضوع السياسي المباشر ، بل يرتبط برؤية العالم بما يشغله الهم القومي في مساحتها حضوراً وغياباً وبمدي ما تنجح فيه تقنيات التعبير الشعري وغستراتيجيات الخطاب في احتواء مستويات الوعي العربي وتفعيل الإحاطة بها عبر التواصل الجماعي النوعي حتي يصبح الخطاب الشعري قومياً بمقدار ما يشف عن روح الجماعة ويبلور من ضميرها الإنساني مستمداً نسقه من موروثها الحضاري ومنظورها المستقبلي معاً . والثاني : أن النماذج التي أتوقف عندها ليست حصرية بمعني أن هناك عدداً آخر من شعراء هذه البؤؤرة الساخنة تصلح أعمالهم كي تقدم لنا تجليات باهرة لهذا الخطاب ذاته ، مثل سميح القاسم ، ومحمد القيسي وأحمد دحبور وغيرهم ولكن فروة الشعر وخصوبته تحول دون أستيعاب كل التيارات والتجليات الفائقة وكل عملية اختيار تتضمن انتقاء وترسخاً وتتحمل مسئولية ما تفعل دون أن يكون ذلك حكم قيمة بل هو ضرورة واقع لا مفر من تصغيره حتي تتسع له صفحات يسيرة مفتوحة علي التنامي والاستمرار فيما بعد .. وإذا كانت عوالم الشعراء تتسم بمفردها كلما صنعت خطابها المتميز ، بحيث لا يمثل أحدها غيره فإن تنوع التجارب الشعرية مع وحدة الإستراتيجية القومية هو الذي يكشف لنا عن مناورات الشعر ويبرز أساليبه ويلفتنا إلي ثراء تقنياته وتعدد نبراته الأمر الذي يضعنا في قلب الشعرية العربية وهي تصنع معجزاتها المتجددة وتمارس غوايتها لخطابنا المعاصر . وربما كانت القرابة الأسلوبية لتيارات الشعر السابقة علي الفترة الراهنة هي التي تجعلني أوثر البداية بالشاعر الراحل عبدالرحيم عمر حيث يمكن أن نعتبره نموذجاً للصوت الغنائي الرائق ، الفائق في عذوبته وهو يقدم بخطوط منتظمة شفيفة صورة وعيه ووعي أبناء جيله في هذه العقود الأربعة الماضية بموقفهم القومي ورؤيتهم لموقعهم التاريخي ، عبر تصوره لنفسه ودعوته للآخرين اي من خلال تخيله لذاته وللعالم من حوله : سر السحر الشعري لديه هو البساطة العفوية الأسرة ، افتح ديوانه مثلاً علي قصيدة بعنوان ” عيناك حلوتان ” لنجده يقدم فيها أمثولة كونية للمأساة القومية ، بعرض فيها مجازياً قصة الطوفان الصهيوني الذي غرق فيه أبناء هذا الجيل . عيناك حلوتنا وكالربيع فيهما تفاؤل حبيب وخضرة ترعش بالحنان ودعوة وادعة للحب والطفولة وفيهما طفاوة اسيانة عليلة رحيبة كأنها المدي عميقة كأنها الزمان وانت كل عالمي في هذه السفينة فالآخرون واجمون ” استسلموا للموت ، للطوفان . وكل زوج للفرار صورتان خائفئتان ترقبان هجمة الري وانت يا رفيقتي تغالبين الخوف تزرعين حولك الأمان عجل بنا يا ايها الربان عجل بنا ، ها قمة الجبل يا أيها الربان الخوف والمنون توأمان هذا النفس الوادع الهادئ النضير يمزج في نبرة واحدة بين قرار اليقين الواثق المفعم بالأمل مع رعشة الاجفال الفزع من المستقبل يرواح بين تحنان من العشق وهول المأساة في اتساق عجيب يتسع ليشمل حالات متناقضة في أغوار الإنسان واقع وجوده ، ربما لم تكن خطوب الحياة القومية قد حطمت بعد هذا التفاؤل الرومانسي الوديع وهو يقترن بصحوة الحب وزهوة التطلع للغد ، لكن ما يعنينا من الوجهة التعبيرية في هذا الشعر ويحدد ملامحه كخطاب نوعي هو بساطة نسيجه وعذوبته وخلوه من تراكمات المجاز ومشاحنات الرمز ، يكفيه هذا الإطار الأمثولي الواضح في قصة الطوفان التي يسهل تلقيها وفهمها علي كل المستويات . علي أن هذا التيار الموسيقي الذي يسري في خلايا التراكيب ويشكل إيقاعها اللافت ، وأنماط التكرار البارزة في المطلع والختام ” عيناك حلوتان ” يجعل للدلالة الشعرية الموازية غيقاعاً حلواً سرعان ما يتردد في وجدان المتلقي دون عناء . وكما يعتمد الغناء الشجي المؤثر علي الصوت المفرد والنغم المكرور والدلالة الواضحة ذات الأثر القومي علي النفس فإن هذا النموذج يمثل طريقة الإنجاز الشعري للخطاب وهو يتشكل صانعاً ذائقة القراء ومستجيباً في الآن ذاته لأفق انتظارهم ومشبعاً لحاجاتهم الجمالية . ولقد ظل هذا الولع بالغناء والافتنان بالموسيقي ، والإنشاد للحب يمثل البؤرة التي ينصه فيها الحس القومي برؤية الذات الشعرية حيث يحافظ الشاعر علي مسافة كافية من موضوعه مؤثراً الاقتراب التصويري منه .. وهذه طبيعة الغناء ، عندما يشدو للمحبوب وهو يقصد الوطن ويهذي بعشق الجمال وهو ينفث مواجد التاريخ . في هذه المرحلة كان عبدالرحيم عمر يكتب شعره الذي يوازي ويضاهي كبار شعراء جيله في مختلف الأقطار العربية وإن كانت شواغلهم ومصائرهم قد اختلفت بعد ذلك نقرأ له مثلاً قصيدة أخري في ديوانه الأول ” أغنيات للصمت ” بعنوان ” الرحيل ” لنفاجأ بهذا الخطاب الطريف : صديقتي أميرتي البعيدة من بلدتي الجديدة ومن وراء غربتي الشريدة أطل للشمال في ابتهال لعلني رغم المدي البعيد أراك يا حمامتي الأسيرة تحدقين تنظرين في قلق وتسألين ف يمشارف الأفق .. إلخ من الواضح أن خطاب الصديقة الذي كان قد كتبه صلاح عبدالصبور كان يمثل لفتة حميمة في أوضاع اللغة الشعرية تنتقل بها من نجوي الذات الرومانسية إلي البوح المنطوق للحبيبة المثقفة العصرية بهموم النفس والوطن ، حينما أصبحت رفيقة الدرس في الجامعة أو النضال في صفوف الحزب ليس معني ذلك أننا نري ظلاً من المحاكاة في هذا الخطاب ، لكن معناه في تقديري أن كلا من الشاعرين كان قد عثر علي النبرة الملائمة لخطابه الغزلي القومي لكن ما سيحافظ عليه الشاعر الفلسطيني المولد ويختلف به عن رفيقه المصري هو إبقاؤه علي هذا النغم الغنائي المفرد دون مأساوية لاستنفذا أقصي ما يتضمنه من حلاوة تعبيرية غير ممرورة ، تصل به إلي درجة النشوة الغنائية والهذيان في مثل قوله : كان كالطائر يهوي كل زهرة فيغني لهواها ويغني لشذاها ويغني للندي والروض والنوار شعره ثم يسرد قصته عندما رآه ” من بني الجن أمير عبقري فدعاه ياصبي ” قائلاً له: أنا في كشف أمور القلب والغيب نبي ستراها يا بني غضة كالزهرة الخجلي علي الغصن الطري الموضوعالأصلي : الخطاب القومي في الشعر المعاصر // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: نمر مقنع
| ||||||||
الإشارات المرجعية |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17) | |
|
| |
أعلانات نصية | |
قوانين المنتدى | |
إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان |