رسالة اعتذار
لا بد أن لكل منا ذكرى تركها له شخص كان يوما ما مهما في حياته،ربما لا يزال موجودا بين طيات قلبه..لكن أبدا ليس على نفس القدر من الثقة و الود الذي كان قبل تلك الذكرى..
دائما نتهم من يخطئ في حقنا أنه السبب..مهلا،نحن السبب..نحن من يمنح الآخرين مكانا بين ذكرياتنا،بين مشاعرنا..و بين أيامنا نخصص لهم أوقاتا من حياتنا،نمنحهم حبا و به مبرر لأن يخطؤوا معنا ..طبعا باسم الحب،نتوقع منهم حبا بالمثل،إحساسا بالمثل،وفاء بالمثل..ثم يكون الخطأ..يعاملوننا بحسب مكانتنا في نفوسهم و ننتظر نحن اعتذارا؟؟؟؟...كفانا ..،يجب أن نشكرهم لأنهم لم ينافقوا بل كانوا بمنتهى الصراحة،لم يرضوا لنا أن نتبع الأوهام و ننتظر أن نكون كل مالديهم بينما نحن لسنا إلا على هامش الشعور منهم..
الآن يجب على كل جريح أن يكتب رسالة اعتذار و يرسلها مع باقة أزهار رمادية إلى كل من أخطأ معه،و أخرى لكل من جرحه..لا بأس إن أرفقت اعتذارك بشكر جزيل،فالطرف الآخر ضحى بوجودك في حياته و أخطأ معك لأجلك..لأجل أن تكتسب تجربة في الحياة،و التجربة ترزقك خبرة فحكمة...و عندما ستصبح حكيما يوما ما،ستعرف أن من يعتذر منك قد تعلم منك أن المخطىء هو من يجب أن ينتظر اعتذارا مع زهرة مجففة بين صفحات الذكرى.