[rtl]عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ” لا تَكونوا إمَّعَة تَقولوا إن أحسَنَ النَّاسُ أحسَنّا وإن ظَلَموا ظَلَمنا ولكن وَطِّنوا أنفُسَكُم إن أحسَنَ النّاسُ أن تُحسِنوا وإن أساؤوا أن لا تَظلِموا ” [/rtl]
[rtl](رواه الترمذي وقال حديث حسن)[/rtl]
[rtl]الإمعّة هو الذي لا رأي له فهو يتابع الأكثرية أو كل أحد سواه والمؤمن قوي في إيمانه ، فهو يستحي من الله لكن ليس من الحياء متابعة الناس في الشر. ويعتمد ذلك على عمق الإيمان ، فالمؤمن القوي الإيمان لا يتابع على الباطل أحدا ولو خالف الناس كلهم وحده ، أما من كان أضعف من ذلك فربما جامل الناس ، وعليه عند ذلك أن يتهم إيمانه ، ويستغفر ربه ويتوب إليه.[/rtl]
إن المؤمن قائد في طريق الحق وهو متبوع بالحق غير تابع للباطل . وطريق الإستقامة يحتم عليه أن يميز بين الحق والباطل ، ويفرض شخصيته التي قوامها العمل بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ، ويخالف من خالفهما ولا يخاف في الله لومة لائم . فكم من سنة أميتت أحياها الله على يد فرد مسلم واحد بإصراره على مخالفة كل من كان حوله. وكم من عمل صالح مستمر الفائدة كان أساسه ثبات رجل واحد. لا شك بأن مخالفة الغالبية قد تسبب للمرء صعوبات قد لا يلقاها غيره ، لكن ذلك من الجهاد إن كانت النية خالصة لله ، لا لحب الظهور جريا على قاعدة -خالف تُعرف-. فمن خالف لكي يعرف فهو مرائي كما سيمر بنا . وعلى المؤمن أن يتحمل ما يحصل له من أذى في سبيل الله ، إلاّ أن عليه أن يعرف قدر نفسه فلا يغالي فيشتَط في المخالفة في أمور ليست ذات بال بحيث يرتكب آثاما أكبر من الطاعة التي قام بها ، فكل ما زاد عن حدّه إنقلب إلى ضده . أما في الأمور ذات العلاقة بالمبادئ الأساسية فعلى المؤمن أن يكون على أشد الصلابة ، ولتكن له في رسول الله أسوة حسنة حين ساومه الكفار على التخلي عن دعوته فقال قولته المشهورة لعمه أبي طالب: ” واللّه يا عَمّ ، لو وضعوا الشَمسَ في يَميني والقَمرَ في يَساري على أن أترُك هذا الأمرَ ما تَرَكتُهُ حتى يُظهِرَهُ اللّهُ أو أهلِكَ دونَهُ ” (30).