قال الله تعالى:{الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب}سورة الرعد آية 28
وقال أيضا:{ولَذِكْرُ الله أكبر والله يعلم ماتصنعون}سورة العنكبوت.آية 45
ذكر الله نعمة كبرى،ومنحة عظمى،به تستجلب النعم،وبمثله تستدفع النقم،وهو قوت القلوب ،وقرة العيون ،وسر النفوس،وروح الحياة،وحياة الأرواح،ماأشدحاجةالعباد إليه ،وما أعظم ضرورتهم إليه،لا يستغني عنه المسلم بحال من الأحوال.
قال تعالى:{فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون}
وقال أيضا :{ياأيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا.}
وقال أيضا:{والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما}
وقال أيضا:{واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولاتكن من الغافلين.}
أخي المسلم:
أحرص في دعائك أن تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم وذلك بعد أن تحمدا لله تبارك وتعالى وتثني عليه لأن هدا من أعظم أسباب إجابة الدعاء بعد إخلاص العمل لله عز وجل فلا يدعى غيره ولا يلجأ إلا إليه سبحانه وتعالى.وذلك في قول الرسول عليه الصلاة والسلام:{مثل الذي يذكر ربه والذي لايذكر ربه مثل الحي والميت.}وقوله أيضا:{ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم ،وخير لكم من إنفاق الذهب والورق،وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ قالوا بلى يارسول الله قال:ذكر الله تعالى}.
وقال صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى:{أنا عند حسن ظن عبدي بي ،وأنا معه إذا ذكرني ،فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ،وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه ،وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا،وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ،وإن أتاني يمشي أتيته هرولة.}
وعن عبد الله رضي الله عنه أن رجلا قال:يارسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت علي فأخبرني بشيء أتشبث به قال:{لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله} .
وقال صلى الله عليه وسلم :{ من قرأ حرفا من كتاب الله فله حسنة ،والحسنة بعشر أمثالها،لا أقول[آلم]حرف ،ولكن ألف حرف ،ولام حرف ،وميم حرف}.
وقال أيضا :{ما جلس قوم مجلسا لم يذكروا الله فيه ولم يصلوا على نبيهم إلا كان عليهم ترة فإن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم }.
وقال أيضا :{ مامن قوم يقومون من مجلس لا يذكر الله فيه إلاقامواعن مثل جيفة حمار وكان لهم حسرة }
وقال أيضا:{من أطاع الله فقد ذكر الله وإن قلت صلاته وصيامه وتلاوته، ومن عصى الله فقد نسي الله وإن كثرت صلاته وصيامه وتلاوته}
وفي حديثه صلى الله عليه وسلم :{بادروا إلى رياض الجنة ،فقالوا وما رياض الجنة ؟قال :حِلَقُ الذِّكْرِ }
وقال الإمام علي رضي الله عنه:{اذكروا الله في كل مكان فإنه معكم }
رأى النبي عليه الصلاة والسلام وهو في السماء في رحلة المعراج ملائكة يبنون قصرا لبنه من ذهب ولبنه من فضة ثم رآهم وهو نازل قد توقفوا عن البناء فسأل لماذا توقفوا؟ قيل له إنهم يبنون القصر لرجل يذكر الله فلما توقف عن الذكر توقفوا عن البناء في انتظار أن يعاود الذكر ليعاودوا البناء.
واعلموا أن من فوائد الذكر :
يطرد الشيطان ،يرضي الرحمان ،يزيل الهم والغم ،يجلب السرور ،ينور الوجه ،يجلب الرزق ،يورث محبة الله لعبده ومراقبته ومعرفته والرجوع إليه والقرب منه ،يحي القلب ،يزيل الوحشة بين العبد وربه،يحط السيئات،ينفع صاحبه عند الشدائد ،سبب لنزول السكينة وغشيان الرحمة وحفوف الملائكة ،فيه شغل عن الغيبة والنميمة والفحش من القول ،يؤمن من الحسرة يوم القيامة ،ومع البكاء في الخلوة سبب لإظلال الله للعبد يوم القيامة تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله ،الذكر أمان من نسيان الله أمان من النفاق ،أيسر العبادات وأقلها مشقة ويعدل عتق الرقاب ويترتب عليه من الجزاء الكثير ،هو غراسة الجنة ،يغني القلب ويسد حاجاته ،ويجمع على القلب ماتفرق من إرادته وعزيمته ،يفرق ما اجتمع من الغموم والأحزان والحسرات ،يقرب من الآخرة ويبعد من الدنيا ،الذكر رأس الشكر، فما شكر الله من لم يذكره، أكرم الخلق على الله من لا يزال لسانه رطبا بذكر الله ،الذكر يذيب قسوة القلب ،يوجب صلاة الله وملائكته ،يسهل الصعاب ويخفف المشاق وييسر الأمور ،يجلب بركة الوقت ،يؤمن الخائف ،سبب للنصر على الأعداء.

.شكرال علىمواضي