أبو بكر الرازي :

ـ قبل ستمائة عام لم تكن كلية الطب في باريس تحتوي إلا مؤلفا واحدا يعتمد عليه في الطب هو (كتاب الحاوي في الطب) لأبي بكر الرازي ، وقد ظل هذا الكتاب المرجع الأساسي للطب في أوروبا مدة أربعمائة سنة ، وأقام البارسيون لهذا العالم العظيم تمثالا و علقوا صورته في قاعة العمليات وأمر ملك فرنسا بنسخ كتابه و الإحتفاظ به ليرجع إليه أطباؤه إذا ما هدد المرض أسرته أو ألم به داء .
ولد أبو بكر محمد بن زكرياء الرازي في خرسان خلال القرن 9 ميلادي ،إهتم في شبابه بدراسة الأدب و اللغة و الرياضيات ولما بلغ الثالثين من عمره سافر إلى بغداد عاصمة الدنيا آنذاك ليتعلم صنعة الطب .
ـ اندفع الرازي بكت قواه في دراسة الطب و اطلع على فنون العلاج لدى الإغريق و الفرس و الهنود و العرب فلما ارتوى من علوم الطب كلها رجع الى بلده ، فعمل مديرا لأحد مستشفياتها ثم اختاره الخليفة ليكون طبيبه الخاص وعينه رئيسا للأطباء في بغداد ، فذاعت شهرته في البلاد ، و توافد اليه طلاب العلم من كل أطراف الخلافة .
ـ امتاز الرازي بمعرفة طبية واسعة شاملة لم يعرفها أحد قبله منذ أيام جالينوس .كان في سعي دائب وراء المعرفة يبحث عنها في صفحات الكتب و على أسرة المرضى و بين علماء عصره . كان يزرع في نفوس تلاميذه الفضيلة و يؤكد لهم قدسية صنعة الطب و يحارب كل أنواع الشعوذة . وكان فوق ذلك حبيب الشعب وأبا للفقراء يعالجهم و يمنحهم المال .وكانت شهرته وبالا عليه إذ حسده زملاؤه و اختلقوا ضده تهما كثيرة فصدقها الخليفة و أبعده عن بغداد و حرمه من كل المناصب التي كان يشغلها . لم يجد الرازي أمامه إلا شقيقته التي أوته في بيتها وهو في أشد حالات الفقر وشاء القدر أن يفقد نور عينيه بعد أحيا نور الأمل في قلوب الناس وكان حصاد اجتهاده ما يزيد على مائتين و ثلاثين كتابا و رسالة في مختلف العلوم .
فكن أيها المجتهد مجتهدا مثل أبوبكر الرازي رحمه الله .
قصة أبو بكر الرازي مع أحد الأطفال
جاءه طفل يوما ن يشكو اليه اضطرابا في الهضم و يبصق دما فعاينه الرازي و طلب منه أن يتريث حتى يدرس حالته غير أن الطفل على صراخه و انهمرت دموعه و قال : اذا كنت أنت أمهر الأطباء عاجزا عن تشخيص علتي ، فسلام على الدنيا . فبدأ الرازي يفكر و يبحث في الأمر من جميع جوانبه و سأل الغلام هل شربت من ماء الأبار أو المستنقاعات ؟ أجاب الطفل نعم شربت من ماء البئر ، قال الرازي لا ريب أنك ابتلعت علقة دموية ثبتت في أمعائك فأرجع غدا لأحظر لك العلاج ، وفي اليوم التالي طلب الى الفتى أن يتناول نباتا يعرف بشيبة العجوز فمالبث الغلام حتى تقيأ و خرجت من أمعائه علقة دموية مفزعة .
إعداد المجتهدة : إيمان مشتي ، بمساعدة المجتهد زيان مهدي 3 م 3

أبو الريحان البيروني :
ولد عالمنا في خوار زم سنة 973 م تتراوح مؤلفاته أكثرمن 100 كتاب ترجم بعضها إلى اللغات اللاتينية و الفرنسية و الإنجليزية و الألمانية وبعضها ضاع . وقد ألف في الفلسفة و الرياضيات و الفلك واللغات و علم الطبيعة و الأحياء و الجغرافيا و التاريخ و الجيولوجيا و الآداب قال فيه أحد المستشرقين أنه أكبر عقلية عرفها التاريخ و أعظم علماء عصره .
كان البيروني شعلة من ذكاء فاقت عبقرية مسلمي عصره يمتاز بقوة الذاكرة و غزارة العلم حتى لقب بالأستاذ
وكان هم البيروني التحري عن الحقيقة و إ لتزم بالمذهب التجريبي العلمي و لم يكن يسلم بما يقال من أراء ، بل كان يعمد إلى اجراء التجارب بنفسه و ب أن يطمئن إلى صحتها يقوم بتدوينها و لهذا نجده دائما يدعم أقواله بالبراهين المادية و الحجج المنطقية وقال فيه المستشرق الأمريكي أرثيوب : في أي قائمة تحتوي أكابر العلماء ....إ لا ونجد اسم البيروني

.شكرال علىمواضيع