معلقة ب معلقة بن شداد هَلْ غَادَرَ الشُّعَرَاءُ منْ مُتَـرَدَّمِ | أم هَلْ عَرَفْتَ الدَّارَ بعدَ تَوَهُّـمِ | يَا دَارَ عَبْلـةَ بِالجَواءِ تَكَلَّمِـي | وَعِمِّي صَبَاحاً دَارَ عبْلةَ واسلَمِي | فَوَقَّفْـتُ فيها نَاقَتي وكَأنَّهَـا | فَـدَنٌ لأَقْضي حَاجَةَ المُتَلَـوِّمِ | وتَحُـلُّ عَبلَةُ بِالجَوَاءِ وأَهْلُنَـا | بالحَـزنِ فَالصَّمَـانِ فَالمُتَثَلَّـمِ | حُيِّيْتَ مِنْ طَلَلٍ تَقادَمَ عَهْـدُهُ | أَقْـوى وأَقْفَـرَ بَعدَ أُمِّ الهَيْثَـمِ | حَلَّتْ بِأَرض الزَّائِرينَ فَأَصْبَحَتْ | عسِراً عليَّ طِلاَبُكِ ابنَةَ مَخْـرَمِ | عُلِّقْتُهَـا عَرْضاً وأقْتلُ قَوْمَهَـا | زعماً لعَمرُ أبيكَ لَيسَ بِمَزْعَـمِ | ولقـد نَزَلْتِ فَلا تَظُنِّي غَيْـرهُ | مِنّـي بِمَنْـزِلَةِ المُحِبِّ المُكْـرَمِ | كَـيفَ المَزارُ وقد تَربَّع أَهْلُهَـا | بِعُنَيْـزَتَيْـنِ وأَهْلُنَـا بِالغَيْلَـمِ | إنْ كُنْتِ أزْمَعْتِ الفِراقَ فَإِنَّمَـا | زَمَّـت رِكَائِبُكُمْ بِلَيْلٍ مُظْلِـمِ | مَـا رَاعَنـي إلاَّ حَمولةُ أَهْلِهَـا | وسْطَ الدِّيَارِ تَسُفُّ حَبَّ الخِمْخِمِ | فِيهَـا اثْنَتانِ وأَرْبعونَ حَلُوبَـةً | سُوداً كَخافيةِ الغُرَابِ الأَسْحَـمِ | إذْ تَسْتَبِيْكَ بِذِي غُروبٍ وَاضِحٍ | عَـذْبٍ مُقَبَّلُـهُ لَذيذُ المَطْعَـمِ | وكَـأَنَّ فَارَةَ تَاجِرٍ بِقَسِيْمَـةٍ | سَبَقَتْ عوَارِضَها إليكَ مِن الفَمِ | أوْ روْضـةً أُنُفاً تَضَمَّنَ نَبْتَهَـا | غَيْثٌ قليلُ الدَّمنِ ليسَ بِمَعْلَـمِ | جَـادَتْ علَيهِ كُلُّ بِكرٍ حُـرَّةٍ | فَتَرَكْنَ كُلَّ قَرَارَةٍ كَالدِّرْهَـمِ | سَحّـاً وتَسْكاباً فَكُلَّ عَشِيَّـةٍ | يَجْـرِي عَلَيها المَاءُ لَم يَتَصَـرَّمِ | وَخَلَى الذُّبَابُ بِهَا فَلَيسَ بِبَـارِحٍ | غَرِداً كَفِعْل الشَّاربِ المُتَرَنّـمِ | هَزِجـاً يَحُـكُّ ذِراعَهُ بذِراعِـهِ | قَدْحَ المُكَبِّ على الزِّنَادِ الأَجْـذَمِ | تُمْسِي وتُصْبِحُ فَوْقَ ظَهْرِ حَشيّةٍ | وأَبِيتُ فَوْقَ سرَاةِ أدْهَمَ مُلْجَـمِ | وَحَشِيَّتي سَرْجٌ على عَبْلِ الشَّوَى | نَهْـدٍ مَرَاكِلُـهُ نَبِيلِ المَحْـزِمِ | هَـل تُبْلِغَنِّـي دَارَهَا |
ن شداد هَلْ غَادَرَ الشُّعَرَاءُ منْ مُتَـرَدَّمِ |
أم هَلْ عَرَفْتَ الدَّارَ بعدَ تَوَهُّـمِ |
يَا دَارَ عَبْلـةَ بِالجَواءِ تَكَلَّمِـي |
وَعِمِّي صَبَاحاً دَارَ عبْلةَ واسلَمِي |
فَوَقَّفْـتُ فيها نَاقَتي وكَأنَّهَـا |
فَـدَنٌ لأَقْضي حَاجَةَ المُتَلَـوِّمِ |
وتَحُـلُّ عَبلَةُ بِالجَوَاءِ وأَهْلُنَـا |
بالحَـزنِ فَالصَّمَـانِ فَالمُتَثَلَّـمِ |
حُيِّيْتَ مِنْ طَلَلٍ تَقادَمَ عَهْـدُهُ |
أَقْـوى وأَقْفَـرَ بَعدَ أُمِّ الهَيْثَـمِ |
حَلَّتْ بِأَرض الزَّائِرينَ فَأَصْبَحَتْ |
عسِراً عليَّ طِلاَبُكِ ابنَةَ مَخْـرَمِ |
عُلِّقْتُهَـا عَرْضاً وأقْتلُ قَوْمَهَـا |
زعماً لعَمرُ أبيكَ لَيسَ بِمَزْعَـمِ |
ولقـد نَزَلْتِ فَلا تَظُنِّي غَيْـرهُ |
مِنّـي بِمَنْـزِلَةِ المُحِبِّ المُكْـرَمِ |
كَـيفَ المَزارُ وقد تَربَّع أَهْلُهَـا |
بِعُنَيْـزَتَيْـنِ وأَهْلُنَـا بِالغَيْلَـمِ |
إنْ كُنْتِ أزْمَعْتِ الفِراقَ فَإِنَّمَـا |
زَمَّـت رِكَائِبُكُمْ بِلَيْلٍ مُظْلِـمِ |
مَـا رَاعَنـي إلاَّ حَمولةُ أَهْلِهَـا |
وسْطَ الدِّيَارِ تَسُفُّ حَبَّ الخِمْخِمِ |
فِيهَـا اثْنَتانِ وأَرْبعونَ حَلُوبَـةً |
سُوداً كَخافيةِ الغُرَابِ الأَسْحَـمِ |
إذْ تَسْتَبِيْكَ بِذِي غُروبٍ وَاضِحٍ |
عَـذْبٍ مُقَبَّلُـهُ لَذيذُ المَطْعَـمِ |
وكَـأَنَّ فَارَةَ تَاجِرٍ بِقَسِيْمَـةٍ |
سَبَقَتْ عوَارِضَها إليكَ مِن الفَمِ |
أوْ روْضـةً أُنُفاً تَضَمَّنَ نَبْتَهَـا |
غَيْثٌ قليلُ الدَّمنِ ليسَ بِمَعْلَـمِ |
جَـادَتْ علَيهِ كُلُّ بِكرٍ حُـرَّةٍ |
فَتَرَكْنَ كُلَّ قَرَارَةٍ كَالدِّرْهَـمِ |
سَحّـاً وتَسْكاباً فَكُلَّ عَشِيَّـةٍ |
يَجْـرِي عَلَيها المَاءُ لَم يَتَصَـرَّمِ |
وَخَلَى الذُّبَابُ بِهَا فَلَيسَ بِبَـارِحٍ |
غَرِداً كَفِعْل الشَّاربِ المُتَرَنّـمِ |
هَزِجـاً يَحُـكُّ ذِراعَهُ بذِراعِـهِ |
قَدْحَ المُكَبِّ على الزِّنَادِ الأَجْـذَمِ |
تُمْسِي وتُصْبِحُ فَوْقَ ظَهْرِ حَشيّةٍ |
وأَبِيتُ فَوْقَ سرَاةِ أدْهَمَ مُلْجَـمِ |
وَحَشِيَّتي سَرْجٌ على عَبْلِ الشَّوَى |
نَهْـدٍ مَرَاكِلُـهُ نَبِيلِ المَحْـزِمِ |
هَـل تُبْلِغَنِّـي دَارَهَا |