جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
|
جواهر ستار التعليمية :: قسم البحوث :: قسم المواضيع العامة والشاملة |
الجمعة 8 مايو - 21:45:20 | المشاركة رقم: | |||||||
عضو نشيط
| موضوع: العربية لغة الروح والوجدان ! العربية لغة الروح والوجدان ! (1) يحق للعربية أَن تفخر بكونها المصطفاة من بين لغات العالم لنـزول القرآن الكريم بلسانها. والقرآن قمة ما فوقها قمة في إِعجازه البلاغي، أجمع على هذه الحقيقة بلغاء العربية منذ نـزوله قبل أربعة عشر قرناً وحتى هذا اليوم، فكان لهذه اللغة شرف حمله إلى العالم، وتبليغه إلى البشرية، فعلا قدرها بعلوه، وخلـدت عـلى الزمان بخلوده. وإليه يعود الفضل أولاً وآخراً في حفظها من الزوال والاندثار كما زالت واندثرت كثير من لغات العالم. والعربية ذات حِسٍّ روحاني، يستمدّ روحانيته من جذورها الغائرة في طبقات التاريخ، ومن عروقها السامّية الضاربة في أصول الديانات والحضارات القديمة، لذا فهي لا تعطي أقصى طاقاتها البيانية إلا إذا كان الموضوع المعالج بلسانها فخماً عالي المعنى، شريف المقصد، ومتصلاً بسبب من أسباب الروح. ومن هذه الخاصية جاءت قدرتها الفائقة على أن تكون سماءً عاليةً لألمع نجوم القرآن، ولأسمى معانيه فغدا إرتباطها به إرتباطاً ملحمياً متيناً. فلا يُذكر إلاّ وتذكر معه ولا تذكر إلاّ ويذكر معها، ومن هذا الارتباط الملحمي بينهما أصبحت علوم العربية وآدابها مدخلاً لا بدّ للدارسين والباحثين في علوم القرآن من الولوج منه، فمعرفة نحو العربية وصرفها وبيانها وبديعها وأسرار بلاغتها هي المدخل إلى أي علم من علوم الدين. (2) والعربية تنفرد بخصائص جمالية وفنية قلّما نجدها في لغة أخرى، فهي لغة مطواع بين يدي الأديب أو الشاعر، يشكل من طينة كلماتها ما يتسع له خياله من صور وأشكال، ثمّ ينفخ فيها من روحه فإذا المعنى صورة، وإذا الكلمات لوحة، وإذا قلم الأديب قد قام مقام ريشة الرّسّام. فصوّرَ وجسَّم ولوّن، وهذه القدرة العجيبة على التشكيل والتلوين لدى هذه اللغة دفعت ببعض النقاد إلى تسميتها بـ "اللغة الشاعرة". ولا أظننا نجانب الصواب إذا ما نعتناها بنعت آخر إلى نعتها الأول فأسميناها " اللغة الساحرة " لما تتمتع به من قوة استحواذ على النفوس، ونفاذ في العقول. وربما إلى هذا الإشارة في قوله - صلى الله عليه وسلم -: (إِنَّ من البيان لسحراً) ويجدر أن نشير هنا إلى أن نعتي " الشعر" و " السحر" كانا المفضلين لدى كفار قريش لنعت القرآن والرسول في بدايات الدعوة الإسلامية. حتى أنّ أعرابياً جافياً يسمع قارئاً يقرأ: [فاصدع بما تؤمر] فلا يملك نفسه فيقع ساجداً، ولما قيل له: ويحك آآمنت..؟! قال: لا، ولكني سجدتُ لبلاغة هذه الكلمة. (3) وما من شك في أن ثمة تشابهاً من نوع ما بين السحر والشعر، فكلاهما ينبعثان من قوى خفية غامضة تكمن فيما وراء المعلوم والمحسوس، وكلاهما يستخدمان ما في الكلمات من طاقات بناء أو تدمير. وكلاهما يؤثران في المتلقي سلباً أو إيجاباً، غير أنهما يختلفان بعد ذلك اختلافاً كبيراً فيما يصدران عنه وينبعثان منه، فالسحر يستمد قواه المدمرة من منطقة ظلامية رهيبة تختفي في أغوار بعيدة من النفس، بينما الشعر طاقة شعورية إنسانية تستخدم اللغة للتعبير عن نفسها، وتتلون هذه الطاقة بلون المشاعر المنبعثة عنها كالتعبير عن الخير أو الشر، والحزن أو الفرح، وليس هناك حالة خامسة يمكن أن تتلبس الإنسان وتلون مشاعره، وكل الأغراض الأخرى التي قيل فيها الشعر لا تعدو أن تكون فروعاً من أصول تلك الأحوال الأربع. (4) ولغة القرآن تعلو على هذه المشاعر البشرية جميعاً، ولا تلتفت إليها وهو ـ أي القرآن ـ غير معني بأهواء النفس البشرية أو بالتعبير عنها، لأنه ليس شعراً ليفعل ذلك، ولا سحراً أسود ليستثير هذه المشاعر في الهدم والتخريب. فالقرآن مهتم بقضايا الإنسان من حيث كونه كائناً كونياً له رسالة هادفة هي إعمار الحياة والارتفاع بها في مراقي الارتقاء حتى تبلغ مستويات عالية من الجمال المادي والمعنوي. ولما كانت " العربية " روحية المنبت في أصولها التاريخية الأولى فلا جرم أن يغشاها سر من أسرار الروح، ويكتنفها بعضٌ من قواه الآسرة، والنافذة في النفوس، الأمر الذي جعل القريشين يتوهمون أن ما يسمعونه لا يعدو عن كونه شعراً أو سحراً لما كانوا يحسونه عند استماعهم له ـ أي القرآن ـ من تأثير يأخذ بقلوبهم وعقولهم. (5) وكثرة الوجدانيات في تراث العربية يرجع في جملته إلى خاصيتها الروحية، فهذه الخاصية تغري المنشئين كتّاباً وشعراء أن يستثيروا الجوانب الروحية والوجدانية. فيما يبدعون من نثر أو شعر. فما تعرفه العربية من الشعر والشعراء يكاد يزيد على ما تعرفه الدنيا منهما، ولهذا نستطيع القول: إن العربية لغة الوجدانيات لا ينازعها في ذلك منازع. (6) وحين نقول: إن " العربية " لغة الوجدانيات، فنعني بذلك أنها لغة الحياة فالحياة أخصب وأوسع من أعظم الأفكار والفلسفات، والوجدان أعلق بالحياة من كل فكر وألصق بها، فالوجدان والحياة صنوان لا يفترقان. فنحن نعيش الحياة بالوجدان قبل العقل، ونحياها بالشعور والحسّ قبل الفكر، ومن خلال الوجدان نلمس أجمل ما في الحياة من معانٍ، ومن خلاله نستطيب الحياة رغم الآمها وأحزانها ونستزيد عنها، كما يقول أبو العلاء المعري: تعب كلها الحياة وما عجبي إلا من راغبٍ في ازدياد (7) وقد قدر للعربية أن تنشأ وتنمو في أحضان الشرق مهبط الديانات ومواطن الأنبياء والرسل، فأخذت وأعطت، وتأثرت وأثّرت، وكان لها شرف الإسهام في إغناء وجدان الشرق وفي تشكيل نوازعه الروحانية، وبالمقابل فقد تأثرت بما كان يفيض عن هذا الوجدان من أسفار الحكمة والشعر والقصص والأساطير والمراثي والملاحم والبطولات. ومن خلال هذا الشرق الخصب الموار بنوازعه الروحية والدينية مضت العربية تشقّ طريقها عبر هذا الزحام الهائل، فمضت تتصفّى وتعذب وترقّ حتى بلغت قمة نضجها وجمالها على لسان خلّص أبنائها من قريش معدن العرب والعروبة. ثم توّج هذا النضج والجمال نـزول القرآن بلسانها، فقدت بذلك صلة الوصل بين وجدان القرآن ووجدان العالم في كل زمان ومكان. أديب إبراهيم الدباغ الموضوعالأصلي : العربية لغة الروح والوجدان ! // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: ايهاب محمدمسعود
| |||||||
الإشارات المرجعية |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17) | |
|
| |
أعلانات نصية | |
قوانين المنتدى | |
إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان |