(وَفِرْعَوْنَ ذِي الأَوْتَادِ )

و يستمر القرآن في ذكر شخصيات الشر .. مثلا قابيل الذي قتل أخاه هابيل ..أول جريمة قتل في التاريخ .. الدافع كان الغيرة .. أبو لهب أيضا تم ذكره .. نعم كثير من شخصيات الشر حاربت النبي صلى الله عليه و سلم لكن ظلم ذوي القربى اشد مضاضة .. ابو لهب عم النبي و مع ذلك تنكر له لأن مصالحه لا تتوافق مع الدين الجديد
يجب أن يتم التمعن في الأحداث التي قامت بها شخصيات الشر و دوافعهم .. القصة تتطلب ذلك ..
القصة كعلم يمكن اختصارها بسؤالين .. ماذا حدث ؟ و لماذا ؟


استخدم القرآن تقنيات جديدة لتمثيل مفهوم الشر
الشر ليس قائما على شخص بذاته .. بل يمكن أن يقوم بالشر جماعات و تيارات و أساليب أخرى
مثلا .. بني إسرائيل قاموا بتجسيد دور الشر في كثير من المواضع
هم الذين قتلوا الرسل و أشركوا .. بل وحرفوا الكتب السماوية
البعض قد يستغرب ذكر بني إسرائيل بهذه الكثرة .. هل هو رغبة من الكتاب السماوي أن نكره ذلك العرق .. لا أظن هذا هو السبب من وجهة نظري .. عندما تريد أن تقنع شخصا ما في قضية ما .. فإن أول ما تعمد إليه هو أن تذكره بتجارب الآخرين في نفس القضية .. عندها يطرح الكتاب تجربة بني إسرائيل مع نبيهم و كأنه يقول للقارئ هذه تجربتهم و ذاك كان ردة فعلهم فهل تريد أن تتصرف مثلهم ؟

و هنا
أعود لأذكر مبدأ التدرج في تقمص الشر
بني إسرائيل في بداية قصة موسى .. كانوا مستعبدين من الفراعنة و مستضعفين .. وكان القارئ لا يملك نفسه من التعاطف معهم خصوصا وان فرعون يذبح أبناءهم و يستعبد نسائهم .. لكن مع مرور القصة .. ترى كيف تدرج بني إسرائيل في الشر لدرجة أن عبدوا العجل بل طالبوا نبيهم ببجاحة أن يريهم الله جهرة وإلا فلن يؤمنوا

في التدرج أيضا
قصة يوسف عليه السلام .. مع بداية القصة يحس القارئ بالغضب على إخوة يوسف بعد أن رموه في البئر .. و مع مرور القصة يتدرج النزول من الشر و التحول للخير و من ثم تجد نفسك كقارئ تتعاطف مع أخوة يوسف بعد أن تابوا و اعتذروا ليوسف

نعم .. التدرج طريق ذو اتجاهين .. من الشر للخير أو العكس .. الأهم هو الكيفية ؟

المنافقين أيضا لهم نصيبهم .. مثلوا ذلك العدو الخفي الذي يظهر ما لا يبطن .. وهنا اسئلكم .. كم من رواية أو قصة استخدمت نفس التقنية .. تقنية العدو الخفي الذي يسعى لتحطيم البطل

الأمم السابقة مثل عاد و ثمود و غيرهم شاركوا في تقمص ادوار الشر
لكن من خلال بعض قراءاتي الخاصة في أجزاء من التوراة و الإنجيل و بالطبع القرآن الكريم .. لم أرى تشنيعا احتقاريا عاما من كل تلك الكتب لأناس مثل ما رأيته في وصف قوم لوط .. القرية التي اشتهرت باسم سدوم
( وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ )

أناس ابتكروا فواحش ما سبقهم بها احد من العالمين .. هل لاحظتم ذلك التعبير مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ

البداية .. الكتاب السماوي عندما يتطرق الموضوع إلى شخصيات الشر ..
فإن البداية يجب أن تكون حاضره


مع ازكى التحيات