جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
جواهر ستار التعليمية |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ، في منتديات جواهر ستار التعليميه المرجو منك أن تقوم بتسجـيل الدخول لتقوم بالمشاركة معنا. إن لم يكن لـديك حساب بعـد ، نتشرف بدعوتك لإنشائه بالتسجيل لديـنا . سنكون سعـداء جدا بانضمامك الي اسرة المنتدى مع تحيات الإدارة |
|
جواهر ستار التعليمية :: منتدى التعليم المتوسط. :: منتدى التعليم العام |
الأربعاء 6 مايو - 21:13:50 | المشاركة رقم: | |||||||
جوهري
| موضوع: الاتجاهات الوالدية وعلاقتها بالتحصيل الدراسي والتفكير الابتكاري الاتجاهات الوالدية وعلاقتها بالتحصيل الدراسي والتفكير الابتكاري 1- مقدمة: تشهدُ المملكة العربيَّة السعوديَّة انطلاقةً حضاريَّة قوامها مجموعةٌ من الإنجازات الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة التي تعتمدُ في جوهرها على جهدِ الإنسان ونشاطِه وفِكره وإبداعه، ومن هنا كانت التربية - وما زالت - ضرورةً اجتماعيَّة تعمل على تنمية الشخصيَّة الإنسانيَّة إلى أقصى درجةٍ تسمحُ بها إمكاناتها واستعداداتها؛ لتصبح شخصيَّةً مُبدِعةً، وتساعد على الوصول إلى درجةٍ من التماسُك الاجتماعي والتجانس الفكري بين الأفراد، وتؤدِّي إلى استقرار الحياة الاجتماعيَّة وتقدُّمها؛ لذلك جاء حرصُ المملكة العربيَّة السعوديَّة على دعم المؤسَّسات التربويَّة في أطار مبادئ التعاليم الإسلاميَّة؛ لتنشئة الفرد وفق ضوابط وقواعد سلوكيَّة وأخلاقيَّة تشبعُ حاجاته ومطالبه، وتُوجِّهه إلى طريق الهداية، وتبعدُه عن طريق الغواية؛ انطلاقًا من أنَّ الإنسان هو الهدف والغاية في التربية الإسلاميَّة. وتعتمدُ المجتمعات اعتمادًا كبيرًا على الأسرة في تربية النشء؛ باعتبارها أهم وأقوى الجماعات الأوليَّة وأكثرها أثرًا في بناء شخصيَّة الفرد، وادماجه في الإطار الثقافي للمجتمع الذي يعيشُ فيه؛ إذ عن طريق الأسرة تتحدَّد أنماط السلوك عند الأفراد، ومنها يكتسبُ الأبناء أساليب التفكير والعادات والاتِّجاهات والقيم، كما توفر الأسرة لأفرادها الشُّعور بالانتماء الذي يُعتَبر ذروة الروابط الوجدانيَّة للعلاقات الأسريَّة، ودعامةً أساسية في توفير التكامل النفسي والقدرة على مواجهة الخبرات الجديدة. والأسرة في كافَّة المجتمعات الإنسانيَّة تعدُّ من أكثر الجماعات الأوليَّة قدرةً على توفير المناخ النفسي الملائم لتنشئة الأطفال، وأفضلها تحقيقًا لنموِّ الأنفة والمحبَّة، وأعظمها لعمليَّة الاتِّصال بين الآباء والأبناء. وبحكمِ الإشراف المستمرِّ من جانب الآباء على تربية الأبناء وتزويدهم بالخِبرات اللازمة للحياة المتوافقة في المجتمع الكبير، وبحكم الاتِّصال المستمرِّ بين الآباء والأبناء، يكتسبُ الأبناء النماذج السلوكيَّة، ويتشرَّبون العادات الاجتماعيَّة، ويتأثَّرون بالخبرات التي يمرُّون بها في الأسرة بالبيئة المحيطة، وينعكسُ ذلك كله في استجاباتهم وتكييفهم لمواقف الحياة المختلفة. وتعدُّ الاتِّجاهات الوالديَّة من العوامل الرئيسيَّة في التنشئة الأسريَّة؛ إذ يتوقف عليها نمط التفاعل النفسي بين الآباء والأبناء، ذلك التفاعل الذي ينعكسُ تأثيره في سلوك الأبناء طوال حياتهم، فالاتجاهات الوالديَّة - وما يدركُه الأبناء منها - تؤثِّر إلى حدٍّ كبير في التوافُق النفسي والانفعالي للأبناء؛ إذ تمدُّهم بخبراتٍ كثيرة وتعدُّهم للاستجابة بطريقةٍ إيجابيَّة أو سلبيَّة للمواقف المختلفة (إبراهيم، 1978، ص 11). ويرى سيكورد وباكمان sccord & bakman أنَّ الاتِّجاهات الوالديَّة تلعبُ دورًا هامًّا في تدعيم وتعزيز السلوك المقبول من المجتمع، وفي عملية تطفئة السلوك الذي لا يتقبَّله المجتمع، وذلك باستخدام الثواب والعقاب، المادي والمعنوي؛ فيمكن للوالدين أنْ يستخدما روابط الحبِّ التي تربطهما بالطفل ليُمارسا السيطرةَ على الطفل في المواقف والخبرات الاجتماعيَّة المتعدِّدة بشكلٍ عملي؛ بقصدِ تدريبه على أساليب السلوك الاجتماعي المقبول (معوض، 1984، ص120). والاتِّجاهات الوالديَّة نحو الأبناء تُؤثِّر في تشكيل شخصيَّاتهم؛ فتعامل الوالدين مع الأبناء بالحزم أو باللين، بالسيطرة والتسلُّط أو بالمودَّة والحماية الزائدة، بالقسوة والحِرمان الأبوي، أو بالتدليل والعطف الزائد - يُؤدِّي إلى تنشئة أفرادٍ يتَّسِمون بالثقة بالنفس أو بالتردُّد، بالاستقلال والاعتماد على النفس أو بالاتِّكاليَّة والاعتماد على الكبار، بالحبِّ والتقبُّل أو بالكراهيَّة والنُّفور وفقدان الثقة بالآخَرين... وهكذا يترتَّب على الاتِّجاهات والأساليب السلوكيَّة للآباء - وحسبما يُدرِكها الأبناء - مدى التوافُق الانفعالي والاجتماعي للأبناء، ومدى نمو شخصيَّاتهم السويَّة، وتظهر بوضوح أهميَّة الاتِّجاهات الوالديَّة التي تُصاحبها وتلازمها ثقافة معيَّنة يتميَّز بها الآباء، تلك الثقافة التي من شأنها أنْ تزيد - أو تقلل - من ظُروف الأمن النفسي للأبناء؛ وبالتالي تُؤثِّر في مدى توافُقهم (صبحي، 1977، ص 49). وممَّا لا شكَّ فيه أنَّ النجاح في التحصيل الدراسي يشغل أذهان الآباء والأمَّهات، خاصَّة في المجتمعات التي تُعطي وزنًا كبيرًا لعمليَّة الاستيعاب المعرفي والنجاح في التحصيل الدراسي، ويستحوذُ على اهتمام طائفة من العلماء والباحثين في مجال علم النفس التربوي؛ لذلك قام بعضهم بدراسة أثر التنشئة الاجتماعيَّة على التحصيل الدراسي، وأوضحت نتائج العديد من الدِّراسات أنَّ المستوى التحصيلي الذي يصلُ إليه التلاميذ لا يتوقَّف على تكوينه العقلي فقط، وإنما يتأثَّر هذا المستوى أيضًا بعدَّة تغيُّرات من بينها الدافعيَّة والانفعاليَّة والظُّروف الاجتماعيَّة والاقتصاديَّة، والاتِّجاهات الوالديَّة، ومواقف الأصدقاء والمعلمين، (كردي، 1985، ص 1- 2). والاتِّجاهات الوالديَّة لها تأثيرٌ كبيرٌ في تكوين فكرة الأبناء الذاتيَّة عن أنفسهم وعن قُدراتهم بالقياس إلى الآخَرين، وفكرة الفرد عن قُدرته على التعلُّم والتحصيل يكتسبها خِلال تفاعُلِه مع الآخَرين، لا سيما ذوي الأهميَّة الخاصَّة في نظره. وقد كشفت الدِّراسة التي قام بها بركوفر porockoover واريكسون ericksion وهاماشيك hamachek لاستكشاف الطرق والأساليب التي من شأنها تحسينُ مستويات التحصيل المدرسي لتلاميذ الصُّفوف الأولى من التعليم الثانوي، اعتمادًا على تحسين نظرتهم إلى أنفسهم وإلى قُدرتهم على التعلُّم، بتكليفٍ من مكتب التعليم الفيدرالي للولايات المتحدة الأمريكيَّة، والتي نُشِرت نتائجها عام 1966م - أنَّ محاولة تحسين فِكرة التلميذ عن قُدرته على التعلُّم عن طريق الوالدين جاءت بنتائج ذات دلالةٍ إحصائيَّة انعكست على مستوى التحصيل المدرسي للتلميذ، في حين أنَّ محاولات تحسين فكرة التلميذ عن قُدرته على التعلُّم عن طريق أشخاص آخَرين ليس لهم أهميَّة خاصَّة في نظر التلميذ، لم تُؤثِّر في مستواه التحصيلي (جوهر، 1972، ص 61). وتبرز أهميَّة الاتِّجاهات الوالديَّة في إتاحة الفُرَصِ لنموِّ التفكير الابتكاري لدى الأبناء؛ فقد أظهرت نتائج بعض الدِّراسات أنَّ آباء الأطفال المبدعين يُظهرون احترامًا تامًّا لأطفالهم، ويثقون ثقةً تامَّة بقُدراتهم على القيام بالأعمال الصحيحة؛ ولهذا يعطونهم استقلالاً وحريَّةً في استكشاف العالم من حولهم، وقد توصَّل ماكننون mackinnon) 1965) في دراستِه لعيِّنةٍ من المهندسين المعماريِّين المبتكِرين إلى أنَّهم كانوا يتمتَّعون أثناءَ تنشئتهم الاجتماعيَّة بقدرٍ كبيرٍ من الحريَّة في اتِّخاذ القَرارات واكتشاف بيئتهم وأنهم لم يتعرَّضوا لحمايةٍ زائدة أو استبعادٍ من الوالدين (mackinnon 1965,p,263). وأظهرت دراسة درويش (1974) أنَّ مرحلة الطفولة تعتبر فترة الأساس في النموِّ الإبداعي، حيث يكونُ معدَّل النموِّ لوظائف الإبداع خِلالها أكبر منه في مراحل العُمر المتخلِّفة (درويش، 1974، ص 452-456). وأكَّد عبدالغفار (1975) أهميَّةَ العوامل البيئيَّة في الابتكار بقوله: "إذا كانت البيئة التي يُعايشها الفرد بيئةً سمحة، مَرِنَةً، تحترمُ حريَّة الفرد في التفكير والتعبير، ولا تتسرَّع في إصدار الأحكام على مَن يُفكِّر ويعبِّرُ عن فكرِه، وإذا كانت هذه البيئة تسمحُ بالتفكير الحرِّ الذي يعتبرُ بحقٍّ نقطةَ البداية في الابتكار، ولا تقسو على مَن يحيدُ عن الصواب كما تراهُ الجماعات، بل إذا كانت البيئة تُعطِي الفكرة والرأي... فرصة التجريب - حتى وإنْ بدا على الفكرة خروجٌ عن المألوف - وتخفف بالتالي عوامل الكفِّ والضغط على مَن يفكر، فإذا توفَّر جميعُ ما سبق فإنَّ ذلك سوف يكملُ ذلك الجانب الذي يصعب أنْ نتوقع ناتجًا ابتكاريًّا في غيابه، وهذه الظروف جميعها التي تُشكِّل أساسًا هامًّا في الناتج الابتكاري مرهونة بالاتِّجاهات الوالديَّة، وأساليب تنشئة الطفل، وظروف العمل، والعوامل الثقافيَّة بصفة عامَّة" (عبدالغفار، 1975، ص 263-263). ولا شكَّ أنَّ دور المدرسة مكملٌ لدور الآباء في تحسين التحصيل الدراسي وتنمية التفكير الابتكاري لدى التلاميذ، فأسلوب المدرسة التربوي يُوفِّرُ مواقف تعليميَّة تُساعد التلاميذ على أنْ يُحدِّدوا أهدافهم بأنفُسِهم، وأنْ يعملوا في جماعات، وأنْ يُخطِّطوا لأنشطتهم، وأنْ يُشارِكوا في الرأي، والمناقشة، كما تتيحُ المدرسة للتلاميذ حريَّةَ التعبير عن شخصيَّاتهم المتميِّزة (جابر، 1964، ص 54)، وحتى تتمكَّن المدرسة من مساعدة التلاميذ ذوي التفكير الابتكاري ينبغي كشفُ إمكانيَّات التلاميذ العقليَّة، وتنمية فرديَّة التلاميذ، وإتاحة فُرصة التعبير عن أرائهم، وتزويدهم بالمهارات التي تزيدُ من ثقتهم بأنفسهم، والإفصاح عن أرائهم - حتى ولو كانتْ مخالفةً لأراء الآخَرين - وتعليمهم أساليب التفكير السليم. إنَّ أهميَّة الدور الذي تلعبُه الأسرة بصفةٍ عامَّة في رفع مستوى التحصيل الدراسي وتنمية التفكير الابتكاري، ودور الاتِّجاهات الوالديَّة في هذا المجال بصفةٍ خاصَّة، شغَل أذهان المربين والآباء، واستحوذ على اهتمام الدارسين في علم النفس؛ ممَّا أثار رغبةَ الباحث لدراسة العلاقة بين الاتِّجاهات الوالديَّة والتحصيل الدراسي، والتفكير الابتكاري لدى طلاب المرحلة الثانويَّة في مدينة الرياض بالمملكة العربيَّة السعوديَّة. 2- مشكلة الدراسة: لمَّا كان الفرد هو وسيلةَ تحقيق التقدُّم العلمي والتكنولوجي فإنَّ الدولة تُركِّز اهتمامها في تربية الإنسان، وتنمية قُدراته وصقل مَواهبه، وإطلاق طاقاته العقليَّة والإبداعيَّة، ولعلَّ التغيُّر الهائل الذي يتميَّز به العصر الحديث، وما يترتَّب عليه من ظهور مشكلات تتطلَّب أساليب جديدة في التفكير، يجعلُ الوصول إلى درجةٍ من التقدُّم الحضاري أمرًا صعبَ المنال بدون تنمية القدرات الابتكاريَّة، وبدون التفوُّق في مجال العلم والتكنولوجيا، فالطفل الموهوب والطفل المتفوِّق دراسيًّا من عوامل نهضة المجتمع وتقدُّمه. ولا جدالَ أنَّ القُدرة على التفكير الابتكاري والتفوُّق في التحصيل الدراسي لا يتمَّان في فراغٍ اجتماعي، وإنما لا بُدَّ لهما من سِياقٍ نفسي اجتماعي يحيطُ بالفرد في مراحل عُمره المختلفة حتى ييسر ظهور وتنمية التفكير الابتكاري ورعاية التفوُّق الدراسي، والأسرة تعدُّ من المجالات الرئيسيَّة للسياق النفسي والاجتماعي الذي يُؤثِّرُ في التحصيل الدراسي، والتفكير الابتكاري؛ ففي الأسرة يتلقَّى الطفل من الخبرات ما يعدُّه للاستجابة بطريقةٍ إيجابيَّة أو سلبيَّة للخبرات المتعدِّدة في حياته؛ حيث يتمُّ تدريبه منذُ وقتٍ مُبكِّر على هذه الاستجابات في جوٍّ وجداني معيَّن قد يتَّسم بالحبِّ والأمان، والتقبُّل، وقد يتَّصف بالسيطرة والحِرمان، والألم النفسي، وقد أوضحت العديد من الدِّراسات النفسيَّة أنَّ السِّياق النفسي والاجتماعي داخل الأسرة يُسهم في تشكيل السمات الشخصيَّة للأبناء؛ إذ تعدُّ شخصيَّة الفرد نتاجًا للعلاقة التي يخبرها الطفل مع والديه في طفولته، بحيث يمكن الآن التنبُّؤ - من خلال نمط معاملة الوالدين للأبناء - بنوع السمات الشخصيَّة التي تترتَّب على هذه المعاملة (dielman et al 1972 pp 892- 895). ويُؤكِّد تورانس torrance) 1971) ضخامةَ الخسائر في مصادر الثروة الإنسانيَّة التي تتمثَّل في الأطفال النابغين الذين لا يجدون تشجيعًا على إظهار نوعٍ من البحث عن هويَّتهم، والذين يمنعهم آباؤهم ومُدرِّسوهم بلا رحمةٍ عن مُواصلة هذا البحث؛ فيفقدون طريقهم، ويخرُج من بينهم الأشقياء الجانحون، والمرضى النفسيُّون، بسبب السياق النفسي الاجتماعي غير الملائم torranc, 1971, pp. 9-16. ويُرجِّح مسير messer) 1970) أنْ يكون فقدان الهويَّة وعدم الشُّعور بالقيمة ناتجًا عن عدم وجود خبرةٍ مُلائمة للشَّخص مع الآباء والمحيطين به تشجعه على التوحُّد مع والديه أو أقرانه أو معارفه؛ ممَّا يخلق اضطرابات في تصوُّره لنفسه كشخصٍ ذي قيمةٍ، أو يدفع الشخص إلى محاولة إثبات قيمتِه من خلال تصرُّفات غير بنَّاءةٍ (السيد، 1980، ص7). وتنشأ من علاقة الطفل بوالديه وإخوانه وأفراد أسرته اتِّجاهات وقيمٌ تصبحُ غالبًا أساسًا لعلاقاته بزملائه وممثِّلي السلطة من المدرسين والمربِّين، وقد تكون أساسًا لتقبُّل نموذج معيَّن من الأيديولوجيَّات، فقد ظهَر أنَّ الأطفال الذين يتَّسمون بالخضوع لآبائهم يتقبَّلون فيما بعدُ للأيديولوجيَّات التسلُّطيَّة. كما كشَف شتاين (1962 stein) أنَّ زيادة الخضوع للآباء تجعلُ من الصَّعب على الفرد أنْ يُغامر فيظل يتعامَل فقط ما يثبت صَلاحيَّته، ويتجنَّب ما هو جديد. كما وجد تورانس (1964) أنَّ الآباء الذين يُعوِّدون أطفالهم على تلقِّي الحلول الجاهزة لكلِّ ما يُواجِههم من مشكلات، بهدف ضَمان نَجاحهم في كسب ثقةِ المدِّرسين فيما بعدُ، يحرِمون أبناءهم من التدريب على إعادة التوافُق مع ظروف الإحباط والفشل، ولا يُشجِّعونهم على توجيه الأسئلة والاستفسارات ومحاولات الاستكشاف واستخدام الخيال. ومع أن جيتزلز وجاكسون (getzells Jackson 1952) لم يجدا ارتباطًا وثيقًا بين الإبداع وكلٍّ من الذكاء وحبِّ الاستِطلاع لدى عيِّنة المراهقين مُرتفعي الذكاء الذين تمَّت دراستهم، إلا أنهم يُشيران إلى وُجود علاقةٍ وثيقة بين الإبداع وبين كلٍّ من النَّزعة إلى المخاطرة والتحرُّر من الأساليب المعتادة للتفكير. ورغم أنَّ الدِّراسات النفسيَّة المعمليَّة المضبوطة كدراسة مالتزمان maltxman وزملائه (1967) أوضحت أنَّه يمكن زيادةُ درجة الأصالة (وهي من مُكوِّنات القدرة الإبداعيَّة)، إلا أنَّ الأمر يختلفُ فيما يتَّصلُ بمواقف التنشئة الاجتماعيَّة وأبعادها؛ نظَرًا لاختلاف إمكانيَّات ضبط المتغيِّرات في المواقف الاجتماعيَّة؛ حيث نجد أنَّ معاملة الوالدين للأبناء وعلاقاتها بالابتكار تتضمَّن قدرًا كبيرًا من التعارُض وعدم الاتِّساق، فبينما يُقرِّر بعضُ عُلماء النفس أنَّ الابتكار في أساسه سلوك تلقائي يتَّسم بالغياب النسبي للتهديد أو الإكراه من البيئة المحيطة، ويتطلَّب بيئة متآلفة خالية من التبعيَّة للمعايير الاجتماعيَّة عند الأداء المعرفي تتقبَّل الفرد وتدفعه إلى مزيدٍ من الابتكار (andersn v & Anderson g 1965 p 60). نجد أنَّ دراسات أخرى مثل دراسة سنجر (singer 1961) أوضحت أنَّ آباء المبدعين يُمثِّلون عاملاً حاسمًا في أدائهم الإبداعي من حيث كونهم نماذجَ للتوحُّد معهم، ومن حيث استثارتهم لمواهب أبنائهم ومحاولة تنمية هذه المواهب. كما ارتبط فقدان الخيال وقلَّة النشاط لدى الأطفال والمراهقين في بعض الدِّراسات بالحِرمان من إشباع الحاجات النفسيَّة الأساسيَّة داخل أسرة مستقرَّة، في حين ذهب عدد من الباحثين إلى أنَّ الأطفال المبدعين يتَّسمون بعدوانيَّةٍ نحو أبائهم، وبمنافسة الراشدين، وبوجود مشكلات في توحُّدهم بالكبار (السيد، 1980 ص12). كما أنَّ نتائج الدِّراسات المتاحة المتَّصلة بالعلاقة بين التنشئة الاجتماعيَّة والقُدرة الابتكاريَّة غير حاسمة، فقد استنتج واطسون (watson 1657) أنَّ الأطفال الذين ينتَمُون إلى الأسرة المتسامحة لديهم درجةٌ أكبر من التلقائيَّة والأصالة، والإبداع، مصحوبةً بقدرٍ أكبر من الاستقلال وقلَّة الصَّداقات مع الآخَرين وقلَّة العُدوان الموجَّه إلى الذات، على حين جاءت جميعُ معاملات الارتِباط سالبةً بين الاتِّجاهات التسلُّطيَّة للأم، والمقاييس التي ترتبطُ بسِماتِ الابتِكار؛ كالمرونة المعرفيَّة، والميل للبحث، والاستِقلال في الحكم، والميل إلى التركيب والأصالة؛ أي: إنَّ تسلُّطية الأم ارتبطت بانخفاض الميل إلى الأصالة، وازدياد الميل إلى التبعيَّة في التفكير والتعبير لدى الأبناء، وأوضحت نتائجُ نفس البحث وجود ارتباطٍ موجب ذي دلالة إحصائيَّة بين تسلُّط الأم وحصول الأبناء على درجاتٍ مرتفعة في التحصيل في المدارس الثانويَّة، وكذلك حُصولهم على تقديراتٍ طيِّبة من مُدرِّسيهم، بينما توصَّلت دراسةٌ أخرى قام بها أورنيشتاين (orinstein 1961) إلى نتائج غير متَّسقة مع نتائج الدارسين السابقين؛ حيث كشفت عن ظُهور علاقة إيجابيَّة بين الإبداع اللفظي وكلٍّ من التحكُّميَّة والعدوانيَّة، وبين الدرجة الكليَّة للابتكار وبين التحكميَّة. ولا شكَّ أنَّ المؤسَّسات التعليميَّة تعدُّ أيضًا أحد الرَّكائز الرئيسيَّة للسِّياق النفسي الاجتماعي الذي يُؤثِّر في التحصيل الدراسي والتفكير الابتكاري للطلاب، ومن هنا يُمثِّل الاهتمام بتربية النشء - وخاصَّة الموهوبين - أحد المعالم التربويَّة الرئيسيَّة في أيَّة فلسفة تربويَّة تسعى إلى تنمية الفرد تنميةً متكاملةً متَّزنة. غير أنَّ الاهتمام الواضح بتزويد الطلاب بالحقائق المعرفيَّة، والعناية المتزايدة بالطلاب ذوي التحصيل المرتفع، واعتبار التفوُّق الدراسي مِعيارًا لمواصلة الدراسة في فُروع المعرفة المختلفة، يفقدُ المؤسَّسات التربويَّة تكيفها مع طبيعة العقول المبتكرة. فالعمليَّات العقليَّة الابتكاريَّة لا تسيرُ وفق الأنماط التقليديَّة التي تتبنَّاها المدرسة، بل هي ترتبطُ بقدراتٍ خاصَّة؛ كالأصالة والمرونة والطلاقة؛ إذ إنَّ التفكير الابتكاري في أساسه تفكيرٌ تشعُّبي يتميَّز بالانطلاق في اتِّجاهات متعدِّدة، ويكون التعامُل بطريقةٍ ابتكاريَّة مع الرموز اللغويَّة والرقميَّة وعلاقات الزمان والمكان (السيد، 1971، ص 78). وتشيرُ البحوث والدِّراسات أنَّ المدرسين يفضلون في الذَّكاء المرتفع على ذوي الابتكار المرتفع، كما يجدون متعةً في تدريس الطلاب ذوي الذكاء المرتفع على حِساب ذوي الابتكار المرتفع (getzells & Jackson 1964)، فالمدرِّسون يُقدِّرون الأطفال الموهوبين على أساس تحصيلهم الدراسي وحدَه، وكثيرًا ما يخفق المدرِّسون باستخدامهم هذا المعيار في التمييز بين الموهوبين وغير الموهوبين (جابر، 1964، ص 52). وتختلفُ وجهات النَّظر عن العلاقة القائمة بين التحصيل الدراسي والابتكار؛ فبعض الدِّراسات التي تناولت علاقة التحصيل بالابتكار أثبتت وجودَ علاقة إرتباطيَّة ذات دلالة إحصائيَّة بينهما؛ مثل دراسة لونج واندرسون( long & Anderson 1965) التي كشفَتْ عن وجود علاقةٍ موجبة بين ابتكاريَّة الأشكال والتحصيل الأكاديمي، ودراسة بيري (perry 1966) التي أسفرت عن وجود علاقةٍ ذات دلالة إحصائيَّة بين التحصيل الأكاديمي والابتكار (كما تقيسه اختبارات تورانس). كذلك فإنَّ نتائج بعض الدِّراسات الأخرى لا تشيرُ إلى وجود علاقة بين الابتكار والتحصيل؛ مثل دراسة فليمنج وونترب (fleming & weintraub 1962) ودراسة جوتكن وماسا (gotkin & massa- 1963) التي أظهرت عدم وجود علاقة بين الابتكار كما تقيسه اختبارات تورانس للتفكير الابتكاري والتحصيل، كما كشفت دراسة صند وبايبي sund & bybee 1974) أنَّ بعض الطلبة كان مُستواهم في التحصيل الدراسي ضعيفًا - إذ كانت رتبهم المئينيَّة دون العشرين - كان مستواهم في التحصيل الابتكاري عاليًا للغاية - إذ قد وصلت رُتَبهم المئينيَّة أعلى من 90% - في اختبارات التفكير الابتكاري (رضا، 1982، ص 25- 26). من خلال عَرضنا لبعض الدِّراسات السابقة والتي تناولت العلاقة بين أساليب التربية الأسريَّة والاتِّجاهات الوالديَّة بكلٍّ من التفكير الابتكاري والتحصيل الدراسي نجد أنَّ هذه الأساليب قد اتَّفقت في نتائجها أحيانًا وتعارضت في أحيانٍ أخرى، ممَّا حدا بالباحث أنْ يتناول هذه المشكلة الحيويَّة بالمعالجة والدراسة؛ لإلقاء مزيدٍ هن الضوء عليها في مجتمعنا العربي السعودي. ويمكن صياغة مشكلة الدراسة في التساؤلات الآتية: ما علاقة الاتِّجاهات الوالديَّة - كما يُدركها الأبناء - بكلٍّ من التحصيل الدراسي والتفكير الابتكاري لدى طلاب الصَّفِّ الثالث الثانوي بمديفة الرياض؟ ويتفرَّع من هذا السؤال الرئيسي عددٌ من التساؤلات الفرعيَّة التي تحاول الدراسة الإجابة عنها وهي: 1- ما علاقة الاتِّجاهات الوالديَّة الإيجابيَّة والسلبيَّة، السويَّة وغير السويَّة، بكلٍّ من التحصيل الدراسي والتفكير الابتكاري؟ 2- هل الاتِّجاهات الوالديَّة تُشجِّع التحصيل الدراسي أم تعوقه؟ 3- هل الاتِّجاهات الوالديَّة تشجِّع التفكير الابتكاري أم تعوقه؟ 4- هل تشجع الاتِّجاهات الوالديَّة أحد المتغيرين وتعوقُ الأخر؛ بمعنى: هل تُشجِّع الاتِّجاهات الوالديَّة التفكير الابتكاري وتعوقُ التحصيل الدراسي، أم العكس؛ تشجع التحصيل الدراسي وتعوق التفكير الابتكاري؟ 5- ما علاقة تشجيع الوالدين لأبنائهم على التحصيل الدراسي والتفكير الابتكاري، والمستويات التي يُحقِّقها الأبناء في التحصيل الدراسي والتفكير الابتكاري؟ 6- ما علاقة المستوى التعليمي للوالدين بتشجيع أبنائهم على التحصيل الدِّراسي والتفكير الابتكاري؟ 3- أهمية الدراسة: تنطلق أهميَّة هذه الدراسة، والتي تتناوَلُ علاقة الاتِّجاهات الوالديَّة بالتحصيل الدراسي والتفكير الابتكاري من الدور البارز الذي تلعبُه الاتِّجاهات الوالديَّة في تنشئة الأبناء وتكوين شخصيَّاتهم، ومن أهميَّة الابتكار في حياة الشُّعوب؛ إذ يتوقَّف التقدُّم الحضاري الراهن - إلى حدٍّ بعيد - على التفكير الإبداعي على اهتمام المجتمعات بالعنصر البشري، والاعتماد على الإنسان في تحقيق التنمية الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة، كما تنبعُ أهميَّة هذه الدراسة من أهميَّة التفوُّق الدراسي كمؤشِّر يمكن التنبُّؤ به - إلى درجة كبيرة - على النَّجاح في مواجهة المواقف المقبلة. وتأتي هذه الدراسة لتحقيق عدَّة جوانب هامَّة بعضها نظري والآخَر تطبيقي، وتتمثَّل الأهميَّة النظريَّة لهذه الدراسة في أهميَّة الموضوع ذاته والذي يتناوَلُ جانبين هامَّيْن من قُدرات الإنسان العقليَّة ألا وهما: التفكير الابتكاري، والتحصيل الدراسي، كنتاجٍ للعمليَّات العقليَّة المختلفة؛ إذ تُوفِّر الدراسة نتائج علميَّة ذات قيمة سيكلوجية تتعلَّق بطبيعة الاتِّجاهات الوالديَّة المؤثرة في التفوق الدراسي وتنمية التفكير الابتكاري، كما تُسهم الدراسة في توضيح طبيعة التفكير الابتكاري في مستوى النظريَّات السيكلوجية والبحوث المختلفة وتوضيح العلاقة بين التفكير الابتكاري والتحصيل الدراسي. أمَّا الأهميَّة التطبيقيَّة لهذه الدراسة فتتمثَّل فيما تُسفر عنه نتائج الدراسة الميدانيَّة من علاقة الاتِّجاهات الوالديَّة الإيجابيَّة والسلبيَّة بالتحصيل الدراسي والتفكير الابتكاري لدى طُلاب الصف الئالث بالمرحلة الثانويَّة بمدينة الرياض ودور الآباء في تشجيع أو إعاقة هذه الأنشطة العقليَّة لدى هؤلاء الطلاب. وعلى ضوء النتائج التي ستتوصَّل إليها الدراسة يمكن تزويد الآباء والمدرسة بمجموعةٍ من الاقتِراحات والتوجيهات التي قد تفيدُ في هذا المجال. أهداف الدراسة: تهدف هذه الدراسة إلى تحقيق عددٍ من الأهداف أهمها: 1- تحديد علاقة الاتِّجاهات الوالديَّة - كما يُدرِكها الأبناء - بالتحصيل الدراسي لطلاب الصف الثالث الثانوي بمدينة الرياض. 2- تحديد علاقة الاتِّجاهات الوالديَّة - كما يُدركها الأبناء - بالتفكير الابتكاري لطلاب الصف الثالث الثانوي بمدينة الرياض. 3- تحديد علاقة الاتِّجاهات الوالديَّة بتشجيع الوالدين لأبنائهم على التحصيل الدراسي والتفكير الابتكاري. 4- تحديد علاقة تشجيع الوالدين لأبنائهم على التحصيل الدراسي والتفكير الابتكاري، والمستويات الفعليَّة التي يُحقِّقها الأبناء في التحصيل الدراسي والتفكير الابتكاري. 5- الوقوف على أثر المستوى التعلُّمي في اتِّجاه تشجيع الوالدين لأبنائهم على التحصيل الدراسي والتفكير الابتكاري. 6- تعديل الاختبارات والمقاييس المستخدَمة في هذه الدراسة، والتي استُخدِمت في بيئات أخرى لتُصبِحَ ملائمةً للبيئة العربيَّة السعوديَّة. التوصيات الدِّراسات المقترحة ملخص الدراسة يتضمَّن هذا الفصل مجموعةً من التوصيات والدِّراسات المقترحة في ضوء النتائج التي توصَّلتْ إليها الدراسة، كما يُقدِّم في نهاية الفصل ملخصًا لمحتوى الدراسة وأهم نتائجها. أولاً: مقترحات وتوصيات الدراسة: في ضوء النتائج التي أسفرت عنها الدِّراسة يُقدِّم الباحث المقترحات والتوصيات التالية. 1- أنْ يعمل الآباء على زيادة التفاعُل الاجتماعي بينهم وبين الأبناء، وعلى الإفصاح عن مشاعر التقبُّل، وينمي لديهم حريَّة التعبير عن الرأي، ويُسهم ذلك السُّلوك من قِبَلِ الآباء في تنمية القُدرات المعرفيَّة والعقليَّة لدى الأبناء. 2- أنْ يُوفِّر الآباء المناخ النفسي والسياق الاجتماعي الذي يدعم الأسرة في توفير إشباع الحاجات النفسيَّة للأبناء؛ ممَّا يؤدِّي إلى الاستقرار النفسي الذي يُساعد الأبناء على التفوُّق في التحصيل الدراسي والتفكير الابتكاري. 3- أنْ يتجنَّب الآباء قدرَ جهدهم أنماط السلوك المتَّسمة بالتسلُّط والعقاب وإثارة الألم النفسي والتدليل والحماية الزائدة في تعامُلهم مع الأبناء؛ حيث إنَّ هذا السلوك من قبل الوالدين يَعُوقُ الفرص المتاحة أمامَ الأبناء لتنمية استعداداتهم وإطلاق طاقاتهم الابتكاريَّة. 4- أنْ يجنب الآباء أبناءهم التعرُّضَ للأزمات الانفعاليَّة ومواقف الصِّراع والإحباط؛ لما لهذه الأساليب في التنشئة الاجتماعيَّة من أثارٍ سلبيَّة تَعُوقُ النموَّ المعرفي والقدرات الابتكاريَّة لدى الأبناء. 5- العمل على كشف القدرات الابتكاريَّة لدى الأبناء وتطويرها وتنميتها، وخاصَّة أثناء دراستهم في المرحلتين المتوسطة والثانوية. 6- توجيه التنظيم الكلي للمدرسة الثانويَّة بما يحتوي عليه من مناهج وطرق تدريس وأنشطة صفيَّة ولا صفيَّة، إلى تنمية قُدرات التفكير الابتكاري ومساعدة الطلاب على التفوُّق الدراسي. 7- توفير الظروف البيئيَّة المناسبة لتحقيق التفوُّق في التحصيل الدراسي، وتنمية قُدرات التفكير الابتكاري، بتعاوُن جميع المؤسَّسات الاجتماعيَّة المشاركة في التنشئة الاجتماعيَّة، وهي الأسرة والمدرسة والمسجد ووسائل الإعلام، في تزويد الطالب بالخبرات الخصبة التي تتيحُ له الفرص لاكتشاف ذاته وتحقيق أفضل نماءٍ له. 8- إنشاء مدرسة ثانويَّة للمتفوِّقين دراسيًّا، وللذين يتوفَّر لديهم تفوُّق في مجالات التفكير الابتكاري، يكون مقرُّها مدينة الرياض، ويختار طلابها من بين الخمسة الأوائل في اختبار الكفاءة المتوسطة من كلِّ إدارةٍ أو منطقة تعليميَّة، ويُلحق بها قسم داخلي للإقامة، على أنْ يتوفَّر لهذه المدرسة إمكانات غير عاديَّة في التجهيزات والمختبرات، وتزويدها بالمدرِّسين الأكفاء المدرَّبين خِصِّيصى لتدريس فئة الطلاب المتفوِّقين، وتوفير قدرٍ من المرونة لها في تخطيط برامجها التعليميَّة التي تتيحُ تنمية قُدرات التفكير الابتكاري، وتُؤدِّي إلى التفوُّق الدراسي. 9- تشجيع الطلاب المتفوِّقين تحصيليًّا على إكمال دراستهم في فترةٍ زمنيَّة أقل من المدَّة الزمنيَّة المحدَّدة للمرحلة التي يدرسون فيها، وفي تجربة الثانويَّة المطوَّرة بالمملكة العربية السعودية فرصةٌ واسعة لإمكانيَّة تطبيق هذا؛ حيت يُسمح للطالب المتفوِّق دراسيًّا بتسجيل ساعات أكثر من الساعات المقرَّرة للطالب العادي. 10- إعداد دورات تدريبيَّة مُتخصِّصة في تعليم الموهوبين والمتفوِّقين دراسيًّا وتنمية قُدراتهم، يتمُّ تنفيذها بالتعاون بين كليَّات التربية ووزارة المعارف. 11- استغلال وسائل الاتِّصال الجماهيريَّة - الإذاعة المرئيَّة، الإذاعة المسموعة، الصحافة، المعارض - في عقد النَّدوات وإلقاء بعض المحاضرات المبسطة، وتوزيع الكُتيِّبات التوضيحيَّة؛ لتوضيح الطُّرق التربويَّة السليمة للآباء، وتجسيد المضار غير السويَّة (التهديد - التخويف - النصح اللفظي المثير للقلق والألم النفسي - الشعور بالذنب - الحرمان - والإهمال) في تربية الأبناء. 12- تطوير المناهج الدراسيَّة وتعميقها لتُناسِب النموَّ المعرفي، ولتصبح أكثر قدرةً على استثارة النشاط الإيجابي الإبداعي لدى الطلاب. الدِّراسات المقترحة: في ضوء النتائج التي توصَّلت إليها الدراسة الحاليَّة يقترح الباحث إجراء البحوث التالية: 1- دراسة الاتِّجاهات الوالدية - كما يُدرِكها الأبناء - وعلاقتها ببعض المتغيرات الاجتماعيَّة؛ مثل: حجم الأسرة، أعمار الأبناء، وترتيبهم الميلادي، وجنسهم. 2- تصميم مقياس للاتِّجاهات الوالديَّة - كما يدركه الأبناء - في البيئة السعودية يُراعي أنماط التنشئة الاجتماعيَّة في الأسر السعوديَّة، والسياق النفسي والدِّيني الذي يسود المجتمع السعودي. 3- متابعة كشف العلاقة بين الاتِّجاهات الوالديَّة - كما يُدرِكها الأبناء - والتحصيل الدراسي والتفكير الابتكاري في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة. 4- دراسة علاقة اتِّجاه الوالدين نحو تشجيع أبنائهم على كلٍّ من التحصيل الدراسي والتفكير الابتكاري، ومستوى كلٍّ من التحصيل الدراسي والتفكير الابتكاري لدى الأبناء، باستخدام أدوات مختلفة، وعلى عيِّناتٍ مختلفة لكشف العلاقة بينهما. 5- دراسة العوامل المؤثِّرة في التفكير الابتكاري لدى طُلاب المرحلة الثانويَّة بالمملكة العربية السعودية. 6- دراسة مقارنة للعلاقة بين الاتِّجاهات الوالديَّة والتحصيل الدراسي والتفكير الابتكاري لعيِّنةٍ من الجنسين لنفس الوالدين. ملخص الدراسة 1- مقدمة: تعتمدُ المجتمعات اعتمادًا كبيرًا على الأسرة في تربية النشء؛ باعتبارها أهمَّ وأقوى الجماعات الأوليَّة، وأكثرها أثرًا في بناء شخصيَّة الفرد، وإدماجه في الإطار الثقافي للمجتمع الذي يعيشُ فيه. وتعدُّ الاتِّجاهات الوالديَّة من العوامل الرئيسيَّة في التنشئة الأسريَّة؛ إذ يتوقَّف عليها نمط التفاعُل بين الآباء، والأبناء، ذلك التفاعُل الذي ينعكس تأثيره في سلوك الأبناء، فالاتِّجاهات الوالديَّة - وما يدركه الأبناء منها - تُؤثِّر إلى حَدٍّ كبير في التوافُق النفسي والاجتماعي للأبناء؛ إذ تمدُّهم بخبراتٍ كثيرة وتعدُّهم للاستجابة بطريقةٍ إيجابيَّة أو سلبيَّة للمواقف المختلفة. وتلعبُ الاتِّجاهات الوالديَّة - كما يُدرِكها الأبناء - دورًا هامًّا في التحصيل الدراسي، وفي إتاحة الفرص لنموِّ التفكير الابتكاري لدى الأبناء، ونظرًا لأنَّ أهميَّة الدور الذي تلعبُه الأسرة والمدرسة في رفع مستوى التحصيل الدراسي وتنمية التفكير الابتكاري بصفة عامَّةٍ، ودور الاتِّجاهات الوالديَّة في هذا المجال بصفة خاصَّة، قد شغل أذهان المربِّين والآباء، واستحوذ على اهتمام الدارسين في علم النفس؛ ممَّا أثار رغبة الباحث لدراسة العلاقة بين الاتِّجاهات الوالديَّة والتحصيل الدراسي والتفكير الابتكاري لدى طلاب المرحلة الثانوية في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية. 2- مشكلة الدراسة: لا جدال في أنَّ القدرة على التفكير الابتكاري والتفوُّق في التحصيل الدراسي لا يتمَّان في فراغٍ اجتماعي، وإنما لا بُدَّ لهما من سِياقٍ نفسي اجتماعي يحيطُ بالفرد في مراحل عُمره المختلفة ييسرُ تنمية التفكير الابتكاري ويرعى التفوُّق الدراسي. وقد أوضحت الدِّراسات النفسيَّة العديدة أنَّ السياق النفسي والاجتماعي داخل الأسرة يُسهم في تشكيل السمات الشخصيَّة للأبناء؛ إذ تعدُّ شخصيَّة الفرد نتاجًا للعلاقة التي يُخبرها الطفل مع والديه في طفولته؛ حيث تنشأ من علاقة الطفل بوالديه وأفراد أسرته اتِّجاهاتٌ وقيمٌ تصبح غالبًا أساسًا لعلاقاته بزُمَلائه، وقد تكون أساسًا لتقبُّل نموذجٍ معيَّن من الأيديولوجيَّات. ولمَّا كانت نتائج الدِّراسات المتاحة المتَّصلة بالعلاقات بين التنشئة الاجتماعيَّة والقدرة الابتكاريَّة غير حاسمة، كما أنَّ بعض الدِّراسات السابقة التي تناولت العلاقة بين الاتِّجاهات الوالديَّة والتحصيل الدراسي اتَّفقت في نتائجها أحيانًا، وتعارضت في أحيانٍ أخرى، فقد دفع هذا الباحثَ إلى أنْ يتناوَلَ هذه المشكلة الحيويَّة بالدراسة؛ لإلقاء مزيدٍ من الضوء عليها في المجتمع السعودي. ويمكن صياغة مُشكلة البحث في التساؤل الرئيس التالي: ما علاقة الاتِّجاهات الوالديَّة - كما يُدركها الأبناء - بكلٍّ من التحصيل الدراسي والتفكير الابتكاري لدى طلاب الصف الثالث الثانوي بمدينة الرياض. 3- أهمية الدراسة: تنطلقُ أهميَّة هذه الدراسة من الدور البارز الذي تلعبه الاتِّجاهات الوالديَّة في تنشئة الأبناء وتكوين شخصيَّاتهم، ومن أهميَّة الابتكار في حياة الشعوب وتقدُّم المجتمعات، ومن أهميَّة التفوُّق الدراسي كمؤشِّر يمكن التنبُّؤ به بمستوى القُدرات المعرفيَّة لدى الفرد، وقُدرته على مُواجهة بعض الواقف التعليميَّة. وتتمثَّل الأهميَّة النظريَّة لهذه الدِّراسة في توفير حقائق علميَّة ذات قيمةٍ سيكلوجية تتعلَّق بطبيعة الاتِّجاهات الوالديَّة المؤثرة في التفوُّق الدراسي والتفكير الابتكاري، أمَّا الأهميَّة التطبيقيَّة لهذه الدراسة فتتمثَّل في تزويد الآباء والمربِّين بمجموعةٍ من التوصيات من الاقتراحات التي تُسهم في تشجيع التفوُّق الدراسي وتنشيط القدرات العقليَّة وتنمية التفكير الابتكاري. 4- أهداف الدراسة: تهدف الدراسة إلى تحديد علاقة الاتِّجاهات الوالديَّة - كما يُدرِكها الأبناء - بكلٍّ من التحصيل الدراسي والتفكير الابتكاري لطلاب الصف الثالث الثانوي بمدينة الرياض في المملكة العربية السعودية، كما تهدف أيضًا إلى تعديل الاختبارات والمقاييس المستخدَمة كأدواتٍ في هذه الدراسة؛ لتصبح ملائمةً للمجتمع السعودي. 5- محتوى الدراسة: تضمَّنت الدراسة ستةَ فصولٍ بالإضافة إلى المراجع العربيَّة والأجنبيَّة وملاحق الدراسة: الفصل الأول: تناول فيه الباحث تحديد مشكلة الدراسة وأهميتها وأهدافها. الفصل الثاني: ناقش فيه الباحث الإطار النظري للدراسة الذي تضمَّن ستة محاور رئيسية؛ هي: الأسرة، والتنشئة الاجتماعيَّة، والاتِّجاهات الوالديَّة، وإدراك الأبناء للمعاملات الوالديَّة، التحصيل الدراسي، والتفكير الابتكاري. وأبرزت الدراسة أنَّ لكلِّ أسرة طابعها المميز الذي يجعلها تختلف عن غيرها في نفس البيئة الاجتماعيَّة المشتركة، ويَزداد هذا الاختلاف كلَّما تنوَّعت البيئات الاجتماعيَّة، وأوضحت أنَّ العلاقات الاجتماعيَّة الأسريَّة تتأثَّر بالجوِّ الانفعالي الذي يسودُ الأسرة، وكشفت الدراسة أنَّ الوظيفة النفسيَّة للأسرة تُعَدُّ إحدى الوظائف الحيويَّة التي تُؤدِّيها لأعضائها؛ حيث يتحقَّق إشباع الحاجات النفسيَّة، والتكيُّف الاجتماعي والنفسي، وتحديد الاتِّجاهات الشخصيَّة. وأوضحت الدِّراسة أهميَّة التنشئة الاجتماعيَّة في اكتساب المعتقدات، وأنماط السلوك، والقيم الاجتماعيَّة والخلقية، وأنها عمليَّة ديناميَّة مُعقَّدة ومتشعِّبة ومستمرَّة، وتستخدم أساليب متعدِّدة لتحقيق أهدافها، وكشَف الباحث عن ثلاثة شروط رئيسيَّة لحدوث التنشئة الاجتماعيَّة هي: المجتمع، والصفات البيولوجيَّة، والطبيعة الإنسانيَّة القادرة على إقامة علاقات عاطفيَّة مع الآخرين، وبذلك لا تحدثُ التنشئة الاجتماعيَّة بطريقةٍ عشوائيَّة وإنما تسير على هدى معايير بعضها خاص بالفرد وبعضها الأخر خاص بالمجتمع. وأبرزت الدِّراسة في هذا الجزء أنَّ الاتِّجاهات الوالديَّة هي التعبير الظاهري لاستجابات الآباء نحو سلوك الأبناء، وهي تنظيمات نفسيَّة كوَّنها الآباء والأمهات؛ نتيجة خبراتهم، وتحدد أنماط سلوكهم في تعاملهم مع الأبناء، وتترك أثارًا ايجابيَّة أو سلبيَّة في تكوين شخصيَّاتهم، وأوضحت الدراسة أنَّ الاتِّجاهات الوالديَّة تختلفُ باختلاف السِّياق النفسي والاجتماعي للأسرة؛ فبعض الأُسَرِ تتَّسم بطابع التحفُّظ أو التسلُّط، وبعضها الآخَر يتَّسم بالتحرُّر والتسامُح، وقد يغلبُ على بعضِها العطفُ المفرط، في حين يميلُ بعضها الآخَر إلى اللامبالاة. وحدَّدت الدراسة تسعةَ اتِّجاهات والديَّة هي: الحماية الزائدة، والتسلط، والقسوة، التدليل، والإهمال، وإثارة الألم النفسي، التذبذب، والتفرقة، والسواء؛ لدراستها وإبراز علاقتها بالتحصيل الدراسي والتفكير الابتكاري. وأوضحت الدراسة أنَّ هناك اتِّجاهين مختلفين إزاء طريقة جمع المعلومات عن سُلوك الوالدين مع الأبناء: أحدهما يُفضِّل استخدام أسلوب المشاهدة الموضوعيَّة المباشرة لسلوك الوالدين مع الأبناء، أمَّا الآخَر فيعتمد على أسلوب إدراك الأبناء لسلوك الآباء والأمهات، وأبرز الباحث الأسباب التي تجعلُه يُفضِّل أسلوب سؤال الأبناء عن سؤال الآباء، وأنَّ إدراك الأبناء للاتِّجاهات الوالديَّة خبرة ذاتيَّة تتأثَّر بجنس الفرد وعُمره وثقافته وميوله وحاجاته واتِّجاهاته وخبراته السابقة. كما تناوَلَ الباحث في الإطار النظري مفهوم التحصيل الدِّراسي والعوامل المؤثِّرة فيه، ومفهوم التفكير الابتكاري، ومواقف المدارس السيكولوجية المختلفة في تفسير الابتكار، والقُدرات المختلفة التي تُكوِّن التفكير الابتكاري، والعوامل التي تُؤثِّر في تنميته. الفصل الثالث: عرَضَ فيه الباحث بعض الدِّراسات السابقة العربيَّة والأجنبيَّة التي لها صلةٌ بموضوع دراسته، وقد تَمَّ تقسيمها إلى ثلاثة مجالات حسَب المتغيِّرات التي تناولَتْها الدِّراسة؛ وهي: مجال الاتِّجاهات الوالديَّة، ومجال التحصيل الدراسي، ومجال التفكير الابتكاري، ثم قام الباحث بالتعقيب على الدِّراسات السابقة مُوضِّحًا منهجها، وعيِّناتها، وأساليبها الإحصائيَّة، ونتائجها، وطرق الاستفادة منها. الفصل الرابع: تناول فيه الباحث إجراءات الدراسة الميدانية وتطبيقاتها؛ حيث حدد منهج الدراسة ومصطلحاتها، وحدود الدراسة وفروضها التي تمثَّلت في ثمانية فُروض، أربعة فروض منها خاصَّة بعلاقة الاتِّجاهات الوالديَّة كما يُدركها الأبناء بكلٍّ من التحصيل الدراسي والتفكير الابتكاري، وأربعة فُروض أخرى خاصَّة بعلاقة تشجيع الوالدين للأبناء على التحصيل الدراسي والتفكير الابتكاري بكلٍّ من الاتِّجاهات الوالديَّة، ومستوى التحصيل الدراسي والتفكير الابتكاري للأبناء، والمستوى التعليمي للوالدين. كما قام الباحث في هذا الفصل بتوضيح مجتمع الدراسة، وتحديد العيِّنة ومُواصفاتها وطُرق اختيارها والإجراءات التي استُخدِمت لضبطها، وقد اشتملت عيِّنة الدراسة على 295 طالبًا تَمَّ اختيارهم بطريقةٍ عشوائيَّة من طلاب الصف الثالث الثانوي بقسميه العلمي (163 طالبًا) والأدبي (103 طالبًا) في المدارس الثانويَّة الحكوميَّة للبنين بمدينة الرياض. كما أوضح الباحث في هذا الفصل الأدوات التي استخدمها في دراسته، واشتملت على مِقياس الاتِّجاهات الوالديَّة، واختبارات القُدرة على التفكير الابتكاري، والمعدَّل التراكمي للتحصيل الدراسي، واستبانة اتِّجاه الوالدين نحوَ تشجيع أبنائهم على كلٍّ من التحصيل الدراسي والتفكير الابتكاري، وناقَشَ الباحث في هذا الفصل جميعَ الإجراءات التي استُخدِمت في تعديل مقياس الاتِّجاهات الوالديَّة؛ ليُناسب البيئة السعوديَّة، والدراسة الاستطلاعيَّة والخطوات التي اتُّبعت للتأكُّد من صِدق وثبات مقياس الاتِّجاهات الوالديَّة، وإختبارات القُدرة الابتكاريَّة، واستبانة اتِّجاه الوالدين نحوَ تشجيع أبنائهم على التحصيل الدراسي والتفكير الابتكاري، ثم ختم الفصل بالأساليب الإحصائيَّة المستخدَمة في تحليل البيانات وإجراءات تطبيق الدراسة الميدانيَّة. نتائج الدِّراسة: عرض فيه الباحث نتائج الدِّراسة، ومُقابلة فُروض الدِّراسة مع النتائج التي توصَّلت إليها، كما قام بتحليل هذه النتائج وتفسيرها. وقد أسفرت الدراسة عن النتائج التالية: أولاً: فيما يختصُّ بالعلاقة بين الاتِّجاهات الوالديَّة - كما يُدرِكها الأبناء - والتحصيل الدراسي: • وجود علاقة ارتباط سالبة ذات دلالةٍ إحصائيَّة بين اتِّجاه التسلُّط والتدليل وبين التحصيل الدراسي. • وجود علاقة ارتباط موجبة دالَّة إحصائيًّا بين اتِّجاه السواء والتحصيل الدراسي. ثانيًا: فيما يختصُّ بالعلاقة بين الاتِّجاهات الوالديَّة - كما يُدرِكها الأبناء - والتفكير الابتكاري: • وجود علاقة ارتباط سالبة دالَّة إحصائيًّا بين اتِّجاه التسلُّط والتدليل وبين الأصالة. • وجود علاقة ارتباط موجبة دالَّة إحصائيًّا بين اتِّجاه السواء والمرونة والطلاقة الفكريَّة. • وجود علاقة ارتباط سالبة دالَّة إحصائيًّا بين اتِّجاه التذبذُب والطلاقة الفكريَّة والطلاقة اللفظيَّة. ثالثًا: فيما يختصُّ بالعلاقة بين اتِّجاه الوالدين نحو تشجيع أبنائهم على التحصيل الدراسي والتفكير الابتكاري والاتِّجاهات الوالديَّة. • وجود علاقة ارتباط سالبة ذات دلالة إحصائيَّة بين الاتِّجاهات الوالديَّة نحو التسلُّط، والإهمال، والتدليل، والقسوة، وإثارة الألم النفسي، والتفرقة وبين تشجيع التفكير الابتكاري. • وجود علاقة ارتباط سالبة دالَّة إحصائيًّا بين اتِّجاه الإهمال، وإثارة الألم النفسي وتشجيع التحصيل الدراسي. • وجود علاقة ارتباط موجبة دالَّة إحصائيًّا بين الاتِّجاهات الوالديَّة نحو الحماية الزائدة، والسواء وبين تشجيع التحصيل الدراسي والتفكير الابتكاري. رابعًا: فيما يختصُّ بالعلاقة بين اتِّجاه الوالدين نحو تشجيع أبنائهم على التحصيل الدراسي والتفكير الابتكاري ومستوى التحصيل الدراسي والتفكير الابتكاري لدى الأبناء. عدم وجود علاقةٍ دالَّة إحصائيًّا بين تشجيع الوالدين لأبنائهم على للتحصيل الدراسي ومستوى التحصيل الدراسي للأبناء، أو بين تشجيع الوالدين لأبنائهم على التفكير الابتكاري ومستوى التفكير الابتكاري لدى الأبناء. خامسًا: فيما يختصُّ بالعلاقة بين اتِّجاه الوالدين نحو تشجيع أبنائهم على التحصيل الدراسي، والتفكير الابتكاري وبين المستوى التعليمي للوالدين. • وجود علاقة ارتباط موجبة دالَّة إحصائيًّا بين المستوى التعليمي للآباء، وتشجيع الأبناء على كلٍّ من التحصيل الدراسي والتفكير الابتكاري. • وجود علاقة ارتباط موجبة دالَّة إحصائيًّا بين المستوى التعليمي للأمهات وتشجيع الأبناء على التحصيل الدراسي. وهكذا يتَّضح عدم التحقُّق من صحَّة الفرض الأول والثاني والخامس والثامن جزئيًّا؛ حيث كشفت الدراسة عن وجود بعض العلاقات الارتباطيَّة الدالَّة إحصائيًّا، سواء كانت موجبة أو سالبة بين بعض المقاييس الفرعيَّة للاتِّجاهات الوالديَّة والتحصيل الدراسي والتفكير الابتكاري، وبين المستوى التعليمي للوالدين، وتشجيع الوالدين لأبنائهم على كلٍّ من التحصيل الدراسي والتفكير الابتكاري. وتشيرُ النتائج التي توصَّلتْ إليها الدراسة إلى أنَّه تَمَّ التحقُّق من صحَّة الفرض الثالث والرابع والسادس والسابع؛ حيث كشَفت الدراسة عن وجود علاقة ارتباط موجبة دالة إحصائيا بين اتِّجاه السواء وكل من التحصيل الدراسي والتفكير الابتكاري، كما كشفت الدراسة عن عدم وجود علاقة دالَّة إحصائيًّا بين تشجيع الوالدين لأبنائهم على التحصيل الدراسي والتفكير الابتكاري ومستويات التحصيل الدِّراسي والتفكير الابتكاري لدى الأبناء. وقام الباحث بتفسير تلك النتائج في ضوء التنشئة الاجتماعيَّة السائدة في المجتمع السعودي، وما يمتازُ به من خصائص دينيَّة، وفي ضوء إدراك الأبناء المتميِّز للاتِّجاهات الوالديَّة. الفصل السادس: وتضمَّن مقترحات الدراسة وتوصياتها وعددًا من الدِّراسات التي تثيرُها الدراسة، وأنهى الباحث الفصل بملخص لمحتوى دراسته. الموضوعالأصلي : الاتجاهات الوالدية وعلاقتها بالتحصيل الدراسي والتفكير الابتكاري // المصدر : ممنتديات جواهر ستار التعليمية //الكاتب: barbielover
| |||||||
الإشارات المرجعية |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17) | |
|
| |
أعلانات نصية | |
قوانين المنتدى | |
إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان | إعــــــــــلان |